من هو حسن الصباح؟ وما أحداث حياته؟

الصباح وهو حسن بن علي بن محمد الصباح الحميري، لقد كانت ولادة الصباح في بلاد الفرس ووفاته أيضًا، لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن حسن الصباح. لُقب حسن الصباح بشيخ الجبل أو زعيم الحشاشين، ولقد أسس الصباح الطائفة الإسماعيلية النزارية المشرقية أو الباطنية، وهو من مواليد عام 403 هجريا.

من هو حسن الصباح؟

ويرجع مولد حسن الصباح إلى عام أربعمائة وثلاثين هجري أي عام ألف وسبعة وثلاثين ميلادي، وولد في بلاد فارس ونشأت شخصيته وترعرعت في بيت شيعي.
فتذكر المصادر أن نشأته كانت في بيئة شيعية اثني عشرية، واستمر الصباح على عقيدة الشيعة الاثني عشرية حتى سن السابعة عشر، ولكنه بعدها أصبح على الطريقة الإسماعيلية.
وقد اقتنع الصباح بالعقيدة الإسماعلية أيما اقتناع، حتى إنه كان يسعى إلى نشرها على أوسع نطاق، وسنقوم بذكر هذه النقطة بالتفصيل، وكانت من أبرز صفات الصباح القوة والإصرار والعزيمة.
فقد كان لا يخشى أحد وكان يتمتع بالذكاء لذلك استطاع أن ينشأ دولة ويحارب من أجل دعوته التي كان الجميع يعارضونها.

اعتناق الصباح للمذهب الإسماعيلي

يمكننا توضيح كل ما يتعلق باعتناقه المذهب الإسماعيلي من خلال الآتي:

ويرجع السبب وراء اعتناق الصباح للمذهب الإسماعيلي هو تعمقه في قراءة الكتب التي تحتوي على الأفكار الإسماعيلية، وتلاقيه بمعلمي إسماعيليين بالإضافة إلى انتقاله إلى منطقة الري التي كان هذا المذهب سائد بها.
حتى إنه بعدما اقتنع بهذا المذهب قام بتغيير مذهبه واعتناق هذا المذهب الإسماعيلي الفاطمي وقام بأداء يمين الولاء أمام مبشر إسماعيلي نائب عن عبد الملك بن عطاش كبير الدعاة الإسماعيليين في غرب إيران والعراق.
وعندما قدم عبد الملك بن عطاش لمدينة الصباح، والتقى بالصباح وافق على انضمام الصباح إليهم، بالإضافة إلى إعطائه مهمة يقوم القيام بها حتى يكون له أثر في المذهب.
وبعدها أعطاه الإذن للسفر إلى مصر (مقر الخليفة الفاطمية آنذاك) حتى يستطيع أن يكون اسمه مسجل في البلاط الفاطمي في القاهرة.

حسن الصباح ونشر الدعوة الإسماعيلية

يمكننا توضيح أهم المعلومات عن نشر الدعوة الإسماعيلية من خلال الآتي:

كان الصباح كثير التنقل والترحال بين البلاد، فتذكر لنا المصادر التاريخية أنه كان يتنقل بين جميع أجزاء بلاد فارس لمدة تقرب من التسع سنوات.
وبدأ دعوته بفارس وكان أول الأقاليم التي بدأ فيها دعوته لمذهب إقليم الديلم وإقليم ما زندران معا، وفي هذه المدة كان ينتقل الصباح متخفيا بعيدا من أنظار الموت.
وذلك خوفا من أن يعرف الملك بأمره فيتعرض للمخاطر ولا يستطيع تحقيق أهدافه التي ينوي عليها، لكنه استقر أخيرا في دامغان وكانت دامغان قاعدة الصباح.
ولكن لم يستمر هذا الحال أكثر من ثلاث سنوات حتى أمر الوزير نظام الملك باعتقاله، لكنهم لم يتمكنوا من اعتقال الصباح لأنه استطاع الهروب إلى قزوين.
واستمر في سعيه إلى نشر الدعوة، ويقوم بعدد من المحاولات والمناورات ليتمكن من نشر هذه الدعوة إلى أبعد نطاق قدر المستطاع.
وبالرغم أن هذا المذهب كان يواجه الحكام والأمراء والشعب أيضا لكنه كان يحاول سرا لنشرها، ولكنه لم يستمر على تلك الحالة.
حيث أن ترك الفاطميين ومذهبهم وبدء في الدعوة إلى إمامة نزار بن المستنصر باللهو من جاء مِن نسله، كما تعد فرقة الصباح تعد من أخطر الفرق السرية في تاريخ العالم الإسلامي.

السلاجقة وحسن الصباح

يمكننا توضيح العلاقة بين كلا من السلاجقة وحسن الصباح من خلال الآتي:

كانت السلاجقة تعتبر الصباح عدوها وكان بين الدولة السلجوقية والصباح عداءات يدركها من أطلع على تاريخ الصباح أو من أطلع على تاريخ الدولة السلجوقية.
ولم تكن العداءات بين دولة السلاجقة والصباح فحسب، بل تعدت عداءات الصباح لتصل إلى العباسيين والأيوبيين فكان هم أيضا يكرهونه.
فكان الأيوبيين ينظرون للصباح نظرة البغض والاحتقار وذلك لأنه كما تقول المصادر حاول اغتيال صلاح الدين الأيوبي.
كما أنه فعل هذا الأمر مع الدولة العباسية فقد حاول الصباح اغتيال الخليفة المستنصر بالله العباسي.

ما هي الإسماعيلية وعلاقة الصباح بهم؟

يمكننا المقصود بالإسماعيلية من خلال الآتي:

تحدثنا أن الصباح كان يدعو إلى المذهب الإسماعيلي (النزارية)، إذا ما هو المذهب الإسماعيلي؟، والإسماعيلية في حقيقة الأمر هي فرقة من فرق الشيعة، إن أكبر فرقة للشيعة هي فرقة الاثني عشرية ثم تأتي في المرتبة الثانية فرقة الإسماعيلية.
والإسماعيلية بصفة عامة تتفق مع السنة في أشياء ولكنها تختلف مع عقيدة السنة في عدد من المعتقدات، فالإسماعيلية تتفق مع السنة من حيث وحدانية الله سبحانه وتعالى، كما أنها تشهد أن محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله، وأن القرآن كتاب منزل من عند رب العز سبحانه وتعالى.
لذا فيطلق على فرقة الإسماعيلية أنها فرقة من فرق المسلمين، لكن تختلف هذه الفرقة عن عموم المسلمين في أنها تقول أن القرآن له تأويل باطن يختلف عن التأويل الظاهر له، وهذا مذهب فاسد ضال بالضرورة.
كما أن للإسماعيليين كتاب مقدس يدعى الجنان، وهذا بالضرورة أيضا فساد لأن الكتاب التي يجب أن تكون مقدسة هي كتاب القرآن الكريم والكتب التي تشتمل على الأحاديث الصحيحة التي صحت نسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما عن العقل فالعقل عند المذهب الإسماعيلي هو مقدم على القرآن الكريم والحديث الشريف، فلو تعارض نص من نصوص القرآن أو السنة مع العقل رجحوا العقل على هذا النص.
وذلك مما يدلل على أن العقيدة الإسماعيلية عقيدة فاسدة، حيث أن الدين ليس كل شيء فيه بالعقل أو الرأي، وذلك لأن هناك أمور يكون عقل الإنسان فيها قاصر على معرفتها.

حسن الصباح إرهابي

هناك بعض الصفات الغير منتشرة عن صفات حسن الصباح ويمكننا توضيحها من خلال الآتي:

الصباح عند ذكر صفاته فيجب أن نذكر أنه كان مولعًا بحب النساء، وكان يتعاطى المخدرات كالأفيون وكان يشرب الحشيش، ولم يكن وحده من يقوم بهذه الأفعال البشعة بل تقوم جماعته أيضا بهذه الأفعال البشعة، مما كان سببا في انجذاب الشباب والمراهقين الطائشين إليه وإلى جماعته.
إن الصباح يعد إرهابي بكل ما تعنيه كلمة إرهابي، حيث كان يعلم الشباب والفتيان الملتفين حوله العقيدة الخاطئة، وكان يخدعهم ويجعلهم يقومون بأفعال إرهابية تحت مسمى الفداء والتضحية ويقنعهم أن جزاء ما يقومون بفعله هو الجنة.
وعمل الصباح على تنظيم عدد من الخلايا الإرهابين وجعل لكل خلية أمير خاص بها، يتبعه باقي أعضاء تلك الخلية الإرهابية، ومن خلال تشكيله لخلايا فدائية يتزعم كل منها شخص مستقل يدعى أمير الجماعة.
وكانت هذه الطوائف تقوم بالقتل والنهب والسرقة والانتحار متخذين الدين شعارا لهم وهم أبعد ما يكونوا عن الدين.
فالدين يدعوا إلى التسامح واحترام الآخر واحترام عقيدة الآخر ولا يدعوا إلى القتل بغير وجه حق، ولا الانتحار تحت أي مسمى، ولكن مشوهي العقيدة أمثال الصباح لا يفقهون في الدين شيء.
لذلك كان يقوم بأهدافه في تخفي واستتار ولذلك كانت الدول الإسلامية في هذا الوقت تطارده وكان هناك عداوات بينه وبين هذه الدول وبين عامة الشعوب الإسلامية في هذا الوقت.
ويجب الإشارة في هذه النقطة إلى أنه كان يتسم بالذكاء والدهاء والحنكة القتالية، ولولا هذه الصفات لم يكن الصباح باستطاعته أن يفعل أي من تلك الأشياء التي فعلها، ولا أن يؤسس دولته أو ينشر مذهبه على هذا النطاق الواسع.

هل حسن الصباح كافر؟

حسن الصباح كان مؤسسًا للإسماعيلية، وهي فرقة من فرق الشيعة، يُعتبر الإسماعيليون أنفسهم جزءًا من الأمة الإسلامية، ولهم تعاليمهم الخاصة التي يختلفون بها عن الفرق الأخرى مثل أهل السنة أو الشيعة الاثني عشرية.
بعض الطوائف الإسلامية، خصوصًا تلك التي تعتبر الإسماعيلية فرقة منحرفة أو خارج الإجماع، قد تصف حسن الصباح وأتباعه بالكفر أو الهرطقة. بينما يرى أتباع الإسماعيلية أنفسهم مخلصين لدينهم ومتمسكين بمعتقداتهم.
وفي النهاية يُعَد حسن الصباح شخصية تاريخية مثيرة للجدل، وقد تناولت الأبحاث والدراسات التاريخية شخصيته وأفكاره من زوايا متعددة. لذلك، من المهم النظر إلى التاريخ من منظور شامل دون الحكم بناءً على المعتقدات الشخصية فقط.

نهاية حسن الصباح تاريخيا

حسن الصباح، المعروف بأنه مؤسس فرقة "الحشاشين" (Assassins) في القرون الوسطى، وُلِد حوالي عام 1050 ميلادي في إيران. كان شخصية تاريخية مثيرة للجدل، حيث اشتهر بأساليب الاغتيال والمخططات السياسية التي استخدمها في زمنه:

تأسيس قلعة آلكسندر: في عام 1090، أسس حسن الصباح قلعة آلكسندر (أو قلعة ألموت) في جبال البرز (هي حصن بناه أحد ملوك الديلم ويقع فوق صخرة عالية وسط الجبال ويبعد نحو 100 كلم عن مدينة طهران)، والتي أصبحت مركزًا لنشاطاته السياسية والدينية. استخدم هذه القلعة كقاعدة لعملياته.
السلطة والنفوذ: تحت قيادته، تمكن من جذب العديد من الأتباع، وأصبح لهم نفوذ كبير في المناطق المجاورة. استخدم استراتيجيات الاغتيال ضد خصومه السياسيين، بما في ذلك بعض الحكام والفرسان.
موته: توفي حسن الصباح في عام 1124 ميلادي - 518 هجري، بعد أن عاش حياة مليئة بالتحديات والصراعات. يُعتقد أنه توفي في قلعة ألموت بعد فترة من المرض، وكانت وفاته نتيجة للصراعات الداخلية بين الفرق المختلفة.
تأثيره بعد الموت: بعد وفاته، استمرت فرقة الحشاشين في العمل تحت قيادة خلفائه وهو برزك آميد، ولكنهم واجهوا تحديات من القوى الخارجية، مما أدى إلى تراجع نفوذهم في المنطقة. في عام 1256، سقطت قلعة ألموت في يد المغول، مما أنهى فعليًا وجود هذه الفرقة.

ختامًا يعتبر حسن الصباح شخصية مهمة في التاريخ، ولكنها كانت شخصية فاسدة إرهابية ولذلك تم دراستها في الكثير من الجامعات العربية التي درست آثار انتشار الإرهاب وتأثيره على المجتمعات.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

https://mafahem.com/sl_15223

تم النسخ

لم يتم النسخ