كيف تتعامل مع مريض نفسي؟
محتويات
كيف تتعامل مع مريض نفسي؟
إن الإجابة على هذا السؤال لها أكثر من محور يمكن أن نتناوله في السطور القادمة، ففي البداية يجب أن نعرف من هو المريض النفسي، ثم نميز بين بعض الأمراض النفسية، ثم نتطرق إلى بعض المهارات التي يجب أن يكتسبها المتعامل مع المريض النفسي.
والمرض النفسي يختلف عن العرض النفسي، فمن الممكن أن يتعرض بعض الأشخاص لبعض الأعراض الخاصة بمرض من الأمراض النفسية، مثل الهلع والخوف الشديد، وغيرها من الأمراض النفسية، ولكن هناك فارق مهم جداً يفرق بين المريض النفسي والشخص العادي الذي يتعرض لبعض الأعراض النفسية.
أهم ما يفرق بين المريض النفسي وغيره
كثير منا يقرأ في الصحف أو يسمع في وسائل الإعلام عن بعض الأمراض النفسية، ويشعر أن به بعض من تلك الأعراض، فمثلاً قد يتطابق مع عرض الخوف الشديد كما ذكرنا أو الوسواس القهري أو مشاهدة الخيالات وغيرها من الأعراض.
ولكن أهم ما يميز المريض النفسي عن غيره، أن المريض النفسي يشعر بتلك الأعراض بشكل مستمر، دائم لا ينقطع، وكذلك يشعر به بشكل غير مبرر، فلا يوجد ما يبرره.
فمثلاً إن شعر شخص بخوف شديد من الارتفاعات لفترة مؤقتة، وزال هذا العرض بعد ذلك فهذا لا يعد مرضاً نفسياً.
كذلك إن شعر بهذا الخوف من الارتفاعات بعد حادث وفاة أحد أصدقائه مثلاً أمامه وهذه الصدمة لازالت حديثة، فهو لا يعد مريضاً نفسياً ولكن يعد في فترة ما بعد الصدمة،
وهي حالة يمر بها كل إنسان، إن تعامل معها بشكل سليم فإنه يمر بكل مراحل الصدمة بسلام، أما إن لم يعاملها بشكل سليم فقد يتسبب هذا في مرض نفسي أو اضطرابات في الشخصية، وقد تحتاج لمختص لعلاجها.
في بداية التعامل مع المريض النفسي
يجب قبل البدء في التعامل مع المريض النفسي، أن يتم تشخيص المرض على يد مختص نفسي، فكثير من الأمراض النفسية تتشابه في أعراضها وتختلف في طريقة علاجها والتصرف معها.
فقد تتشابه الشخصية الهستيرية مع الشخصية العصبية في بعض الملامح ولكن طريقة المعاملة تختلف وطريقة العلاج النفسي أيضاً تختلف بين هذا وذاك.
فقبل التعامل مع المريض النفسي يجب أولاً أن يتم تحديد المرض على وجه الدقة على يد متخصص قبل البدء في التعامل معه.
لا تكتفي بالقراءة عن المرض عبر وسائل الإعلام
عند معرفتك بأن أحد المقربين منك مريضاً نفسياً، عليك أن لا تكتفي بالقراءة عن المرض من وسائل الإعلام المختلفة، ولكن عليك أن تستشير المختص في طريقة المعاملة،
فإن كانت الأعراض الخاصة بالمرض واحدة عند كل المرضى، فإن كل شخص يختلف عن الآخر في الماضي المرضي الخاص به، وردود الأفعال الخاصة تجاه بعض المثيرات.
ففي الوقت الذي تعتقد فيه مثلاً أن كلمة معينة أو موضوع معين يريح المريض ويحقق له الهدوء المطلوب، قد تجد أن نفس الكلمات تمثل لدى مريض معين سبباً قوياً للاستثارة السلبية التي تحتاج وقتاً كبيراً لعبورها.
احرص على جمع معلومات من المريض نفسه
كيف تتعامل مع المريض النفسي؟ هنا قبل التعامل مع المريض النفسي، اجمع كل المعلومات التي تستطيع جمعها عن هذا المريض، اجمعها ولكن لا تصدقها، فقط تعرف عليها، واختبرها بنفسك،
فكثير من المعلومات التي تجمعها عن بعض المرضى قد تكون قاصرة أو غير سليمة أو مجرد انطباعات، أو أن ناقل المعلومة لك له مصلحة في أن تعرف المعلومة بشكل معين غير سليم.
حاول أن تتفهم المعلومات بشكل صادق، وأن تضع نفسك مكان المريض، وتختبر منطقية المعلومات، فربما اكتشفت معلومة واحدة صادقة تحقق لك الفارق المهم في التعامل مع المريض.
فالمريض النفسي مثله مثل أي إنسان له مفاتيح للشخصية، ومفاتيح يتفاءل بها، ومفاتيح تستثيره، والتعرف على تلك المفاتيح ليس بالأمر الصعب المستحيل وليس بالأمر السهل الهين،
ولكنه أمر يحتاج إلى مثابرة وذكاء، فعندما تتعرف على تلك المفاتيح ربما استطعت ترويض المريض النفسي ومساعدته على الشفاء بمساعدة الطبيب المختص.
فربما كانت تلك المفاتيح التي تحقق الهدوء للمريض النفسي آية من الكتاب المقدس أو أغنية محببة أو تذكر حدث جميل.
إياك أن تشعر المريض النفسي أنه إنسان غير طبيعي
من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المتعامل مع المريض النفسي أنه دائماً يرسل له رسالة سلبية عن نفسه، أن المحيطين به لا يثقون في تصرفاته.
وتلك الرسالة تسبب المتاعب النفسية للشخص العادي فما بالنا بالمريض النفسي الذي يريد أن يشعر بالثقة في نفسه وثقة من حوله به، فالرسائل الإيجابية تسهم بشكل كبير في خفض حدة آثار المرض النفسي على المريض النفسي وعلى المحيطين به.
يجب الانتهاء سريعاً من المواقف السلبية
أي مريض نفسي، بل دعنا نقول أي إنسان قد يتعرض لبعض المواقف السلبية التي تحدث رغماً عنه، وتلك المواقف التي يتمنى الإنسان لو انها لم تحدث مثل بعض الشجارات مع أفراد الأسرة، أو بعض المتاعب التي تسبب فيها المريض النفسي لمن حوله،
يجب أن ينتهي الموقف السلبي في وقته ولا يتم الوقوف عنده كثيراً، ولا يتم تذكير المريض به بعد ذلك، فطالما تم دراسة الموقف والحصول على الدروس المستفادة منه فلا داعي من تكرار تذكر هذا الحدث، لأن تكرار تذكره يعتبره المريض نوع من أنواع الإذلال له، وكذلك يعتبره سبباً قوياً لإضعاف ثقته بنفسه.
والتصرف الصحيح هو أن يتم عبور اللحظات السلبية سريعاً، والدخول في معترك الحياة بشجاعة، حينها يستقبل المريض النفسي رسالة إيجابية بأن أفراد أسرته قادرون على عبور الأزمات والحياة بشكل عادي.
الاحتفال بالمواقف الرائعة يحقق المعجزات
هناك طريقة رائعة يتم تخفيف حدة آثار المرض النفسي على المريض وعلى المحيطين به، وهي مكافئة المريض النفسي على أي عمل إيجابي قام به، وهذه الطريقة تجعل المريض النفسي في حالة من الرضا النفسي الذي يسهم في استقرار حالته النفسية.
والمكافئة التي يتم مكافئة المريض بها يجب أن تكون محققة للغرض منها بشكل سليم، فلا يمكن أن نكافئ مريض نفسي بمكافئة لا يحبها،
بل يجب أن تكون المكافئة من النوع المناسب لشخصية وطبيعة المريض النفسي، فإن كان يحب هدايا من نوع معين، يجب أن تكون المكافئة من نفس النوع.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_6332