كتابة : رحاب
آخر تحديث: 07/12/2020

مخاطر التعرض للحرارة المرتفعة لفترات طويلة

من شروط توفير مكان عمل آمن وصحي هو التحكم بدرجات الحرارة, الرطوبة النسبية, وتوزيع الهواء في مكان العمل بطريقة مناسبة، حيث تتعدد مخاطر التعرض للحرارة المرتفعة.
تتمثل مخاطر التعرض للحرارة في إن بيئة العمل التي لا يتم التحكم بدرجات الحرارة فيها بشكل مناسب تكون في العادة غير مريحة للعمال، فدرجات الحرارة العالية أو المنخفضة قد تكون خطرة أكثر من مجرد – غير مريحة.
مخاطر التعرض للحرارة المرتفعة لفترات طويلة

مخاطر التعرض للحرارة

إن إجهاد الحرارة وإجهاد البرودة والحروق من أهم المشكلات التي تواجه أخصائي الصحة والسلامة الحاليين. سيزودهم هذا الفصل بالمعلومات التي يحتاجونها للتغلب على المخاطر المرتبطة بدرجات الحرارة.

اجتاحت موجة الحر بعض الدول العربية اليوم لتكون بذلك درجات الحرارة أكثر بحوالي خمس درجات من معدلها السنوي، منذرة بذلك إلى العديد من مخاطر التعرض للحرارة في حال عدم مواجه هذه الموجة بالطرق السليمة والصحيحة.

ان الخطر الصحي المترافق لموجات الحر ينبع من البقاء بالخارج في ظل ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، وعدم توافر أجواء بدرجة حرارة لطيفة.

وبالطبع يترتب عليها الإصابة بعدد من الحالات الصحية المختلفة، مثل:

فرط الحرارة

تظهر الإصابة بفطر الحرارة لدى الإنسان بعد قيامه بمجهود جسمي لفترة طويلة في طقس حار ودرجات حرارة مرتفعة إضافة إلى وجود رطوبة عالية. وتعرض الإصابة بفرط الحرارة الجسم إلى عدة مخاطر قد تصل إلى الوفاة في بعض الحالات.

جفاف الجسم الناتج عن الحرارة

من مخاطر التعرض للحرارة الإصابة بالجفاف وينقسم حسب درجته إلى ثلاث فئات:

الجفاف الخفيف

وتكون أعراض هذه المرحلة كالتالي:

  • الشعور بالعطش
  • فقدان الشهية
  • جفاف الجلد
  • انخفاض القدرات الجسدية بحوالي الثلث وحتى السهلة منها.

الجفاف المتوسط

أما أعراض هذه المرحلة تكون:

  • الشعور بالعطش
  • انخفاض كمية البول، علماً أن لونه في هذه المرحلة يتحول إلى ما بين اللون الأصفر والبني.
  • الشعور بالتعب والإرهاق
  • جفاف في الفم
  • صداع ودوار
  • إنخفاض سريع في الدم عند التحول من وضعية الجلوس إلى الوقوف، والذي يؤدي بدوره إلى الإصابة بالدوار والإغماء.

الجفاف المرتفع

تعتبر هذه المرحلة المتقدمة من الإصابة بالجفاف، والتي تحدث بسبب خسارة 5% أو أكثر من سوائل الجسم، وتتميز بالأعراض التالية:

  • خفقان سريع في القلب
  • زيادة في وتيرة التنفس
  • انخفاض في ضغط الدم
  • الشعور بالنعاس
  • الإغماء
  • تجعد الجلد والبشرة
  • تشنج العضلات
  • الاختلاج Convulsion.

أعراض الإصابة بالجفاف

ولا تتوقف أعراض الإصابة بالجفاف على المذكورة سابقاً، حيث يصاب الجسم بأضرار غير قابلة للإصلاح، مثل:

تضرر في عمل الكلى بالإضافة إلى ضرر غير قابل للإصلاح في أنسجة الكلى.

اختلال وتغير في توازن الأملاح في الجسم والذي يؤدي إلى تغير في مستويات النيتروجين والبوتاسيوم إما عن طريق زيادتهم أو نقصانهم.

انخفاض ضغط الدم نتيجة لفقدان السوائل في الجسم.

تضرر تدفق الدم إلى أعضاء الجسم المختلفة، مما يؤدي إلى تضرر الأعضاء الحساسة بشكل كبير مثل الدماغ والكلى والكبد.

أضرار أشعة الشمس

لا تؤثر موجات الحر على الجسم من خلال ارتفاع درجات الحرارة فقط، بل ان التعرض لأشعة الشمس ينطوي على عدد من المشاكل الصحية المختلفة أيضا، والتي قد تصل إلى خطر الإصابة بسرطان الجلد، فما هي المخاطر الأخرى!

الإصابة بحروق الشمس

وذلك بسبب الأشعة فوق البنفسجية، وقد تكون هذه الحروق سطحية، أي تصيب الطبقة الخارجية من الجلد والتي تستمر لعدة أيام وتشفى بعد تقشر الجلد، أو الحروق التي تصيب طبقات الجلد الداخلية والتي قد تصل إلى الأطراف العصبية.

حيث تكون هذه الحروق مؤلمة وتستمر لفترة طويلة ويرافقها ظهور بعض البثور المؤلمة والتي يجب عدم تفجيرها، وينصح في هذه الحالة طلب المساعدة الطبية.

تسريع عملية تجعد الجلد

حيث أن التعرض لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية يسبب أضراراً في ألياف الكولاجين والألياف المسؤولة عن مرونة الجلد مما يؤدي إلى تجعدها وترهلها وعدم قدرتها إلى العودة إلى شكلها الرئيسي.

إن التعرض لأشعة الشمس من الممكن أن يسبب في تغييرات في الأوعية الدموية الصغيرة والمتواجدة تحت سطح الجلد، بالتالي يصبح لون هذه المنطقة أحمراً بشكل دائم.

ظهور النمش

وهي عبارة عن بقع صغيرة بنية اللون، والتي يمتاز بها من يمتلكون بشرة فاتحة، وعادة ما يكون أمراً وراثيا، إلا أن تعرض هؤلاء الأشخاص إلى أشعة الشمس بشكل كبير يعرضهم لأن يتحول هذا النمش إلى خلايا سرطانية.

الإصابة بالبقع الشمسية

وهي تكون بنية اللون في منطقة الوجه، والتي تظهر بعد التعرض لأشعة الشمس، وبالأخص إن لم يتم وضع الكريم الواقي.

ظهور بقع الشيخوخة بسبب التعرض لأشعة الشمس، وتظهر عادة في منطقة الوجه والصدر واليدين.

الإصابة بمرض الساد

وذلك نتيجة تعرض العينين لأشعة الشمس وبالأخص الفوق بنفسجية، مما يؤدي إلى عدم صفاء عدسة العين وتعكرها وبالتالي منع انتقال الضوء إلى الشبكية، لذا ينصح دائماً بارتداء النظارات الشمسية.

العلاجات التي يمكن إتباعها في الحر

الوقاية خير من قنطار علاج" لذا القيام بالخطوات الوقائية لمواجهة موجات الحر من شانها أن تجنب الإصابة بالعديد من المخاطر الصحية المختلفة والخطيرة، ومن بين هذه الخطوات والإجراءات التي يجب القيام بها:

التأكد من شرب الكمية المناسبة من المياه دون الإفراط بذلك لتجنب الإصابة بتسمم الماء water intoxication الذي يؤدي بدوره إلى تخفيف حاد في تركيز الدم وانخفاض معدل الصوديوم.

التأكد من مسألة التبول، فعدم التبول لفترة تزيد عن 10 ساعات وظهور البول باللون الغامق يعد دليلاً على الإصابة بالجفاف.

التأكد من عدم ترك الأطفال داخل السيارات المغلقة تحت أي ظروف.

عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس، والتأكد من ارتداء النظارات الشمسية والقبعات أثناء الخروج من المنزل.

ارتداء ملابس فضفاضة وفاتحة اللون عند الخروج.

الحفاظ على درجة حرارة معتدلة داخل المنازل من خلال إغلاق النوافذ واسدال الستائر.

تجنب الظهور تحت أشعة الشمس في ساعات الذروة (11 – 3 عصراً) أو حتى القيام بالنشاط الرياضي الشاق في هذه الفترة، والبقاء في مناطق اظل قدر المستطاع.

تقليص كمية مدرات البول المتناولة مثل الكافيين (القهوة والشاي ومشروبات الطاقة..).

الانتباه على الجلد وبالأخص في حال ظهور النمش، والذي قد يكون مؤشراً للإصابة بسرطان الجلد.

في الخلاصة، قد لا تشعر أن ارتفاع درجات الحرارة تؤثر على جسمك بصورة سلبية، واعتمادك على مؤشر العطش هو أمراً غير صحيح.

حيث أن الشعور بالعطش يعد أخر المؤشرات لحاجة الجسم للمياه، لذا يجب أن تتأكد من تناولك الكميات الكافية من المياه دائماً وليس عند شعورك بالعطش فقط!

المشكلات التي يواجها الأطفال أثناء الحر

يميل بعض الأهالي أحياناً إلى ترك أطفالهم داخل السيارات المغلقة لإحضار غرض لعدة دقائق فقط، إلا أن هذا الأمر يعتبر من أكثر الأمور التي تهدد حياة أطفالكم وبالأخص في ظل ارتفاع درجات الحرارة.

حيث أن درجة الحرارة داخل السيارة ترتفع بشكل سريع، أي أن 75% من الارتفاع يحدث في أول خمس دقائق من إغلاق السيارة، بمعنى أخر ان كانت درجة الحرارة الخارجية 36 درجة مئوية.

فبعد خمس دقائق من إغلاق السيارة، تصل درجة الحرارة بداخلها إلى 55 درجة مئوية، ويزداد الأمر سوءاً في حال كانت السيارة غامقة اللون.

مع ارتفاع درجة الحرارة داخل السيارة يصاب الطفل بفرط الحرارة والجفاف، ويكون الأطفال الأصغر عمراً أكثر حساسية اتجاه الحرارة من غيرهم، وبالتالي ارتفاع خطر إصابتهم بضرب الحرارة والوفاة في حال تعاظم هذه الأعراض وتركه لفترة أطول، وتلك صورة من صور مخاطر التعرض للحرارة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ