كتابة :
آخر تحديث: 28/02/2022

ما هي العلاقة بين أرسطو وعلم النفس؟ وما هو أهم مؤلفات أرسطو في علم النفس؟

توجد علاقة وطيدة بين كل من أرسطو وعلم النفس حيث يعتبر هذا العالم الإغريقي واحدا من الباحثين في مجال علم النفس، وكان يرى أن النفس بوجه عام هي الأساس للحياة على هذا الكوكب.
لم يكن أرسطو مهتما فقط بدراسة علم النفس بل كان مهتما أيضا بدراسة الكثير من الأمور في الحياة مثل الطبيعة والكائنات الحية، حيث كان يقوم بتشريح الحيوانات من أجل التعرف على خصائصها الفيزيائية والجسدية، بالإضافة إلى قيامه بدراسة سلوك تلك الحيوانات في البرية أو مع بعضها البعض، تابع معنا في موقع مفاهيم لتعرف أكثر.
ما هي العلاقة بين أرسطو وعلم النفس؟ وما هو أهم مؤلفات أرسطو في علم النفس؟

نبذة عن أرسطو

قبل التعرف على العلاقة التي تجمع ما بين أرسطو وعلم النفس يجب معرفة بعض المعلومات البسيطة عن هذا الفيلسوف الإغريقي الشهير.

ولد أرسطو في مدينة مقدونيا عام 347 قبل الميلاد، وكان أحد تلاميذ الفيلسوف اليوناني الشهير أفلاطون حيث قام أرسطو بالالتحاق بالمعهد الخاص بأفلاطون من أجل الدراسة به.

وقد كان أرسطو من التلاميذ النجباء عند أفلاطون، وعلى أساس ذلك تم تعيينه مدرسا في المعهد بعد أن أنهى دراسته به.

وقد قام أرسطو فيما بعد بدراسة العديد من العلوم مثل الطب والفلك والبيولوجيا والرياضيات.

وقد كان لأرسطو منهجا أو أداة معينة يستخدمها في جميع مؤلفاته الخاصة بعلم المنطق، والتي كانت تعرف في هذا التوقيت باسم أورغانون.

وهي كلمة تعني في اللغة العربية الأداة المعرفية، والتي منها قام أرسطو للوصول إلى ما يسمى بالقياس.

وهي عبارة عن أحد الأشكال البرهانية التي اكتشفها أرسطو أثناء دراسة ما يسمى بالاستدلال المنطقي.

حيث يمكن استخدام القياس من أجل إثبات أي أمر أو قضية معينة في مجال المنطق بشكل معين.

وتوصل أرسطو إلى أمر غاية في الأهمية أثناء دراسته للمنطق ألا وهو كل شيء في هذه الدنيا فان.

وهو الأمر الذي جاء في القرآن بعد ذلك، حيث يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: " كل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ".

كان لأرسطو العديد من الإسهامات في مجال المنطق مما جعلها ثاني أكبر فيلسوف في هذا المجال بعد معلمه أفلاطون.

توفي هذا الفيلسوف الإغريقي ففي عام 322 قبل الميلاد تاركا وراءه العديد من المؤلفات في أكثر من مجال علمي مثل مجال علم النفس.

أرسطو وعلم النفس

كان أرسطو واحدا من الباحثين في مجال علم النفس، وكان شغوفا جدا بهذا الأمر، فقد كان يرى أرسطو أن النفس هي واحدة من أسمى وأرقى المظاهر الموجودة على الكرة الأرضية.

ومن شدة شغفه وحبه لدراسة النفس قام بتأليف كتابه الشهير النفس، والذي يعتبر أول كتاب أو مؤلف في التاريخ في مجال علم النفس.

كما ساهم أرسطو بهذا الكتاب في جعل علم النفس علم منفصل أو قائما بذاته عن باقي العلوم الإنسانية الأخرى في عصره.

بالإضافة إلى أن أرسطو عرف النفس على أنها الأمور أو الأشياء المشتركة بين كل من الجسد والروح.

كما أن أرسطو كان مهتما بدراسة النفس بشكل عام أي أنه لم يدرس فقط النفس البشرية، بل كان يدرس علم نفس الحيوان، وعلم نفس النبات، وظهر ذلك واضحا في كتابه الشهير النفس.

الذي قام فيه بشرح هذه الأمور بشكل تفصيلي وفقا لبعض المعايير التي وضعها لدراسة النفس بشكل عام لكل هذه الكائنات.

كما أن هذا الكتاب يشرح فيه أرسطو بشئ من التفصيل السلوكيات الخاصة بكل كائن حي على وجه الأرض، وفقا لطبيعة النفس الخاصة به.

أنواع النفس عند أرسطو

قام أرسطو في كتابه النفس بالحديث عن النفس الخاصة بكل كائن حي على وجه الأرض، وليست النفس الخاصة بالبشر فقط.

وفي هذا الكتاب قام أرسطو بتقسيم النفس بشكل عام إلى ثلاثة أنواع، وهم:

  • النفس النباتية، وهي النفس التي تمثل مصدر الغذاء الأساسي للكائنات الحية على الأرض.
  • النفس الحيوانية، من خلال هذه النفس يمكن للفرد أو الكائن الحي أن يتحرك بشكل تلقائي أو من تلقاء نفسه.
  • النفس الإنسانية، وهي النفس التي تمثل قوة العقل عند سائر المخلوقات.

قوى النفس عند أرسطو

كما قام أرسطو بتقسيم قوى النفس إلى عدة أقسام، والتي منها:

  • الحاسة، وهي يتم من خلالها معرفة والتعرف على أي شيء مادي حول الكائن الحي، من حيث صفات وشكل هذه المادة.
  • الحس المشترك، وهو الأمر الذي يتم من خلاله التفرقة ما بين المتشابهات والمتضادات بين الأشياء المحسوسة.
  • التخيل، وهو الأمر الذي يستخدمه الإنسان في تخيل أمر ما في ذهنه.
  • الذاكرة، وهي المسئولة عن تخزين المعلومات والذكريات في عقل الكائن الحي لحين استرجاعها مرة أخرى عند اللزوم.

مؤلفات أرسطو في علم النفس

كما أشرنا من قبل أن أرسطو قام بتأليف كتاب النفس الشهير، والذي وصف فيه النفس بشكل عام لجميع الكائنات الحية من نبات وحيوان وإنسان.

ويعتبر هذا الكتاب من الكتب الأولى في مجال علم النفس، ومحل جدل من قبل علماء النفس والباحثين فيه حتى يومنا هذا.

كما قام أرسطو بتأليف كتاب آخر في مجال علم النفس وهو كتاب الأخلاق، حيث يعتبر هذا الكتاب محل خلاف بين الكثير من علماء علم النفس والاجتماع.

حيث يقول البعض منهم أن هذا الكتاب يرجع إلى الفيلسوف أرسطوطاليس، وليس للفيلسوف الإغريقي أرسطو.

ويقول هؤلاء العلماء أن الدليل على ذلك هو أن طريقة الكتابة واللغة المستخدمة في كتابة كتاب الأخلاق تختلف تماما عن طريقة كتابة ولغة أرسطو في المؤلفات الخاصة به.

بالإضافة إلى أن طريقة عرض الأفكار في هذا الكتاب، وطريقة التفكير به تختلف تماما عن الطريقة التي يفكر بها أرسطو في كل كتبه ومؤلفاته.

ولكن هناك جمهور آخر من علماء علم النفس والاجتماع يؤكدون أن كتاب الأخلاق قام بتأليفه الفيلسوف الإغريقي أرسطو.

وكتاب الأخلاق هو عبارة عن مجموعة من المقالات التي يصل عددها إلى حوالي 11 مقالة.

بالإضافة إلى أن كتاب الأخلاق يحتوي على ملحقين بجانب المقالات الموجودة به، والتي تتكون من عدد من الفصول.

أما عن المواضيع الخاصة بالأربع مقالات الأولى في كتاب الأخلاق فهي كالتالي:

  • المقالة الأولى، والتي يقوم فيها أرسطو بشرح معنى الخير والسعادة، والمراتب الخاصة بكل واحدة منهم.
  • المقالة الثانية، يقوم فيها أرسطو بالحديث عن معنى الفضيلة والرذيلة، والمقارنة بين كل من الفضائل والرذائل، حيث يقوم أرسطو بشرح كل فضيلة، وما يقابلها من رزيلة.
  • المقالة الثالثة، يقوم فيها أرسطو بشرح تفصيلي لكل من السلوكيات والأفعال الإرادية واللاإرادية التي يقوم بها البشر.
  • المقالة الرابعة، في هذه المقالة يقوم أرسطو بشرح تفصيلي لمجموعة من الأخلاق، والتي منها الكرم والإحسان والغرور والطموح والكبرياء.
كانت هذه بعض المعلومات التي توضح العلاقة بين أرسطوة وعلم النفس، وإسهامات هذا الفيلسوف في مجال علم النفس والمنطق، حيث أنه توصل لأمور عديدة تحدثت عنها الأديان فيما بعد، مثل أن كل شيء في هذه الحياة هالك لا محالة، مما يدل على أنه أحد الفلاسفة العظام الذي ساهموا في تطوير البشرية، وتأسيس الكثير من العلوم التي فادت وتفيد البشر حتى الآن، ومنها علم النفس.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ