آثار الأمية, وأهم أسبابها.
ما هي الأمية؟
- الأمية: هي عدم قدرة الإنسان على القراءة والكتابة، وفي هذه الحالة تسمى "أميّة أبجديّة" ولكن في حالة عدم تمكّن الإنسان من استخدام القراءة والكتابة تسمى "أميّةً وظيفيّة"، بالإضافةً إلي عدم قدرة الشخص بالقيام بالمهارات تلبي احتياجاته الحياتية كلها.
- حيث يواجه المجتمع العديد من المشاكل التي كان عليه الإسراع في التصدي لها من أجل الوصول إلي حلول سريعة، وجذرية لهذه المشاكل، وهذا الأمر يتعلق بتفاصيل مجتمعية.
- كما يرجع أيضا إلي نوع المشكلة، ومدي سهولة أو تعقيد الحلول المطروحة، ولكن بعض المشاكل يجب سرعة تنفيذ حلولها المطروحة مهما كانت التكلفة، ومهما كان العبء سواء علي المواطنين أو علي الحكومات لان هذه المشاكل لها آثار كفيلة أن تؤثر علي المجتمع من جميع جوانبه.
- ومن هذه المشاكل التي نعاصرها في أيامنا تلك هي مشكلة الأمية، وهذه المشكلة ليست وليدة اليوم ولكنها ذات تاريخ طويل مع الدول بالإضافة إلي أنها تمثل عائق في عملية التطور والتقدم عند هذه الدول.
- والحل الأمثل لهذه المشكلة هي عملية مضادة إلي فكما يقال خير طريقة للدفاع الهجوم لذلك اتخذت الحكومات طريق محو الأمية من أجل التخلص من الأمية وما لها من آثار.
أبعاد الأمية
الأمية لا تتوقف فقط على عدم معرفة القراءة والكتابة فحسب، بل الأمية هي عدم الوعي بتطورات الأحداث التي تطرأ على المجتمعات، ومن ثم فإن أبعاد الأمية تنقسم إلى عدة أقسام وتشمل ما يلي:
- الأمية التعليمية الأبجدية: وهذا البعد خاص بعدم الوعي والمعرفة بالكتابة والقراءة، ومسك القلم.
- الأمية الثقافية: قد يكون الشخص متعلم ولكنه جاهل ثقافي وغير واعي بما يطرأ على العلم من تطورات أو يقتصر في علمه على المناهج الدراسية فحسب.
- الأمية التكنولوجية والفنية: العالم يشهد تطور ملحوظ في عالم التكنولوجيا، وقد يكون الجهل بهذه التطورات نوع من أنواع الأمية.
- الأمية الصحية: عدم اتباع نظام صحي وعدم الوعي بطرق مكافحة الأمراض، القيام بسلوكيات تؤثر على الصحة العامة.
- الأمية العقائدية: وهي الانتماء إلى دين أو اتجاه معين لمجرد السير مع السرب، دون الفهم والتعمق في الدين أو العقيدة.
أسباب الأمية
تعد الأميّة من المشكلات الاجتماعيّة التي تسعى كل المنظمات والحكومات المختلفة إلى التغلّب عليها من أجل ما تسببه للمجتمعات للخسائر سواء علي مستوي الفرد أو المجتمع، ويرجع السبب في وجودها إلى مجموعة من العوامل الهامة التي سنعرضها وتتمثل في الآتي:
- الظروف الاقتصاديّة والمعيشيّة السيّئة بسبب الفقر
- الانشغال عن التعلّم بالعمل لكسب الرزق، وإعالة أفراد العائلة.
- قلّة تعليم الأهل، وقلّة وجود الكتب التعليميّة من أهم الأسباب.
- سوء الأداء الدراسي، بسبب التسرّب المستمر منها
- وجود صعوبات في التعلّم مثل صعوبة القراءة وصعوبة الكتابة، مما يؤدي إلي الإحباط والامتناع عن بذل الجهد في التعلم وتخطي تلك الصعوبات.
آثار الأمية
ولانً عمليّة التعليم عمليّة مستمرة منذ لحظة الولادة، وحين لحظات الوفاة، كان هناك العديد من النتائج والآثار على جميع الفئات العمريّة ناتجة عن الأميّة وسوف نعرض لكم آثار الأمية في النقاط كالآتي:
- تؤثّر الأمية تأثيراً ملحوظاً على الوضع الاجتماعي للأفراد، ونمط الانخراط والاندماج مع الأشخاص الآخرين.
- كما تؤثّر الأميّة أيضا على مصادر دخل الأفراد ورأس مالهم، فالأميّة عند الأطفال، خاصّة في مرحلة الطفولة المبكّرة سوف تتسبب في عرقلة تطوير معظم وظائف الدماغ وأيضا تطوير اللغة لديهم.
- تؤثر على عملية اكتساب القيم، والعادات، والمعرفة، فيؤدي ذلك إلي التأثير السلبي على الشعور بالانتماء للمجتمع.
- تقلل من عملية حصول الأطفال على الوظائف وفرص العمل من الدرجة الأولى في المستقبلً.
- كما تؤثّر على الصحّة الإنجابيّة، ويرجع ذلك إلي عدم الوعي بالصحّة الجنسيّة وأمورا خري مثل الإنجاب.
- انخفاض الوعي بمعظم مجالات الحياة اليوميّة كالنظافة على سبيل المثال، وتقلل من وعي الأفراد ب كلا من حقوقهم وواجباتهم.
- تؤثّر على قدرة الآباء في عملية متابعة التعليم لأطفالهم، مما يؤثر ذلك على التحصيل الدراسي لديهم.، وتتسبب الأمية في سوء الصحّة وسوء التغذية، وازدياد معدّلات الأمراض، ويرجع ذلك إلي الافتقار للمعلومات الخاصّة بصحّة الأفراد والعائلات.
- تؤدي إلي ارتفاع معدلات الحوادث المهنيّة، بالنسبة للعمال والسبب في ذلك عدم معرفتهم بقراءة التعليمات الخاصّة بتشغيل الآلات.
- تؤدي إلى انخفاض إنتاجيّة الأفراد في المجتمع، وزيادة مصاريف الرعاية الصحيّة.، وأيضا التأثير على ممارسات الرعاية الذاتيّة ويرجع ذلك إلي عدم معرفة القراءة والكتابة.
مخاطر الأمية على أفراد المجتمع وكيفية القضاء عليها
تعتبر الأمية من الآفات المجتمعية الضارة التي تؤثر على عجلة التنمية والتقدم المجتمعي، ومن أهم مخاطر الأمية على أفراد المجتمع هي:
- نشأة جيل من الأبناء والآباء غير المتعلمين وغير القادرين على القراءة أو الكتابة وبالتالي نقص الوعي والمعرفة.
- قلة فرص الاستقلالية والحصول على الحقوق.
- الوقوع في العديد من المشكلات والأزمات وعدم القدرة على إيجاد حلول واقعية لها.
- انتشار الخرافات والأساطير وانتشار السحر والشعوذة.
- انتشار البطالة والفقر وانخفاض المستوى الاقتصادي للأفراد.
- تشرد الأطفال وانتشار جرائم العنف والتحرش والاغتصاب وعمالة الأطفال.
حلول الأمية
حل مشكلة الأمية لا يحدث بين عشية وضحاها، ولكن يتطلب تضافر جهود جميع أفراد المجتمع معا للنهوض بالمنظومة الفكرية والتخلص من هذه الآفة التي قد تحول المجتمع إلى كيان اجتماعي معرض للانهيار، ومن هذه الحلول ما يلي:
- توفير مدارس في جميع مناطق الدولة وخاصة النائية لضمان وصول التعليم لأكبر عدد ممكن من الأفراد.
- إجبارية التعليم، وعدم قدرة الفرد على الحصول على أي شهادة حكومية دون الحصول على مؤهل دراسي.
- التوعية من خلال وسائل الإعلام بأهمية العلم والتعلم.
- تحفيز الأفراد على ضرورة التعلم.
- التوعية بمخاطر الأمية وتأثيرها على المجتمع.
- مجانية التعليم للأسر المحتاجة.
كيف تؤثر الأمية على اقتصاد الدولة؟
- مشكلة الأمية ليست مشكلة فردية ترتبط بعدد من الأفراد اتخذوا قرار عدم التعلم، ولكن هذه مشكلة مجتمع بأكمله، لأن الأمية تؤدي إلى انتشار البطالة لعدم توفير أفراد قادرين على التعامل مع التطورات الحديثة التي تطرأ على المجتمع، ومن ثم هذا يؤثر على عجلة الإنتاج بالسلب، ويؤدي إلى انهيار اقتصاد الدولة والتأثير على مستوى معيشة الفرد وانتشار الفقر والبطالة والاتجاه إلى السرقة والنهب.
- إن قوة اقتصاد أي دولة مرتبط ارتباط وثيق بمدى تحضر وثقافة أفراد مجتمعهم، ومن ثم فإن العلم من الأمور الضرورية التي تساعد على تطور اقتصاديات الدول.
مشكلة الأمية في الوطن العربي
- تشير الإحصائيات العالمية لمشكلة الأمية أن الوطن العربي من أكبر المناطق على مستوى العالم التي تعاني من الأمية، خاصة أن الأمية ترتكز في ثلاث مناطق على مستوى الصحراء الكبري وأفريقيا ودول غرب وجنوب آسيا.
- وقد توصلت الدراسات أن 19 % من سكان الوطن العربي أمي وأن أغلب الأشخاص الذين يعانون من مشكلة الأمية هم النساء، كما أن دولة فلسطين تشهد أعلى نسبة أمية على مستوى الوطن العربي وفقا لإحصائيات 2010، وآخرها موريتانيا.
- وقد تكون زيادة عدد السكان في الوطن العربي يقلل من فرص الأفراد في التعلم، وزيادة عدد الطلاب في الفصل الدراسي الواحد وبالتالي ضعف فرصة التحصيل الدراسي.
- كما قد يكون عدم وضع خطط محكمة لتطبيق مبدأ ألزامية التعليم على أفراد المجتمع، وزيادة فرص الهروب من المدرسة، وارتفاع أسعار التعليم والكتب يجعل العديد من الأفراد يبتعدون عن التعلم.
مفهوم محو الأمية
- وبعد معرفة مشكلة الأمية ومعرفة الآثار السلبية الناجمة عنها وتأثيرها علي الأفراد والمجتمعات يجب علينا الوصول إلي نظام كفء من أجل تلاشي هذه الآثار وهذا الحل هو عملية إزالة لهذه الأمية "محو الأمية".
- و مفهوم محو الأمية بناء علي تعريف دائرة المعارف البريطانية؛ فهي معرفة الشخص لكلا من القراءة والكتابة، وقدرته على التواصل مع الأشخاص الآخرين وذلك من خلال باستخدام العلامات، أو الرموز المكتوبة والمطبوعة أو الإلكترونية، وهي بشكل عام تمثّل ما يسمي "لغة التواصل".
- ومحو الأمية في مفهوم آخر مشابه للمفهوم الأول يقول إن محو الأمية هي قدرة الشخص على عملية القراءة، والكتابة، والتحدّث، وأيضا الاستماع، وذلك كله يحدث من أجل التواصل الفعّال الذي يرجع إلينا بفهم ما يدور في محيط الإنسان.
آثار محو الأمية
تركت برامج محو الأمية العديد من الآثار الإيجابية التي كان يرجوها الكثير على الصعيد الشخصي، وأيضا علي الصعيد المحلي، والدولي، فالشخص الذي يعرف القراء والكتابة هو بالفعل شخص قادر على إحداث فروق في حياته بل وفي المجتمع الذي ينتمي له، وذلك بعكس الشخص الأميّ الذي لم يتعلم القراءة والكتابة، فهو يعتبر أشبه ما يكون بالمنعزل عن العالم الخارجي، إذ وربما يسوء الأمر أكثر من كل هذا ليصبح هذا الإنسان ضحية لاستغلال جهة معيّنة له.
وفيما يأتي سنوضح بعض من الآثار الإيجابية لمحو الأمية وهي كالآتي:
- تعمل محو الأمية علي زيادة الثقة بالنفس، وتقدير واحترام الإنسان أولا وقبل كل شئ لنفسه، وذلك على الصعيد الشخصي.
- تعمل علي تقليل معدلات الجريمة.
- كما تساهم محو الأمية في عملية تحسين مستويات النموّ الاقتصادي للدول.
- تعمل علي الحدّ من نسب الفقر.
- تعزيز وترسيخ الديمقراطية؛ ويحدث ذلك من خلال زيادة المشاركة المدنية في العمليات السياسية.
- تساهم في الحدّ من الأمراض المزمنة مثل مرض نقص المناعة، وذلك لقدرة الشخص على الاطلاع على المعلومات التي تتناول مثل هذه الأمور.
- ومحو الأمية بالفعل تساهم في تعزيز التنوّع الثقافي.
- كما أن لها تأثر بشكل كبير على الواقع السياسي للمجتمعات، فالشخص الذي قادر علي القراءة والكتابة يستطيع أن يفهم ما يدور حوله، وبالتالي يمكن اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب له، ومثال علي ذلك الانتخابات، فهي تحتاج إلى مواطنين مثقفين، قادرين على التصويت، من أجل اختيار الشخص الصحيح.
منظمة اليونسكو ومحو الأمية
ساهمت منظمة اليونسكو بداية من عام 1946م في عملية تعزيز محو الأمية للتخلص من آثار الأمية باعتبار أنها تمثل جزءاً أساسياً من الحق في العملية التعليمية، كما أنّ محو الأمية تعمل على تحسين المستويات المعيشية، وتقوية مشاركة الأفراد وانخراطهم في المجتمعات.
وأيضا تزيد من فرص الحياة أمام الأفراد، ومن قدرة الأفراد على الإبداع، والتواصل مع العالم الخارجي، والتفاهم، وغير ذلك من الأمور الهامة، وعملت منظمة اليونسكو على تعزيز عملية المعرفة بالقراءة والكتابة وذلك من ضمن خطة مستدامة لعام 2030م، قائمة علي عدة أمور نعرضها فيما يلي:
- عملية تطوير بيئات محو الأمية.
- بالإضافة إلي بناء أسس قوية من خلال رعاية الطفولة المبكرة والتعليم.
- أيضا توفير التعليم الأساسي لكل الأطفال.
- تحسين مستويات كلا من القراءة والكتابة لفئة الشباب.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_7406