كتابة :
آخر تحديث: 27/09/2022

تاريخ الإنفلونزا الإسبانية الوباء الفتاك.. وكيفية التعامل معه؟

إن تاريخ الإنفلونزا الإسبانية تعد من أحد الأوبئة التي انتشرت قبلًا في بداية القرن العشرين والتي تمكنت من اجتياح العالم بأسره واستطاعت في غضون عامين وهما 1918 وعام 1920 أن تتمكن من قتل ما يتراوح فيما بين 40 إلى 50 مليون إنسانًا فيها، لقد تم الحصول على للإحصاءات الخاصة بمنظمة الصحة العالمية ومركز السيطرة على الأوبئة الأمريكي الذي يتعلق بمرض الإنفلونزا الإسبانية في عام 1920م، كما أن ثلث سكان الأرض قد تمت إصابتهم بذلك الفيروس والذين قد وصل تعدادهم إلى حوالي 1,8 مليار نسمة من سكان الأرض، وفي هذا المقال في موقع مفاهيم نأخذكم في جولة سريعة للتعرف على تاريخ هذا الوباء، تابعونا..
تاريخ الإنفلونزا الإسبانية الوباء الفتاك.. وكيفية التعامل معه؟

تاريخ الإنفلونزا الإسبانية

  • من غير الممكن بالفعل أن تتم المقارنة فيما بين ذلك الوقت وبين وقتنا الحالي في القدرة على مواجهة الأمراض، بينما بالنسبة إلى ذلك النوع من الأنفلونزا فقد كان من المعروف أنها قد حدثت نتيجة بعض الأحياء الدقيقة.
  • ولقد كان معروفًا بأن المرض من الممكن أن ينتقل من شخص إلى آخر ولكن أغلب الظنون كانت تتوجه إلى أن هذا المرض هو مرض بكتيري وليس مرضًا فيروسيًا.
  • كما أن سبل العلاج من ذلك المرض لم تكن متاحة أبدًا وقد تم اكتشاف أول مضاد حيوي في عام 1928 بينما أول لقاح للعلاج لم يتوفر للعامة إلا في الأربعينيات.
  • كما أنه في ذلك الوقت كان العالم يفتقر بصورة كبيرة إلى تواجد نظام صحي يشتمل على العامة بأكملهم وكذلك الصرف الصحي كان من الأشياء المترفة والتي لا تتوفر بالنسبة إلى الجميع.

Spanish flu

من هم الأشخاص الذين تم اجتياحهم من الوباء؟

  • إن الوباء لم يكن مثل أي وباء قد سبقه ويقال أنه كان يصيب أغلب الذكور ويرجع السبب في ذلك؛ إلى أنه كان منتشرًا بين معسكرات جنود الحرب العالمية الأولى.
  • وقد بدأ في الانتشار عندما بدأت تلك المعسكرات في أن تخلو من الجنود العائدين منها، كما أن أغلب الأعمار التي قد توفت من أثر الوباء كانت تتراوح فيما بين 20 وحتى 40.

الأماكن التي ضربها وباء الإنفلونزا الإسبانية

  • أنه تبعًا لبعض الدراسات التي قد تم إجراؤها من خلال مجموعة من كبار العلماء والذين قد شاركوا من جامعة هارفرد وقد تمكنوا جميعًا من نشر نتيجة تلك الدراسات التي قد أجروها على الإنفلونزا الإسبانية وعدد ضحاياها وغيره.
  • وقد أفصحت تلك الدراسات عن أن الأنفلونزا قد تمكنت من التسبب في وفاة حوالي 0,5 بالمائة من سكان الولايات المتحدة.
  • وهو ما يعني 550 ألف شخص قد توفى جراء تلك الأنفلونزا، بينما في الهند قد توفى حوالي 5,2 بالمائة من سكانها وهو ما يعني وفاة حوالي 17 مليون حالة وفاة وذلك على أقرب وجه.
  • بينما بالنسبة إلى الاقتصاد فقد تمكنت الأنفلونزا من ضربها بشكل هائل للغاية وتسببت في انخفاض بعض العملات بقيمة حوالي 6% من الناتج الإجمالي المحلي.
  • وكذلك تقول الكاتبة كاثرين أرنولد صاحبة كتاب "جائحة 1918" أن الخسائر التي تجمعت من أثر الأنفلونزا الإسبانية والحرب العالمية الأولى تعد خسائر فادحة تمكنت من ترك الكثير من العواقب الاقتصادية الكارثية من خلفها.
  • مع العلم أن تلك الكاتبة كانت معاصرة لتلك الجائحة الكبيرة، وقد قالت كذلك أن الكثير من البلدان لم يتبق فيها الكثير من الشباب الذين يمكنهم إدارة المحلات أو العمل في المحلات التجارية أو العمل في الزراعة أو غيرها.
  • وهو الأمر الذي كان له الأثر في عدم إتمام الكثير من الزيجات أو صنع الكثير من الأسر بسبب تلك الحادثة وتعد كذلك من الأسباب الرئيسية التي قد أدت إلى وجود نسبة قليلة أو شحيحة من الرجال.
  • وهو الأمر الذي أدى بدوره إلى تواجد مشكلة النساء الزائدات والتي تعني عدم قدرة النساء على إيجاد أزواج لهم.

Spanish flu

كيف تمكنت النساء من العمل في ظروف وباء الإنفلونزا الإسبانية؟

  • وبعدما أصبح هنالك نسبة قليلة من الرجال في المجتمع نتيجة ما قد أدت إلى الأنفلونزا فهي قد أدت بدورها إلى حدوث اختلال في الجنسين والذي قد نجم عنه بدء ظاهرة عمل النساء في المجتمع.
  • وقد حدث ذلك بدءًا من العام 1920 والذي كانت قد استطاعت النساء أن تقوم فيه بتمهيد الطريق للنساء من أجل بدء نزولها إلى القوى العاملة ولقد استطاعت النساء أن تشكل حوالي 21% من نسبة القوى العاملة.
  • ولقد كان في العام 1920 القرار من الكونجرس بالتعديل الدستوري والذي قد أتاح للنساء إمكانية التصويت والحق لها في ذلك، مع العلم أن الوباء قد تمكن من التأثير على حقوق النساء في العام 1918.
  • كما أن ذلك تاريخ الإنفلونزا الإسبانية يشير إلى أنه أتاح للعاملين إمكانية رفع أجورهم وزيادتها وذلك ما قد ظهر من خلال رفع أجورهم من 21 سنتًا في العام 1915 إلى 56 سنتًا في العام 1920.

مواليد فترة الوباء وكيفية تأثرهم به

  • لقد قام العلماء بعمل مقارنة على مواليد فترة الوباء والمواليد الذين قد سبقوها أو تواجدوا عقبها وقد تمكنوا من إيجاد أن هؤلاء المواليد يعدون أكثر عرضة للإصابة بأمراض عدة مثل أمراض القلب وغيرها.
  • وقد وجدوا كذلك عدم إمكانيتهم على إمكانية الحصول على أية شهادات جامعية أو إمكانية وصولهم إلى وظائف رسمية.
  • بالإضافة إلى أن جميع الضغوطات التي قد تحملتها الأم في تلك الفترة قد قامت بالتأثير على إمكانية تطور الجنين في داخلها بصورة طبيعية.
  • وكذلك قد أشارت بعض الدراسات الأمريكية على وجود فوارق في الطول بين من ولدوا أثناء فترة الجائحة ومن قد ولدوا بعدها وذلك بفارق حوالي 1 ملم.

الإجراءات الخاصة بالعزل والابتعاد بين المرضى

  • على الرغم من بعض الإجراءات التي كان يتم اتباعها في تلك الفترة الخاصة بالحرب العالمية الأولى إلا أن ذلك قد أدى إلى فرض منافعه من خلال بعض البلدان التي قررت عدم اتباع تلك الإجراءات وإلزام مواطنيها ببيوتهم.
  • وهو الأمر الذي أدى إلى تقليل فرص إصابة الأشخاص بالمرض دونًا عن الآخرين الذين لم يهتموا بتلك الجائحة وهو الأمر الذي كان له الأثر في بيان أهمية وجود التباعد وإجراءات العزل.
  • وتعد تلك من أول المرات التي يتم ملاحظة تأثير التباعد الاجتماعي ومحاولة إتباعه في كل الحالات التي يتم فيها إصابة البعض بأية أمراض مثل فيروس كورونا.

Spanish flu

لماذا سميت بالإنفلونزا الإسبانية؟

  • لقد كانت تاريخ الإنفلونزا الإسبانية وبداية تفشي المرض في إسبانيا وقد تم تسجيل أولى حالات الوفيات فيها وعلى الرغم من أنه من الممكن تواجده في بعض البلدان الأخرى.
  • ولكنها كلها كان لديها رقابة على وسائل الإعلام على عكس مدريد التي لم تكن تضع رقابة على الصحافة فهو ما أدى إلى انتشاره بهذا الاسم.
  • ولقد كانت بداية هذا الأمر من خلال وصول برقية في العام 1918 إلى وكالة رويترز بتواجد تفشي لوباء غريب تشبه أعراضه للأنفلونزا وذلك تبعًا لما تم نشره في كتاب "الإنفلونزا الإسبانية".
تقول إحدى الكاتبات عن تاريخ الإنفلونزا الإسبانية أن الأطباء في ذلك الوقت إما كانوا يعملون لحسابهم الشخصي أو يتم إمدادهم من الجمعيات الخيرية أو غيرها من المؤسسات الدينية، وكانت تقول كذلك أنه لم يكن يتم الاستفادة من خدماتهم بأي حال من الأحوال.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ