هل الأغاني حرام؟ وما الدليل على ذلك؟
هل الأغاني حرام
سماع الأغاني هو أحد أشكال اللهو التي تميل القلوب له، ولكن ما لا يعرفه الكثير بأنه يوجد العديد من الأنواع المختلفة للغناء، والتي منها قد يكون محرم والبعض الآخر قد يكون مسموح به وغير محرم، ومن خلال الرد على سؤال هل الأغاني حرام أم لا؟ دعونا نتعرف على أنواعها.
ومن أنواع الأغاني ما يلي:
النوع الأول للغناء وهو مشتملًا على آلة عزف
إذا كان الغناء مصحوبًا بآلة عزف، أي آلة موسيقية، فحينها يكون الغناء حرام شرعًا وذلك من قبل المرأة والرجل، وقد جاءت هذه الفتاوى من كبار العلماء أمثال أبو الطيب الطبري والإمام القرطبي وابن القيم، والذي يجعل استماع الموسيقى حرام هي ما تقوم به داخل النفس، كما أنها من شعار أهل الخمر والفسق.
كما يوجد الكثير من الأحاديث المختلفة التي تؤكد على حرمة سماع الموسيقى، ومن ضمن هذه الأحاديث، حديث أبي مالك الأشعري عندما روى عن النبي صل الله عليه وسلم قال: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الخمر، والحر، والحرير، والمعازف"، حيث أن المعازف هنا هي جميع الآلات الموسيقية فيما عدا الدف، وهنا جمع رسول الله المعازف مع الخمر والحرير والزنا، وهي من الأشياء المحرمة قطعًا.
وجاء في قول الله تعالى في كتابه العزيز عن تحريم المعازف أيضًا: "ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين"، حيث أن ابن كثير في كتابه تفسير القرآن الكريم قد فسر هذه الآية بأن المقصود بها الغناء.
والشيء الذي حلله الدين الإسلامي في استخدامه هو الدف للنساء، ويكون ذلك في الأعياد أو الأعراس، ولكن يشترط عند استخدام الدف أن يكون الكلام التي يتغنون به لا يحرك الغرائز وله معنى حسن.
النوع الثاني للغناء بدون استخدام الآلة الموسيقية
هذا الجزء سوف نقوم بتقسيمه إلى جزئين:
- الجزء الأول هو غناء المرأة للرجل بدون موسيقى، فهذا محرم وممنوع في الدين الإسلامي، كما أنه يحرم على المرأة أن تقرأ القرآن الكريم بصوت مرتفع في حضور الرجال، ولكن الغناء للنساء لا مانع.
- الجزء الثاني هو الغناء للرجل، وهنا يجب النظر في الكلام التي يتغنى به الرجل، هل هو مباح ولا يشتمل على معنى سيء، فيباح الغناء به، ولكن إذا كان الكلام التي يتغنى به الرجل منكر، مثل وصفه لامرأة أو شيء محرم، فهذا لا يليق له الغناء به وهو محرمًا.
الدليل على أن أنواع بعض الغناء ليست محرمة
جميع العلماء اتفقوا على أن غناء الإنسان لنفسه أو المرأة لزوجها غير محرم، كما أن غناء النساء مع بعضهما البعض بدون موسيقى في العرس أو الأعياد غير محرم أيضًا، والدليل على ذلك كثير، ومن أهم الأدلة من السنة النبوية الشريفة ما يلي:
- كانت عائشة رضي الله عنها تقول: "أنَّها زَفَّتِ امْرَأَةً إلى رَجُلٍ مِنَ الأنْصارِ، فقالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا عائِشَةُ، ما كانَ معكُمْ لَهْوٌ؟ فإنَّ الأنْصارَ يُعْجِبُهُمُ اللَّهْوُ".
- كما قالت السيدة عائشة أيضًا: "زوَّجَت عائشةُ ذاتَ قرابةٍ لَها من الأنصارِ، فجاءَ رسولُ اللَّهِ فقالَ: أَهْدَيتُمْ الفتاةَ ؟ قالوا : نعَم . قالَ : أرسلتُمْ معَها مَن يغنِّي ؟ قالَت: لا، فقالَ رسولُ اللَّهِ إنَّ الأنصارَ قومٌ فيهم غَزَلٌ، فلَو بعثتُمْ معَها من يقولُ: أتيناكم فحيَّانا وحيَّاكُم".
- كما جاء نص عن عائشة رضي الله عنها، أن أباها أبي بكر رضي الله عنه دخل عليها وكان معها جاريتان، وكان ذلك في أيام منى وكانوا يغنيان وتضربان، وكان النبي صلوات الله عليه متغش بثوبه، فأعترض أبي بكر على ذلك، فكشف النبي عن وجهه وقال له دعهما يا أبي بكر، فإنها أيام عيد.
هل يوجد ضوابط إسلامية لسماع الغناء
نعم، يوجد ضوابط يجب على المسلم إتباعها عند سماع الغناء، ومنها ما يلي:
- أن يكون هذا الغناء متوافق مع التعاليم الإسلامية، فإن كان عكس ذلك فيحرم استماعه.
- الانضباط في طريقة أداء الأغاني، حيث أن المغني إذا كان يؤدي الغناء بشيء من التكسر والمياعة، فيحرم الإنصات إليه.
- الاعتدال في سماع الأغاني الحلال.
- ألا يكون الغناء مصاحب له أي من الآلات الموسيقية ماعدا الدف، فهو غير محرم الضرب به.
أمثلة على الأغاني الحلال
يوجد الكثير من الأمثلة المختلفة على الأغاني الحلال، ومنها ما يلي:
- الغناء فرحًا بالعيد.
- الغناء أثناء الإعلان عن وجود عرس وذلك للإشهار، حيث ذكر النبي صل الله عليه وسلم في ذلك الأمر: "فصلٌ ما بينَ الحلالِ والحرامِ، ضرْبُ الدُّفِّ والصوتُ في النكاحِ".
- الغناء عند العمل، وذلك لزيادة نشاط الموظفين والهمة بداخلهم، كما أن الغناء وقت العمل يخفف من التعب والمشقة التي يعانون منها، ولكن يجب أن لا يكون محتويًا على المحرمات التي ذكرناها لكم في السطور السابقة، وقد قال أنس بن مالك في ذلك : "خَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، في غَدَاةٍ بَارِدَةٍ، والمُهَاجِرُونَ والأنْصَارُ يَحْفِرُونَ الخَنْدَقَ، فَقالَ: اللَّهُمَّ إنَّ الخَيْرَ خَيْرُ الآخرة، فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ والمهاجرة، فأجَابُوا: نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا... علَى الجِهَادِ ما بَقِينَا أبَدًا".
- غناء الأم لأولادها لكي تلاعبهم وتروح عنهم.
- الغناء للدين الإسلامي وحبة الله ورسوله.
ما حكم من يستمع للأغاني المحرمة
كما ذكرنا من قبل بأن الأغاني المحرمة تأتي بجانب الخمر والزنا، فالاستماع لها يجعل الإنسان قد يقع في الزنا أو الفواحش المختلفة، كما أنها قد تجعله يفعل الكثير من المعاصي والتي قد تصل للشرك، وفي ذلك قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِين وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ".
فالغناء يتسبب في حدوث النفاق في القلب ويضل صاحبه، كما أنه يجعل صاحبه غير قادر على طاعة الله والاستماع للقرآن الكريم، وبالتالي عقاب من يستمع للأغاني هو العذاب الشديد في الآخرة، ولكن لم يحدد الله عز وجل نوع هذا العقاب، حيث أن الله يغضب على من يستمع للأغاني فهي معصية كبرى يجب الابتعاد عنها.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_17444