آخر تحديث: 23/03/2022
مفهوم القيم الأخلاقية في علم الاجتماع
قد يتساءل أفراد المجتمع عن القيم الأخلاقية في علم الاجتماع ومصادرها وكيف اتفق علماء المجتمع إلى المفهوم العام لها، والذي من خلاله يمكن خلق مجتمع متقدم ومزدهر في كافة نواحي الحياة واتجاهاتها، لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن القيم الأخلاقية في علم الاجتماع.
القيم الأخلاقية في علم الاجتماع هي أمر يحتاج إلى تفضي كل مصطلح لفظي منهما على حِدة للتوصل إلى مفهوم القيم الأخلاقية بشكل عام، وكيف أنها مصدر من مصادر القوانين والتشريعات في المجتمعات.
القيم الأخلاقية
نجد أن هذا المصطلح في أصله ينقسم إلى مفهومين وهما الأخلاق والقيم:
- فالأخلاق عند علماء الاجتماع منظومة متكاملة لها قيمة كبيرة تشير إلى استحضار الخير والتصرف على أساسه وطرد الشر ونهى التصرف به، والأخلاق معنى نسبي أتاحته لها الفلسفة الليبرالية حيث إنه يساعد في فهم الناس ويخضع لها كما يخضع للبيئة المحيطة حول الإنسان.
- لأن الإنسان يكتسب الخبرات الأخلاقية من الأشخاص المحيطين به، ويعطيها نفس القيمة التي يمنحها لهم الأشخاص في البيئة المحيطة، لذلك. نجد أن الأشخاص الذين لا يتخلون بالأخلاق الحميدة ينشئون في بيئة غير صحية أخلاقيا.
- لذلك لم يجعل العلماء الأخلاق من القيم المطلقة بل هي خاضعة للوعي البشري، وكذلك مجموعة من المبادئ التي تعمل على تسيير الشعوب في نطاق واتجاه أخلاقي معين، مثل العدل والمساواة، فالكثير من الأخلاق تكون ذات مرجع ثقافي غالب على الشعب المحيط، وذلك يشير إلى أهمية المرجع الثقافي في الدول، لأنه هو المنبع الذي تستسقي منه الدولة القوانين والمبادئ الأساسية التي تسير وفقها.
- فالأخلاق في الأصل شيئاً ينبع من داخل الإنسان ومن طبعه وفطرته الإنسانية السليمة وتعمل البيئة المحيطة والقوانين المتبعة على ارتقائها، وجعلها بقيمة أكبر حيث تكون باطنة لديه ثم يبدأ التصرف بها وعلى أساسها فتصبح الأخلاق أمراً ظاهرياً وباطناً.
- وأهمية الأخلاق أو علم الأخلاق بشكل عام يكمن في دراسة سلوك البشر على أساس المبادئ والقواعد والقوانين المشروعة والتي تعتبر معياراً لسلوك الإنسان وتصرفاته فيتعامل الإنسان على أن ما يوافقها هو تصرف صحيح وسلوك جيد، وما يخالفها هو سلوك خاطئ يستحق العقاب عليه.
- أما القيم: هي مصطلح معقد ومفرده قيمة، له العديد من المعاني المختلفة، والكثير من الاستعمالات، فهي موجودة في الكثير من العلوم وليست مقتصرة على علم الاجتماع، ولا يوجد لها تعريف واحد وصريح يضم كل المعاني التي تشير إليها هذه الكلمة.
القيم الأخلاقية في علم الاجتماع
استطاع معجم لالاند الفلسفي أن يرجع كلمة قيم إلى أربعة محاور، تتمثل في مدى رغبة الأشخاص في وجود هذه الأخلاق وهل هذه الرغبة من أفراد أم أنها مطلوبة على مستوى المجتمع وإلى أي درجة تكون هذه الأخلاق مطلوبة، وذلك بسبب:
- لأن البعض قد يرغب في وجودها وهناك من يحرص كل الحرص على تطبيقها، كما كان المحور الثالث عن هدف وجود هذه القيمة بشكل عام، وأي مستوى التفاعل الذي يسعى المجتمع لتحقيق هذه القيمة وتطبيقها.
- وبشكل عام لا يمكن إيجاد القيم الأخلاقية بعلم الاجتماع بشكل مستقل إذ لا بد لها من أسس ومبادئ وحوامل، فقد سعى أفلاطون إلى وجود وخلق عالم. من المثل كما أشار إلى أن الإنسان يمكنه إدراك القيم الأخلاقية من خلال رؤيته الداخلية للأمور.
- والتي بإمكانها الحكم على ظواهر الأمور بأنه صحيحة ومقبولة أو خاطئة ومرفوضة، لذلك يستطيع الطفل والكبير والمثقف والجاهل أن يدركها فهو أمر يرجع إلى الفطرة الإنسانية ومدى صلاحها.
وقد نشأ مفهوم القيم الأخلاقية في علم الاجتماع على أساس بعض النظريات المثالية، تشير إلى:
- أن الصحيح من الأخلاق والمرغوب منها هو ما يرتقي إلى استحسان المجتمع والدين والضمير الإنساني، فقد توصل علماء الاجتماع إلى أن مفهوم القيم الاجتماعية التي تنص على أنها "مجموعة من الصفات أو السمات التي يفضلها جميع الأفراد في المجتمع، والتي يكون المحدد لها هو المعيار الثقافي للمجتمع، مثل التسامح والشجاعة.
- فهناك الكثير من القيم الاجتماعية التي يحرص المجتمع على وجودها وتحلي الأفراد بها وذلك من خلال الإطار والسلوك التربوي المتبع في عامة الشعب، بشكل عام.
- حيث يتضح ويتم تطبيقه أثناء تعامل أفراد المجتمع مع بعضهم البعض وشعورهم المسؤول عن القيام بذلك برغبة واضحة مثل الكرم، والتعاون، والتضحية، والتسامح، والسلام، وحب الخير، ومقاومة الفساد والكثير من القيم الأخلاقية التي يفضل المجتمع سيرتها على ثقافته العامة.
- كما أن للقيم الأخلاقية في علم الاجتماع أهمية كبيرة، فإن الأمم الأخلاق ما بقيت فعلى أساس القيم الأخلاقية يتم بناء وتأسيس المجتمعات، فهي الرابط الذي يتحد حوله كافة طوائف المجتمع حتى لو كانت مختلفة من حيث الثقافة الدينية أو العراقية، ومن خلال تطبيق هذه القيم الأخلاقية يكون المجتمع أكثر اتحاداً وترابطاَ.
- فالقيم الأخلاقية هي الأساس الذي من خلاله يمكن ضمان تقدم المجتمع وارتقاءه واستقرار في جميع المجالات، فانهيار الأمم والكثير من المجتمعات المعاصرة كان بسبب عدم اهتمامها ببناء مبادئ أخلاقية وقوانين تسير أفراد المجتمع وفقها.
- فلا يمكن فصل القيم عن الأخلاق، فهما الباعث والدعم الأساسي للمجتمعات، والمعيار الذي على أساسه يتم انضباط السلوك الإنساني ويحدد الاتجاه العام والخاص للأشخاص في نمط حياتهم.
- وهناك العديد من الطرق التي يتم من خلالها تكوين القيم الأخلاقية، فيمكن تكوينها عن طريق الإقناع بأهمية القيم قبل الأخلاق لأنها هي التي تحدد تعزيز الخلق ومدى الرغبة فيه، وأيضاً بتطبيق القدوة من خلال إظهارها وإلقاء الضوء العام عليها، ليتعرف أفراد المجتمع على مبادئ وقيم هؤلاء الأشخاص.
- القوانين هي المعيار العام. لضبط سلوك المجتمع، فيتم سن هذه القوانين وتنظيمها وفقاً للقيم الأخلاقية السائد في ثقافة المجتمع، فالتشريعات مستمدة في الأصل من القيم الدينية والأخلاقية المطلوب تطبيقها على سائر أفراد المجتمع.
تعزيز القيم الأخلاقية في المجتمع
يجب على المجتمع أن يكون حريصاَ على أن تسود القيم الأخلاقية على أفراده، فهذا ما يساعد المجتمع على ازدهاره وتقدمه بين الشعوب، فالتنمية المجتمعية من أهم أسبابها انتشار القيم الأخلاقية في المجتمع، فهناك أسباب يجب تلافيها حتى لا تتراجع هذه القيم في المجتمع، ومن هذه الأسباب:
- انهيار والضعف الوازع الديني بين أفراد المجتمع، حتى لو اختلفت أطياف المجتمع الدينية فتظل القيم الأخلاقية واحدة في جميع الأديان والمعتقدات الدينية فليس ثمة عقيدة تأمر بالكذب أو الظلم.
- الحرص على إلقاء الضوء على المفاهيم الأخلاقية السلبية في المجتمع ونبذها، فذلك يجعل أفراد المجتمع في حالة رفض لهذه الأخلاق والسلوك والصفات الغير محمودة، بل يحرصون على تربية الأجيال الجديدة بعيدة عنها.
- تأثر الكثير من الأشخاص بالإعلام المحرض والسلبي والذي ليس له محتوى ثقافي يفيد المجتمع، لذلك وجب أن يكون الإعلام وهو الموجه الأول لأفراد المجتمع له قيم أخلاقية إيجابية يعمل على نشرها بين الناس، وبيان فضيلتها، وليس العكس.
- التطور الحياتي السريع، والذي جعل الأشخاص وأفراد المجتمع في حالة نزعة للمصلحة الشخصية بل وتغليبها وترجيحها على مصلحة المجتمع العامة، وهذا أمر يؤدي إلى انهيار منظومة القيم الأخلاقية التي تبني المجتمعات، وبالتالي انهيار المجتمع بأكمله.
- انعدام الوعي الثقافي لدى الكثير من أفراد المجتمع، فهو لا يعرف احتياجاته في الحياة لذلك فنجد أن الكثير من الأشخاص في حالة من التخبط في الحياة، وعدم الاستقرار، وليس الأمر مقتصراً على مجموعة من الأفراد وإنما تجتمع هذه الطوائف في مرحلة عمرية معينة لتصبح طوائف داخل المجتمع.
- أن تكون القائد لحياة الأفراد هي راية الشهوات ونزعات الأهواء الغير مستقرة والتي لا تتضمن أي قيمة أخلاقية، وذلك نجده واضحاً في الحياة المعاصرة، وفي كثير من الثقافات.
بعد التعرف على القيم الأخلاقية في علم الاجتماع يجب الحرص على نشرها وتعزيزها بين أفراد المجتمع وحسب الوسائل المتاحة من أجل تعزيز الوعي العام إلى أهمية تطبيقها على كافة أفراد المجتمع.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16557
تم النسخ
لم يتم النسخ