كتابة :
آخر تحديث: 12/02/2024

بحث عن أسباب العنصرية والأضرار الناتجة عنها وطرق علاجها

بحث عن العنصرية

تعريف العنصرية باختصار عبارة عن مجموعة من المعتقدات والسلوكيات التي تنبني على أساس التفرقة بين البشر، والتقليل من شأنهم وكذا التمييز بينهم تبعا لعدة أمور ليس من حق أحد التدخل فيها من الأساس، كالعقيدة الدينية، العادات والتقاليد، العرق، إلى جانب الجنس واللون.

أسس العنصرية

وفيما يأتي بعض من أبرز الأسس التي تقوم عليها التفرقة العنصرية:

  • الثقافات.
  • القومية.
  • العادات والتقاليد.
  • اللغة.
  • العرق ولون البشرة.
  • المعتقدات الدينية.
  • الطبقة والمستوى الاجتماعي.

أسباب العنصرية

هناك العديد من أسباب العنصرية بالإنجليزية:The reasons for racism التي لا تعد ولا تحصى، والتي يمكن أن تؤدي لحدوث العنصرية ومنها ما يأتي:

1. الفروق في الطبقات الاجتماعية بين البشر

  • الحياة بطبيعتها تعرف اختلافات في المستويات المادية والاقتصادية بين فئات المجتمع، ما يجعل الفئات الاجتماعية الأعلى مستوى تمارس نوعا من التمييز العنصري على الفئات الاجتماعية الأخرى الأقل والأدنى منها.

2. التفاخر بالأنساب

  • فالتفاخر بالأنساب والألقاب، يعد بدوره أحد أسباب التمييز العنصري الذي يعمل على التقليل من شأن من ليس لهم عائلات كبيرة ولا ألقاب.

3. الجهل وعدم الوعي بماهية العنصرية

  • فعدم الدراية بماهية العنصرية والجهل بها، يمكن أن يجعل بعض الأشخاص عنصريين دون علمهم بسلوكاتهم العنصرية تلك من الأساس، وبخاصة بسبب التنشئة الاجتماعية الخاطئة التي يتلقونها من أهاليهم العنصريين بدورهم.

4. المعاناة من بعض المشكلات النفسية

  • بعض الأشخاص قد تكون تربيتهم خاطئة منذ الصغر، فيصبحون بذلك أشخاصا متكبرين ومغرورين، وعنصريين كذلك، فيقللون دائمًا 00 من شأن الناس الآخرين، سواء بسبب مستواهم الاجتماعي العالي أو بنسبهم أو بسبب جمالهم وحسن خلقهم.

5. الاختلاف في اللغة

  • بالتأكيد تتعدد اللغات، وتختلف بين العرب الأجانب، وهذه العنصرية المرتبطة باللغة تتشكل على شكل نظرة دونية تحملها فئة من المجتمع ضد أخرى.

6. الجشع والطمع والاستغلال

  • ويعد الطمع والاستغلال بدورهما أحد أسباب التفرقة العنصرية، ويتجلى هذا فيما كانت تقوم به بعض الدول من سلب واحتلال لبعض أراضي العرب، التي ليس من حقهم أخذها ولا وضع أيديهم عليها من الأساس.

7. العقيدة والثقافة

  • كما أن اختلاف الثقافات والعقيدة بين المجتمعات يعدان بدورهما أحد أبرز أسباب التميز والتفرقة العنصرية، فبالرغم من كون الدين والمعتقد حرية شخصية، إلا أنه قد يجعل البعض يقع ضحية للتفرقة العنصرية.

أسباب العنصرية في السعودية

رغم صدور العديد من القوانين والتشريعات التي تنص على القضاء على التمييز العنصري، إلا أن هناك العديد من الفئات حتى وقتنا هذا تعاني من ويلات العنصرية في السعودية، ولعل السبب وراء ذلك يكمن فيما يلي:

  • العنصري القبلية: تتكون السعودية من عدة قبائل، ولكل قبيلة قيمتها ومكانتها في الدولة، وكذلك يصبح لها التمييز عن باقي القبائل الأخرى.
  • العنصرية حسب المنطقة: تنقسم السعودية إلى عدة مدن، وكل مدينة لها قيمتها ومكانتها التي طالما تتميز بها عن غيرها، وفي طريقة التعامل، فسكان مكة وجدة والطائف والمدينة المنورة في صدارة السكان الذين يتميزون عن سكان باقي مدن المملكة.
  • العنصرية الدينية: قد يكون هناك تماسك كبير في المملكة العربية الإسلامية، بالدين الإسلامي والسنة النبوية باعتبارها المنبر الأول للإسلام، ومن ثم فإن الطوائف تتعرض للعنصرية والتراجع، مثل طائفة الشيعية في السعودية.
  • العنصرية ضد الأجانب: هناك العديد من الأجانب الذي يعيشون في السعودية من أجل العمل ويتعرضون للعنصرية، بمقارنة مع السكان الأصليين السعوديين، ويتحملون هذه العنصرية من أجل كسب المال.
  • العنصرية في وسائل الإعلام: تفرض الحكومة السعودية القوانين والتشريعات التي ينبغي على وسائل الإعلام الالتزام بها، وفي حالة المخالفة تتعرض للمساءلة القانونية الصارمة.

أسباب العنصرية ضد السود

إن التفرقة العنصرية بين البيض والسود، رغم التقدم الهائل في التكنولوجيا والمطالبة الدائمة في الولايات المتحدة الأمريكية للعالم أجمع بالقضاء على العنصرية، ألا أن العنصرية لازالت موجودة في العالم وخاصة العنصرية الموجهة ضد سود البشرة من الأفراد من أصل أفريقي، وفي دراسة أكدت أن العديد من السود يرون أن هذه العنصرية بنسبة 48% إن العنصرية بسبب الفروق الفردية، بينما 40% يرون أن هذه العنصرية نتيجة قوانين الدولة وسياساتها.

ومن أسباب العنصرية ضد السود، ما يلي:

  • حفظ السلام في البلاد من خلال عدم المساواة العرقية باعتبار السود أكثر ميلا للعنف وإحداث الشغب.
  • حماية العلاقات المجتمعية من التأثر بمعتقدات وأفكار السود، وبالتي وضع حدود لهؤلاء الفئة داخل المجتمع.
  • الرغبة في جعل السود هم كبش الفداء لأي نزاعات داخل الدولة، من خلال إلقاء اللوم على الأقليات العرقية.
  • إصدار أحكام تعميمية على السود، باعتبارهم أكثر قوة وأكثر ميلاً إلى العنف، هذا ما يجعل الصورة الذهنية تظل راسخة مهما ظهرت من قوانين وتشريعات.

أنواع العنصرية

وفيما يلي بعض من أنواع وأشكال العنصرية:

التفرقة العنصرية المباشرة

  • ويتم فيها معاملة الفرد باحتقار عبر التقليل من شأنه وتوجيه بعض الكلمات الجارحة له، مع إظهار مشاعر الكره والعدوانية له، فقط بسبب لونه أو عرقه أو عقيدته.

التفرقة العنصرية غير المباشرة

  • ويتم هذا النوع من العنصرية عبر فرض قوانين ونظم تخدم مصالح فئة بعينها، وتهمش وتلحق الضرر بفئة أخرى.

أضرار العنصرية

هنالك العديد من الآثار السلبية التي يمكن أن تتسبب فيها العنصرية، فتنعكس بذلك سلبا على الفرد وعلى المجتمع.

أضرار العنصرية على الفرد

  • تتسبب العنصرية في زرع نار الحقد والكراهية بين من يمارسها وبين المطبق عليه هذا الاضطهاد العنصري.
  • كما تتسبب أيضاً في عزلة الأشخاص المتعرضين لها؛ بسبب رفض المجتمع لهم، إلى جانب قيام العنصرية أيضاً بجعل فكر من يمارسها محدودا وضيقا.

أضرار العنصرية على المجتمع

  • العمل على تفكيك الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع.
  • سيطرة مشاعر الحقد والكراهية والعدوانية بين أفراد المجتمع.
  • زعزعة استقرار المجتمع وثباته وزرع مشاعر القلق والخوف بين أفراده.
  • حدوث ونشوب النزاعات والحروب بين أفراده.

إيجابيات العنصرية

  • العنصرية هي طريقة التعامل مع الأفراد على أساس العرق أو الدين أو الجنس أو اللون أو الأصل، ومن ثم فإن التفاضل بينهما في أشياء ليست بأيديهم، تصبح مقارنة غير عادلة، لأن الناس لم يختاروا أوضاعهم هذه؛ ومن ثم يصبح التمييز العنصري غير منصف.
  • ولعل إيجابيات العنصرية تتمثل في تحفيز الأفراد على التفوق والإبداع والتميز لمزيد من تحقيق الإنتاجية والتفوق وإثبات قدراتهم، مما يعود على المجتمع بالمنافع.

مناهضة العنصرية

هنالك مجموعة من الاقتراحات والحلول التي يمكن أن تعمل على القضاء على العنصرية، ونذكر من بينها:

  • ضرورة تدخل الحكومة من أجل القضاء على مظاهر العنصرية، وتطبيق مبدأ المساواة بين أفراد المجتمع باختلاف ثقافاتهم وطبقاتهم الاجتماعية ومعتقداتهم الدينية.
  • استخدام وسائل الإعلام لتوعية الشعب والمجتمع بضرورة مناهضة العنصرية والتمييز.
  • تربية الأبناء على حب الآخرين وتفادي زرع قيم التفاخر والغرور واحتقار الآخرين في نفوسهم.
  • ضرورة قيام المؤسسات التعليمية من مدارس وجامعات بتثقيف وتوعية الجيل الجديد الناشئ، وزرع القيم الأخلاقية والأفكار الصحيحة بعقولهم.
  • تدخل منظمات حقوق الإنسان لعقد ندوات ودورات تثقيفية لفائدة الناس، ونشر كتب توعوية تنص بضرورة المساواة بين الأفراد وعدم التمييز بينهم؛ بسبب اللون أو الجنس أو غير ذلك من أشكال التمييز.

علاج العنصرية في الإسلام

العنصرية من الأفكار المرفوضة التي نهى عنها الإسلام، وقد وضع الإسلام حدوداً للتمييز بين الأفراد، بأن الجميع سواسية في الإسلام والفرق يكمن فقط في التقوى والعمل الصالح، (يا أيها الناسُ إنّا خلقناكمْ منْ ذكرٍ وأنثى، وجعلناكمْ شعوباً وقبائلَ لتعارفوا ۚ إنَّ أكرمَكمْ عندَ اللهِ أتقاكمْ ۚ إنَّ اللهَ عليمٌ خبيرٌ).

ومن ثم، فإن علاج العنصرية في الإسلام تكمن فيما يلي:

  • وضع الإسلام حدوداً للتمييز بين البشر، ودعا إلى التآخي والتحابي بين البشر جميعا، في قوله الناس سواسية كأسنان المشط.
  • لا فرق بين عربي، ولا أعجمي إلا بالتقوى، ولعل أقوى مثال على ذلك مشهد الحج الذي يوفد إليه الناس باختلاف خصائصها لأداء الفروض دون فرق بين هذا وذاك.
  • كذلك دعا الإسلام إلى المساواة بين الرجل والمرأة، وحفظ للمرأة حقوقها في الإسلام، ودافع عنها باعتبارها كائناً ضعيفاً.
  • الاختلاف بين البشر في اللون أو الجنس أو العرق أو حتى الدين لا يدعو إلى الحقد والكراهية والبغضاء، وإنما مزيد من الألفة والمحبة والتكامل.

هناك العديد من المواضع التي توضح موقف الإسلام من العنصرية، ويتمثل فيما يلي:

إنَّ أكرمَكمْ عندَ اللهِ أتقاكمْ {الحجراتُ:٥٣}

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ اللهَ لا ينظرُ إلى صورِكمْ وأموالِكمْ، ولكنْ ينظرُ إلى قلوبِكمْ وأعمالِكمْ. رواهُ مسلمٌ.

وفي واقعة حدثت أيام الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما غضب النبي كثير من علي بن أبي الغفاري، عندما قال لبلال بن رباح يا بن السواد، وهذا دلالة قوية على أن الإسلام لا يدعو إلى التنمر والتمييز بين بني البشر.

خاتمة عن العنصرية

لقد أبرمت العديد من الاتفاقيات الدولية التي هدفها القضاء على كافة أشكال التمييز العنصري، والوقوف في وجه التحيز العنصري والسلوكيات العنصرية المتعصبة من أجل حفظ السلام ونشر الأمن والأمان والاستقرار بين بني البشر، والحفاظ على تنمية وتقدم المجتمعات، والحفاظ على الحقوق الإنسانية، وذلك من خلال:

  • تنشئة الصغار على احترام الآخر وتقبل ثقافتهم ومعتقداتهم ومشاركتهم الاحتفالات الخاصة بهم.
  • معاقبة المتنمرين الذين يفرضون العنصرية على الآخرين من أجل قمع هذه السلوكيات.
  • التعامل بين بني البشر وفقا للمزايا والإيجابيات التي يتمتعون بها، وليس اللون والعرق والجنس.
  • السماح للآخرين في التعبير عن آرائهم عندما يتعرضون للمضايقة بحرية تامة.
هذا، وتبقى العنصرية أكثر مظاهر الجهل والتخلف التي تغزو جميع المجتمعات، وتعد الأسرة أولى اللبنات التي بإمكانها أن تساعد على نبذ ومكافحة العنصرية والتمييز، فضلا على أن اختلاف اللون واللغة وغيرهما يبقى شيئا جميلا يميز كلا منا عن الآخر.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ