أسباب ظلم الاباء للابناء وتأثيره
أشكال العنف الأسري
أولاً: الاتجاه إلى الضرب العنيف نحو الأبناء
قد يتجه بعض الآباء إلى استخدام طريقة الضرب الخفيف لردع الابن على فعل خاطئ يقوم به الابن، ويكون ذلك على سبيل التأديب، لكن يكون ذلك وفقاً لشروط وقيود يجب الالتزام بها، مثل:
- لا يجب ضرب الأطفال أثناء الغضب.
- لا يجب ضرب الأبناء كوسيلة لتفريغ الضغط والطاقة السلبية.
- عدم ضرب الوجه وليس الرأس.
- عدم ضرب الفرج.
وقد ذكر دين الإسلام بعض القيود التي يجب اتباعها أثناء ضرب الأبناء:
- عدم ضرب الابن أمام أي شخص، ولو كانوا أخوته، لأن ذلك سيؤثر على شعوره ويجعله شخص عدواني.
- أن يبلغ من العمر 10 أعوام.
- ضرب الطفل ثلاثا مرات فقط، ولا تتخطى يدك كتفك حتى لا تؤلمه.
- إذا قام الابن باستحلافك بالله لكي تتوقف عن ضربه، فيجب عليك أن تتوقف فوراً.
أما اذا تحول ذلك الضرب إلى ضرب عنيف فذلك يؤدي إلى الكره والحقد، وعندها تبدأ علامات الانحراف وانعدام التربية في الظهور.
ثانياً: فرض آراء الآباء وإجبار الأبناء على تلك الآراء
- قد يقوم الآباء بفرض آرائهم على الأبناء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، مثل: أن يمنعوهم من اتخاذ قراراتهم الخاصة، مما يؤثر على تكوين شخصياتهم ونشأتهم نشأة سوية.
- ومن ذلك أيضاً تزويج البنات بالإجبار دون موافقتهم، وأيضاً أن يجبرها الأب على التعلم أو العمل في مكان لا تريده.
ثالثاً: الدعاء على الأبناء
من الشائع قيام الآباء بالدعاء على أبنائهم وقت الغضب خاصة (الأمهات)، وهذا خطأ كبير حيث يفضل الدعاء لهم بالهداية والصلاح.
وقد نهي رسول الله "صلى الله عليه وسلم" الآباء عن الدعاء على الأبناء، حيث قال: (لا تَدْعُوا علَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَمْوَالِكُمْ، لا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ).
صور ظلم الاباء للابناء
أولاً: سب الأبناء وشتمهم
- قد يقوم بعض الآباء بتوجيه الكثير من الألفاظ السيئة لأبنائهم، مما يشكل أثر كبير في شخصيتهم أو تربيتهم، فقد يقضي الآباء على شخصية أبنائهم نهائياً دون أن يدركوا ذلك.
- ويفقدهم ثقتهم في أنفسهم مما يجعلهم غير قادرين على التحدث إلى من هم أكبر سناً منهم.
- أو ينتج عن ذلك تكوين شخصية سلبية اتجاه المحيطين بها، يكون هدفها الوحيد إيذاء ما حولها.
ثانياً: عدم العدل بين الأبناء
تنتشر ظاهرة التفرقة بين الأبناء بشكل كبير جداً، حيث يقوم الأب بتفضيل أحد أبنائه عن الباقي وكذلك الأم تقوم بتفضيل أحد أبنائها عن الباقي، وذلك يكون له تأثير كبير ونتائج سيئة على الأبناء، ومن تلك النتائج:
- تكوين عداء وكراهية بين الأخوة بعضهم لبعض، قد يصل إلى الرغبة في القتل.
- شعور الأبناء بالنقص، بجانب توجهه إلى حياة الشقاء والرزيلة.
- توليد الخوف والانطوائية، والبغضاء داخل المنزل.
لذلك يجب أن يبتعد الآباء عن التمييز بين أولادهم، سواء كانوا ذكور وإناث أو ذكور فقط أو إناث فقط.
أسباب عدم العدل بين الأبناء:
- أن يكون المولود أنثى، وهو من الجنس الغير مرغوب فيه، وذلك بسبب ظاهرة الجهل المنتشرة بين الناس.
- أن يكون أحد الأبناء مولود بعاهات جسدية ظاهرة.
- أن يكون أحد الأبناء قليل الجمال أو ضعيف الذكاء.
- أن يكون أحد الأبناء قليل أو كثير الحركة على خلاف الآخرين.
ثالثاً: عدم الإنفاق على الأبناء وتأمين ما يحتاجونه
قد يقوم الآباء بالتقصير اتجاه متطلبات أبناءهم عن طريق عدم الإنفاق عليهم، إما لتفضيل بعضهم عن بعض أو لتأديبهم على فعل خاطئ قاموا به، لكن ذلك ليس له أي فائدة بل يعود بالسلب على الطفل، فقد يلجأ إلى السرقة أو التسول وغير ذلك، مما ينتج عنه شخصية سلبية مريضة.
رابعاً: عدم القيام بمهمة التربية
كثير من الآباء لا يدركون المسؤولية الواقعة على عاتقهم وهي تربية أبنائهم، فيتفرغ كلاً من الأب والأم لمهامهم في الحياة، وذلك له تأثير كبير على الأبناء، حيث لا ينشأن نشأة سليمة ويصبحون ناكرين لأباءهم لا يخافون منهم ولا يقدروهم.
خامساً: الإهمال والتقصير في حق الأبناء
- يعتقد اغلب الآباء أن تلبية كافة متطلبات الأبناء من مأكل ومشرب، وملبس، وغير ذلك، هي التربية بشكل كامل.
- وعلى العكس فإنه يقع على عاتق الآباء أشياء أخرى، مثل: الاهتمام والحنان، والعطف، وتعليمهم أمور الحياة، والجلوس معهم يومياً ومعرفة أحوالهم.
سادساً: حرمان الأبناء من اللّعب والترفيه
- قد يتجه بعض الآباء إلى حرمان أبنائهم من ممارسة أولوياتهم وهي اللعب، وذلك لكي يعاقبوهم على فعل خاطئ قاموا به.
- وعلى عكس ذلك، فإنه يجب على الآباء توفير لأبنائهم مساحة من اللعب تبعاً لخطة مدروسة، لما في ذلك من تأثير على شخصية الطفل على المدى البعيد.
- فقد كان رسول الله "صلّى الله عليه وسلّم" يدخل على عائشة "رضي الله عنها" وهي تلهو بالعرائس، فيدعها تفعل ما تشاء؛ لِما في ذلك من تعليمها وتهيئتها للأمومة.
سابعاً: السخرية والاستهزاء
تتشكل شخصية الأطفال عن طريق البيئة المقيمين فيها والمواقف والأعمال التي يتعرضون لها، فنراهم يتأثرون بكل المواقف التي تحدث إليهم خاصة استهزاء آبائهم منهم، أو تقليلهم من قدراتهم وكيانهم، مما يسبب الكره والضغينة في قلوبهم.
أسباب ظلم الاباء للابناء
- الجهل: للجهل أثر كبير على الآباء، فلا يدركون عواقب ظلمهم لأبنائهم، أو الثمرات التي سيجنونها عند الإحسان اليهم.
- كثرة المشاكل بين الزوجين أو الطلاق: وهنا يقوم الآباء بجرم كبير، حيث تؤدي المشاكل الكثيرة إلى تحريض الأبناء ضدهم، وذلك من خلال ذِكر مساوئ الأب أو مساوئ الأم، وينتج عن ذلك عقوق الأبناء لأباءهم.
- كبر سن الوالدين: فعندما يكون الآباء كبيران في السن أو مصابين بأحد الأمراض، يلجئوا إلى الراحة وترك الأبناء بدون تربية سليمة أو مراعاة لحقوقهم.
- سوء خلق الزوجة: فعندما تكون الزوجة سيئة الأخلاق، تقوم بالتأثير على زوجها اتجاه أبنائه فيسئ إليهم ويقطع صلته بهم.
- عدم الشعور بعاطفة الأبوة والأمومة: فقد يؤثر عدم الشعور بعاطفة الأبوة أو الأمومة على معاملة الآباء للأبناء، من خلال الابتعاد عنهم وقلة حبهم.
- اهتزاز صورة الأب: من المعروف أن كل طفل يقوم بتكوين صورة لأبية في عقله، فيعظمونه ويحترمونه في قلوبهم، وأن كل أب يسعى لأن يكون قدوة حسنة لأبنائه، لكن إذا اكتشف الطفل أي خطأ ارتكبه الأب ستهتز صورته في أعينهم.
الآثار السلبية الناتجة عن ظلم الآباء للأبناء
ينتج عن ظلم الاباء للابناء كثير من المشاكل للأطفال، سواء كانت مشاكل نفسية أو سلوكية، أو جسدية، أو صحية، وتظهر تلك المشاكل بوضوح على المدى البعيد، كما تستمر ذكرياتها معهم دائماً، ومن تلك المشاكل:
- الاكتئاب.
- السمنة والتدخين.
- القيام بالعنف أو الوقوع ضحية له.
- اللجوء إلى الكحول والمخدرات.
- اللجوء إلى السلوكيات الجنسية المصاحبة لمخاطر كبيرة.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_10775