أثر الفقر على التعليم وكيفية مكافحة الفقر
جدول المحتويات
أهمية التعليم
التعليم هو أساس نجاح الإنسان في حياته، فالتعليم سبيل إلى خروج الإنسان من الفقر لأن المعرفة التي يكتسبها الفرد من العلم تمنح الإنسان الأمل في إكمال التعليم والسعي لتحقيق الطموحات، ويساعد التعليم على التغيير للأفضل في الحياة اليومية ومن ناحية التغذية والرعاية الصحية، كما تزداد ثقافة الفرد ويصبح أكثر قبول، كما يصبحون قدوة لأبنائهم.
أثر الفقر على التعليم
أكد الباحثين أن الفقر يؤثر على التعليم وعلى مستوى إدراك وتركيز وانتباه الطفل، وقد وجدت دراسة صلة كبيرة بين انخفاض الدخل وبين المشاكل الصحية المزمنة، كما أن الفقر يرتبط بانخفاض مستوى المهارات وبانخفاض المستوى التعليمي، بجانب عدم القدرة على العمل، بالإضافة إلى السلوكيات السلبية مثل التدمير والتخريب وافتعال المشكلات، كما يتضح تأثير الفقر على المجتمع بأكمله.
ومن خلال نتائج الأبحاث الإضافية التي تم إجراؤها لمعرفة تأثير الفقر وأضراره العامة تبين أن الفقر يقلل من الاستعداد النفسي عند الأطفال للتعليم، وتزداد خطورته من خلال مجموعة من العوامل منها درجة الفقر ومدى عمقه وتأثيره ودرجة وجود الجريمة في المجتمع الذي يعيش فيه الطالب.
كيف يؤثر الفقر على التعليم
يخلق الفقر عوامل تكون عائق في حياة الطفل وبخاصة في مجال التعليم، وتعمل الحكومة على إنفاق حصص من ناتجها المحلي على التعليم الأمر الذي قد يجعله غير متاح للفقراء، وذلك بسبب كوادر غير مؤهلة من المعلمين، وأجهزة كمبيوتر معطلة، وصفوف مزدحمة، وكلها ظروف لا تساعد الطالب أو تلبي احتياجاته.
وعلى الرغم من أن المدارس تكون مجانية لكن يوجد أيضاً تكاليف إضافية مثل ملابس الدراسة أو الكتب أو وسائل المواصلات التي قد يحتاجها الطالب إن كان يسكن في مكان بعيد، الأمر الذي يجعل الفقراء أكثر معاناة في التعليم.
أضرار الفقر على التعليم
بعد إجراء بعض الإحصائيات حول التأثير السلبي للفقر على التعليم، تبين من إحدى المصادر أن نسبة ثلاثون بالمائة من الأطفال الفقراء لا يكملون تعليمهم حتى المرحلة الثانوية، الأمر الذي يؤثر سلبياً على النجاح الاقتصادي وعلى فرص العمل في المستقبل، الأمر الذي يجعله شخص فقير في المستقبل أيضاً.
وقد تبين من الإحصائيات الأخرى أضرار الفقر على التعليم كما يلي :
- التأهيل الدراسي في فترة الحضانة يحتاج الطفل إلى تنمية معرفية قبل دخول الدراسة أو في فترة الحضانة، ويلجأ معظم الآباء لتنمية معرفة أطفالهم عن طريق إعدادهم للدراسة وإحضار متطلبات التعليم الخاص مثل الكتب والملابس والمواصلات، ولكن الفقراء يكونون أقل إقبالاً على دخول أبنائهم تعليم الروضة بسبب عدم وجود وقت كافي للاهتمام بأطفالهم أو عدم وجود مصاريف الحضانة ومتطلباتها، كما أن البيئة لديهم تكون غير مستقرة.
- تأثير الفقر على الحضور في المدارس بعد إجراء الدراسات والأبحاث على نسب الغياب والحضور في المدارس، تبين أن نسبة الغياب تزداد عند الطبقات الفقيرة بثلاثة أضعاف الطبقات الغنية، حيث لوحظ أن أغلبية الغائبون من الأسر الفقيرة وذلك يظهر لأسباب واضحة مثل الظروف القاسية حولهم أو رغبة الآباء في عدم حضور أبنائهم للدراسة حتى يساعدونهم في العمل، وبسبب أيضاً كثرة التعاملات العنيفة والقهر أو التنقل للبحث عن عمل.
- ظاهرة التنمر على الفقراء أكدت الأبحاث أن الأطفال الفقراء هم أكثر عرضة للتنمر في المدارس من الأطفال الأغنياء، بسبب عدم وجود ملابس لائقة أو مظهرهم الغير نظيف أو غيرها من الأسباب التي تجعل الطفل الفقير أكثر تعرضاً للتنمر، وبالتالي تسوء الحالة النفسية للطفل وقد يترك الدراسة أو يهرب من المدرسة.
- انخفاض التحصيل العلمي والمعرفي لدى الفقراء يعيش الأطفال الفقراء في أسر فقيرة مليئة بالضغوط والتوتر والإجهاد النفسي، وغيرها من أساليب التربية القاسية القائمة على العنف والضرب أو السب والسخرية والتي تجعل الطالب غير مستقر نفسياً وبالتالي ينخفض لديه معدل التركيز والانتباه والإدراك، كما ينخفض التحصيل الدراسي بشكل عام. ويفتقر الطالب الفقير إلى المهارات الاجتماعية الأمر الذي يؤثر سلبياً على التعليم.
- السلوكيات المدرسية يعيش الطفل الذي من أسرة مقتدرة مادياً أو غنية في أمن وأمان نفسي غالباً، الأمر الذي يؤدي إلى استقرار سلوكياته ويكون قادر على اكتساب مهارات اجتماعية وتعليمية جيدة تتناسب مع المواقف التي يمرون بها يومياً وبالتالي تكون سلوكياتهم المدرسية أو في أي مكان آخر سلوكيات صحية ومنضبطة ومقبولة اجتماعياً، أما بالنسبة لطلاب الطبقات الفقيرة فإنهم لا يجدون الدعم النفسي في أسرهم ولا يكونون قادرين على تعلم مهارات اجتماعية واكتساب سلوكيات عاطفية نظراً لافتقارهم لها في أسرهم. بالإضافة إلى كثرة الضغوط النفسية التي يتعرضون لها والتي تؤثر بشكل مباشر على سلوكياتهم في المدرسة أو في أي مكان بالمجتمع، كما تكون قدرته الأكاديمية والاجتماعية مضطربة الأمر الذي يجعله ضعيف التركيز والانتباه، كما ترتفع نسبة الاكتئاب عند أطفال الأسر الفقيرة الأمر الذي يعمل على التقليل من المهارات الإبداعية.
أثر الفقر على الفرد والمجتمع
يؤثر الفقر على جميع جوانب حياة الإنسان وبخاصة إن كان شديد، ومن خلال التأثير على الفرد ينتقل التأثير السلبي للمجتمع من خلال وجود العديد من الفقراء، وتظهر آثار الفقر على الفرد في ما يلي:
- الإصابة بالأمراض أو ضعف الحالة الصحية حيث أن الغالبية العظمى من الفقراء يعانون من سوء التغذية أو الإصابة بأمراض مثل الأنيميا التي تعني فقر الدم، والإصابة بالضغط المرتفع أو السكري بسبب كثرة المشاكل والقلق والتوتر النفسي، ويوجد بعض الدول الفقيرة التي يعاني أفرادها من الأمراض الشديدة والتي تؤدي بهم إلى الموت بسبب الجوع.
- عدم تلقي الرعاية الطبية المناسبة غالباً عندما يمرض الشخص الفقير لا يذهب للكشف الطبي بسبب عدم وجود أموال كافية وقد يلجأ إلى تناول العلاج من تلقاء نفسه أو من الصيدلي الأمر الذي يتسبب في احتمالية تزايد المرض عليه أو التعرض لمضاعفات خطيرة بسبب تلقي أدوية خاطئة.
- التسول والتشرد يلجأ الفقراء إلى التسول في الطرقات من أجل الحصول على لقمة العيش أو من أجل جلب الاحتياجات الأساسية لكل إنسان، وقد يصل الأمر إلى التشرد وعدم وجود مسكن أو العيش في الشوارع والملاجئ، بالإضافة إلى إمكانية حدوث الانحراف الأخلاقي والسلوكي واتباع أبشع السلوكيات التي تتمثل في الدعارة أو الزنا أو السرقة أو تجارة المخدرات.
أما بالنسبة لتأثير الفقر على المجتمع فيمكن أن يتمثل في:
- انتشار الجرائم في المجتمع.
- ضعف الوضع الاقتصادي في الدولة بسبب عدم وجود أفراد متعلمين أو بسبب عدم وجود أيدي عاملة.
- انتشار البلطجة والسلوكيات الغير سوية.
- تشويه سمعة البلد بين بلدان العالم.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_17253