كتابة : رقية خالد
آخر تحديث: 23/11/2022

ما هو مفهوم الهوية؟ وكيف يتم تكوينها وما أنواعها؟

مفهوم الهوية هو مجموعة من الخصائص التي تكون اجتماعية وثقافية ويقوم الأفراد بتقسيمها بينهم، حيث إن من خلالها يحدث تمييز بين مجموعة من الأفراد ومجموعة أخرى، إذ إن مفهوم الهوية عبارة عن مجموعة من الانتماءات التي ينتمي إليها الفرد وأيضاً تقوم بتحديد سلوكه وأيضا تساعده على أن يدرك الفرد قيمته وقيمة نفسه، فهي أيضا تتميز بأن لها الكثير من الخصائص، وفي هذا المقال في موقع مفاهيم نتعرف بشكل مفصل على مفهوم الهوية وأهميته وأهم أنواعه، تابعونا..
ما هو مفهوم الهوية؟ وكيف يتم تكوينها وما أنواعها؟

مفهوم الهوية لغة واصطلاحا

يأتي مفهوم الهوية لغويا من:

  • إذا كانت الهوية بفتح الهاء: يقصد بها البتر أو الحفرة بعيدة العمق.
  • أما الهوية بضم الهاء: لا يندرج من قاموس اللغة العربية وإنما مصطلح لاتيني، منبسق من الضمير المفرد المذكر الغائب (هو)، وهو ما بعد الطبيعة أو الوود في اللغة اليونانية.
  • أما مصطلح الهوية جاء على لسان العرب بمعنى الوجود الفردي المتعين في مقابل الماهية.

أما مفهوم الهوية اصطلاحا:

  • كما ذكرنا أن للهوية خصائص لا يتمكن الأفراد من السيطرة عليها مثل: (الطول، العرق، الطبقة الاجتماعية، الطبقة الاقتصادية، الآراء السياسية، المواقف الأخلاقية، المعتقدات الدينية).
  • الهوية تساعد الشخص على القيام باحترام ذاته وتساعده أيضا على فهم نفسه ومعرفتها، فالهوية تتغير بتغير الزمن فهي ليست ثابتة، حيث يعود أصل الهوية إلى القضية الفلسفية والقضية المنطقية.

مفهوم-الهوية

1. مفهوم الهوية الثقافية

  • يأتي مفهوم الهوية الثقافية مشتق من الفعل هُو، ويقصد بها انتماء الفرد لمجموعة من الثقافات والمعارف التي تخص مجموعة معينة والإيمان بها، وغالبا ما تنبثق هوية الشخص الثقافية من العادات والتقاليد والموروثات والمكتسابات التي تلقها من البيئة المحيطة وكونت شخصيته الثقافية.
  • والهوية الثقافية سلاح ذو حدين يعمل على مصالحة الشخص الخاصة ومصلحة الجماعة، وبذلك ينبغي أن تتوافق الهواية الثقافية الشخصية مه هوية المجتمع، حتى يصبح الفرد شخص فعال بها.
  • رغم التنوع الثقافي الذي يشهده العالم في الوقت الحاضر من الانفتاح العالمي بين الثقافات يبقى الأهم التمسك بالهوية الثقافية للمجتمع هي الأساس الذي يقوم عليه أي مجتمع محافظ على تراثه.
  • ويمكن الحفاظ على هويتنا الثقافية، من خلال غرس المبادئ والقيم والعادات والتقاليد في الأطفال منذ الصغر، توضيح الفوق بين السلوكيات الصحيحة والخاطئة، نشر مبدأ القدوة في حياة الأطفال يجعلهم ينشئون على معرفة الشخصيات الصائبة، التمسك بالدين وقواعدها، ونشر الأخلاق.

2. مفهوم الهوية الشخصية

  • هي مجموعة من السمات الأساسية التي تميز كل شخص عن غيره، بعض هذه السمات مشترك مع آخرين مثل: (الاسم- النوع- الجنس- الجنسية- العمر- محل الميلاد- الشكل الخارجي)، ويقصد بكلمة مشترك هنا أننا كأشخاص نمتلك نفس السمات الشخصية.
  • والبعض الآخر مكتسب، وهو ما يميز هوية شخصية عن الأخرى، مثل (التعليم-الثقافة- الصحة العامة- المناصب- الحالة الاجتماعية- الوضع المادي- المهارات المكتسبة-الدوافع والرغبات وغيرها).
  • وفي المجمل هوية الفرد هي مدى إدارك الشخص الواعي للذات، قدرة الفرد على مواجهة كافة الأزمات والصعوبات والمتغيريات والتعامل معها بما يخدم المصلحة الشخصية، منذ بداية الحياة وصولا لنهاية العمر.

3. مفهوم الهوية الوطنية

يقصد بالهوية الوطنية بالإنجليزية National identit:

  • مجموعة من السمات والخصائص التي تحفز روح الانتماء لدولة معينة أو وطن معين، ويرتفع الشعور بهذا الانتماء منذ نعومة الأظافر، يتم غرس مبادئ أهمية الوطن وضرورة الدفاع عنه، وحب الوطن يأتي في المرتبة الثانية بعد حب الأسرة والمنزل.
  • والوطن هو البيت الكبير الذي يضم شعوبه تحت مظلته، ولعل خير دليل على أهمية بث روح الانتماء في الأطفال هو النشيد الوطني الذي يذاع كل صباح في طابور المدرسة.
  • حب الوطن ليس شعارات يعلو الصوت بها، وإنما نابع من إيمان الشخص بضرورة أن يكون جزء من الوطن.

4. مفهوم الهوية فلسفيا

  • يرتبط مفهوم الهوية ببعض التساؤلات الدالية الفلسفية التي تدور حول الذات، الهويّة هي حقيقة المعرفة المطلقة للذات، من حيث الصفات الجوهرية المميزة للشخصية.
  • وبذلك يمكن القول أنه من الصعب تحديد هوية الفرد فلسفيا، لأنه لا يمكن بناء المعرفة على الصفات الخارجية الشكلية فقط، وإنما الهوية الفلسفية نابعة من فهم الذات جيدا، أهم الأفكار والمهارات التي يمتلكها كل شخص على حدا.
  • ومن هنا نصل إلى وجهة نظر الفيلسوف/ ديكارت الذي يرى أن أساس هوية الشخص والشيء الذي يميزه هو "الفكر" لأنه هو الشيء الوحيد الذي لا يقبل الشك.
  • وضعها العالم فرويد في علم النفس وقام بتطويرها العالم إريكسون حيث إنه قال إن الهوية ليست قضية فردية ولكنها هي قضية اجتماعية تقوم على الاختلافات والشعور بالانتماء الذي يكون بين الأشخاص وبين المجموعات.

5. مفهوم الهوية الإسلامية

  • تعرف الهوية الإسلامية بأنها هي قيامنا بالأيمان والقيام أيضا بالتصديق بالعقيدة الخاصة بالأمة الإسلامية وأيضا يجب أن يوجد اعتزاز بالانتماء إلى هذه العقيدة، وأن يقوم الإنسان باحترام القيم الحضارية والثقافية الخاصة بالهوية الإسلامية.
  • وأن يقوم الفرد بإظهار الشعائر الإسلامية حيث يجب عليه أن يعتز ويفتخر ويتمسك بها ويجب على الفرد أن يشعر بالتميز والاستقلالية سواء الاستقلالية الفردية أو الاستقلالية الجماعية، فيوجد للهوية الإسلامية العديد من المكونات فيجب على المسلم أن يتمسك بها ويقوم بالمحافظة عليها.

ومن مكونات الهوية الإسلامية:

أولاً: العقيدة الإسلامية

  • تعد العقيدة الإسلامية من أهم المكونات الخاصة بالهوية الإسلامية حيث إنها تعمل على الجمع بين التصديق والاعتقاد بالله سبحانه المقرون بالعمل الصالح والسلوك.
  • إذا كان ذلك على المستوى الفردي أو على المستوى الجماعي، فالعقيدة الإسلامية تقوم بالجمع بشكل عام بين كلا من (الفكر، الشريعة، السلوك).
  • فمن أهم وأعظم مظاهرها أنها تقوم بتحقيق المعاني الحاكمية الحقيقية التي تكون من عند الله سبحانه، وأيضا تقوم بتحقيق المفاهيم الخاصة بعقيدة الولاء بكافة مظاهرها.

ثانياً: الثقافة

  • تعرف الثقافة بأنها عبارة عن نسيج معرفي يجمع بين علوم المجتمع وقيمه وآدابه ولغته ومنجزاته العلمية والحضارية ومكتسباته في النسق والاتجاه ذاته أي ما يكتسبه الفرد من قيم وآداب وثقافات تنتج من تفاعله مع المجتمعات الأخرى.
  • حيث إن الثقافة تتميز بأنها مرنة فهي تعرف بأنها قابلة للاتساع فهي ليست جامدة.

ثالثاً: الأخلاق

  • تعد الأخلاق من أهم ركائز الأمة الإسلامية وهويتها، فتعد الأخلاق غاية عظيمة للرسالات السماوية.

الهوية

6. مفهوم الهوية الاجتماعية

  • تقوم الهوية الاجتماعية للفرد علي حسب المجموعة التي ينتمي إليها الفرد، والتي في أغلب الأوقات تقوم بناء على كلا من ( الخصائص البدنية، الخصائص الاجتماعية، الخصائص العقلية للأفراد)، مثل: (العرق، الجنس، الطبقة الاجتماعية، الدين، القدرات البدنية، الحالة الاجتماعية، المعتقدات الدينية).

وتشمل نظرية الهوية الاجتماعية ما يلي:

النظرية الخاصة بالهوية الاجتماعية تقوم على دراسة التفاعل الذي يكون بين الهويات الشخصية والهويات الاجتماعية، حيث إنها تعمل على القيام بتحديد الظروف التي يفكر بها الأفراد إذا كانوا أفراد أو أعضاء في الجماعات والتنبؤ بها، فالنظرية الخاصة بالهوية الاجتماعية يتم صياغتها في 4 طرق, وهم كالآتي:

أولاً: التصنيف الاجتماعي

  • هذه الطريقة الأولى تقوم بتحديد الهوية الذاتية الخاصة بالفرد أثناء وجوده مع مجموعة اجتماعية.

ثانياً: الإيجابية داخل المجموعة

  • هذه الطريقة الثانية تعمل على الإشارة إلى العواطف الإيجابية واحترام الذات التي تنتج عن الانتماء للمجموعة.

ثالثاً: المقارنة بين المجموعات

  • هذه الطريقة الثالثة والتي تشير إلى التصورات التي تكون حول القيام بوضع المجموعات المختلفة.

رابعاً: العداء خارج المجموعة

  • هذه الطريقة الرابعة حيث ينتج عنها القيام بمقارنات وتصورات تحدث بين المجموعات التي تكون حول عدم شرعية بين المجموعات في المجتمع.

تكوين الهوية

التكوين الخاص بالهوية عند علماء النفس هو الوصول إلى الذات وأيضا فهمها، حيث يكون ذلك عن طريق القيام بمطابقة المواهب والقدرات الخاصة بالفرد مع الأدوار الاجتماعية التي تكون متاحة, فعند قيام الشخص بمعرفة ذاته فإن هذا الأمر يعد أمراً غاية في الصعوبة فهذا يكون نتيجة لاتساع العالم الاجتماعي من حول الفرد، فلكي يتمكن الفرد من اكتشاف ذاته يجب عليه أن يقوم باتباع هذه الخطوات:

  • تمكن الهوية الفرد من اكتشاف مهاراته الشخصية والعمل على تطويرها حيث إن ذلك يتم عن طريق عملية التجربة والخطأ، فلكي يتمكن الفرد من تطوير المهارات الخاصة به وأيضا اكتشافها، فالقيام بذلك يتطلب وقت وجهد وصبر لكي يتمكن من مواجهة العقبات والإحباط الذي أن يتعرض لها الفرد في حياته.
  • تمكن الهوية الفرد من إمكانية معرفة احتياجاته وأهدافه من الحياة حيث يجب أن تكون ذلك الأهداف مناسبة مع المواهب والمهارات الخاصة بالفرد حتى لا يقع الفرد في الاكتئاب والشعور بالإحباط والشعور بالفشل.
  • الهوية تقوم بخلق الفرص التي تكون مناسبة لكي يتم تجربة المهارات والأهداف.

أنواع الهوية

للهوية الكثير من الأنواع، وهي:

أولاً: الهوية الفردية

  • هذه الهوية هي الذي تقوم بتوضيح وتفسير الماهية الخاصة بالإنسان، فهذه الهوية تشمل العديد من العوامل مثل : (الرقم الوطني، بصمات الأصابع، جواز السفر، شهادة الميلاد، التاريخ الشخصي، الأصدقاء، العائلة، العلاقات).

ثانياً: الهوية الاجتماعية

  • هذه الهوية الاجتماعية تعرف بأنها غير اختيارية حيث إنها تعتمد على مفهوم الأدوار الاجتماعية وطرق التصرف التي تقوم بها مجموعة معينة من الأفراد مثل : (الأطفال).

ثالثاً: الهوية الجماعية

  • هذه الهوية الجماعية هي التي تقوم بمشاركتها المجموعات الاجتماعية فقط.

رابعاً: الهويات المتعددة

  • حدث جدال كبير بين علماء الاجتماع حول أن مفهوم الهوية والقيام بتعريفها تكون معقدة وليست بهذه السهولة كما وضحت، حيث إنها تتأثر بالكثير من العوامل التي ترتبط بالقضايا الاجتماعية التي تكون محيطة بها، مثل : (الطبقة الاجتماعية، الجنس، العرق، العمر، الجنسية، وغير ذلك).

خامساً: وصمة الهوية

  • وصمة الهوية تقوم بالارتباط بالصفات الجسدية أو بالصفات الاجتماعية التي يكون غير مرغوب فيها.

تطوير الهوية

العمل على تطوير الهوية يتضمن أيضا القيام بتطوير كلا من : (الهوية الدينية، الهوية السياسية، الهوية المهنية، الهوية العرقية، الهوية الجندرية، ويتضمن أيضا تطوير الهوية إلى جانبين رئيسيين)، وهما:

1. مفهوم الذات

  • مفهوم الذات يقوم بالإشارة إلى قدرة الشخص فيعلى بناء المعتقدات والآراء الشخصية له بثقة واستقرار، وأيضا التطورات المعرفية التي تحدث في مرحلة المراهقة المبكرة تقوم بالمساهمة في عملية زيادة الوعي الذاتي.
  • وأيضا عملية الوعي الذي يكون حول الآخرين وأيضا الذي يكون حول أفكارهم وأحكامهم، وأيضا مفهوم الذات هو قدرة الخص علي القيام بالتفكير في كلا من الاحتمالات المجردة والمتعددة.

2. احترام الذات

  • يشير احترام الذات إلى الأفكار الخاصة بالفرد وأيضا مشاعره التي تكون في اتجاه مفهوم ذاته وهويته الشخصية وتعزيزها وحمايتها.

أهمية الهوية

تتجلى أهمية الهوية في حياتنا فيما يلي:

  1. تساعد على بناء مجتمع متماسك ومتعاون ويهتم بالمصلحة العامة.
  2. التمسك بالعادات والتقاليد المرتبطة بالمجتمع الواحد.
  3. الشعور باللاء والانتماء لمجتمع ما دون غيره.
  4. الاتحاد بين أفراد الوطن الواحد.
  5. الشعور بالمسؤولية الاجتماعية تجاه النفس والمجتمع وأفراده.
  6. الالتزام بالحقوق والواجبات.
  7. احترام الذات وتقديرها.
في هذا المقال قمت بتوضيح مفهوم الهوية، فاتضح لنا أن لهذه الهوية الكثير من الأنواع وأيضا لها مكونات خاصة بها يجب على الإنسان أن يعرفها ويدركها.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ