آخر تحديث: 16/09/2022

ما هي أحكام صلاة الجماعة للنساء من القرآن والسنة؟

إن الصلاة هي أولي العبادات التي فرضها الله - عز وجل - على العباد وهي أول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة فهي ذات ميزة فريدة عن باقي الأركان لكونها عماد الدين وقوامه ؛ فيقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الشريف " رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُهُ الصَّلاةُ، وذروةُ سَنامِهِ الجِهادُ "، وهنا يوضح لنا موقع مفاهيم الكثير عن الصلاة في الإسلام، وأحكام صلاة الجماعة للنساء، وعن أحكام الصلاة التي فرضت على كل مسلم ومسلمة.
ما هي أحكام صلاة الجماعة للنساء من القرآن والسنة؟

القول في أحكام صلاة الجماعة للنساء

  • نحن نعلم جيداً فضل الصلاة، فهي عماد الدين وركن من أركان الإسلام، قال الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ )
  • ففي ذلك الحديث الشريف تأكيد على أهمية الفروض والواجبات التي أنزلها الله - سبحانه وتعالى - على المسلمين ولم تختص تلك العبادات بالرجال أو النساء، وإنما جاءت للمسلمين عامة، إن الصلاة هي أول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة.

كما قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (إنَّ أولَ ما يُحاسَبُ به العبدُ يومَ القيامةِ من عملِه صلاتُه، فإن صَلُحَتْ فقد أَفْلَحَ وأَنْجَح، وإن فَسَدَتْ فقد خاب وخَسِرَ).

شروط الصلاة للنساء والرجال

شروط الصلاة في الإسلام نوعان : شروط الوجوب ، وشروط الصحة، وتشمل ما يلي:

1. شروط الوجوب: وهي التي توجب الصلاة علي المكلفين بها وهي ثلاثة شروط:

  • الإسلام:
    • إن الصلاة واجب على كل فرد مسلم ومسلمة، وقد شرع الله بعض أحكام صلاة الجماعة للنساء، ولكنها لا توجب لغير المسلمين في الدنيا بل تكن عليهم لزام العقاب في الآخرة كما يرى الجمهور ولكن عند الحنفية فهي لا توجب علي غير المسلمين
  • البلوغ:
    • يؤمر الصبي بالصلاة عند وصوله سن السابعة لكي يعتاد عليها فهي فرض على كل بالغ.
  • العقل:
    • أي أن الصلاة غير واجبة علي غير ذي عقل كالمجنون والمعتوه وأيضا لفاقد الوعي.

2. شروط الصحة : وهي ستة شروط تتوقف عليها صحة الصلاة كالتالي:

  • دخول الوقت.
  • الطهارة من الحدثين.
  • طهارة البدن والثوب ومكان الصلاة.
  • ستر العورة.
  • استقبال القبلة.
  • النية.

صلاة الجماعة في الإسلام

نستكمل معكم الحديث عن الصلاة، الصلاة تعد من أولى الأمور التي على جميع المسلمين معرفتها والإلمام بها، وذلك لأن:

  • الصلاة واحدة من أهم العبادات التي فرضت في الإسلام، ولها مكانة كبيرة فهي العبادة الوحيدة التي فرضت علي العباد من فوق سبع سماوات وذلك في ليلة الإسراء والمعراج.
  • أما تعريف صلاة الجماعة فهي تلك الصلاة التي يقوم بتأديتها جمع من الناس المسلمين وهم مؤتمين بإمام واحد، سواء تقام داخل المسجد أو خارجه فهي تعتبر أعلى في الأجر من صلاة المسلم منفرداً لما جاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "صلاة الجماعة تَفْضُلُ عن صلاة الفَذِّ (الفرد) بسبعٍ وعشرين درجة" .

شروط صلاة الجماعة للنساء

عند التحدث عن أحكام صلاة الجماعة للنساء نذكر أولاً أنها سنة مستحبة، ولكن يجب التنويه على بعض الأمور أهمها:

  1. أن المرأة التي تَؤمُّ النساء يجب أن تكون في وسطهن؛ فالمأمومات معها يجب أن يكن عن يمينها وعن شمالها فلا تتقدمهن ، وهذا استناداً لما ورد إلينا اقتداءً بفعل أمنا عائشة وأم سلمة وهي تَؤمُّ النساء في صلاة الجماعة.
  2. إن الخروج إلى تأدية صلاة الجماعة في المسجد تعد من أخير الأعمال وأفضلها ، قال سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «مَن توضَّأَ للصلاةِ فأَسْبَغَ الوضوءَ، ثمَّ مشَى إلى الصَّلاةِ المكتوبةِ فصلَّاها مع الناسِ، أو مع الجماعةِ، أو في المسجِدِ، غَفَرَ اللهُ له ذُنوبَه» [أخرجه مسلم]، وفي هذا توجيه وترغيب من النبي للرجال دون النساء.
  3. إن ذهاب المرأة لأداء صلاة الجماعة في المسجد يجب أن تكون بإذن من زوجها ، وهذا أول أحكام صلاة الجماعة للنساء، وقيل أنه مستحباً للزوج أن يأذن لزوجته إن كان يأمن عليها من الفتنة والطريق إلى المسجد دون خشية وقوع ضرر عليها وإصابتها بسوء، وذلك ما يذهب إليه جمهور الفقهاء ؛ فعَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: «لا تَمنَعوا إِماءَ الله مَسَاجدَ الله»، وذلك بشرط مراعاة الضوابط لخروج المرأة من بيتها ؛ وارتداء الحجاب الشرعي ، وأيضا عدم التطيب واستخدم الزينة ؛ فعَنْ زَيْنَبَ، امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ، قَالَتْ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِذَا شَهِدَتْ إِحْدَاكُنَّ الْمَسْجِدَ فَلَا تَمَسَّ طِيبًا».
  4. إن صلاة المرأة يفضل أن تكون في بيتها ولكن عند تقرير الثواب الذي تحصل عليه المرأة لذهابها إلى المسجد لكي تحضر صلاة الجماعة ؛ فجاء عَنْ أُمِّ حُمَيْدٍ امْرَأَةِ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّهَا جَاءَتِ النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَتْ: «يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُحِبُّ الصَّلَاةَ مَعَكَ، قَالَ: «قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ تُحِبِّينَ الصَّلَاةَ مَعِي، وَصَلَاتُكِ فِي بَيْتِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلَاتِكِ فِي حُجْرَتِكِ، وَصَلَاتُكِ فِي حُجْرَتِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلَاتِكِ فِي دَارِكِ، وَصَلَاتُكِ فِي دَارِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلَاتِكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ، وَصَلَاتُكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلَاتِكِ فِي مَسْجِدِي»، قَالَ: «فَأَمَرَتْ فَبُنِيَ لَهَا مَسْجِدٌ فِي أَقْصَى شَيْءٍ مِنْ بَيْتِهَا وَأَظْلَمِهِ، فَكَانَتْ تُصَلِّي فِيهِ حَتَّى لَقِيَتِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ».

حكم صلاة الجماعة للنساء

من الجائز في الإسلام للمرأة أن تقوم بإمامة مثيلاتها من نساء المسلمين في أداء صلاة الجماعة ؛ وورد ذلك في أحكام صلاة الجماعة للنساء، وتتمثل فيما يلي:

عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ «أن رَسُول اللَّهِ ﷺ كَانَ يَزُورُهَا فِي بَيْتِهَا وَجَعَلَ لَهَا مُؤَذِّنًا يُؤَذِّنُ لَهَا، وَأَمَرَهَا أَنْ تَؤُمَّ أَهْلَ دَارِهَا». [أخرجه أبو داود].

  • فإذا أمَّت المرأة في صلاتها امرأةً واحدة فعليها أن توقفها عن يمينها وأن تكون غير مُتقدمة عليها ، وإن كانتا اثنتين فأكثر وقفت المؤمه في وسطهنّ ولا تتقدم عليهن في الوقوف أيضًا؛ فرابطة مذهب الحنفية يوضح «أَنَّ عَائِشَةَ أَمَّتْ نِسْوَةً فِي الْمَكْتُوبَةِ فَأَمَّتْهُنَّ بَيْنَهُنَّ وَسَطًا».
  • كما يجوز للمرأة أن تجهر بالقراءة عند إمامتها للنساء في صلاة الجماعة وذلك بالحرص على ألا يسمعها أحد سوى محارمها بينما إذا كانت تؤدي الصلاة في حضور رجال أجانب عنها وجب عليها أن تخفض من صوتها.
  • وقد ورد أنه كان هناك جدال بين كثير من الناس حول جواز المرأة أن تصبح إماماً للصلاة فكان الجواب من الشيخ الشعراوي رحمه الله فقال أنه من المعلوم أن صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد.
  • والنصوص في تلك النقطة كثيرة كما ذكرنا سابقاً ، وإذا كان يفضل أن تصلي المرأة في بيتها فضلاً عن أن تصلى في المسجد ابتغاءً لثواب الجماعة فإنها يمكنها أن تؤدي صلاة الجماعة وهي في بيتها، أو العمل الذي تؤديه مع زميلاتها.
  • أما إذا كانت تؤدي الصلاة في المنزل بحضور زوجها أو والدها أو ابنها أو أخوها مثلا فيكون هو الإمام وتكون المرأة مأمومة، وكذلك في العمل يجوز أن يصلى بالنساء أحد الزملاء كإمام لهن سواءً كانت تلك الصلاة تؤدى في مسجد أو مكان طهور مخصص للصلاة.
  • ولكن إذا لم يكن هناك رجل يمكن للمرأة أن تكون هي إماماً لبناتها في البيت أو للزميلات في العمل، وذلك علي رأى جمهور الأئمة أيضاً .

كيفية صلاة الجماعة للنساء؟

المرأة كالرجل فيما يجب ويحرم عليهم في الصلاة إلا في بعض الأمور التي تتعلق بـأحكام صلاة الجماعة للنساء:

كيفية الصلاة للنساء

  1. فلا يجب على المرأة أن تركع مثلما يركع الرجل، فيجب عليها أن تركع إلى أن تصل أطراف أصابعها بداية ركبتيها فقط .
  2. إذا سجدت تضم أعضاءها ، كما أنها لا تمد ظهرها أيضا ولا يجب عليها أن تفرق بين إبطيها ويديها، ولا يجب عليها الجلوس نصب قدمها اليمني وفرش قدمها اليسرى بل تفرشهما معا ، وإذا همت بالقيام من السجود تجلس أولاً ثم تقوم.
  3. إذا قامت لا يجب عليها أن تفرق بين قدميها.
  4. وجب عليها أن تقوم بستر جميع جسدها دون الوجه والكفين في تأدية الصلاة.
  5. أن تخفض صوتها أثناء القراءة الجهرية علي ألا يسمعها إلا من كان يصلي بجانبها.
  6. ليس عليها فرض بالأذان ولا الإقامة.
إلى هنا نكون قد انتهينا من شرح أهم أحكام صلاة الجماعة للنساء، بالإضافة إلى الاستدلال على جميع المعلومات من الكتاب والسنة النبوية، وكذلك بعض الشروط والأحكام المتعلقة بصلاة النساء.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع