تأثير النيكوتين على الجهاز العصبي
محتويات
تأثير النيكوتين على الجهاز العصبي
يعد النيكوتين المادة الرئيسة التي تدخن في صناعة السجائر، عندما يدخن الانسان يسير النيكوتين داخل الجسم حتى يصل الى المخ، ويستهدف المنطقة المتحفزة في الدماغ ويزيد من معدل إفراز الدوبامين.
وذلك يزيد الشعور بالمتعة، وتعتاد الدماغ على إفراز الدوبامين بتلك الكمية من النيكوتين فقط ويصل الشخص الى الإدمان.
ولكن عند الإقلاع عن التدخين يشعر الشخص بصعوبة في التركيز، الصداع الشديد، العصبية الزائدة، فتح الشهية، القلق والتوتر، اضطرابات في النوم، وهذا يجعل الكثير يفشل في تلك المرحلة ويرغب في العودة الى التدخين بكميات اكبر.
وفي الحالة التي يصبح بها الشخص المدخن معتمد بشكل كامل على التدخين، يصبح الشخص عرضه للأضرار الصحية الخطيرة وذلك نتيجة تأثير النيكوتين على الجهاز العصبي، ومنها:
السكتة الدماغية
تتضاعف حالات الوفيات سنويا بسبب التعرض المفاجيء للسكتات الدماغية، والتي تنتج من حدوث تلف في احدى اجزاء الدماغ.
وقد اكدت الدراسات العلمية ان الاشخاص المدخنون بشراهة هم أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية على عكس الاشخاص الغير مدخنين.
اثناء التدخين يحدث تمدد شديد داخل الاوعيةً الدموية، وتؤدي تلك الحركة الى ضعف جدران الأوعية على المدى الطويل، او تفجر الاوعية الدموية، وتلك الحالة أكثر خطورة حيث تتلف خلايا الدماغ بشكل كامل وتؤدي الى الوفاة على الفور.
ظهرت منظمة الصحة العالمية ان خلال الخمسة سنوات الأخيرة، انخفضت نسبة الوفيات المصابة بالسكتات الدماغية، وذلك ناتج عن ارتفاع معدل الاشخاص الذين توقفوا عن التدخين.
شيخوخة الدماغ
يعد تأثير النيكوتين السلبي ليس على الجهاز العصبي فقط، بل ايضا على الوظائف الادراكية ولكنها بمعدل اقل نسبيا، ويكون كالتالي:
ضعف القشرة الدماغية
تتمثل القشرة الدماغية في سمك محدد يولد به كل شخص، ولكن تقل سمك تلك القشرة تدريجيا عند التقدم في العمر.
ومن هنا نوضح ان التدخين يزيد من ضعف القشرة الدماغية من مراحل الفئة العمرية المتوسطة حتى عند التقدم في العمر على عكس الاشخاص الغير مدخنين، وذلك لان النيكوتين يدمر المادة الرمادية المكونة للدماغ، وهي التي تلعب دور هام في الوظائف الادراكية، التفكير، التعليم، الذاكرة.
التغيرات العقلية
لم يحدد حتى الان مقدار التغييرات التي تحدث في الدماغ نتيجة التدخين، وذلك لان بعض تلك التغييرات يتم علاجها والتخلص منها عند الإقلاع عن التدخين.
ولكن من اكثر الاعراض السلبية التي تمت ملاحظتها هي الخرف المبكر، انخفاض مستوى الادارك، ضعف الذاكرة.
كما ان 14% من الاشخاص المدخنين يصابون بالزهايمر خاصة عند كبار السن، وذلك يرجع ايضا الى ضمور بعض خلايا المخ، وضعف القشرة الدماغية كما ذكرنا سابقا.
الصحة العقلية
بعش الاشخاص المدخنون يتبعون طريقة خاطئة وهي التداوي الذاتي ويظنون ان للتدخين اثر ايجابي في تقليل الشعور بالتوتر والعصبية.
ولكن بعد مرور فترة زمنية كبيرة ومع ضغوط الحياة المحيطة ستزيد اعراض الشخص ويشعر بالصداع، آلام الرأس، ضيق في التنفس، الاندفاع، الاضطراب النفسي والإحباط الزائد.
ويصبح تصرفاته غير صحيحة ويلجأ الى التدخين بشراهة اكبر، والبعض ينساقون الى تناول المشروبات الكحولية والمخدرات، ولكن هذا التوتر الزائد يجعل من صاحبه مريض بالاكتئاب، وسنوضح ذلك كالتالي:
التدخين وعلاقته بالقلق النفسي
يعطي النيكوتين شعور بالراحة بشكل مباشر اثناء تناوله، يعتقد الكثير ان يخفف من حدة القلق والتوتر، ولكن هذا بالفعل صحيح بصورة مؤقتة وعلى المدى الطويل يتسبب في حدوث نتيجة عكسية، ومن هنا نستنتج ان التدخين ليس له علاقة بالقلق او مسببباته.
التدخين والاكتئاب
اكد الأطباء النفسية انً توجد علاقة قوية معقدة تربط ما بين الاكتئاب والتدخين، وعلى الرغم من ذلك لم يثبت ان كان الاكتئاب قد يسوق الشخص الى التدخين ام التدخين يتسبب في إصابة الشخص بالاكتئاب.
ولكن اكدت الكثير من التجارب ان النيكوتين وهو المكون الرئيسي لمادة التبغ الموجودة في السجائر تزيد من إفراز مادة الدوبامين الموجودة في الدماغ، وتلك المادة عندما تقل في جسم الانسان يشعر مباشرة بالاكتئاب.
ولذلك يلجأ الاشخاص المصابين بالاكتئاب للتدخين حتى ترتفع نسبة الدوبامين في اجسامهم ويتم ذلك في فترة مؤقتة، وتؤدي أضرار التدخين فيما بعد الى تثبيط عمل الدماغ عن تصنيع تلك المادة ويعاني الشخص من الاكتئاب المزمن.
التدخين والفصام
اكدت الكثير من مؤسسات الصحة النفسية ان المرضى المصابون بالفصام يقبلون على التدخين بمعدل ثلاثة اضعاف الاشخاص الغير مدخنين.
ويرجع ذلك الى عدة اسباب ومن أهمها التحكم في العصبية الزائدة، تقليل حدة الاثار الجانبية للأدوية النفسية، حيث ان كل مريض يضع سبب مختلف لعلاقته بالتدخين، وعلى عكس ذلك قد يسبب التدخين علاقة سلبية مع المرض.
العلاج الدوائي البديل للنيكوتين
نظرا لتأثير النيكوتين على الجهاز العصبي بشكل سلبي اكتشفت طرق بديلة للتغلب على الاعراض الجسمانية عند التوقف عن التدخين، وهي عبارة عن مركبات دوائي تضخ كميات كافية من النيكوتين الذي يحتاجه الجسم بشكل يومي خالي من المواد السامة التب تتواجد في التبغ.
وبالتالي يستطيع الشخص التخلص من الاكتئاب النفسي، والفصام، ومنها:
منتجات NRT
هي عبارة عن منتجات طبية تحتوى على كميات مناسبة من النيكوتين، ويتميز بانه ذات معدل ابطأ الامتصاص في الجسم، وبعد الإحصائيات العالمية المتفاوتة اكدت ان نسبة الإقلاع عن التدخين باستخدام بتلك المنتجات تعادل 50% حتى 70%.
لاصقة النيكوتين
هي من احدى المنتجات الشائعة التي يمكن استخدامها دون استشارة الطبيب، تستخدم تلك اللاصقة على جزء من الجلد يكون خالي من الشعر ويفضل في أعلى الذراع.
تحتوى تلك اللاصقة على نسبة قليلة من النيكوتين الذي يمتص عبر الجلد ويتدفق في الدورة الدموية لتعويض الجسم نسبيا في تلك الفترة، هذة اللاصقة متاحة للاستبدال بعد مرور 24 ساعة.
ظهرت على الاشخاص الذين استخدموا هذة اللاصقة لمدة تفوق الشهرين بعض الاثار الجانبية ومنها التهيج الجلدي، زيادة في معدل النبض، آلام في الرأس، اضطرابات النوم.
علكة النيكوتين
هي من احدى الطرق الشائعة التي يمكن استخدامها دون اخبار الطبيب ايضا، حيث يتم امتصاص النيكوتين من خلال الخلايا الفم، وتعتبر تلك الطريقة بسيطة الى حد ما عن استخدام اللاصقة، يتم مضغ العلكة لمدة لا تزيد عن 30 دقيقة.
ولكن توجد لها العديد من الاعراض الجانبية المزعجة ومنها ألم الفك والأسنان، الشعور بالتقريص في اللسان، ويرجع ذلك الى استخدامها بطريقة خاطئة، وينصح الأطباء لعدم استخدامها اكثر من 6 أشهر كحد أقصي للعلاج.
جهاز النيكوتين ( الاستنشاق)
هوً جهاز طبي يشبه شكل السيجارة، يتم استخدامه تحت الإشراف الطبي، يوفر للجسم نسبة من النيكوتين التي يتم امتصاصة عن طريق الفم والرئتين والحلق.
يظهر مفعول تأثير النيكوتين في الجسم بعد تناوله بمدة 20 دقيقة ويستمر حتى ساعتين، تعتبر الفترة القصوى للعلاج هي 12 اسبوع، له بعض الاعراض الجانبية اذا استعمل بشكل كبير وهي تهيج في الحلق، السعال، طفح جلدي في الفم.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_4732