كتابة :
آخر تحديث: 20/06/2019

أضرار التدخين على المرأة الحامل والجنين

لا يخفى على أحد أهمية اهتمام المرأة بصحتها وبصحة جنينها خلال فترة الحمل، لأن تأثير صحة الأم تؤثر بشكل أو بآخر على صحة الجنين إلى ما بعد الولادة، ولهذا وجدنا من الأهمية التطرق إلى أضرار التدخين على المرأة الحامل وعلى الجنين، بشكل نوضح عدة مفاهيم، من بينها ما هو التدخين، ماهي آثار التدخين السلبية على الحمل، ماهي أضرار التدخين على المرأة الحامل، ماهي أضرار التدخين على الجنين، ما هي الإجراءات الوقائية التي يجب اتخاذها لحماية صحة الجنين من أضرار التدخين.
أضرار التدخين على المرأة الحامل والجنين

ما هو التدخين

التدخين هو سلوك يمارسه المدخن أثناء تدخينه سيجارة، من خلالها يقوم المدخن بإحراق مادة معينة والتي يطلق عليها اسم "التبغ"، هذه المادة أصلها نبات يتم استخدامه بعد التعديل عليه وإضافة مكونات أخرى في صناعة السجائر.

من بين المكونات التي تحتوي عليها السيجارة والتي لها علاقة مباشرة بإدمان التدخين، مادة "النيكوتين"، حيث تؤثر هذه الأخيرة بشكل مباشر على المخ بحيث يتعود عليها وبالتالي يجد المدخن نفسه بعد التعود عليها لا يستطيع الإقلاع عن التدخين ومهما حاول ترك السيجارة استشعر العجز وعدم القدرة على الامتناع عنها.

يعود عوز الجسم لهذه المادة باستمرار إلى ما تمنحه من متع آنية توهم العقل بالارتياح والتخلص من همومه ومشاكله، لهذا كانت الحاجة لانتعاش هذه المتع ضروريا وبالتالي الحاجة إلى تدخين سيجارة أخرى يصبح عادة. خاصة وأن تأثيرها محدد بوقت معين ما إن ينتهي مفعولها حتى يدق الجسم جرس الخطر وأنه يجب امداده بسيجارة أخرى وهكذا يصبح ملاحقة الوهم كملاحقة السراب؛ لا المدخن يتخلص من همومه، لا الجسم يستطيع التخلي عن هذه العادة السيئة التي تفتك به كليا.

آثار التدخين السلبية على الحمل

لم يعد التدخين عادة يحتكرها الرجال؛ بل للأسف تفشت هذه العادة السيئة حتى في وسط النساء، حيث أصبح تدخين المرأة شيء عادي برغم من التوصيات والتنبيهات التي تؤكد مدى خطورة التدخين على صحة الانسان عموما. ولإن الأنثى ليست كالذكر كان تأثير الضرر مختلفا كذلك.

الرجل وإن دخن فهو يمكن حصر الأذى الصحي في جسمه فقط ولكن الأنثى ولخصوصيتها التي وهبها الله إياها، فمدى تأثير التدخين لا يقتصر جسمانيا عليها وحدها لكن يتعادها في حالة الحمل إلى جسم آخر لاحول له ولا قوة سوى أن الرحم الذي يحتضنه ينتمي لأم مدخنة. أم اختارت التدخين كأسلوب حياة؛ ولكن ماذا عن ذاك الجنين الذي تحتضنه الأم المدخنة، هل اختار أن يصبح مدخنا بشكل من الأشكال؟ أكيد لم يختر وهنا نحن لسنا لتوعية ذاك الجنين بخطورة التدخين؛ بل لندعو الأم المدخنة لتعرف على أضرار وسلبيات التدخين خلال فترة الحمل.

رغم نشرات الوعي التي تستهدف الأم المدخنة أو المدخنة المقبلة على الحمل، يبقى الوعي شيء إيجابي لكن بدون تأثير إلى أن يتم تفعيله على أرض الواقع. وعلى ذكر الواقع فما تسجله المستشفيات من حالات طارئة وصعبة بسبب التدخين يجعلنا نقف عاجزين لا حول لنا ولا قوة إن لم تبادر الأم المدخنة بالقيام بالتدابير اللازمة للنجاة بحملها إلى بر الأمان. ولعل أول خطوة ينصح بها المدخنة التي تفكر في إنجاب طفل هو الإقلاع عن التدخين قبل وقوع الحمل أقل تقدير ستة أشهر.

إن لم تستجب المدخنة المقبلة على الحمل لهذا النداء الذي لن يقدم الكثير ولكن على الأقل سيقلل من نسبة مادتي النيكوتين والتبغ اللذان لهما تأثير كبير على صحة الأم. حيث نعدد تأثيرهما السلبي عبر هذه النقاط المهمة:

  • حدوث تشنجات تشكل خطرا على كل من الأم والجنين.
  • ترقق جدار الرحم.
  • حدوث نزيف قبل الولادة.
  • نسبة إجهاض الحامل المدخنة أكثر بكثير عن غيرها الغير المدخنة.
  • التعرض لخطر الولادة المبكرة.
  • ولادة طفل ميت.

أضرار التدخين على المرأة الحامل

كما نعلم أن فترة الحمل فترة غالبا ما تمر صعبة على المرأة الحامل، حيث التغيرات التي تحدث في الجسم من أعراض وحم تختلف من سيدة لأخرى، تجعل الحامل حريصة على الحفاظ على صحتها وإتباع إرشادات طبيبها الخاص وذلك حتى تمر فترة الحمل بسلام.

كل ما قلناه سابقا هو شيء عادي وأي سيدة تكون مهيئة لذلك؛ لكن في حال كون الحامل مدخنة هنا يزيد من صعوبة هذه المرحلة حيث تزيد الأمر سوءا من خلال استنشاق مواد سامة كالتبغ والنيكوتين اللذان يعدان من المسببات الرئيسية للسرطان وبالتالي نتوقع الأسوأ.

من بين الأشياء السيئة المتوقع حدوثها للحامل التي لم تقلع عن التدخين:

  • تعريض الأم لحدوث مضاعفات خطيرة أثناء الولادة كالنزيف مثلا.
  • حدوث اضطرابات هرمونية تمنع من انتاج كميات كافية من الحليب لاحقا.
  • احتمال حدوث حمل مستقبلا يقل.
  • نقل المواد السامة التي تدخنها إلى الجنين عبر الدم.
  • عدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي.

أضرار التدخين على الجنين

نأتي الآن على سرد أضرار التدخين على الجنين، ذاك المخلوق المجبور على تحمل أضرار وعواقب عادة سيئة لم يُستأذن في تعاطيها؛ لكن هكذا وبدون مقدمات هو معرض لاستقبال أضرارها سواءً قبل أو أثناء أو ما بعد الولادة. من هذه الأخطار الكثيرة جدا والتي لا يمكن حصرها في مقال واحد، نذكر على سبيل التنبيه الأضرار التالية:

  • ولادة قبل أوانها للجنين.
  • ولادة طفل أقل من الوزن الطبيعي للأجنة ( جنين ببنية ضعيفة).
  • مهددون بالوفاة في أي لحظة سواءً وهم أجنة في الرحم أو رضع أو خلال السنوات الأولى لمرحلة الطفولة.
  • أكثر عرضة للولادة بأمراض حساسية الصدر والربو والالتهاب.
  • استهلاك المواد السامة التي تدخنها الأم مباشرة عبر الدم حيث يمتصها الجنين مع الأكسجين والغذاء عبر المشيمة.
  • عرضة للإصابة بداء السكري وضغط الدم.
  • ضيق الأوعية الدموية للأم ينعكس سلبا على كمية الأكسجين التي يحتاجها الجنين.
  • ارتفاع معدل تدخين الأم يزيد نسبة إصابة الطفل بخلل في المخ.
  • إصابة أعضاء جسم الطفل بتشوهات خلقية لا تستجيب للعمليات الحيوية.
  • ضعف المناعة.
  • نسبة احتمال انفصال المشيمة عن جدار الرحم كبير، مما يؤدي الى حرمان الجنين من الغذاء والاكسجين.
  • تسارع ضربات قلب الجنين.
  • زيادة احتمال تدخين الأبناء.
  • إضعاف قدرة النمو العاطفي للطفل وقدرته على التعلم مما يؤثر سلبا على سلوكه.

نصائح حماية صحة الجنين من أضرار التدخين

قبل الولوج في المضي في منح النصح الهادف إلى حماية الجنين من أضرار التدخين، لابد من الإشارة أن علاقة الأم بطفلها من لحظة نشأته إلى مراحل متأخرة من طفولته، هو يعتمد بشكل مباشر على أمه لهذا فالتركيز على تأثير الأم بصفة عامة على طفلها لا يمكن حصره، لكونه مفتوحا على جميع التفاصيل، لهذا كان التركيز على الأم بشكل أكبر وإن كنا لا نستثني دور الأب المدخن أيضا في تأثيره على نمو وتربية الطفل، خاصة وأننا نعلم مدى تأثر الأطفال بالأب باعتباره البطل الخارق والقدوة الحسنة.

لن نطيل كثيرا في تأثير الأب المدخن السلبي في تنشئة أطفاله، ونعاود الرجوع للأم محورنا الأساسي لنخبرها بنصائح عن حماية صحة الجنين ووقايته من أضرار التدخين والتي يكون مصدر الضرر فيها من خلالها هي كمصدر رئيسي حيث كما نعلم أن الطفل خلال مرحلة الحمل يعتمد بشكل كلي على الأم.

إذا كانت المدخنة تعتزم أن تصبح أما، فلابد أن تفكر بشكل جدي في اتخاذ القرار، وذلك لكون هذا القرار يستلزم أخذ بعين الاعتبار العديد من التغيرات التي ستطرأ على حياتها بشكل عام وعلى جسمها بشكل خاص. لهذا فأول أولوياتها هي التخلص من عادتها الاستهلاكية السيئة، هنا لا نلمح فقط إلى جودة الطعام؛ بل نقصد كل شيء يسمح بتزويد الجسم بشكل من الأشكال بمواد سامة كتدخين سيجارة مثلا أو إدمان شرب الكحول وغيرها من لائحة المحظورات على المرأة الحامل بصفة خاصة.

إليك عزيزتي الأم ما يتوجب عليك القيام به خلال مرحلة الحمل والأفضل أن تباشيري بمدة لا بأس بها قبل الحمل، كنوع من تهييئ الجسم لاحتضان الجنين ورعايته:

  • الامتناع عن التدخين.
  • تغيير عاداتك السيئة بأخرى حميدة.
  • اتباع نظام غذائي صحي.
  • استشارة الطبيب والالتزام بالفحوصات الطبية الدورية للمراقبة الحمل.
  • استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء.
  • شرب السوائل بكثرة خاصة الماء والمشروبات الطبيعية الغير مصنعة.
  • التخلص من أي شيء قد يذكرك بالتدخين مثل مطفأة السجائر، السجائر نفسها...
  • اخبار أصدقائك المدخنين بقرارك ومدى أهمية مساعدتهم في المضي في هذا القرار: مثلا عدم التدخين أمامك.
  • الابتعاد عن الأماكن التي تسمح بالتدخين، وتغييرها بأخرى تمنعه.
  • التقليل من شرب القهوة والشاي لكونهما تحفزان على التدخين.
  • ممارسة أنشطة وهوايات تعوض الفراغ الذي تخلفه عادة التدخين وفي نفس الوقت تشتت انتباهك عن التفكير في التدخين.
  • ممارسة الرياضة التي تلائم مرحلة حملك في حال كنتِ حاملة.
  • ممارسة تمارين الاسترخاء والاستفادة من فوائدها.
  • الاطلاع على أضرار التدخين وفوائد التخلي عنها لتجديد العزم والتأكيد عليه.
  • الاستمتاع بوقتك بعمل أشياء تحبينها.


نصيحة للمرأة الحامل المدخنة: يجب على المرأة الحامل عدم التدخين اثناء الحمل وبعد الولادة، بل يجب عليها ايضا تقليل السكائر التي تستهلكها لتقليل المخاطر المحتملة على الام والطفل.

الحمل من المراحل الحياتية الحرجة في حياة المرأة عموما حيث تصبح المرأة مسؤولة عن حياة تتكون في رحمها لتنمو وتصبح جنينا فرضيعا فطفلا ثم شابا.. لهذا فهذه المرحلة مهمة جدا في تكوين وتشكيل بنية الجنين على المدى البعيد.
أما التدخين فهو معضلة من معضلات المجتمع التي مهما بدا متأقلما معها ويتقبلها كحرية شخصية مازال لم يستطع ضمان حماية ووقاية من مخاطره، ومع الحمل الأمر يزداد سوءا وبالتالي وجب التنبيه الواعي من خلال طرح معلومات تؤكد مدى الأضرار التي يشكلها التدخين بصفة خاصة على المرأة الحامل من بداية حملها إلى ما بعد الولادة، وهذه الأخيرة نقصد بها تلك الأضرار الصحية التي ترافق الجنين وتعيق نموه بشكل طبيعي.
المقال تناول مسألة ضرر التدخين على صحة الحامل والجنين بشكل مفصل وواضح، وذلك بغاية الوعي وإقناع أي مدخنة مقبلة على الحمل أن تتحمل مسؤوليتها كأم اتجاه طفلها والحرص من الوهلة الأولى " عند اتخاذ قرار الانجاب" أن تمضي في الامتناع عن كل العادات السيئة بصفة عامة والتدخين بصفة خاصة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ