كتابة :
آخر تحديث: 24/05/2022

أهمية الأمن السيبراني ومجالاتهُ .. مسؤولية الأفراد في تحقيق الأمن السيبراني

ازداد استخدام مصطلح الأمن السيبراني في السنوات الماضية بشكل كبير، استجابة لضرورات حماية البيانات والأجهزة الرقمية، وذلك نتيجة التوغل السريع للعالم ككل في العصر الرقمي، وتحول كافة العمليات المالية والبيانات التي تتفاوت أهميتها من مجرد بيانات شخصية للأفراد، إلى بيانات تخص مجتمعات ودول، لتأتي مهمة مفاهيم، في شرح أهمية الأمن السيبراني.
أهمية الأمن السيبراني ومجالاتهُ .. مسؤولية الأفراد في تحقيق الأمن السيبراني

مفهوم الأمن السيبراني

تمت ولادة مصطلح الأمن السيبراني في فترة السبعينيات نتيجة حصول بعض الاختراقات من قبل القراصنة على أجهزة الكمبيوتر، والتي كانت لا تزال في مراحل التطوير. وتوسع مفهوم الأمن السيبراني، وأدركت الكثير من الدول حول العالم عبر السنوات المتتالية أهمية الأمن السيبراني، ودوره الكبير في الحفاظ على أمن الدول واستقرارها، هذا ويعرف الأمن السيبراني Cyber Security بأنه:

  • مجموعة العمليات والأدوات التي تهدف إلى حماية الأجهزة والملفات، بالإضافة إلى البيانات والبرامج والشبكات والعمليات الرقمية التي تجري بين الأفراد على اختلافها، وذلك من الهجمات الإلكترونية التي تهدف إلى القرصنة أو الإتلاف والوصول للمعلومات الحساسة أيضًا.
  • وتعود أصول كلمة Cyber إلى اللغة اليونانية وتعني الشخص الذي يقوم بقيادة السفينة، ومن ثم تم استخدام هذه الكلمة في اللغة الإنكليزية بمعنى (رقمي أو افتراضي). يتم إطلاق مصطلح أمن المعلومات على الأمن السيبراني، وهناك بعض الدول تطلق اسم أمن المعلومات على حماية المعلومات الورقية فقط.
  • ولكن بشكل عام يتم اعتبار الأمن السيبراني أحد فروع ومجالات أمن المعلومات، حيثُ تعرضت الكثير من البنوك وأجهزة ATM والشركات في العديد من دول العالم للهجمات من قبل قراصنة، ممّا سبب الكثير من الخسائر للدول.
  • ومن أشهر الجرائم السيبرانية ما حصل مع شركة أرامكو، والمعروف بهجوم أرامكو في عام 2013 في السعودية، حيث توقفت الشركة حوالي 5 شهور عن العمل على الإنترنت، وأصاب ذلك الهجوم السيبراني أنظمة الشركة البرمجية بالخلل لعدة أعوام متتالية.

عناصر الأمن السيبراني

إن تحقيق أهداف الأمن السيبراني يتطلب توفر 3 عناصر:

  • الأشخاص: يجب توفر مجموعة من الأشخاص المتخصصين في مجال الأمن السيبراني، ونتيجة لإدراك العالم أهمية الأمن السيبراني، أصبح الطلب على المتخصصين في هذا المجال كبيرًا جدًا وبرواتب عالية.
  • التكنولوجيا: لا يمكن مكافحة قراصنة الإنترنت والهجمات والفيروسات بدون توفر تكنولوجيا عالية، من حيث الأجهزة المستخدمة في الحفاظ على الأمن السيبراني، وجودة الإنترنت وغيرها.
  • العمليات والأنشطة: حيث يتم تحديد القطّاعات والجهات التي يجب حمايتها وأسلوب هذه الحماية وغيرها من التفاصيل الدقيقة التي تضمن حماية تلك الجهات.
  • ونتيجة أهمية الأمن السيبراني، يتوسّع مفهوم هذا المصطلح باستمرار فهو لا يشمل فقط المتخصصين بالأمن السيبراني، بل يشمل أيضًا جميع الأفراد وما يقومون به في سبيل الحفاظ على معلوماتهم، مثل كلمة السر القوية لبريدهم الإلكتروني وغير ذلك.

مجالات الأمن السيبراني

وبسبب أهمية الأمن وضرورته في حياة الأفراد والدول، تم تقسيمه إلى عدد من المجالات والاختصاصات. حيثُ أنه يمكن أن يتخصص الشخص ضمن مجال الأمن السيبراني باختصاص واحد أو أكثر، وهي:

  • تحقيق أمان شبكات أجهزة الحاسوب من العناصر والفيروسات الضارة والهجمات الإلكترونية من قبل القراصنة.
  • التأكد من البرامج والتطبيقات وخلوها من الفيروسات والتحقق من أمانها.
  • حماية المعلومات عند القيام بتبادلها عبر الشبكة العنكبوتية.
  • حماية أصول البيانات، وجميع العمليات المتعلقة بها.

أهمية الأمن السيبراني في الدول

هل يعتبر مجال الأمن السيبراني فعلًا، من أكثر المجالات أهمية وحساسية بالنسبة للبلاد؟

  • إن إجابة هذا السؤال يمكن توضيحها من خلال شرح أهمية الأمن السيبراني ضمن الدول، وذلك بسبب ضرورته في حماية العديد من المجالات والقطاعات داخل البلاد.
  • وبالطبع فإن أهمية هذا المجال تتناسب طردًا مع خطورة غياب الأمن السيبراني، وهذه الخطورة ليست مقتصرة على فرد بعينه، بل تمتد لتشمل مجتمعات وبلاد كاملة، حيث من الممكن أن تتسبب بعض الجرائم السيبرانية بانهيارات خطيرة جدًا لِمجتمع أو دولة ما.

أهمية الأمن للقطاع المالي

تبرز أهمية الأمن في القطاع الاقتصادي للدول نتيجة أهمية القطاع الاقتصادي نفسه، ودوره الكبير في تطور الدول ونهضتها، وهناك العديد من المهام الأساسية في مجال الأمن السيبراني ضمن القطاع الاقتصادي للدول نذكر منها:

  • حماية معلومات البنوك وأنظمتها من الاختراق والقرصنة والتلف.
  • توفير حماية كاملة لجميع العمليات المالية التي تتم عبر شبكة الإنترنت ضمن الدولة.
  • الحفاظ على دور البنوك ضمن الدولة وحماية سمعتها وبالتالي حمايتها من الخسائر.

أهمية الأمن للقطَاع القانوني

إن أهمية الأمن السيبراني للدول في القطاع القانوني مرتبطة بشكل مباشر بتحويل وتطوير القوانين الورقية إلى رقمية، وبالتالي من أهم مهام الأمن السيبراني للدول ضمن القطاع القانوني:

  • حماية المجتمع الرقمي وما يحتويه من قوانين أصدرتها الدول وخزنتها على الشبكة العنكبوتية.
  • متابعة تنفيذ هذه القوانين ومراقبة أي خروقات أو محاولات تهدف لعدم تطبيق تلك القوانين.

أهمية الأمن للقطاع السياسي

ويعد هذا القطاع من أهم القطاعات التي تقوم عليه الدول، وتبرز أهمية الأمن السيبراني من خلال الكثير من المهام التي تهدف إلى حماية الدول منها:

  • حماية الدولة من أي محاولات اختراق معلومات حساسة تخص الدولة نفسها.
  • توفير حماية ثنائية للدولة والمواطنين، وذلك من خلال مواجهة محاولات بعض الأشخاص قرصنة بعض المواقع الشهيرة والقيام بسرد قصص مؤلَّفة وغير حقيقية، بهدف بث الرعب في نفوس البعض، وبالتالي زعزعة الأمان ضمن الدول.

أهمية الأمن في المجتمع

حيث يمكن تلخيص أهمية الأمن السيبراني على المجتمع ككل بجميع أجهزته وأفراده في النقاط التالية:

  • توفير حماية للأجهزة والأنظمة الحاسوبية وأجهزة المحمول والبرامج والتطبيقات والبيانات ضمنها.
  • مواجهة أي محاولات واختراقات موجهة نحو الأفراد أو الشركات أو المجتمعات أو الحكومات.
  • توفير إمكانية إجراء كافة المعاملات الرقمية ضمن جميع القطاعات بالنسبة للحكومات والأفراد بشكل آمن.
  • تطوير الأجهزة المستخدمة من قبل العاملين في مجال الأمن السيبراني بهدف سد الثغرات التي من الممكن للقراصنة استغلالها.
  • الاستعداد الدائم لمواجهة أي أساليب متطورة في الاختراق من قبل القراصنة، وذلك من خلال الاطلاع المستمر على أحدث أساليبهم، بالإضافة إلى القيام بعمليات بحث دائمة عن تطورات هذه الأساليب، وتطوير طرق مواجهتها والحدّ من آثارها.
  • توعية الأفراد عن ضرورة الحفاظ على معلوماتهم الشخصية وطرق تأمين بياناتهم على أجهزتهم الحاسوبية وهواتفهم المحمولة.

مسؤولية الأفراد في تحقيق الأمن السيبراني

هناك العديد من التوجيهات التي يتم توعية الأفراد لها بهدف حمايتهم وحماية بياناتهم، وتبرز أهمية تطبيق تلك التوجيهات نتيجة الاستخدام اليومي لشبكة الإنترنت، ممّا يعرض بيانات الأفراد في حالة عدم التزامهم بتلك التوجيهات إلى الخطر. وبالتالي تبرز مسؤولية كل فرد في الحفاظ على الأمن السيبراني انطلاقًا من حماية نفسه وبياناته، ونذكر من هذه التوجيهات:

  1. التحقق من سلامة المواقع الإلكترونية التي يتم زيارتها، حيث يجب الانتباه إلى عنوان الموقع، على سبيل المثال: يجب عدم الدخول إلى المواقع التي تظهر في بدايتها كلمة http عوضًا عن https، حيث أن المواقع التي تظهر فيها http بدون s هي مواقع غير آمنة.
  2. يجب عدم الضغط على أي رابط يتم إرساله من قبل أشخاص غرباء.
  3. القيام بتحديث البرامج بشكل دائم ومستمر، حيث أن تحديث التطبيقات والبرامج من مواقعها الرسمية حصرًا يوفر حماية إضافية، حيث تشمل بعض تحديثات التطبيقات تلافي الثغرات السابقة ضمن تلك التطبيقات.
  4. القيام بعملية النسخ الاحتياطي للبيانات بشكل مستمر.
  • حيث نستنتج من هذه التوجيهات بأن الأفراد شركاء في تحقيق الأمن السيبراني للمجتمع والدولة. تختلف دوافع الجرائم التي تستهدف الأمن السيبراني لقطاع ما، من الفضول إلى التجارة غير المشروعة بمعلومات الآخرين أو بهدف إلحاق الأذى بالأفراد من خلال توجيه التهديدات المختلفة لهم، أو إلحاق الأذى بالمجتمعات.
  • ونتيجة ازدياد هذه الجرائم ومحاولة القراصنة تطوير أساليبهم، تنامت أهمية مجال الأمن السيبراني نتيجة للضرورة الشديدة في الحفاظ على الأفراد والمجتمعات والدول أيضًا.
  • كما لقي مجال الأمن السيبراني دعم كبير من الدول بهدف تطويره ورعاية المهتمين في هذا المجال، بالإضافة إلى توفير فرص عمل لهم للاستفادة من خبراتهم وإفادة بلادهم.
كل تطور تكنولوجي هو سلاح ذو حدين، ولتحويله إلى أداة إيجابية للمجتمعات والدول يجب على الأفراد معرفة مسؤولياتهم وواجباتهم، وبالتالي يعتبر الوعي بأهمية الأمن السيبراني Cyber Security، هو العصا السحرية لتحويل مخاطر التطور الرقمي إلى محاسن حقيقية تؤدي بنتيجتها إلى ازدهار المجتمعات والدول ككل.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع