صفة صلاة العيد الأضحى والفطر

للنشر

واتس اب شارك غرد شارك

صفة صلاة العيد

نعني بصفة صلاة العيد هي كيفية إقامة صلاة العيد، وإليك كيف:

أولًا يحضر الإمام ويؤم الناس بركعتين، سواء لصلاة عيد الفطر أو صلاة عيد الأضحى، فعن عمر رضي الله عنه "صلاة الفطر ركعتان وصلاة الأضحى ركعتان تمام غيرُ قصر على لسان نبيكم وقد خاب من افترى". رواه النسائي

وعن أبي سعيد قال:

"كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى فأول شيء يبدأ به الصلاة." رواه البخاري

وتكون صلاة العيد كالتالي:

• التكبيرة الأولى في تكبيرة الإحرام، وبعدها يُكبر الإمام 6 تكبيرات أو 7 تكبيرات لقول عائشة رضي الله عنها: التكبير في الفطر والأضحى الأولى سبع تكبيرات وفي الثانية خمس تكبيرات سوى تكبيرتي الركوع. " رواه أبو داود
• بعد هذه التكبيرات يقرأ الإمام سورة الفاتحة، ويعدها يقرأ سورة قاف.
• في الركعة الثانية يُكبر الإمام 5 تكبيرات، وبعدها يقرأ سورة الفاتحة، ومن ثم يقرأ سورة القمر، فهكذا كان يصلي الرسول صلى الله عليه وسلم.
• وإن شاء يمكن للإمام أن يصلي في الركعة الأولى بسورة الأعلى، وفي الركعة الثانية يقرأ سورة الغاشية.
• وعلى الإمام أن يُحيي السنة ويقرأ بهذه السور حتى يعرفها المسلمون، ويعرفون أنها صحيحة، وأنها سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
• وبعد إتمام الصلاة يخطب الإمام في الناس، وعلىالإمام أن يقتدي برسولنا الكريم، حيث كان يختص بجزء من خطبته إلى النساء يامرهن، وينهاهن.

الخطبة

من أحكام صلاة العيد أن تكون الصلاة قبل الخطبة، والدليل على ذلك حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمَ الْفِطْرِ فَبَدَأَ بِالصَّلاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ . رواه البخاري

ودليل آخر على أن الخطبة بعد الصلاة هي حديث أبي سعيد رضي الله عنه، حيث قال:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى إِلَى الْمُصَلَّى فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَبْدَأُ بِهِ الصَّلاةُ ثُمَّ يَنْصَرِفُ فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ وَالنَّاسُ جُلُوسٌ عَلَى صُفُوفِهِمْ فَيَعِظُهُمْ وَيُوصِيهِمْ وَيَأْمُرُهُمْ فَإِنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَقْطَعَ بَعْثًا قَطَعَهُ أَوْ يَأْمُرَ بِشَيْءٍ أَمَرَ بِهِ ثُمَّ يَنْصَرِفُ .

قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَلَمْ يَزَلْ النَّاسُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى خَرَجْتُ مَعَ مَرْوَانَ - وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ - فِي أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ فَلَمَّا أَتَيْنَا الْمُصَلَّى إِذَا مِنْبَرٌ بَنَاهُ كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ فَإِذَا مَرْوَانُ يُرِيدُ أَنْ يَرْتَقِيَهُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَجَبَذْتُ بِثَوْبِهِ فَجَبَذَنِي فَارْتَفَعَ فَخَطَبَ قَبْلَ الصَّلاةِ فَقُلْتُ لَهُ غَيَّرْتُمْ وَاللَّهِ !

فَقَالَ: أَبَا سَعِيدٍ قَدْ ذَهَبَ مَا تَعْلَمُ .

فَقُلْتُ: مَا أَعْلَمُ وَاللَّهِ خَيْرٌ مِمَّا لا أَعْلَمُ .

فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ لَمْ يَكُونُوا يَجْلِسُونَ لَنَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَجَعَلْتُهَا قَبْلَ الصَّلاةِ " رواه البخاري

شروط وأحكام صلاة العيد

صلاة العيد من الصلوات التي قد لا يعرفها شروطها وآدابها الكثير من الناس، لذا في هذه الفقرة سنعرفكم بعض شروط وأحكام صلاة العيد

من يمكنه الخروج للصلاة؟

يمكن للجميع الخروج صلاة العيد حتى النساء، حيث امر الرسول بها النساء، على ألا تحضر وهي متطيبة ولا لابسة زينة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ليخرجن تفلات، ويعتزلن الرجال، ويعتزل الحُيَّض المصلى"

أيضًا قالت أم عطية رضي الله عنها: "كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد، حتى تخرج البكر من خدرها، وحتى تخرج الحيض، فيكن خلف الناس، فيكبرن بتكبيرهم، ويدعون بدعائهم؛ يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته".

مكان إقامة الصلاة

تؤدي صلاة العيد في منطقة أو خلاء أو صحراء قريبة من البلد؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يصليها على باب المدينة، فعن أبي سعيد: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج في الفطر والأضحى إلى المصلى. متفق عليه

ولم يصليها الرسول في المسجد؛ وذلك لأن الصلاة في الصحراء أوقع لهيبة المسلمين، كما أنه لا مشقة فيه بخلاف الجمعة فإنها تصلي في المسجد.

وقت صلاة العيد

يبدأ وقت صلاة العيد عند طلوع الشمس قدر رمح، وهذا هو الوقت الذي كان يصلي فهيا الرسول صلى الله عليه وسلم، ووقتها يمتد إلى زوال الشمس.

فإن لم يعلم وقت الصلاة إلا بعد زوال الشمس، فيمكن صلاة صلاة العيد قضاء، والدليل على ذلك لما روي أبو عمير بن أنس عن عمومة له من الأنصار؛ قالوا: (غُم علينا هلال شوال، فأصبحنا صياما، فجاء ركب في آخر النهار، فشهدوا أنهم رأوا الهلال بالأمس، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس أن يفطروا من يومهم، وأن يخرجوا غدا لعيدهم) رواه أحمد أبو داود

ومن السنة تقديم صلاة الأضحى، وتأخير صلاة عليد الفطر، والدليل على ذلك ما روى الشافعي مرسلا (أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى عمرو بن حزم: أن عَجِّل الأضحى، وأَخِّر الفطر، وذَكِّر الناس).

وهذا لكي يكون هنا وقت للتضحية فتقدم صلاة الأضحى، ويكون هناك متسع من الوقت لإخراج زكاة الفطر، فتؤخر صلاة الفطر.

ما يستحب فعله قبل صلاة العيد

• من السنة أكل 3 تمرات قبل صلاة عيد الفطر، وأيضًا ألا يطعم يوم النحر حتى يصلي الناس صلاة العيد، والدليل على ذلك قول بريدة:

(كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يفطر، ولا يطعم يوم النحر حتى يصلي) رواه أحمد.

وأيضًا في القرآن الكريم (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) أي الصلاة أولًا ثم الأضحية، وأيضًا في قوله (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) أي الزكاة أولًا قبل صلاة الفطر.

• من السنن الأخرى هي التكبير عند الخروج للصلاة، وأيضًا أن يتحمل المسلم لصلاة العيد بأحسن الثياب لمار روي عن جابر كانت للنبي صلى الله عليه وسلم حلة يلبسها في العيدين ويوم الجمعة رواه ابن خزيمة

النافلة قبل صلاة العيد وبعدها

يكره صلاة النافلة قبل صلاة العيد وبعدها، لقول ابن عباس رضي الله عنهما: (خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوم عيد؛ فصلى ركعتين لم يصل قبلهما ولا بعدهما) متفق عليه

وإذا رجع المسلم إلى منزله يمكنه أن يصلي نافلة، لما روى أحمد وغيره، (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل إلى منزله؛ صلى ركعتين).

ويمكن لمن فاتته صلاة العيد أن يصليها ركعتين بتكبرياتها، لأن القضاء في صلاة العيد جائز، ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم (فما أدركتم؛ فصلوا، وما فاتكم، فأتموا).

فإذا فاتته ركعة من صلاة العيد يمكن أن يدخل الصلاة مع الإمام، ويقضي الركعة التي فاتته، ولا بئس بقضائها منفردًا أو مع جماعة.