تأثير زواج الأم على نفسية الأطفال
محتويات
تأثير زواج الأم على نفسية الأطفال
تؤكد العديد من الدراسات النفسية التي تناولت تأثير زواج الأم على نفسية الأطفال، والتي يتعرض لها الأطفال فور زواج الأم بزوج آخر أن الأمر هنا مرتبط إلى حد كبير بالمرحلة العمرية التي يمر بها الأطفال.
قد أكدت عدة دراسات أنه كلما كان الأطفال في مرحلة عمرية كبيرة أي أن عمرهم تعدى الست سنوات كلما كان الأمر أصعب للغاية حيث يكون الطفل على وعي ودراية تامة بكل ما يحدث كما أنه يكون قد تعود على والده ويرغب في البقاء بجواره.
بينما إذا كان الطفل أقل من هذا السن فإن الأمر يكون أقل ضرراً حيث لا يزال الطفل صغيراً ولا يميز الأمور بل ويمكنه أن يتعلق بالزوج الجديد خاصةً إذا إقترب منه وعامله معاملة طيبة.
أما بعد هذا السن فإن الأمر يزداد تعقيداً ونقصد هنا سن المراهقة حيث نجد أن الأبناء في هذه المرحلة العمرية يظهرون حالة من النقد الشديد تجاه أبائهم وأمهاتهم ويقومون بتحميلهم كامل المسئولية عن أي شيء غير مرضي في حياتهم.
بل إن الأغلبية يصبح لديهم نوع من الخجل الشديد تجاه أمهم لكونها مرتبطة ومتزوجة برجل آخر غير أبيهم فهذا الأمر يكون مجالاً للخلاف بينهم بشكل دائم، ولا شك أن كل تلك المشاحنات من شأنها أن تخلق قدر كبير من الاضطرابات النفسية التي تبدأ في الظهور علي الطفل.
يؤكد أحد أخصائي الصحة النفسية أنه وبمجرد أن يعرف الطفل أن أمه سوف تتزوج وأن هناك رجل آخر سيقتحم حياتهم، تتكون لديه مجموعة من الاضطرابات النفسية والتي تبدأ في الظهور علىصحته وملامحه وتصرفاته.
ولعل أشهر تلك الاضطرابات هي القلق، وبالطبع الأم في وقتها لا تعرف هذا الأمر نتيجة عدم خبراتها بالنواحي النفسية، ولكن مظاهر القلق التي تبدأ في الظهور على الطفل تتمثل في قضم الأظافر وظهور حركات لا إرادية في أطراف الجسم سواء الرجل أو اليدين.
وتبدأ العديد من الأفكار السلبية التي تظهر وتسيطر على عقل الطفل وتفكيره، وجميع تلك الأفكار تكون متعلقة بالمستقبل وكيف تكون العلاقة بينه وبين هذا الرجل الغريب الذي سيكون فرد أساسي من عائلتهم،
ولعل من أهم الأفكار التي تسيطر عليه تلك التي تتعلق بأن أمه لن تهتم به كما كانت من قبل وسوف يخرج من دائرة اهتمامها ليحل زوجها الثاني مكانه أو ربما تنجب له أخوه آخرين من هذا الرجل.
التأثيرات النفسية لزواج الأم على الأطفال
يؤكد الأطباء النفسين أن الزواج الثاني للأم له تأثيرات سلبية للغاية على نفسية الأطفال، دعونا نقترب من تلك الآثار بشكل أكثر تفصيلاً في السطور القادمة:
حالات الإكتئاب
يبدأ الطفل في الدخول بدائرة الإكتئاب حيث يبدأ الأمر برجل غريب يدخل حياته ليحل محل والده، وربما يكون هذا الرجل يبادله شعوراً غير لطيف فيبدأ الطفل بالتعرض لمشاعر الخوف والقلق الشديد للغاية وتطبع الأفكار السوداء طابعها على كافة نواحي تفكيره.
الإحساس بالغيرة
أحد أكثر المشاعر التي تسيطر على الطفل في هذه المرحلة أن هذا الرجل الجديد سوف يأخذ أمه منه ولن تهتم به كما كانت تهتم من ذي قبل، ومن ناحية أخرى يشعر بالغيرة على أمه من هذا الزوج، فالطفل يتصرف كما لو كانت أمه ملكية خاصة له ليس لأي شخص الحق فيها سواه، فتبدأ مشاعر الغيرة على أمه من ناحية ومشاعر غيرته من هذا الرجل من ناحية أخرى.
إضطرابات النوم
من أكثر الاضطرابات التي تواجه الطفل فور أن تقدم أمه على الزواج الثاني، كونه يظل الطفل مستيقظاً سواء برغبته أو دون رغبته حيث يظل يفكر في وضع هذا الرجل الجديد ووضعه هو ذاته في هذا البيت الجديد الذي انتقلوا إليه وكيف ستكون العلاقة في الأيام القادمة هل سيعامله معاملة طيبة أم ستكون معاملته سيئة، ويظل الطفل يفكر في والده وكيف كان يعيش معه مجتمعين.
كيفية التغلب على آثار الزواج الثاني للأم علي الطفل
يؤكد أخصائي الصحة النفسية أن هناك مجموعة من الآليات والطرق التي من الممكن إتباعها من أجل أن يتم القضاء علي كافة الآثار السلبية التي تظهر علي الطفل جراء الزواج الثاني للأم، دعونا نتعرف علي تلك الطرق في ما يلي :
- تنظيم يوم الطفل من خلال خلق مجموعات من الأنشطة المختلفة التي تملأ يومه من أجل آلا نترك له فرصة أن يظل جالساً بمفرده وتسيطر الأفكار السلبية عليه.
- فتح حوار من جانب الأم مع الطفل قبل الشروع في الإقدام على خطوة الزواج، حيث تمهد له وتؤكد له أنها ستظل كما هي معه وسيظل هو اهتمامها الأكبر وتحاول أن تقنعه بفكرة الزواج الثاني وأنهم بحاجة إلى رجل يتواجد معهم كحماية لهم من تقلبات الدنيا.
- تخصيص وقت للطفل حيث يستوجب على الأم أن تخصص من جانبها وقتاً خاصاً بطفلها يكون هذا الوقت ملكاً لهما ولا يشاركهما أحد فيه بحيث تحاول في هذا الوقت أن تعوضه عن انشغالها بزوجها عنه وتمارس معه بعض الهوايات المشتركة والأنشطة التي تعود عليه بالنفع.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_3243