آخر تحديث: 20/05/2022

أسباب العنف الأسري وأضراره.. حلول فعالة للتخلص من ظاهرة العنف الأسري

تعتبر ظاهرة العنف من الظواهر التي تضر بالإنسان سواء كان فردا أو كان في جماعة على اعتبار أنه يسبب العديد من الآفات داخل المجتمع، حيث أن هناك العديد من المجالات التي لا يزال موجودا فيها سواء تعلق الأمر بالمدرسة أو في بعض أماكن ممارسة العمل زيادة على العنف الأسري، حيث يعتبر هذا الأخير من أخطر أنواع العنف نظرا لما يمكن أن ينتج عنه من أثار وتأثيرها الكبير على المجتمع ككل، وفي هذا المقال في موقع مفاهيم نجيب على ما هو العنف الأسري؟ وما هي أسبابه؟ ثم ما هي الحلول للتخلص منه؟.

مفهوم العنف الأسري

يعتبر العنف الأسًري من المفاهيم المعقدة التي صعب إيجاد تعريف موحد له وهو عبارة عن:

  • سلوك يتم القيام به في مواجهة أحد أطراف الأسرة سواء تعلق الأمر بالرجل في مواجهة المرأة أو العكس كذلك من طرف المرأة في مواجهة الرجل.
  • حيث يكون هذه السلوك مشوبا بنوع من العنف العدواني والذي يبتغى ويهدف من خلاله الإضرار بالطرف الآخر سواء كان هذا العنف ماديا أي أنه يقوم بالمساس بجسم الشخص الممارس عليه كالضرب مثلا أو الصعق وكذلك القتل زيادة على الطرد بالقوة كذلك من بين الزوجية.
  • كما يمكن أن يكون معنويا عن طريق التلفظ بعبارات تنقص من قيمة الشخص الآخر بهدف الإضرار بنفسيته عن طريق السب والشتم على سبيل المثال لا الحصر.
  • كما أن العنف الأسًري يمكن أن يوجه كذلك في مواجهة الأبناء من طرف الأبوين بمعنى أن أي وجه من أوجه العنف الموجه من طرف أحد أفراد الأسرة في مواجهة الطرف الآخر من الأسرة يعتبر عنفا أسريا.

أسباب العنف الأسًري

هناك مجموعة متعددة من الأسباب التي يمكن أن ينتج عنها العنف الأسًري والتي يمكن تقسيمها إلى ما يلي:

مسببات العنف الأسًري بين الزوجين

  • هناك مجموعة العوامل التي يمكن أن تؤثر على علاقة في الود بين الزوجين من بينها عدم وجود نوع من التكافؤ الجنسي بين الزوجين حيث يشعر أحد الطرفين بنوع من الإحراج والضعف يؤدي به إلى مواجهة الطرف الآخر بالعنف.
  • زيادة على أن اختلاف العقليات من الوجين يؤدي إلى الصراع في بعض الأحيان فمن كان يعيش في عالم منفتح ليس كمن كبر ونضج في عالم محافظ وهذه المسألة لها دور كبير في العنف الأسري.
  • كما تعتبر الحالة المادية سببا له كذلك على اعتبار أن الفقر في غالبية الأحيان إلى احتجاج الزوجة ونمو صراع بينها وبين الزوج يؤدي إلى العنف، إضافة إلى الهجرة.
  • حيث أن تغير الأجواء المحيطة بالعائلة وانتقالها إلى منطقة يكون العيش فيها مغايرا لما ألفته سيؤدي لا محالة للنزاعات، كما أن الخيانة من كلا الطرفين تؤدي في غالبية الأحيان لاستعمال العنف من الطرف الذي تمت خيانته حيث يصل الأمر إلى القتل في بعض الأحيان.

مسببات العنف الأسًري بين الآباء والأبناء

  • يمكن أن يكون العنف هنا موجها إما من طرف الأبناء في مواجهة الآباء أو العكس حيث أن من بين الاعتبارات التي تؤدي لذلك بداية هو التربية فمن الآباء من يعتبر بأن السلوك الأساسي لتربية الأبناء هو العنف.
  • دون أن يأخذ بعين الاعتبار درجة هذا العنف الذي يتجاوز معيار التربية ليصل معيار الاعتداء، زيادة على أن عقوق الوالدين.
  • حيث أن إغفالهما لحسن تربية أبنائهم أو اللين معهم وتدليلهم بكيفية كبيرة منذ صغرهم يؤدي إلى عقوقهم خاصة في حالة عدم توفير ما يرغبون به لأن الأصل هو تربيتهم على الاعتماد على النفس وذلك ما لم يكن.
  • كما أن الإدمان كذلك سبب في هذا النوع من العنف خاصة من الأبناء في مواجهة الآباء والذي يمكن أن يصل لدرجة القتل حيث أن إغفال الآباء حسن التربية والتوجيه يؤدي لهذه النتيجة.

مسببات العنف الأسري بين الأبناء

  • يعتبر عدم إدراك الواقع بشكل صحيح من مسببات العنف حيث أن التلفاز والهواتف تتضمن أفلاما تشجع على العنف وتؤثر هذه الأخيرة بشكل كبير على الأبناء وخاصة المراهقين عن طريق محاولة تطبيق ما يشاهدونه والذي يعتبرونه سلوكا سليما وصحيحا.
  • كما أن الماديات تعتبر من المسائل التي تؤدي إلى العنف حيث يلاحظ في المجتمعات العربية بأن الصراع في بعض الأحيان يكون بين الأبناء حول الإرث خاصة عند عدم احترام الآباء للضوابط الدينية في التوزيع وتفضيل أحد الأبناء على الآخرين.
  • كما أن ضعف شخصية أحد الأبناء وقوة شخصية الأخر تجعل الأخير يفرض نفسه بكيفية يمكن أن تصل لدرجة العنف، إضافة على أن عدم وجود تربية سليمة ترسخ في دهن الأبناء حب بعضهم البعض وأهمية لم منهم للآخر يمكن أن تؤدي لهذا العنف بشكل كبير.

أضرار العنف الأسًري

يمكن أن تترتب عن العنف الأسًري مجموعة من الأضرار يمكن تحديد بعض منها كما يلي:

  • يمكن أن يؤدي العنف الأسري إلى ارتفاع كبير خاصة على مستوى وجود الجريمة في المجتمع حيث يمكن أن يؤدي في بعض الأحيان لارتكاب جرائم قتل زيادة على العديد وغيرها من الجرائم.
  • الزيادة في عدد المشردين داخل منظومة المجتمع حيث أن من بين الأزواج من يلجأ إلى الهروب كحل من أجل التخلص من الواقع الذي يعيشه فيجد نفسه محتضنا من طرف الشارع في غياب من يحتضنه ونفس الأمر بالنسبة للأبناء.
  • ارتعاف معدلات الانتحار على اعتبار أن هذا حل من الحلول التي يلجأ إليه من أجل التخلص من جحيم العنف خاصة في حالة الإصابة بنوع من الاكتئاب وضعف الشخصية.
  • يمكن أن يؤدي العنف الأسري إلى الطرف الذي يمارس عليه بالعديد من الأمراض النفسية بما فيها الاكتئاب والقلق الدائم زيادة على الخوف ضعف الشخصية ما يؤدي إلى عدم الثقة في النفس وتقديرها .
  • يؤدي العنف الأسري إلى تفكك الأسرة عن طريق انتشار ظاهرة الطلاق على مستوى واسع ولا يخفى على أحد ما ينتج عن ذلك من أضرار خاصة بالنسبة للأبناء.
  • الإدمان والتشرد وكثرة المجرمين في المجتمع حيث يتحول الأبناء للشارع ليلعب دور المربي مكان الأبوين خاصة في الحالة التي يتحول فيها هذا العنف الأسرى إلى طلاق.
  • يمكن كذلك أن يؤدي إلى مجموعة من العادات السيئة المنبوذة والتي من بينها الكذب من أجل الإفلات من العقاب.

حلول للتخلص من ظاهرة العنف الأسًري

من بين الحلول التي يمكن اعتبارها وسيلة لمحاربة هذه الظاهرة:

  1. يتعين على الذي يمارس العنف الأسًري سواء كان الزوج أو الزوجة أو الأبناء محاولة زيارة الطبيب النفساني وذلك لأن أغلب من يمارسون هذا الفعل يكونون مصابين بأمراض نفسية وهم لا يدرون ذلك كانفصام الشخصية والاكتئاب أو التوتر العصبي وغيرها من الأمراض.
  2. محاولة كلا الأطراف عدم السكوت عن هذا الوضع وطرحه على طاولة النقاش من أجل معرفة الأسباب وإيجاد الحلول المناسبة وإن تطلب الأمر إدخال أطراف من عائلة كلا الزوجين من يعرفون بتعقلهم لمحاولة إصلاح ذات البين وتفادي المشاكل التي تؤدي لهذا العنف.
  3. يتعين الرجوع إلى تعاليم الدين التي توصي على الاهتمام بالعائلة وبنائها على أسس متينة حيت أن ضعف الوازع الديني كذلك يساهم في هذا العنف وعدم معرفة حقوق كلا الطرفين على بعضهما البعض من الناحية الدينية.
  4. يتعين على الزوجة مساعدة الزوج في حالة وقوع مشاكل تؤدي به إلى نقصان الموارد المادية لتوفير مستلزمات العائلة والتفكير على حل معه عوض الصراع معه كما على الأخير أن يبذل جهده من أجل حل المشكل في أقرب الآجال تفاديا لتفكك عائلته وليس النوم والتحجج بأعذار واهية.
  5. يعتين تربية الأبناء تربية حسنة مبنية على التعاليم الدينية وتشجيعهم على الاعتماد على أنفسهم وعدم تدليلهم ولا حرماهم أكثر من اللازم كما يتعين تشجيعهم على التعبير عن آراءهم وتكوين شخصية قوية لديهم، كما يجب مراقبة من يرافقونه زيادة على البرامج التي يشاهدونها على التلفاز وغيره من الأجهزة.
  6. يتعين تثقيف كافة الأشخاص الذين يتوفرون على الرغبة في الزواج وبناء أسرة سواء من طرف أسرهم وكذلك من طرف مؤسسات المجتمع المدني الذي يتعين عليه إيجاد حلول ومساعدة هؤلاء المستجدين في عالم الزوجية ومواكبتهم في بداية الزواج.
أخيرا يمكن القول على أن الأسرة هي اللبنة الأساسية من أجل بناء مجتمع قوي منسجم وفي حالة ضرب هذه المؤسسة بأي سبب من الأسباب فذلك يعني ضرب المجتمع ككل وبالتالي يتعين دراسة مشكل العنف الأسري من كافة النواحي ومحاولة إيجاد الحلول من كافة المتدخلين سواء من الجهات الحكومية أو المجتمع المدني وكذا العائلة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع