من هو اول خليفة اموي وما أهم إنجازاته؟
جدول المحتويات
نشأت الدولة الأموية
تجدر الإشارة إلى أن مؤسس الدولة الأموية معاوية بن أبي سفيان، وكان من قبل وليًا على الشام، والذي ولاه على ذلك هو عمر بن الخطاب، وعندما قتل سيدنا علي كرم الله وجهه، تولى الخلافة حينئذ الحسن بن علي، ولكن تنازل عنها لمعاوية بن أبي سفيان.
واتفقوا على أن ترجع الخلافة إلى الحسن بن علي بعد وفاة معاوية، ولكن توفي الحسن قبل معاوية، ومن بعد ذلك انتقلت الخلافة للفرع السفياني من بني أمية، ومن ثم توفي معاوية الثاني بن يزيد بن معاوية، ولكن لم يتولى وليًا لعهده.
وبعد ذلك حدثت الفتنة الثانية حيث نادى عبد الله بن الزبير بأن يكون خليفة للمسلمين، ولكن انتهى الأمر بأن يكون الحكم لعبد الملك بن مروان، الذي أسس الفرع المرواني من الأسرة الأموية.
واستمر الملك في أبنائه وأحفاده، حتى تم توليت مروان بن محمد بن مروان بن الحكم، ومن بعدها تم سقوط خلافة بني أمية وهذا كان على يد العباسيين.
من هو أول خليفة أموي
أول خليفة أموي هو معاوية بن أبي سفيان، وقد وضحنا ذلك من قبل، وتم مبايعة معاوية للخلافة سنة 41 هجريًا، وظل في الحكم حتى عام 60 هجريًا أي تقريبًا 20 سنة، وتميز عصره بالاستقرار الداخلي وتحقيق الكثير من الانتصارات والفتوحات والإنجازات.
ويرجع تسمية الدولة الأموية بهذا الاسم نسبة إلى الجد الثاني الذي أسس الدولة الأموية وهو أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، كما أن خلافة الدولة الأموية قد ظلت تقريبًا 91 سنة، وقد انتهت سنة 132 هجريًا، ويعد مروان الثاني هو آخر خلفاؤها.
معلومات عن أول خليفة أموي
سوف نطرح عيكم في السطور التالية نبذة مختصرة عن معاوية بن أبي سفيان:
أولًا: نسبه
- أبوه سفيان صخر بن حرب بن أمية الأكبر بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
- أمه هند بنت عتبة بنت ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
ثانيًا: وصفه
- كان معاوية بن أبي سفيان طويلًا وذات بياضًا ومهيبًا.
- قال عنه عمر بن الخطاب عندما كان ينظر إليه: "هذا كسرى العرب".
- كما أنه تمتع بسعة الصدر وأخلاقه الحميدة.
ثالثًا: نشأته وإسلامه
- ولد معاوية بن أبي سفيان في مكة، وكان هذا قبل الهجرة بـ 15 سنة، ويوم الفتح كان عمره 23 سنة.
- أيضًا معاوية يعد من الطلقاء الذين أسلموا يوم فتح مكة، وبالإضافة إلى أنه شهد غزوة حنين.
رابعًا: روايته للحديث
- يعد من الكتاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد روي له أحاديث عن الرسول تقريبًا 163 حديثًا.
- كذلك روي عنه من الصحابة مثل: ابن عمر وابن عباس وابن الزبير وأبو الدرداء وجرير البجلي والنعمان بن بشير وغير ذلك.
- أما من روى عنه من التابعين هم: حميد بن عبد الرحمن وابن المسيب وغير ذلك.
- اتصف أيضًا بالحلم والدهاء، بل ذكر في فضلة أحاديث قلما ثبتت.
معاوية في زمن الخُلفاء الراشدين
معاوية بن أبي سفيان كان له دور في زمن الخلفاء الراشد وهو كما يلي:
- عهد أبو بكر الصديق رضي الله عنه شارك معاوية في معركة اليمامة، حيث كان مع الجيش الذي خرج لأجل فتح الشام.
- عهد عمر بن الخطاب تولى الأردن بعدما كسب ثقة عمر، وبالإضافة إلى أنه تولى الشام، وهذا كان بعدما توفي أخيه يزيد بن أبي سفيان.
- عهد عثمان بن عفان فقد تولى معاوية ولاية الشام كلها.
إنجازات معاوية بن أبي سفيان
أثناء فترة الخلافة قام معاوية بن أبي سفيان بعدة إنجازات أهمها الآتي:
- اتخذ دمشق عاصمة للدولة الأموية وأصبحت مقر للخلافة بدلًا من الكوفة، وبهذا الشكل فإن دمشق أصبحت المركز الأول للقيادة العسكرية، حيث كانت الجيوش الإسلامية تنطلق بتخطيطها وإشرافها.
- كان له دور فعال في طريقة جمع جميع المعلومات الخاصة بالعدو، وهذا كان من خلال الجهاز الاستخباراتي، بل عمل على تطويره بشكل واضح.
- أيضًا اهتم بإنشاء ديوان البريد، وكان الغرض من ذلك هو ضمان وصول أخبار البلاد والأوامر التي تصدر بشكل سريع من وإلى أطراف الدولة، بالإضافة إلى أخبار الثغور.
- كما اهتم بالحدود البرية الخاصة بالدول والعمل على تحصينها من أي خطر.
- كذلك اهتم بكيفية تنظيم حملات الشواتي والصوائف، وهي عبارة عن حملات عسكرية تجهز لأجل الجهاد والفتوحات التي تكون في فصل الشتاء أو الصيف.
- أيضًا قام ببناء قوة عسكرية بحرية، لضمان حماية سواحل الدول الإسلامية.
- كذلك يعد معاوية بن أبي سفيان أول من أنشأ دار صناعة للأساطيل، والهدف من ذلك هو إنشاء السفن البحرية، وكان ذلك سنة 54 هجريًا.
- قام أيضًا بتطوير ديوان العطاء والجند.
فضائل معاوية بن أبي سفيان
من الفضائل التي ذكرت لمعاوية الآتي:
- يعد من الذين اشتركوا مع الرسول في غزوة حنين وأنزل الله عليهم السكينة، فقد قال الله تعالى: {ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمنينَ} [التوبة من الآية: 26]
- كذلك دعا له النبي عليه أفضل الصلاة والسلام فقال:
«اللهم اجعله هاديًا مهديًّا، واهدِ به» (رواه الترمذي، وصحّحه الألباني).
أما أقوال السلف الصالح عن معاوية الآتي:
- أن عمر رضي الله عنه قال: "تَذكُرون كسرى وقيصر ودهاءهما، وعندكم معاوية؟!" (رواه الترمذي بسندٍ صحيح).
- علي رضي الله عنه قال: "لا تَكرهُوا إمارة معاوية، فوالله لئن فقدتموه لترون رؤوسًا تندر عن كواهلها كأنها الحنظل".
- وروى البخاري عن ابن عباس أنه قال عن معاوية: "إنه فقيه".
- وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: "ما رأيت أحدًا أشبهَ بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم من صلاة معاوية"؛ بل ها هو الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، ما ضرب إنسانًا قط، إلا إنسانًا شتم معاوية رضي الله عنه.
- وقال ابن تيمية: "اتَّفق العلماء على أن معاوية رضي الله عنه أفضل ملوك هذه الأمَّة، وكان مُلكه ملكًا ورحمةً
- كذلك لما ذُكر عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عند الأعمش رحمه الله فقال: "كيف لو أدركتم معاويةَ؟!" قالوا: في حِلمه؟ قال:" لا والله، في عدله
- قال سعيدُ بنُ المسيب: "من مات محبًّا لأبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ رضي الله عنهم، وشهد للعشرة بالجنة، وترحَّم على معاوية رضي الله عنه، كان حقيقًا على الله ألاَّ يناقشه الحساب".
- قال ابن خلدون: "كان ينبغي أن تُلحقَ دولةُ معاوية بدُولِ الخلفاء؛ فهو تاليهم في الفضل والعدالة والصحبة".
وفاة معاوية بن أبي سفيان
قد توفي معاوية بن أبي سفيان عام 60 هجريًا في شهر رجب، والذي تولى الخلافة من بعده هو ابنه يزيد بن معاوية، وتم ذلك بعدما كتب معاوية وصيته في ذلك.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_15964