ما هي مبطلات الصيام في شهر رمضان
ما هو الصيام؟
- الصيام لغة: والمقصود به هنا هو التوقف عن بعض الأشياء والإمساك عنها، ويقال: لقد صام شخص عن شيء، أي توقف عن فعله.
- الصيام شرعاً: والمقصود به صيام الإنسان عن كل ما الممنوع أي المفطرات، وذلك بدءا من آذان الفجر حتى آذان المغرب.
المقصود بالصيام في الشرع، وهنا اختلف علماء الدين في تعريفه شرعاً، حيث ذهب:
- الحنفية: على أنه قيام الإنسان بعقد النية على الإمساك عن ثلاثة أشياء أساسية وهي: (الجماع، والأكل، والشرب).
- الشافعية والحنابلة: على أنه قيام شخص محدد بالإمساك عن شيء محدد في وقت محدد، ويتمثل هذا الوقت في بداية طلوع الفجر حتى غروب الشمس.
- المالكية: على أنه الإمساك عن شهوة كلاً من الفم والفرج، مع ضرورة عقد النية قبلها.
ما هي أركان الصيام؟
اتفق الفقهاء على أن الصيام لا يتحقق إلا بركنين أساسيين، وهما:
- أولاً: النيّة، ويقصد بها عزم الإنسان على فعل شيء ما في وقت محدد، ولا يعني هذا التلفظ الفعلي بها، وذلك لأن الفقهاء أجمعوا على أن النية محلها القلب.
- ثانياً: الإمساك، ويقصد به الامتناع عن أي شيء من مبطلات الصيام، والتي تتمثل في قيام الشخص بالجماع أو تناول الطعام أو الشراب، ويكون ذلك من آذان الفجر إلى غروب الشمس.
ما هي مبطلات الصيام في شهر رمضان المتفق عليها؟
توجد بعض الأشياء التي اتفق الفقهاء على أنها من المفطرات الأساسية للصيام، وذلك بالاستشهاد من القرآن الكريم أو السنة النبوية، وتتمثل مبطلات الصيام في شهر رمضان في الآتي:
- أولاً: الجماع: ويقصد به العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة، حيث أجمع أهل العلم على أن جماع الطرفين خلال نهار رمضان يعد من الأشياء التي تفسد الصيام، وذلك لما ورد عن أبي هريرة "رضي الله عنه" أنّه قال: (بيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكْتُ. قَالَ: ما لَكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي وأَنَا صَائِمٌ).
- ثانياً: الأكل أو الشُرب بشكل متعمد: فقد أقر أهل العلم على أن المسلم إذا تعمد أن يأكل أو يشرب خلال نهار رمضان، فهو يُعد آثم، ولذلك يجب عليه قضاء ما فاته دون كفارة، وذلك لأنه فعل شيء من مبطلات الصيام، أما إذا أكل أو شرب من غير قصد خلال النهار، فلا يعد آثم ولا يجب عليه قضاء ولا كفارة.
- ثالثاً: التقيؤ عن عمد: وفي تلك المسألة فقد اجتمع أهل العلم على أن تقيؤ المسلم بشكل متعمد يُعد من المبطلات، وقد استدل فقهاء الحنابلة، والمالكيّة، والشافعيّة على ذلك وفقاً لقول رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (مَنْ ذرعَهُ القيءُ فليس عليه قضاءٌ، ومنِ استقاء عمدًا فلْيقضِ)، أما فقهاء الحنفيّة فقد قاموا بتفصيل رأيهم حول تلك المسألة من خلال كمية القيء، فإذا كان يملأ الفم فيجب عليه القضاء.
- رابعاً: دخول شيء إلى الجوف من مَنفذ مفتوح: وقد اتفق فقهاء المذاهب الأربعة على أن دخول أي شيء إلى جوف الإنسان يعد من المفسدات، كما اتفقوا على أن المقصود بالجوف هو المعدة والحلق.
- خامساً: الحيض والنفاس: يعد الحيض والنفاس من المبطلات الأساسية التي تختص بها النساء عن الرجال، ولا يوجد أي حرج عليهم في ذلك الأمر، حتى إذا نزل الدم قبل غروب الشمس مباشرة، فيجب عليها الإفطار والقضاء بعد ذلك.
- سادساً: الحمل والرضاعة: وهنا أجمع الفقهاء على أن الله تعالى رخص للمرأة الحامل والمرضعة الفطر والقضاء بعد ذلك، لكن في الحالات الآتية:
- إذا خافت المرأة على أن يصيبها ضرر مفاجئ نتيجة لعدم تناول الطعام أو الشراب.
- إذا نصح الطبيب المرأة بذلك خوفاً على صحة الجنين.
- سابعاً: غسيل الكلى: وقد اجتمع أهل العلم على أن غسيل الكلى من المبطلات، وذلك لأنه يتمثل في إخراج الدم من جسد الإنسان ثم إعادته مرة أخرى مع عدد من الأغذية، مثل: السكريات.
ما هي مبطلات الصيام في رمضان الغير متفق عليها؟
على الرغم من اتفاق الفقهاء على بعض الأساسيات التي تفسد الصيام، إلا أنهم اختلفوا فيما بينهم على بعض الأشياء، ومنها ما يأتي:
أولاً: الإغماء:
وقد اختلف الفقهاء على ذلك الأمر فمنهم من أقر بوجوب قضاء الصائم عند الإغماء، وذلك على عكس الإمام الحسن البصري الذي أقر بعدم قضاء الصائم، لأنه كان مسلوب العقل.
ثانياً: الحُجامة:
اختلف الفقهاء حولها، فقد أقر البعض على أنها من المفسدات، وهذا رأي (الحنابلة)، والبعض الآخر قالوا بأنها تؤثر على صحة الصائم في أغلب الأوقات ولذلك فهي محرمة، وهذا رأي (المالكية)، أما الحنفيّة فقد أجمعوا على أنها جائزة إذا كانت لا تؤثر على الصائم، أما إذا كانت تؤثر فهي مكروهة، أما عن صيام المحجوم، فقد اتفق أهل العلم على عدم الفطر وصحة الصيام.
ثالثاً: الجنون:
وفي تلك المسألة فقد اتفق العلماء على بعضها واختلفوا على البعض الآخر:
- فقد اتفقوا على أن الجنون إذا كان ملازماً للإنسان طوال الوقت، فإنه يعد من المفطرات، أما إذا كان الإنسان يستفيق منه جميع النهار، فلا يعد من المفطرات لأنه يحدث بشكل مؤقت.
- وقد اختلفوا على الجنون المفاجئ، فقد قال المالكية والشافعيّة بأنه من المفسدات، أما الحنابلة والحنفية فقالوا أنه ليس من المفسدات.
ما هو فضل صيام شهر رمضان؟
يمكننا التعرف على فضل صيام الشهر الفضيل من خلال الآتي:
- الحصول على الخيرات والرحمات خلال ذلك الشهر، منها فتح أبواب الجنة وغلق أبواب النار.
- مضاعفة الحسنات، ففي ذلك الشهر يضاعف الله حسنات المسلمين بطريقة لا يتوقعونها.
- حصول المسلم على فرحتين، واحده في الدنيا وواحدة في الآخرة.
- دخول الصائم إلى الجنة من باب خاص به، يطلق عليه (باب الريّان).
ما هي أهم الأعمال في شهر رمضان؟
يمكننا توضيح الأعمال المستحبة في شهر رمضان من خلال الآتي:
- أولاً: ذكر الله تعالى والدعاء، فقد حث الرسول "صلى الله عليه وسلم" المسلمين بضرورة ذكر الله كثيراً في شهر رمضان، وذلك لأنه من أعظم الأشياء التي تقربنا إليه تعالى.
- ثانياً: قراءة القرآن الكريم، يجب على كل أن يحرص على قراءة القرآن الكريم في شهر رمضان بشكل مستمر، وذلك للاقتداء برسول الله، بجانب أن الحرف الواحد من القرآن يعادل عشر حسنات.
- ثالثاً: الصلاة، تمثل الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام، فهي أفضل الأعمال التي قوم بها المسلم في رمضان، فلم يحث النبي المسلمين على أداء الفروض فقط، بل حثهم على أداء صلاة التراويح وقيام الليل.
- رابعاً: الصدقة والزكاة، تمثل الزكاة الركن الثالث من أركان الإسلام، فهي من أكثر العبادات التي تزيد من الثواب خلال شهر رمضان، كما أن كلا من الزكاة والصدقة يمثلون العبادات التي تؤكد قبول العمل عند الله تعالى.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_17276