كتابة : أشرقت السيد
آخر تحديث: 30/03/2023

ماذا يحدث في القبر؟

ماذا يحدث في القبر؟ يعد هذا التساؤل من أكثر التساؤلات التي تشغل فكر الإنسان، لأن دخول القبر يعتبر نهاية الحياة الدنياوية وبداية الحياة الأزلية، فيجب على المسلم أن يكون ملمًا بالأحداث التي تحدث في القبر وعلى دراية كافية بها حتى يكون مستعدًا لها من عبادات وتقرب من الله عز وجل، ويجب أن يكون مؤمنًا ومصدقًا لما ورد في كتاب الله عز وجل وما جاء على لسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لكل ماهو متعلق بنعيم وعذاب القبر، وسوف نتعرف فى موقع مفاهيم على ما الذى يحدث فى القبر بالتفصيل.
ماذا يحدث في القبر؟

ماذا يحدث في القبر؟

  • ماذا يحدث في القبر أول يوم؟ يجب علينا أن نعرف أن الإنسان عند دخوله القبر وتركة للدنيا وما عليها من مال وأموال وجاه، وبعد دفنه يتركه أهله وأصدقائه وأحبابه ويظل وحيدًا في قبره، عندها ترد إليه روحه وهذه الحياه ليست كحياته الدنيوية.
  • فهو لا يحتاج للطعام والشراب وغير ذلك، وإنما هي حياة برزخية تتعلق بالسؤال والجواب وبعد مرحلة السؤال والجواب ترفع روحه إن كان من أهل النعيم فترفع إلي عليين ويبشر العبد بمقعده في الجنة، وإن كان من أهل العذاب فيذهب إلى النار وبئس المصير.

سؤال الملكين للعبد في القبر

سؤال-الملكين-للعبد-في-القبر

كم يستمر سؤال الملكين في القبر؟ يقوم الملكان بسؤال المتوفي عدة أسئلة، لتحديد وجهة المقبلة سواء من نعيم وراحة في القبر أو عذاب، والتي ستحدد مصيره الأخير إما جنة الخلد أو النار، فيقوم الملكان بعد انصراف الناس ويجلسانه في موضعه ويسألونه:

  • من ربك.
  • ما دينك.
  • من نبيك.
  • فإذا كان مؤمن فيجاوب بثبات من الله عز وجل ويقول ربي الله، ديني الإسلام، نبي محمد صلي الله عليه وسلم فإذا انتهت الأسئلة والإجابات، رأى منزله في الجنة جزاء لقربه وطاعت لله عز وجل.
  • أما إذا كان كافرًا فلا يستطيع الجواب ويغيب عن ذهنه كل الإجابات فيرد على كل سؤال لا أدري لا أدري فيرى مقعده من النار جزاء لما كسبت يداه وإتباعه لشهواته وهواه.

ماذا يحدث في القبر للميت أول ليلة فى القبر؟

وقد أكد لنا ذلك ما ورد في الصحيحين عن أنس بن مالك▪︎ رضي الله عنه- أنّ رسولَ اللهِ-عليه الصّلاة والسّلام- قال:

« إنّ العبدَ إذا وُضِعَ في قَبرِه، وتولى عنه أصحابَه، وإنه ليسمعُ قَرْعَ نعالِهم، أتاه ملكانِ، فَيُقعَدانِه فيقولانِ: ما كنتَ تقولُ في هذا الرجلِ، لمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم-، فأما المؤمنُ فيقولُ: أشهدُ أنه عبدُ اللهِ ورسولُه، فَيُقالُ له: انظرْ إلى مقعدِكَ من النارِ، قد أبدلك اللهُ به مقعدًا من الجنةِ، فيراهما جميعًا. قال قَتادَةُ وذكر لنا: أنه يُفْسحُ في قبرِه، ثم رجع إلى حديثِ أنسٍ، قال: وأما المنافقُ والكافرُ فَيُقالُ له: ما كنتَ تقولُ في هذا الرجلِ؟ فيقولُ: لا أدري، كنتُ أقولُ ما يقولُ الناسُ، فَيُقالُ: لا دَريتَ ولا تَليتَ، ويُضْرَبُ بِمَطارِقَ من حديدٍ ضربةً، فيصيحُ صيحةً، يَسمعُها من يليِه غيرَ الثقلين».

أحوال العباد في القبر

ماذا يحدث في القبر؟ هناك العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي توضح ما يمر به الإنسان في قبره من ثواب وعقاب وسؤال وجواب، فمن هذه الأحوال، ما يلي:

  • فمن كان في حياته قريبًا من الله عز وجل مؤديًا لفرائضه بارًا بأهله مبتعدًا عن الكبائر والفواحش وما نهى الله عز وجل عنه يكون في قبره مرتاحًا منعمًا متمتعاً بعلامات نعيم القبر، وتمر عليه مراحل القبر بسلاسة ويسر حتى ير مقعده من الجنة.
  • أما من كان في حياته متبعًا لشهواته وهواه مرتكبًا للكبائر والمعاصي التي نهى الله عنها فإن مراحل القبر لا تكون سهلة ولا ميسرة عليه أبدًا وإنما يلقي العذاب جزاء ما كان يقوم به في الدنيا، ونعطي بعض الأمثلة لما يحدث في القبر والآيات والأحاديث الدالة علي ذلك:
  • إن بعد الانتهاء من مرحلة السؤال والجواب فالمؤمن الذي يسر الله له الإجابة ورأى منزله في الجنة، فأنه ينعم في قبره ويتسع له القبر، ويشعر فيه بالراحة والنعيم حتى ينتقل إلى منزلة من الجنة، فيتمنى أن تقوم الساعة اشتياقًا ورغبة فى ذلك.
  • وأما الكافر الذي لا يستطع الإجابة على أسئلة الملكين ويرى موضعه من النار فيضيق عليه قبره ويرى جميع أنواع عذاب القبر إلى أن تقوم الساعة ويذهب إلى موضعه من النار فيتمنى لو لا تقوم الساعة أبدًا كما أنه يرى مقعده في النار صباحًا ومساءً قال – تعالى-: «النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا».

آراء الفقهاء فى بعض أحداث القبر

ماذا يحدث في القبر؟ من التساؤلات المهمة أن مرحلة السؤال والجواب التى تتم بين الملكين وبين العبد، هل يكون هذا السؤال واقع على الجسد أم على الروح أم على كلاهما؟ وقد أختلف العلماء فى ذلك ونوضح آرائهم فيما يلي :

  • يرى جمهور السنة أن الروح ترد إلى الجسد بعد دخول القبر أو إلى ما تبقى من الجسد فى حالة أن المتوفى قد تعرض لبتر أو حرق، ويرون أن سؤال الملكين يقع على الجزء المتبقي من الجسد.
  • مذهب الإمام أبو حنيفه والغزالي رحمهما الله هو التوقف فعودة الروح إلى الجسد عند السؤال غير مستقرة عندهم من حيث عودتها للجسد داخل القبر أو يكون ذلك عند قيام الساعة فالله أعلى وأعلم.
  • يرى الإمام أبو جرير الطبري أن سؤال الملكين يقع على الجسد فقط.

وفي تساؤل آخر: هل الميت فى قبره يسمع من حوله أم لا؟

أختلف العلماء فى إحساس الميت بعد الموت منهم من أقر أنه يسمع من حوله ومنهم من أنكر ذلك، ومن أدلة من أقروا ذلك ما يلى:

ما جاء في الصحيحين:

  • أنّ النّبي- صلّى الله عليه وسلّم- قال عن الميّت: «إنّه ليسمع خفق نعالهم إذا انصرفوا».

ما ورد في خطاب

  • النّبي- صلّى الله عليه وسلّم- لقتلى بدر من المشركين، وذلك بعد أن تركهم ثلاثة أيّام: « يا أبا جهل بن هشام، يا أميّة بن خلف، فسمع عمر رضي الله عنه ذلك فقال: يا رسول الله! كيف يسمعوا وأنّى يجيبوا، وقد جيفوا؟ فقال: والذي نفسي بيده، ما أنت بأسمع لما أقول منهم، ولكنّهم لا يقدرون أن يجيبوا. ثمّ أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر»، رواه البخاري ومسلم.

ما ورد في الصحيحين

  • من غير وجه، أنّه- صلّى الله عليه وسلّم- كان يأمر بالسّلام على أهل القبور فيقول: «قولوا السّلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون».
  • وقد أنكرت السّيدة عائشة-رضي الله عنها- أن يسمع الموتى كلام الأحياء، وذلك من خلال احتجاجها بقوله– تعالى-: «إنّك لا تسمع الموتى»، وبقوله: «وما أنت بمسمع من في القبور»، (سورة فاطر،22).

أدلة من القرآن والسنة على نعيم وعذاب القبر

أدلة-من-القرآن-والسنة-على-نعيم-وعذاب-القبر

أتفق أهل السنة والفقهاء على نعيم القبر وعلاماته وعلى عذاب القبر وهناك الكثير من الأدلة على ذلك:

  • حيث قال- سبحانه وتعالى-: «النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ»، سورة غافر.
  • وقال- سبحانه وتعالى-: «وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ»، (سورة الأنعام،93).
  • وقوله- سبحانه وتعالى-: «سنعذّبهم مرّتين ثمّ يردّون إلى عذاب عظيم».
  • وورد في الصّحيحين أنّ النّبي- صلّى الله عليه وسلّم- مرّ بقبرين فقال: «إنّهما ليعذّبان وما يعذّبان في كبير، أمّا أحدهما فكان لا يستبرئ من البول، وأمّا الآخر فكان يمشي بالنميمة»، وورد في صحيح مسلم: «إنّ هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه».

الأسئلة الشائعة

كم يستمر عذاب القبر؟

  • عذاب القبر نوعان، منه ماهو دائم لقوله تعالي النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ومنه ماهو منقطع وهو للعاصى يعاقب به حتى يخفف عنه.

ما هى علامات نعيم القبر؟

  • منها أن يفسح للعبد فى قبره، أن يفرش له من فراش الجنة ويلبس ملبسها، يكون قبره مضئ له ويرى منزله من الجنة.

لمن يكون نعيم القبر؟

  • ينعم فى القبر من يؤدى فرائضه من صلاة وصيام وزكاه وحج، وقرأة سورة الملك وآية الكرسي، وغير ذلك من الأفعال المحببة إلى الله عز وجل.

هل يزور الميت أهله؟

  • لا يستطيع الميت زيارة أهله أو العودة إلى الدنيا مرة أخرى.
ماذا يحدث في القبر؟ إن فى القبر حياة تختلف عن الحياة الدنياوية فهي حياة برزخية، فيها تبدأ مرحلة الحساب للعبد فإحساس الميت بعد الموت إن كان مطيعًا ومؤمنًا، فيكون قبره روضة من رياض الجنة، وإن كان عاصيًا كافرًا فيكون قبره بقعة من بقع جهنم.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ