كتابة :
آخر تحديث: 01/03/2022

علم نفس الأطفال تعريفه وكيفية دراسته وتطبيقه

يعرف علم نفس الأطفال بأنه جزء أساسي من علم النفس التنموي، وهو نوع من الأنواع الأكثر دراسة في مجال علم النفس، حيث أنه يرتكز على المراحل النفسية للأطفال منذ مرحلة ما بعد الولادة، وحتى مرحلة المراهقة.
كما أنه يحيط بالتغيرات النفسية التي تحدث في جميع هذه المراحل، ويتضمن نطاق دراسة علم نفس الطفل دراسة النمو المعرفي والمهارات اللغوية، والتغير الاجتماعي، والمهارات الحركية، والتنمية العاطفية وغيرهم، فتابعوا معنا على موقعكم مفاهيم لنقربكم من هذا الموضوع أكثر.
علم نفس الأطفال تعريفه وكيفية دراسته وتطبيقه

الحاجة لمعرفة علم نفس الأطفال شيء أساسي

  • إن فهم الأطفال ونفسيتهم بشكل صحيح يساعد الوالدين على التعامل بطريقة صحيحة مع الطفل في كل مرحلة عمرية، كما أن إساءة فهم نفسيتهم يؤدي إلى الحكم عليهم بطريقة خاطئة، أو تفسير قدراتهم ومهاراتهم بشكل سيء، وهذا التفسير الخاطئ يكون مؤذي للطفل في معظم الوقت.
  • للوالدين دور أساسي في نمو نفس الطفل بشكل سليم، ويمكن أن يتسبب قلة الوعي بتنمية الطفل إلى سوء رعاية الطفل، واتخاذ بعض القرارات الخاطئة.
  • كشفت بعض الأبحاث التي أجراها أحد العلماء في علم النفس، أن الأطفال يتأثرون بالوقت الذي يستثمره الوالدين في تطويرهم، لذلك من الضروري أن يتعلم ويتثقف الوالدين في مختلف جوانب علم نفس الأطفال، بحيث يسهم ذلك بدرجة كبيرة في نمو عقل وعاطفة الطفل.

نصائح هامة لفهم علم نفس الأطفال بشكل أفضل

الأمومة والأبوة ليست أكثر من مجرد توفير سبل الراحة للأطفال، وهي التواجد العاطفي وتوفير الحنان والأمان لهم، ويقول عالم النفس المعروف "جين بيج" أن الطفل يولد بمصير غير محدد، سواء كان جيد أو سيء، ولكنه سيد مصيره، وذلك من الناحية الأخلاقية ومن وجهة النظر الفكرية.

ويوجد مجموعة من النصائح الأساسية التي تساعد الأم والأب على فهم علم نفس الطفل بشكل أفضل، وهذه النصائح تتمثل في:

  • مراقبة الطفل هي المفتاح الأول.

تعد مراقبة الطفل من الأمور البسيطة والأكثر فاعلية في معرفة نفس الطفل، وإظهار الاهتمام بما يفعله الطفل وما يقوله، ومراقبة أفعاله، وتعبيره، ومزاجه عندما يأكل، بالإضافة لمراقبته عند اللعب وعند النوم.

ويجب أن تضع في ذهنك أن طفلك قد يكون شخصية بارزة ومتميزة، لذلك يجب ألا تقارن طفلك بغيره من الأطفال، لأن هذا يجعل الطفل يشعر بأنه أقل شأناً من غيره، ويجب أن تسأل نفسك بعض الأسئلة التي قد تساعدك على فهم نفس طفلك، ومنها ما يلي:

ما هو الشيء الذي يحب الطفل أن يفعله كثرة؟

ما هو رد فعل الطفل عندما يطلب منه القيام بشيء لا يعجبه، مثل: تناول الخضروات أو الذهاب للنوم في وقت مبكر أو أداء الواجبات المطلوبة منه؟

ما هي درجة انخراط الطفل في المجتمع، ومع الناس، وما مدى استعداده لتجربة أمور جديدة؟

كم من الوقت يستغرق الطفل للتعرف على المحيط والوسط الخاص به؟ وهل لديه القدرة على التكيف مع التغيرات البيئية أم لا؟

وعندما تجيب على هذه الأسئلة، يجب أن تتذكر ألا تحكم على الطفل ولكن راقب فقط لتكن على علم.

  • أهمية قضاء وقت مخصص مع الطفل.

في كثير من الأسر يكون الوالدين مشغولين عن الأطفال في أعمالهم ومشاكلهم، وذلك بسبب تعدد المسؤوليات والمهام، ولكن إن كان الإنسان يحرص على رعاية طفله وفهمه بشكل أفضل، فيجب عليه أن يخصص لهم الوقت الكافي كما يلي:

- أن يقضي معهم الوقت في تناول وجبة العشاء، أو توصيلهم إلى المدرسة ليس بالأمر الكافي، بل يجب تخصيص وقت معهم للتحدث واللعب، وقضاء وقت ممتع معهم، الأمر الذي يسمح له بفهم طفله.

- التحدث مع الطفل في الأمور الخاصة بهم، مثل: حالهم في المدرسة والأحداث اليومية التي يمر بها، ومعرفة الأشياء المفضلة لديهم، سواء كانت موسيقى أو برامج تليفزيونية، ومعرفة الأمور التي تجعلهم متحمسين.

- ويمكن الجلوس فقط معهم ومراقبتهم عند التحدث لجمع الأفكار حول شخصيتهم.

  • الأطفال يحتاجون للاهتمام الكامل.

يحتاج الأطفال إلى اهتمام كامل من الأبوين، فعندما يخطط أحدهما لقضاء وقت مع أطفاله فلا بد أن يتفرغ تماماً لهم، دون أن يدمج عمل آخر في الوقت المخصص لهم، لأن الأطفال يستحقون الاهتمام الكامل، وعندما تفكر في التحدث مع الطفل في وقت الطهي أو القيادة، أو أي فعل آخر عندئذ تكون فرصة تجميع أفكار عنهم أقل من حالة التفرغ التام لهم.

وعند تخصيص وقت معين للطفل عندئذ يشعر الطفل بالأمان والصدق، ويكون أكثر تقرباً للأهل.

  • الاستماع الجيد للطفل.

الاستماع للطفل يعد من الأمور الهامة جداً لفهم نفسية الطفل بشكل أفضل، لذلك يجب أن تدع الأطفال أن يتحدثون وأن تستمع لهم، حيث أن الطفل قد يكون غير قادر على التعبير بشكل واضح، الأمر الذي يجعلك تعيره انتباهك وتلتفت إلى لغة جسده وأن تركز على:

- نبرة الطفل في التحدث لتأكيد عبارة أو كلمة.

- تعبيرات الوجه والجسد التي تخبرك بما يشعر الطفل، وحاول تقييم عواطفه عندما يتحدث عن أمر معين لفهم ما إذا كان الأمر يخيفه أو يعجبه، أو يقلقه.

- الانتباه إلى لغة الجسد أمر هام، والانتباه لتواصل العينين، واستخدام اليد وطريقة الجلوس، وغيرها من الأمور.

ليس على الأب أو الأم الاستماع فقط للطفل، ولكن يجب أن يعلم الطفل أنك فهمت كلامه وأخذته بمحمل الجد، لذلك يجب التجاوب معه حتى يدرك أن والده فهم كل ما قال، ولكن يجب الحذر من كثرة التحدث وكثرة الاسئلة لأنها تجعل الطفل يسكت نهائياً.

  • اسأل الأسئلة بشكل صحيح.

من الضروري ألا يكون السؤال عشوائي بل يجب أن يكون سؤال مناسب في وقت مناسب، وأن تبدأ المحادثة عن طريق طرح أسئلة مفتوحة، الأمر الذي يشجع الطفل على مشاركة التفاصيل، مثل:

- ما رأيك في هذه الأغنية؟ بدلاً من السؤال هل تحب هذه الأغنية؟ والذي يكون جوابه نعم أو لا، لكن الأسئلة المفتوحة تجعل الطفل يتكلم ويعبر أكثر عما بداخله.

- بدلاً من سؤال الطفل عن الأطفال الذين لعب معهم، يفضل سؤالهم عن الألعاب التي لعبوها.

- ويجب عدم التهرب من الإجابة على أي سؤال للطفل، فإن لم يوجد جواب محدد، يجب إيقاف الطفل والرجوع له في وقت لاحق، لأن التهرب من الإجابة تحبط الطفل من السؤال مرة أخرى.

  • راقب الأطفال الآخرين وتصرفاتهم.

في كثير من الأحيان تكون مراقبة الأطفال الذين هم في نفس العمر أمر جيد للمساعدة على فهم الطفل بشكل أفضل، وهذا يساعد الأهل على فهم كيفية تصرف الطفل في البيئة الاجتماعية، وتحديد نقاط القوة والضعف في شخصيته، وهذا لا يعني مقارنة الطفل بغيره أو الحكم بمن هو أفضل.

  • التعاطف ووضع النفس مكان الطفل.

بعض الأحيان يحتاج الأمر للتفكير التصرف، مثل: الأطفال للوصول إليهم بشيء أدق، والتعاطف مع الأطفال أمر هام لمساعدة الوالدين على فهم الأطفال جيداً، ويتم التعاطف عن طريق وضع النفس مكان الطفل، واستخدام لغتهم البسيطة لفهمهم بشكل أفضل.

وبعد أن تكلمنا عن أسس علم نفس الأطفال وكيفية اتقانها من الوالدين، إذن ينبغي على الوالدين أن يدرسون ويتعلمون فيما يخص أطفالهم بشكل أكثر اتساعاً، ويمكن أن يتم ذلك من خلال قراءة الكتب، أو الاستماع للبرامج العلمية عن الأطفال، أو مشاهدة العلماء على قنوات اليوتيوب، وذلك من أجل بناء أطفال ناجحين وسعداء في المستقبل.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ