كتابة :
آخر تحديث: 23/02/2022

لماذا خلق الله الخير والشر في حياة الإنسان؟

لماذا خلق الله الخير والشر؟ سؤال يخطر في أذهان الكثير من الناس ويبحثون لمعرفة الإجابة عنه، حيث أنه من المعروف أن الله تعالى له حكمة في جميع خلقه وأوامره.
وسوف نتعرف في هذا المقال على موقع مفاهيم لماذا خلق الله الخير والشر؟ وحكمة الله في خلقه وأمره وما هو واجب المسلم تجاه أوامر الله وخلقه؟
لماذا خلق الله الخير والشر في حياة الإنسان؟

ما هي الحكمة من خلق الله الخير والشر؟

• هناك حكمة من خلق الخير والشر، حيث أن الله هو الخالق كل شيء بما في ذلك الخير والشر إلا أن الشر لا ينسب لله تعالى.

• ولكن الله خلقه لحكمة وبهذه الحكمة يعود الشر خيرا، فنحن نعلم علم اليقين بأن الله هو القدير وهو خالق كل شيء، كم نكون على يقين بانه سبحانه وتعالى عليم حكيم في أفعاله، فإذا أيقينا بأن الله خلق الخير والشر فيجب أن يكون خلقهما لحكمة.

• فيجب معرفة هذه الحكمة من خلقهما حيث أن الحكمة هي ضالة المؤمن وذلك لما ورد عن الرسول صل عليه وسلم في حديثه الشريف (الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها).

وسوف نتعرف في السطور التالية على إجابة سؤال "لماذا خلق الله الخير والشر؟":

• إن الله سبحانه وتعالى أراد أن تكون الدنيا دار ابتلاء واختبار، وذلك لكي يميز سبحانه وتعالى بين المؤمن والكافر، ثم ينال كل فرد جزاؤه في الدنيا والآخرة، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز (ولنبلونكم بالشر والخير فتنة) فكان الخير والشر ابتلاء منه سبحانه وتعالى.

• كما إننا نؤمن بأن الله لا يأتي إلا بكل خير؟ أما ما نراه من شر، فإنه يعتبر شرا حسب رؤيتنا القصيرة عن إدراك عواقب الأمور ولو تحلى الإنسان بمزيد من الصبر والانتظار برهة لأدرك الخير والفائدة من خلق الله تعالى لهذا الشر، حيث يقول الله في كتابه العزيز (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا) فقد قال المؤمنون إلا ما كتب الله لنا، ولم يقولوا كتب الله علينا،وفي هذه الآية بيان أن إدراك المؤمن بأن كل ما يكتبه الله سبحانه وتعالى على المؤمن من جميع الأمور إنما هو خير له في دينه ودنياه وعاقبة أمره.

خلق الله تعالى للدنيا

أن الله قسم مخلوقاته إلى ثلاثة أقسام، فالقسم الأول هو ما كان شرا محضاً كإبليس والنار، وهما يعتبران شرا محضا بالنسبة إلى ذاتهما، أما بالنسبة لحكمة الله من خلقهما فإنهما يعدان خيرا، والقسم الثاني هو ما كان خيرا محضا كخلق الله للجنة والرسل والملائكة عليهم جميعا أفضل السلام، والقسم الثالث هو ما كان مشتملا على الخير والشر كخلق الله تعالى للإنس والجن والحيوان والحكمة من خلق الله تعالى للخير والشر تتضح من خلال مجموعة من الأمور أبرزها ما يلي:

• معرفة آثار أسمائه تعالى وصفاته التي تشتمل على مغفرته تعالى للبشر، وحلمه وعفوه وستره سبحانه وتعالى على مرتكبي المعاصي فلولا خلق الله تعالى للأسباب التي أدت إلى ظهور مثل هذه الصفات والأسماء لعدمت الحكمة من وجودهما، حيث أن من صفاته الله تعالى أنه عفوا فلابد من وجود أناس يعفو عنهم ويسامحهم عند ارتكابهم لمعاصي والذنوب.

• ظهور أثار أسمائه وصفاته سبحانه وتعالى التي تشتمل على معاني الحكمة والخبرة، حيث أن الله تعالى يضع كل شيء في موضعه المناسب فلا يضع الثواب موضع العقاب ولا يضع الخير موضع الشر وهكذا.

• حصول الله تعالى على العبودية الخالصة لوجهه تعالى، حيث أن كثير من العبادات ما كانت توجد لولا خلق الله تعالى لإبليس فعلى سبيل المثال أن الجهاد في سبيل الله لم يخلق إذا كان جميع البشر مؤمنين.

• وجود عبادة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

• ظهور عبادة الاستغفار والتوبة إلى الله حيث لولا وجود الذنوب لما وجدت التوبة والاستغفار اللذان يحبهما الله سبحانه وتعالى من عبده.

• استعاذة الإنسان بالله من العدو أو من أي مكروه يصيبه، حيث أن الإنسان يلجأ إلى الله أن يعصمه من ذلك العدو ويجيره من هذا الخطر.

حكمة الله في خلقه وأمره

هناك حكمة من خلق الله الإنسان والخير والشر في حياته، ويمكننا التعرف على تلك الحكمة للمولى عز وجل من خلال الآتي:

• إن الإنسان لا يكون مؤمنا حقا مؤمنا موحدا بالله إلا إذا أيقن بحكمة الله تعالى في جميع ما خلقه وقدره وامتثل لجميع أوامره كلها، كما يعلم علم اليقين أن هذه الأمور أنزلت وشرعت من لدن حكيم خبير، فالله تعالى من سمائه وصفاته العليا انه الحكيم أي أنه متصف بالحكمة.

• فالحكيم هو الذي لا يصدر منه قولا أو فعلا إلا إذا كان صوابا وحقا، كما تصدر منه الأمور بإتقان ودقة وقد ذكر اسم الله تعالى الحكيم في القران الكريم أربعا وتسعين مرة.

• ومن المسلم به أن الله تعالى لم يخلق شيئا على وجه العبث وإنما خلقه لحكمة بالغة، وقد ظهرت هذه الحكمة في كيفية خلقه للإنسان في أحسن صورة كم أبدع سبحانه وتعالى في خلقه للكون وكيفية ترتيبه على أفضل ما يكون.

• كما تظهر حكمته سبحانه وتعالى في تشريعاته وأوامره، حيث أن شرائعه قد اشتملت على كل ما هو خير في الدنيا والآخرة،كما أن جميع شرائعه وأوامره قد اشتملت على ما فيه مصلحة العبد سواء كانت هذه المصلحة عاجلة أو آجلة.

• حيث قد يشعر الإنسان أن بعض أوامر الشرع تضيق الأمور عليه وتضعه في موضع محرج أو تسبب له بعض الأضرار أو تفوت عليه شيئا من المصالح، لكن الإنسان إذا تدبر وتأمل جيدا رأى ما يكمن وراء هذا الأمر من مصالح حقيقية يحصل عليها في عاقبة الأمر.

• وذلك اذا التزم في جميع شئونه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد جمع الله تعالى بين حكمته لخلقه وحكمته لتشريعاته في قوله تعالى (الا له الخلق والأمر تبارك الله رب العلمين).

• فيجب على جميع المؤمنين أن يطيعوا لأوامر الله ويؤمنوا بكمته بل يجب أن يقولوا سمعنا وأطعنا.

وختاما نرجو أن نكون قد قدمنا في هذا المقال إجابة واضحة عن السؤال المطروح، مع ذكر واجب المسلم تجاه أوامر الله.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ