معلومات هامة حول سيكولوجية النفس
سيكولوجية النفس الإنسانية
- دعني أقولها لك ببساطة عزيزي القارئ، ماذا إن تحكمت في نفسك؟ ماذا إن لم تتحكم فيك شهواتك؟ ماذا إن لم تتحكم فيك احتياجاتك؟ ماذا لو تفرغت فقط لتحقيق أهدافك؟ هل تدرك هذا الفارق الكبير بين هذا وذاك؟ إنه الفارق بين الحياة والموت، بل بين التيه والوصول للحقيقة.
- إن هذا الحلم راود كثيرين، كثير من الزعماء حاول أن يسيطر على شعوبهم، وكثير من الآباء حاول السيطرة على أبنائهم وزوجاتهم.
- ولكن هدف علم النفس ليس السيطرة على سلوك الإنسان، ولكن فهمه وفهم القوانين التي تسير عليها نفسه.
- وقد حاول كثير من العلماء استنباط قوانين نفسية تكون أشبه بالقوانين الفيزيائية أو الحسابية، وذلك بهدف الوصول لسلوك إنساني مثالي خالي من القصور والمشكلات.
- بداية من الكتابات الكثيرة التي تناولت المدينة الفاضلة والسلوك المثالي لكثير من أصحاب الرأي عبر التاريخ وصولاً للتاريخ الحديث.
فهم هذه السيكولوجية على المستوى الشخصي
- يعاني كثير من الأشخاص من مشكلة عدم فهمهم لأنفسهم، أو بمعنى أدق عدم فهمهم للسبب وراء تصرفاتهم بشكل معين حيال أمر ما، ويحتاجون دائماً إلى إجابات تجول بعقولهم حول كيفية الوصول للتصرف السليم حيال مشاكل حياتهم المتجددة.
- هنا يقوم علم النفس بمهمة غاية في الأهمية، وهي مساعدة الإنسان على تحليل تصرفاته بشكل يساعده على التخلص من السلوكيات الخاطئة وبناء سلوكيات جديدة تدعم ثقته بنفسه ودوره الفاعل في بناء مجتمعه.
- فعلم النفس التحليلي هو أحد فروع علم النفس، وهناك وسائل كثيرة للتحليل، منها التحليل من خلال الجلسات النفسية، حيث يقوم الإنسان بوضع نفسه تحت تصرف طبيب نفسي يحكي له كل ماضيه بكل تفصيلاته، ويقوم الطبيب بدور كبير في توجيه الأسئلة التي تشبه بربان السفينة التي تحاول الغوص في اللاشعور.
- وهناك طريقة أخرى وهي وضع الإنسان في موقف مدروس ثم النظر في كيفية تصرفه حيال هذا الموقف.
- وهناك طريقة أخرى يتم استخدامها بهدف الحصول على مقاييس معينة مثل مقاييس الذكاء أو مقاييس التفاعل الاجتماعي وغير ذلك، وهي بوضع استبيان يجيب عليه الإنسان بهدف الحصول على إجاباته حيال موقف افتراضي معين، مثل سؤاله عما إذا كان تعرض للتحرش أم لا، أو سؤاله عن رد فعله حين يواجه غضب شخص عنيد وهكذا.
دور فهم سيكولوجية النفس على المستوى الأسري
لعلم النفس دور كبير جداً في حل المشكلات الأسرية، حيث أنه في حالة الوعي به من قبل أطراف الأسرة فإن احتمالات إصابة أفرادها بالأمراض النفسية تكون في أقل مستوياتها على الإطلاق.
فمعظم المشكلات النفسية الأسرية تنتج من عدم الوعي بأبسط القواعد النفسية البسيطة، مثل التعرف على الحاجات الأساسية للإنسان، فللإنسان احتياجات أساسية يحتاجها كالماء والهواء والغذاء، مثل احتياجه للتقدير من أسرته والشخصيات الوالدية التي تقوم بدورها في الأسرة،
وكذا احتياجه للشعور بأنه مركز العائلة، وهو احتياج يحتاجه الإنسان يدرك به أنه قادر على اتخاذ بعض القرارات في العائلة، مثل القرار بالقيام ببعض الزيارات، أو استقبال بعض الزائرين.
إن حصول الإنسان على احتياجاته النفسية من أسرته يجعله يشعر بأنه في حالة غنى نفسي، وأنه لا يحتاج إلى البحث عن مصادر لتلبية احتياجاته خارج الأسرة، ففي حالة عدم تلبية تلك الاحتياجات يلجأ الإنسان إلى محاولة تلبيتها من مصادر أخرى مثل الأصدقاء أو الزملاء،
وهي مصادر غير آمنة، أو بمعنى أدق ليست آمنة بالقدر الكافي إذا ما قارناها بالأسرة، فحب الأب والأم لا يماثله أي حب، ودور الأب والأم لا يعوضه أي دور،
إلا باكتساب الإنسان مهارات تجعله يعوض هذا الدور بنفسه، وذلك من خلال خوضه في معلومات وخبرات علم النفس المختلفة.
دور علم النفس في المشكلات الاجتماعية
هناك مشكلات مجتمعية لعلم النفس دور كبير في حلها، حتى أن بعض القوانين في بعض الدول
مثل قانون الأسرة في جمهورية مصر العربية لا تقبل بعض أنواع دعاوى الأسرة إلا بعد العرض على المختص الاجتماعي والنفسي ومحاولة التوفيق بين الزوجين قبل العرض على القاضي، ويكتب المختص تقريراً للقاضي بنتيجة محاولة الصلح بين الطرفين.
وعلاوة على ذلك فإن الوعي النفسي من بين الزوجين يقلل من احتمالات الطلاق بينهم،
حيث أن كل منهم يكون على دراية بالأسرار النفسية التي تحكم الطرف الآخر، فيكون أقدر على استيعاب المشكلات النفسية لوجود أكثر من طريقة للتعامل معها توضحها تجارب علم النفس والدراسات المختلفة حسب كل مشكلة.
فحين يمر الزوج أو تمر الزوجة بحالة اكتئاب مثلاً، أو الحالة النفسية السيئة التي تمر بها المرأة في فترة الحيض، أو عندما يمر أحد الأبناء بصعاب نفسية، مثل الصعاب التي قد يمر بها الإنسان في سن المراهقة،
كل تلك الحالات تكون متوقعة في علم النفس ويكون لها حلول كثيرة يمكن بها تجاوز تلك الفترات الصعبة بمنتهى السهولة.
دور علم النفس في مواجهة بعض الجرائم
يعتبر علم النفس الجنائي أحد أهم الفروع التي تتناول بالبحث شخصية المجرم أو الجاني، والبحث في الصفات المشتركة التي تجمع بينهم، وكيفية الوصول للتعامل الأمثل معهم،
والوصل بهم لطرق العقاب المناسبة الرادعة، وإعادة تأهيلهم للخروج للمجتمع كأعضاء صالحين مرة أخرى بعد قضاء فترة العقوبة.
وهناك فائدة عظيمة لدراسة علم النفس الجنائي وهي معرفة الطرق التي أدت للإنسان ليكون من أصحاب الجرائم، لكي يتم تعديل السلوكيات المجتمعية التي أدت إلى هذا والعمل على تصحيحها باستمرار.
علم النفس ودوره في الناحية السياسية
يلعب علم النفس دوراً كبيراً في القضايا السياسية، وذلك لدور هذا العلم في تحديد مستويات السعادة والحزن لدى المجتمع، وقياس حالة الإحباط المنتشرة، وتأثير هذا كله على القرار السياسي،
فهناك بعض القرارات التي يتم تأجيلها بنصائح من علماء علم النفس لتأثير تلك القرارات على الحالة النفسية العامة للمجتمع.
كذلك يتعاظم دور علم النفس في أوقات الحروب، فإن الروح المعنوية العالية، والثبات الانفعالي لدى أفراد الشعب له دوره الكبير في تحقيق النصر في الحروب.
ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال وعي كبير بقواعد علم النفس التي تسهم في تحقيق ذلك بقواعد علمية مدروسة، تمكن صاحب القرار العسكري من الحفاظ على معنويات الجنود وليس ذلك فقط ولكن إرسال رسائل للعدو تبث به الخوف والرعب.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_6144