رجال حول الرسول، شخصيات إسلامية جليلة
رجال حول الرسول
تعددت الشخصيات التي استطاعت أن تشغل مكانة بارزة لها في التاريخ الإسلامي بفضل مواقفها وبطولاتها والتضحية في سبيل نشر ورفع راية الإسلام، ومنهم الأتي :
زيد بن ثابت "جامع القرآن"
من أهم الإنجازات التي سجلت في تاريخ هذه الشخصية العظيمة الأتي :
- إذا حملت المصحف الشريف بيمينك ومضيت تقرأ في صفحاته سورة وآية، فأعلم أن من بين الذين يدينونك بالشكر والعرفان على هذا الصنيع زيد بن ثابت، فوقائع جمع القرآن في المصحف إلا ويذكر معها معها إسم الصحابي الجليل.
- هو من أنصار المدينة وبدأ زيد مع إخوانه دوره كمقاتل في سبيل الله بدءًا من غزوة الخندق في سنة خمسة من الهجرة، كانت شخصيته المسلمة المؤمنة تنمو سريعًا، فهو لم يبرع كمجاهد فحسب، بل كمثقف أيضًا فهو يتابع حفظ القرآن ويكتب الوحي لرسول الله ويتفوق في العلم والحكمة، ويتعلم لغات العالم الخارجي ويكتب لهم خطابات يدعوهم للإسلام بأمر من رسول الله، هكذا تألقت شخصية زيد وتبوأ في المجتمع الجديد مكانا عليا وصار موضع احترام وتوقير المسلمين.
- خلال إحدى وعشرين سنة تقريبًا نزل القرآن خلالها آية آية ملبية مناسبات النزول وأسبابها، فلم ينزل القرآن مرة واحدة أو جملة واحدة فهو ليس كتاب مؤلف، وإنما هو دليل أمة تبنى على الطبيعة لبنة لبنة ويوم بيوم وفق مشيئة إلهية.
- بعد وفاة الرسول انشغل المسلمون بحروب الردة واستشهد فيها الكثير من الحفظة لكتاب الله، فدعى الخليفة أبو بكر الصديق زيد بن ثابت وأمره أن يبدأ بجمع القرآن الكريم، ونهض زيد بالعمل الذي توقف عليه مصير دين الإسلام كله.
أسيد بن حضير "بطل يوم السقيفة"
كان والده من شرفاء العرب ومحاربيه الشجعان، اصطفاه الله للإسلام وهداه إلى الصراط المستقيم في بيعة العقبة الأولى، وكان من أحكم رجال حول الرسول، ويرجع ذلك إلى:
- كان أسيد رجل مستنير العقل ذكي القلب وشخصيته قوية وإرادته حازمة ولقبه أهل المدينة بالكامل، وكان سبب في إسلام سعد بن معاذ.
- بعد وفاة رسول الله نشبت الاختلافات بين المهاجرين والأنصار على الخلافة فقام أسيد فحسب في قومه قائلًا:
- تعلمون أن رسول الله كان من المهاجرين فخليفته إذن ينبغي أن يكون من المهاجرين ولقد كنا أنصار رسول الله وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته.
- وكانت كلماته بردا وسلامًا، وقد عاش عابدا باذلا روحه وماله في سبيل الله، وكان الاستماع لصوته وهو يرتل القرآن إحدى المغانم التي حرص الصحابة على اغتنامها، وكانت تدنو منه الملائكة لسماعه، وقال عنه الرسول نعم الرجل أسيد بن حضير.
ابو جابر "ظليل الملائكة"
أهم ما يميز هذه الشخصية العظيمة :
- بايع الرسول في بيعة العقبة الثانية واختاره الرسول نقيبا له على قومه من بني سلمة، ولما عاد للمدينة وضع نفسه وماله وأهله في خدمة الإسلام، وكان يصاحب الرسول في ليله ونهاره وشارك في غزوة بدر.
- في غزوة أحد خرج مع المسلمين للقاء قريش بإيمان وثيق وكان شغفه بالموت في سبيل الله أسمى أمانيه واستشهد في غزوة أحد.
- قال رسول الله لإبنه أن الله قال لأبو جابر يا عبدي سلني أعطك فقال يا رب أسألك أن تردني إلى الدنيا لأقتل في سبيلك ثانية فقال الله له إنه قد سبق القول مني أنهم إليها لا يرجعون فقال يا رب فأبلغ من ورائي بما أعطيتنا من نعمة فأنزل الله تعالي الآية 169 من سورة آل عمران.
عمران بن حصين "شبيه الملائكة"
أقبل على الرسول في عام خبير مبايعا، كان يخاف الله ويخشاه بقدر إدراكه لعظمته وجلاله وحقيقة عجزه عن شكره وعبادته مهما تضرع وركع وسجد وعبد، فكان رضي الله عنه من أصدق رجال حول الرسول، وذلك بفضل:
- أرسله الخليفة عمر بن الخطاب إلى خليفة البصرة ليفقه أهلها ويعلمهم الدين، وكان عمران يرفض أن يشغله عن الله وعبادته شاغل حتى صار كأنه لا ينتمي إلى عالم الدنيا التي يعيش فوق أرضها وبين ناسها، وصار كأنه ملك يحيى بين الملائكة يحادثهم ويحدثونه ويصافحهم ويصافحونه.
- حقق إيمانه أعظم نجاح حين أصابه مرض موجع لبث معه ثلاثين عام، ما ضجر منه ولا قال اوف، بل كان مثابرا على عبادته قائما، وكانت وصيته لأهله حين أدركه الموت "إذا رجعتم من دفني فانحروا وأطعموا".
المقداد بن عمرو "أول فرسان الإسلام"
هو من المبكرين بالإسلام وسابع سبعة جاهروا بإسلامهم وحمل نصيبا من أذى قريش في شجاعة الرجال، ومن أهم بطولاته :
- في غزوة بدر حيث أقبلت قريش في بأسها الشديد والمسلمون عددهم قليل وهذه أول غزوة لهم، وكان المسلمون يتقوون به.
- كان المقداد يرجئ حكمه الأخير على الناس إلى لحظة الموت ليتأكد أن الذي يصدر عليه الحكم لن يطرأ على حياته جديد، وحبه للإسلام ولرسول الله قد ملأ قلبه.
- كانت أمنيته أن يموت والإسلام عزيز ولقد ثابر مع المثابرين على تحقيق هذه الأمنية بما جعلته أهلا لأن يقول له الرسول عليه الصلاة والسلام إن الله أمرني بحبك وأنبأني أنه يحبك.
الزبير بن العوام "حواري رسول الله"
- يلتقي مع نسب رسول الله في قصي بن كلاب كما أن أمه هي صفية عمة رسول الله، وهو من المسلمين المبكرين بالإسلام ومن العشرة الذين بشرهم الرسول بالجنة ومن أصحاب الشورى الستة.
- أسلم في عمر الخامسة عشر وكان فارس منذ صباه وذكر المؤرخون انه سيفه هو أول سيف شهر في الإسلام ودعا له الرسول بالنصر.
- كان يعذبه عمه، فكان يلفه في حصير ويدخن عليه بالنار كي تزهق أنفاسه ويناديه وهو تحت وطأة العذاب أكفر برب محمد أدرأ عنك هذا العذاب، فيجيب الزبير لا والله لا أعود للكفر أبدا، وهاجر الزبير للحبشة مرتين واشترك مع الرسول في كل الغزوات والمعارك فما فاته منها شيء.
ثابت بن قيس "خطيب رسول الله"
- شهد مع الرسول غزوة أحد، وكان يحمل راية الأنصار في حروب الردة، كما تفوق خطيبا فإنه تفوق محاربا وكان يحمل نفسا اوابة وقلبا خاشعا وكان من أكثر المسلمين حياءا من الله، وقال له النبي ستعيش بخير وتموت بخير وتدخل الجنة.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_9898