آخر تحديث: 05/11/2021
كيف تحدد أهدافك الخاصة بطريقة صحيحة، وما هي شروط الهدف؟
إن الإجابة على سؤال، كيف تحدد أهدافك الخاصة؟ من الأمور التي يجب أن يحرص عليها كل إنسان، لأنه في الحقيقة بدون الإجابة على هذا السؤال قد يعيش في فوضى مدمرة بدون أي فائدة تذكر من أي نشاط يقوم به.
ولنا أن نتخيل سفينة بدون ربان، أو سيارة بدون سائق، وبمعنى أدق سفينة أو سيارة يسيرون بدون خريطة أو هدف، فإنهم سيسيرون بشكل عشوائي دون الوصول لأي هدف.
هذا هو بالضبط حال الإنسان بدون أهداف خاصة، إنسان يعيش اليوم بيومه دون الحصول على أي منفعة تذكر من هذا اليوم، فما كسبه اليوم ربما ضيعه غداً، وما خسره اليوم قد لا يعوضه غداً حتى وإن أتته الفرصة لتحقيق ذلك، فكيف يضع الإنسان أهدافه بنجاح؟ هذا ما سنحاول مناقشته في السطور القادمة.
كيف تحدد أهدافك الخاصة بنجاح؟
- يجب قبل كل شيء أن تكون مقتنعاً بأهمية وجود أهداف خاصة بك، فهذه الأهداف تساعدك على تحقيق ذاتك وتضمن تطورك بشكل مستمر على كافة المستويات سواء عليماً أو اقتصادياً أو اجتماعياً.
- وهناك عدة جوانب يتم وضعها وتقسيمها لتضع لها الخطة المناسبة، فقد تكون على الجانب الاجتماعي أو الجانب الإيماني أو الجانب المادي أو خلاف ذلك من الجوانب التي ترى أن لها أهمية كبيرة في حياتك.
شروط الهدف الخاص وكيفية وضعه
فهناك بعض الشروط الواجب توافرها لكي يكون الهدف صالحاً للتطبيق، وبدون تلك الشروط فإن الهدف لن يكون قابلاً للتطبيق بأي حال من الأحوال، تلك الشروط سنحاول مناقشتها في السطور القادمة:
الهدف مشروعاً
- قبل كل شيء يجب أن يكون الهدف الذي تسعى لتحقيقه متفقاً مع المبادئ المشروعة والقيم والأخلاق السائدة في مجتمعك، فلا يمكن أن يكون هدفك الخاص هو تحقيق الربح الوفير من تجارة المواد المخدرة مثلاً بطريقة غير مشروعة.
- فهذا الهدف لا يمكن ولا يصلح أن يكون هدفك الخاص، وذلك لما في هذا الهدف من ضرر كبير للفرد والمجتمع، ولكي يكون هدفك معلناً ومقبولاً من المجتمع الذي تعيش فيه وتستطيع أن تستثمره بشكل صحيح يجب أن يكون مشروعاً ومقبولاً خلقياً واجتماعياً ودينياً.
الهدف واضحاً ودقيقاً
- هذا الشرط من الأهمية بمكان كبير جداً، حيث أن كثير من الناس حين تسألهم عن أهدافهم يطلقون بعض العبارات العامة الغير محددة أو واضحة.
- فمثلاً قد تسأل شخصاً عن أهدافه فيقول أريد أن أكون شخصاً صالحاً، أو أريد أن أكون شخصاً ذو هيبة كبيرة في المجتمع، أو أريد أن أرضي الله في اي شيء.
- أكيد تلك المبادئ العامة لها علاقة بمشروعية الهدف، ولكنها غير كافية ليكون الهدف جاهزاً للتطبيق، فيجب أن يكون الهدف دقيقاً وواضحاً، مثل أن يقول الشخص أريد أن أرضي الله بأن أبني دور عبادة على قطعة الأرض المجاورة للمنزل الخاص بي.
- فإذا ما قارنا ما بين عبارة "اريد أن أرضي الله" وبين عبارة " أريد أن أرضي الله بأن أبني دور عبادة في قطعة الأرض المجاورة لمنزلي" فارق كبير بين العبارتين، ففي الأولى الهدف عام ولا يوجد أي وضوح فيه.
- أما في الهدف الثاني نجد الهدف واضحاً وضوح الشمس في ضحاها، فهو حدد نوع المشروع المراد القيام به، وحدد المكان وحدد العديد من المواصفات التي من الممكن أن تسلمنا إلى الخطوات التالية لتحقيق الهدف الخاص.
قابلية الهدف للقياس والاختبار
- نعم عزيزي القارئ فمثالنا السابق الذي يريد صاحبه بناء دور عبادة، فيجب أن يحدد صاحب الهدف العديد من المواصفات بالأرقام المحددة، فمثلاً يجب أن يحدد مساحة الأرض المراد إنشاء المشروع عليها.
- ويجب أن يقوم بتصميم المبنى المراد بناؤه، وتكلفته بالأرقام حتى يبدأ في الخطوة التالية في تحقيق الهدف.
- وفي حالة غياب بيان من البيانات الهامة في هذا الشأن، فإن صاحب الهدف سيواجه صعوبة متوقعة في تنفيذ هذا الهدف لغياب هذه المعلومة أو هذا البيان.
- لذا كان من الضروري عند تحديد الأهداف أن تكون دقيقة وقابلة للقياس، فمجرد عبارة "أريد بناء دور عبادة" لا تفي بأي هدف يساعد على تحقيق الهدف المنشود عملياً.
الهدف معقولاً ومناسباً للقدرات
- إن التدرج في تحديد الأهداف من أهم عوامل نجاح الهدف، فمثلاً إذا كان صاحب الهدف يريد أن يبني دور عبادة، فليكن الهدف الأول هو شراء الأرض الذي يريد بناء الدار عليها، ولكن لا يمكن أن يكون الهدف هو بناء الدار بدون شراء الأرض أولاً.
- ومن جهة أخرى يمكن أن يكون الهدف مناسباً للقدرات، فإذا كان الهدف لطالب في كلية التجارة يريد إنشاء شركة مساهمة مثلاً، فالهدف الأول القابل للتحقق ليس إنشاء الشركة.
- ولكن الانتهاء من التعليم الجامعي أولاً، وذلك لجمع المعلومات اللازمة لإدارة المشروع بعد إنشاؤه.
- لذا كان من الضروري أن يكون الهدف مناسباً لقدرات الشخص، وهذا لا يتعارض مع الطموح، ولكن يتكامل معه، فالطموح يجب أن يكون متسماً بالمصداقية والمعقولية حتى تزيد فرص النجاح الخاصة به.
ارتباط الهدف بوقت محدد
- من أهم الشروط الواجب توافرها في الهدف الخاص أن يكون الهدف محدد بوقت معلوم، فلا يمكن أن يكون هناك هدف بدون زمن له نقطة بدء ونقطة نهاية.
- فمثلاً لا يمكن القول بأنني أريد أن أنهي قراءة هذا الكتاب، فهذا الهدف بتلك العبارة غير قابل للتحقق، ولكن يجب أن يقول "أريد إنهاء قراءة هذا الكتاب على مدار الأسبوع الحالي" فتلك العبارة حددت الزمن المراد تحقيق الهدف فيه، وبذلك يكون قد وضع لنفسه الشرط الجوهري لنجاح الهدف.
- فكثير من الناس لا يضعون الزمن المحدد لأهدافهم، أو يضعونها بشكل غير احترافي، حيث أنهم عند شعورهم بالحماس الشديد تجدهم يضعون خطط زمنية غير واقعية وغير مناسبة لقدراتهم.
- مثل أن يقول الطالب أريد أن أنهي دراسة المنهج الدراسي في يوم واحد بالتفصيل، وهذا الهدف رغم أنه محدد الزمن، إلا أنه في الواقع غير واقعي وغير معقول.
- والصحيح أن يضع الإنسان الخطة الزمنية بعد استشارة أهل التخصص فهم أفضل من يساعدون الإنسان في وضع الخطة الزمنية بشكل واقعي.
- تلك كانت خطوات يطلق عليها أهل التخصص خماسية الهدف الفعال، وتلك الخماسية تساعد الإنسان على تحقيق هدفه بطريقة فعالة، وهناك العديد من الكتابات التي تناقش أنواع أخرى من شروط الهدف الخاص وطريقة وضعه ولكن الأهم من كل ذلك هو وجود إرادة لتحقيقه.
التفكير الحر ودوره في صنع الأهداف
وهناك طرق عديدة لتبدأ بها في وضع أهدافك الخاصة بنجاح، ولكن أهمها هو:
- أن تقوم بعمل ما يطلق عليه التفكير الحر، أي أنك تضع القلم على الورق لتكتب أول ما يخطر ببالك، أو تقوم بتسجيل حر بصوتك لتتحدث عما يخطر ببالك.
- ثم تقوم بعد التسجيل أو كتابتك لأفكارك بعمل عناوين رئيسية لما سجلته أو كتبته، فتلك العناوين لها تأثير كبير على تفكيرك، مثل أنك تضع عنواناً مثلاً عن حبك للألعاب الرياضية، أو حبك لتجربتك في قراءة كتاب معين.
- ثم تقوم بعد ذلك بوضع ترتيب لتلك العناوين التي وضعتها على عدة أنواع، النوع الأول منه هو في الأهم فالأقل أهمية، فمثلاً عنوانك الخاص بالاستذكار قد يكون الأهم لقرب الامتحانات، بينما يمكن تأجيل الأهداف الأخرى لوقت آخر.
- وربما كان ترتيبك على حسب الجاهزية، فهناك بعض العناوين تحتاج لتجهيزات معينة، مثل قيامك بالاتفاق مع مدرب خاص لبدء ممارسة رياضة معينة، أو شراء بعض الأدوات لبدء مشروع معين.
وأخيراً ... فسؤال كيف تحدد أهدافك الخاصة؟ سؤال له جوانب كثيرة عليك أنت عزيزي القارئ أن تستكملها بحسب تفصيلات الهدف الذي تريد تحقيقه.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_12905
تم النسخ
لم يتم النسخ