هل في الإسلام نظرية سياسية؟ وما الفكر السياسي الإسلامي الحديث؟
لمحة عامة عن الفكر السياسي الإسلامي
يعد الفكر السياسي الإسلامي هو عبارة عن:
- ذلك النشاط العقلي الذي يشتمل على مجموعة من الآراء والمبادئ والأفكار جماعة من الأفراد المسلمين وذلك منذ نشأة الحضارة الإسلامية وتشكيل دولة الإسلام منذ بعثة أشرف الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله سبحانه وتعالى برسالة الإسلام وحتى عصرنا الحالي.
- وهذا ما يعني أن التاريخ الإسلامي له تاريخه الذي يميزه ومراحله التي اشتملت على الكتابات السياسية والنظريات التي كانت توضح أهداف المسلمين السياسية التي يسعون إلى تحقيقها.
- كما أن الفكر السياسي قد اشتمل على مجموعة من القواعد التي من خلالها يتضح النظام المتبع وطريقة الحكم الإسلامي وأنه نظام سياسي ناجح بمعنى الكلمة في إدارة شئون البلاد.
- ومن الجدير بالذكر أنه لا يمكن وضع تعريف محدد للفكر الإسلامي وذلك لأنه ليس عملية موضوعية بشكل كامل حيث أنه غيره من الحقول المعرفية الاجتماعية التي من الصعب تحديدها وضبطها.
- ويرجع ذلك إلى أن علوم الامة بحكم علاقتها التكاملية ترفض وضع أي فواصل من شأنها أن تجعل علما واحدا يستأثر بموضوع معين.
- ومن الجدير بالذكر أن الفكر الإسلامي السياسي كان له الكثير من المفكرين الذين كانوا يتميزون بوضع إبداعاتهم وكانوا رواد عصرهم في العلوم الأخرى ولذلك كان يطلق على هؤلاء المفكرين الفلاسفة والفقهاء والمحدثين.
هل في الإسلام نظرية سياسية؟
لمعرفة الإجابة على هذا السؤال ينبغي أن نوضح ما علاقة الدين والسياسة وكيف انتقلوا من النظرية إلى العلم وتوضيح ذلك عليك بقراءة السطور التالية:
علاقة الدين بالسياسة:
- هناك أخطاء عديدة ومن اكثر هذه الأخطاء شيوعا هم فهم العلاقة بين الدين والسياسية وقد تولدت هذه الأخطاء نتيجة حدوث اختلاط كبير بين مفاهيم الناس للدين والسياسية.
- كما أن مفهوم هذين المصطلحين لا يقتصر الاختلاف فقط على عامة الناس وإنما لحق هذا الاختلاط الأفراد والمثقفين حيث أن هذه الفئة من الأفراد قد حدث لديهم اختلاط بين مفهوم السياسية ودور الفقهاء في العملي السياسية سواء كان هؤلاء الفقهاء داخل السلطة وخارجها.
أخطاء شائعة في علاقة الدين بالسياسة:
- ومن أبرز الأخطاء التي انت شائعة أيضا هم ان مجموعة من الناس يعتقدون أن السياسة يقتصر مفهومها على ذلك النشاط الذي تقوم به الحكومة خارج حدود الدولة وعادة ما يتأرجح هذا المفهوم بالنسبة لهم بين مفهوم الاستعمار ومفهوم الاستقلال.
- فهذه النظرة تقصر مفهوم السياسة على الحكومات وتقوم هذه الحكومات بالفصل بين الفكر السياسي وبين كفيه ممارسته من قبل المواطنين ومن ضمنهم العلماء والفقهاء وأهل العلم وأهل الاختصاص.
الفكر الإسلامي:
- وعند تسليط الضوء على الفكر السياسي من خلال نظرة متأنية يتبين أن الفكر الإسلامي هو في الأساس قد تم تأسيسه على مجموعة من النظريات السياسية الغربية والتي كانت تتحدث عن دور الحكومات في العمليات السياسية.
ومن خلال التعرف على علاقة الحكومة بالمواطنين يمكن الوصول ان العلاقات الداخلية في البلاد تعد جزء لا يتجزأ من الفكر السياسي حتى إذا كان هذا الفكر السياسي محكوم بما تقرره الحكومات من قوانين وانشطة يومية من أجل تنظيم العلاقات وحالات التواصل أو الانفصال بين الحكومة والشعب أو الانفصال بين العلاقات الخارجية بين دولة وأخرى. - ولذلك يمكن القول أن السياسة الداخلية والسياسة الخارجية في الدول هما وجهان لعملة واحدة.
- وإذا أكملنا مسيرتنا لنمر على نظريات الإمام الشيرازي ونظريات التي قام بوضعها نخبة ممتازة من العلماء السياسيين الذين كانوا في العصور السابقة والعلماء السياسيين المعاصرين نجد أن وجهة نظرهم جميعا تؤيد القول إنه لا انفصال بين السياسة الداخلية والسياسة الخارجية للبلاد.
- حيث أن نظرياتهم كانت توضح انه على مقدار ما تتمتع به البلاد من استقرار حقيقي على قد ما يحدث نمو للعلاقات الخارجية لها على قدر ما تفتقر اليه البلاد من هدوء واطمئنان وأمان على قدر افتقادها للاحترام من جهة الشعوب الأخرى.
المصطلحات السياسة:
- من الجدير بالذكر أن هناك بعض المصطلحات السياسية التي ظهرت بعد استقرار النظام الديمقراطي في أوربا وهذه المصطلحات تعد غريبة ومن هذه المصطلحات الغربية والتي تعد معاصرة في ذات الوقت مصطلح الديكتاتورية والديمقراطية ومصطلح الاشتراكية الغربية.
- فهذه المصطلحات قد ظهرت في اوربا الغربية والولايات المتحدة وهناك نظام آخر قد نشأ في نظام المعسكر السوفيتي وتوابعه وذلك قبل أن تتفكك هذه الدول وتقع فريسة لعدة تراكمات كبيرة من الإرهاب والديكتاتورية.
- وهذا النظام كان يعرف باسم نظام الحكم الشمولي والديكتاتوري الذي قد تسبب في ظهور العديد من الأمراض الاجتماعية في البلاد التي جعلت من رفاق الأمس أعداء الغد.
أما المفهوم السياسي الإسلامي الذي يُسأل عن من خلال طرح سؤال (هل في الاسلام نظرية سياسية؟):
- يتميز هذا المفهوم باتساعه حيث يعد هذا المفهوم أوسع من وظيفة الدولة وأوسع من وظيفة مكان وزمان معين وذلك لأن هذا الفكر قد انبثق من الفلسفة الإسلامية.
- والتي كان متكاملة في جميع أجزائها من أجل تكوين حياة موحد ة الأركان وهذه الأركان تتمثل في السياسية وعلم الاجتماع والاقتصاد وهكذا.
النظرية السياسية الإسلامية مقارنة بالنظريات السياسية الحضارية
عند إجراء مقارنة بين النظريات السياسية الإسلامية والنظريات السياسية الحضارية يتضح أن النظريات السياسية الإسلامية قد تمتعت بمجموعة من الخصائص التي لم تكن تعرفها الحضارات السباق لها، ويمكن توضيح المقارنة بين النظريات الإسلامية والنظريات السياسية الحضرية من خلال الأربع نماذج الآتية:
- النموذج اليوناني وذلك لأن النموذج اليوناني قد ترك خلفه الكثير من الآثار التي احدثت تأثيرا كبيرا في الفلسفة السياسية بل إنه أحدث تأثيرا كبيرا في النظرة السياسية عموما.
- النموذج الروماني وقد تم اختيار هذا النموذج أيضا لأن الرومان قد قاموا باجتياح بلاد اليونان ولم تستلم اليونان بل انها استطاعت الإفلات من بين ايدهم وبدأت من جديد من خلال اعتمادها على بناء حقبة جديدة تماما.
- نموذج الدولة الكاثوليكية البابوية والذي كان سائدا في العصور الوسطى حيث ان هذا النظام قد خلفته الحضارة الرومانية القديمة والتي أدت إلى خلق الكثير من الآراء الجدلية السياسية والنظريات السياسية نظرا لفظاعة ممارساتها في ذلك الوقت مما أدى في النهاية إلى تشكيل نموذج الدولة الحديثة.
- نموذج الدولة الحديثة: وهذا النظام تم انشائه في أوروبا وذلك لأنها أقرب مكان من ناحية التسلسل الزمني للنماذج السابقة.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_14682