كتابة : Sara
آخر تحديث: 20/05/2022

ما هي سيكولوجية وعي الضحية؟ وكيفية التعافي منها؟

يلعب الكثير من البشر دور الضحية تجاه بعض الأمور في حياتهم أو تجاه واقعهم بالأكمل كل حسب درجة وعيه، وهناك من يلعب هذا الدور بدون أن يعي أنه يتبنى عقلية الضحية، ويعتبر نفسه غير مسؤول عن حياته. لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن ما هي سيكولوجية وعي الضحية؟ وكيفية التعافي منها؟
ما هي سيكولوجية وعي الضحية؟ وكيفية التعافي منها؟

ما هي سيكولوجية وعي الضحية؟

الشخص الذي يكون في وعي الضحية هو شخص لديه بعض الصفات التي من خلالها يمكن الحكم عليه بأنه يلعب دور الضحية في حياته، وهذه الصفات تمثل سيكولوجية الشخص الذي يلعب دور الضحية، وتتمثل هذه الصفات في الآتي:

أولا: عدم تحمل مسؤولية حياته

  • هذا النوع من الشخصيات لا يتحمل أبدا مسؤولية حياته، ويرى سوا بشكل واعي منه أو غير واعي أن الآخرين هم المسؤولين عن تلبية احتياجاته العاطفية والمادية.
  • بالإضافة إلى أن هذا الشخص يقوم بإلقاء اللوم على الآخرين في حال لم يقوموا بتلبية رغباته أو قاموا بإيذائه كما يعتقد.
  • يرى الشخص الذي يلعب دور الضحية أنه لا يخطئ أبدا، وأن كل ما يحدث له من أذى مادي ومعنوي هو بسبب الآخرين.
  • كما أن الشخص الذي يلعب دور الضحية لا يرى أبدا أنه مذنب، ويخلق الكثير من الحجج والأعذار التي تبرر وضعه الحالي أو الوضع السلبي الذي يعيش فيه.

ثانيا: انعدام الثقة في الذات

  • الشخصية التي تلعب دور الضحية هي شخصية تفتقر إلى الثقة في النفس لأنه تشعر دائما أنها ناقصة، وتحتاج للكثير من الأمور التي تكملها.
  • هذا النوع من الشخصيات يسعى دائما إلى الكمال أو المثالية في كل شيء، لأنها تشعر بالدونية والنقص.
  • كما أن هذه الشخصية ترى أنها إذا حققت الكمال في كل شيء من حولها ستشعر بالامتلاء النفسي أو الثقة في الذات، وهذا بالطبع أمر مستحيل ومرهق للغاية.
  • تنظر الشخص التي تلعب دور الضحية إلى نفسها على أنها غير جيدة بما يكفي أو أنها دون المستوى المطلوب لكي يرضي الآخرين أنها أو يقبلونها.
  • هذه الشخصية لديها شعور عميق بالعار والتأنيب أو جلد الذات على أتفه الأمور، ولذلك هي تلوم نفسها كثيرا والآخرين أيضا.

كيفية التعافي من وعي الضحية؟

قبل التحدث عن كيفية تعافي الشخص من دور الضحية الذي يلعبه يجب أولا معرفة أن هناك الكثير من الشخصيات التي تلعب هذا الدور لا يعرفون من الأساس أنهم يتبنون عقلية الضحية، ويرجع ذلك إلى:

  • وهذا الأمر هو السبب الرئيسي في كل المشكلات التي تحدث لمثل هذا النوع من الشخصيات.
  • بالإضافة إلى أنه في حال عرف الشخص أنه بالفعل لديه عقلية الضحية فمن الممكن ألا يقوم بأي خطوات جادة للخروج من هذا الأمر.
  • لأن هذا الشخص لا يرى بأن دور الضحية مسيء له أو يضره بل يرى أن ما هو عليه هو الصواب أو من المفترض أن يكون عليه.
  • لذلك التعافي من عقلية الضحية يحتاج من الشخص إرادة قوية، واعتراف منه أن يلعب دور الضحية، وأن هذا الدور لا يخدمه في الحياة، ولا يحسن من واقعه بل على العكس تماما.

أما عن طرق التعافي من عقلية الضحية فهي تكون كالتالي:

أولا: التوجه إلى طبيب أو أخصائي نفسي

  • من المهم جدا أن يعي الشخص الذي يلعب دور الضحية أنه مصاب باضطراب نفسي معين يجعله يمارس هذا الدور سواء بوعي منه أو بدون وعي.
  • ومن الجيد في هذه الحالة خاصة إذا كان الشخص لا يعي خطورة الدور الذي يلعبه أن يستعين بطبيب أو أخصائي نفسي مختص يساعده في التوقف عن ممارسة هذا الدور.
  • حيث يقوم الطبيب النفسي بإجراء بعض الاختبارات النفسية التي توضح لماذا يلعب الشخص هذا الدور.
  • ومن ثم يقوم الطبيب النفسي بوضع خطة العلاج المناسبة للشخص، والتي تكون عبارة عن أدوية طبية أو جلسات علاج نفسي أو من الممكن أن يكون الاثنين معا.
  • وفي جلسات العلاج النفسي يقوم الطبيب باستخدام بعض تقنيات العلاج النفسي لمعرفة الدوافع التي تجعل الشخص يمارس هذا الدور.
  • ومن ثم يقوم المعالج النفسي بتغيير قناعات العميل أو المريض الخاصة بدور الضحية لتتغير سلوكياته، ومن ثم يتوقف الشخص عن لعب دور الضحية.
  • ومن ضمن تقنيات العلاج النفسي المستخدمة في ذلك العلاج المعرفي السلوكي.
  • حيث أثبت العلاج المعرفي السلوكي فاعليته في علاج الكثير من الحالات التي تعاني من عقلية الضحية ولا يستطيعون تخطي أو التوقف ع هذا الأمر الذي وضعوا فيه بشكل أو بآخر.

ثانيا: علاج صدمة الطفولة

  • في الغالب يكون السبب الرئيسي في تبني الشخص العقلية الضحية هو تعرض هذا الشخص لصدمة كبيرة في الطفولة مثل التحرش أو الاغتصاب أو العنف اللفظي والبدني.
  • وفي حال اكتشف الشخص لصدمة الطفولة المسببة لتبنيه عقلية الضحية، والعمل على تحريرها ستتغير هويته للأفضل.
  • من الجيد أن يستعين الشخص بأحد المتخصصين في الطب النفسي لمعرفة صدمة الطفولة الخاصة بعقلية الضحية، والعمل على التحرر منها.
  • لأنها هذا النوع من الصدمات يحتاج لمتخصص يساعد الشخص على الرجوع إلى الماضي أو أحداث الصدمة، وتحرير المشاعر والمعتقدات التي كونها الشخص عن نفسه أو الحياة والآخرين أثناء التعرض لهذه الصدمة.

ثالثا: تعلم قول لا ووضع حدود شخصية

  • الكثير من الشخصيات التي تلعب دور الضحية يتعرضون للاستغلال بشكل أو بآخر بسبب عدم قدرتهم على قول لا للآخرين، لأن هذا النوع من الشخصيات معطاء بشكل مبالغ فيه.
  • كذلك هذه الشخصيات لا تسطيع وضع حدود شخصية تحميها من الاستغلال المادي أو العاطفي.
  • ولذلك من المهم جدا أن يتعلم الشخص الذي يريد الخروج من نطاق عقلية الضحية أن يضع حدود شخصية وطاقية بينه وبين المحيطين به.
  • بالإضافة إلى معرفة هذا الشخص لكيفية قول لا للآخرين على بعض الأمور بشكل لطيف ومهذب.
  • ومع الوقت سيشعر هذا الشخص أنه يحترم نفسه ويقدرها بشكل عميق جدا، ويتوقف عن بعض السلوكيات التي بها نبذ أو رفض للذات.
  • بالإضافة إلى أن هذا الشخص سيتوقف أيضا عن تفضيل الآخر عليه، ويعطي إشارة واضحة للأشخاص من حوله أنه شخص يحترم ذاته.
  • ومن ثم سيتوقف المحيطين بالشخص المتعافي من لعب دور الضحية عن استغلاله أو محاولة انتهاك حدوده الشخصية مرة أخرى سواء بوعي منهم أو بدون وعي.

رابعا: وضع أهداف ونوايا

  • من المهم جدا أن يضع الشخص الذي دخل رحلة التعافي من عقلية الضحية بعض النوايا والأهداف الخاصة بها.
  • وأهمية هذا الأمر هو انشغال تفكير وعقل هذا الشخص بكيفية تحقيق تلك النوايا، ومن ثم الابتعاد عن انشغال عقله بمن حوله أو مشكلات المحيطين به كما كان في السابق.
  • بالإضافة إلى أن هذا الأمر يساعد الشخص على قول لا بسهولة، ووضع حدود شخصية له مع الآخرين.
في النهاية بعد التعرف على ما هو وعي الضحية يجب العلم أن هذا الوعي لا يخدم الشخص أبدا بل يعرضه للاستغلال المادي والعاطفي خاصة من بعض الشخصيات التي يطلق عليها في علم النفس الشخصيات السامة، لذلك من المهم جدا التحرر من هذا الوعي في حال اكتشف الشخص أنه موجود به، ويمارسه بدون وعي منه.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع