من هو اسرائيل عليه السلام؟
من هو اسرائيل؟
أطلقت كلمة اسرائيل على نبي من أنبياء الله تعالى ولم تكن اسمه الحقيقي، وبعد الرجوع إلى القرآن الكريم وكلام الله عز وجل، نجد أن جواب سؤال من هو اسرائيل، سمي به نبي الله تعالى يعقوب عليه السلام، وهو ولد إسحاق ابن إبراهيم عليهما السلام، وقد ذكر سيدنا يعقوب في القرآن الكريم بهذا الاسم مرة واحدة فقط.
في قوله تعالى: "كل الطعام كان حلاً لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة".
ويشير لفظ إسرائيل هنا إلى النبي يعقوب عليه السلام، وكان لسيدنا يعقوب أبناء متعددون وصل عددهم إلى نحو 12 ولداً ذكروا في القرآن باسم الأسباط، ومنهم انتشرت وتفرعت أقوام بني إسرائيل، وبذلك نجد أن بني إسرائيل من نسل يعقوب -عليه السلام- ونسل أبنائه حتى موعد قيام الساعة.
ما سبب تسمية سيدنا يعقوب باسرائيل؟
بعد معرفة من هو اسرائيل نوضح أيضاً السبب الرئيسي وراء تسمية سيدنا يعقوب بهذا الاسم، ومن أبرز التفسيرات في ذلك:
قال عدد من المفسرين غير المسلمين
- إن سيدنا يعقوب تمكن من الانتصار على الملك الإلهي، وكلمة إسرائيل تطلق على كل من ينتصر على الله تعالى والعياذ بالله من وجهة نظر هؤلاء.
- وهي على جزأين الأول لفظ أسرا ومعناها يفوز أو الشخص المنتصر، والثاني قيل معناه الله تعالى.
- وهذا التفسير غير دقيق، ولا يجوز الاعتماد عليه، والأرجح أنه تفسير يرجع إلى اعتقاد اليهود به لذلك سموا أنفسهم بني إسرائيل بسبب معنى الاسم الذي يحمل لهم الفخر.
قال عدد من مفسرين علماء المسلمين
- في الإجابة على سؤال من هو اسرائيل ومن هم بني اسرائيل، وكذلك هل اسرائيل هو نبي الله يعقوب، أجاب علماء المسلمين أن يعقوب هو نفسه اسرائيل وأطلق الله عليه هذا الاسم وتعني عبدالله.
- يتكون لفظ اسرائيل في هذا التفسير إلى شقين، الأول إسرا معناه العبد والثاني قيل معناه الله، وهذا هو التفسير الصحيح.
علاقة بني إسرائيل باليهود
بعد أن عرفنا من هو اسرائيل، وهو سيدنا يعقوب عليه السلام، وبني إسرائيل من نسبه عليه السلام، هل هم يهود أم لا؟
- الجدير بالذكر أن الفرق بين بني إسرائيل واليهود في القرآن واضح، حيث إن إسرائيل لا يعتبروا هم اليهود أنفسهم، وقد ذكروا قوم بني إسرائيل في القرآن مرات متعددة وفيها إشارة واضحة لأبناء سيدنا يعقوب وذريته، أما اليهود اليوم يعتقدون أن هذا اللقب موجه لهم وأنهم هم أنفسهم بني إسرائيل.
- وبالتالي هل يجوز تسمية اليهود بإسرائيل؟ بالطبع لا يجوز إطلاق هذا اللقب على اليهود، لأن نبي الله يعقوب كان بني صالح مؤمناً بالله وحده، أما الأفعال التي تقوم بها اليهود اليوم هو ظلم واضح على أفراد الشعب الفلسطيني، وحرصت على إطلاق لقب إسرائيل على نفسها لتثبت أنها شعب الله المختار، ولكن هذا كذب على الله تعالى.
لماذا ذكر الله بني إسرائيل كثيرا في القرآن؟
في ضوء الحديث أيضاً عمن هو اسرائيل، نعرف لماذا ذكرت بني إسرائيل في القرآن مرات متعددة، ويرجع السبب الوحيد وراء ذلك أن تلك الأمة كبيرة من حيث العدد، فكانت أمة عظيمة، وتعتبر هي أكبر أمة بعد أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، حيث أخبرنا النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه عندما عرج به إلى السماء، عرضت عليه الأمم جميعها مع أنبيائهم، وعندما رأى النبي أمة بني إسرائيل أعتقد أنها أمته بسبب كثرة أعدادهم.
الأنبياء المبعوثون في بني إسرائيل
لا يوجد نص واضح وشامل في جميع الرسل المبعوثين في بني إسرائيل، ولكن وردت العديد من الآيات القرآنية التي تشير إلى كثير من أسماء الرسل الذين أرسلوا لتلك الأمة، وهم:
- سيدنا موسى عليه السلام.
- كما ذكر عدد من الأنبياء والرسل المبعوثين لأمة إسرائيل في قوله تعالى: "قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون".
- قال ابن عباس رضي الله عنه :" كل الأنبياء من بني إسرائيل إلا عشرة نوح، وهود، ولوط، وصالح، وشعيب، وإبراهيم، وإسماعيل، ويعقوب، وعيسى، ومحمد صلوات الله عليهم، وليس لنبي من بني إسرائيل اسمان إلا عيسى ويعقوب".
لماذا أكثر الأنبياء بعثوا لبني إسرائيل؟
بسبب الصفات التي اتصفت بها قوم بني اسرائيل، فكان ينتشر بينهم صفات الكبر والتمرد والعصيان، وكانت تمتلئ مجتمعاتهم بالفجور والظلم، مما جعل من الضروري إرسال عدد من الأنبياء إليهم؛ لأنهم يحتاجون الكثير من الجهد للإصلاح والرشد فلا يكفي لهم مصلح واحد، فهم بحاجة إلى إصلاح دائم، كما أراد الله تعالى أن يجعل عليهم الحجة القوية بأنه أرسل إليهم عدداً من الأنبياء ولم يؤمنوا، إلى جانب أن تلك الأمة كانت من أعظم وأكبر الأمم بعد أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فكانوا يحتاجون إلى عدد كبير من الرسل والأنبياء، والله أعلم.
نظرة القرآن لليهود
- اليهود وبني إسرائيل هم صنفان أحدهما مؤمنون صالحون، والآخر صنف ظالم وعاصي وفاسق. قال تعالى: " ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرائيل" وقال تعالى: "فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيراً".
- الظاهرة الغالبة على بني إسرائيل أنهم كانوا قوم كفر وعصيان.
قال تعالى: " ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون".
- كان لتلك الفئة العاصية من اليهود سلوكيات وأخلاقيات مذمومة، ذكرها الله تعالى في كتابه لينتبه منها المؤمنون، ومنها:
- العداوة مع المؤمنين، قال تعالى: "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا".
- قتل الرسل والأنبياء، قال تعالى: "أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون".
- تحريف التوراة، قال تعالى: "من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه".
- الوقوع في الشرك واتخاذ الآلهة من دون الله تعالى، قال تعالى: "وقالت اليهود عزير بن الله".
- نشر الفتنة والفساد، قال تعالى: "كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين".
- الغيرة والحسد للمسلمين، قال تعالى: "إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحون بها".
- قسوة القلوب، قال تعالى: "فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية".
- أخبرنا الله تعالى أن الصراع مع اليهود مستمر والعداوة بيننا وبينهم دائمة، قال تعالى: "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا".
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_20312