كتابة :
آخر تحديث: 18/03/2020

ماهي اهمية علم النفس؟

إن من الأفكار الخاطئة المنتشرة لدى الكثيرين حول مفهوم علم النفس، إعتقادهم أنه علم يهتم فقط بدراسة الحالات المختلة عقليا والبحث عن علاج لها، ومن أجل رفع شيء من ذلك اللبس، في هذا المقال سنبين اهمية علم النفس وكذا توضيح مفهومه العميق.

محتويات


إنبعاث علم النفس

من الأمور التي تطرق لها الفلاسفة القدامى، وجعلوها موضوع دراساتهم المعمقة، هي محاولتهم فهم سلوك الإنسان وتفسيره وفق نظريات فلسفية عقلانية مناسبة، ليعمدوا بذلك إلى بناء وجود الإنسان على أمرين رئيسيين هما الروح والجسد، فجعلوا الجسد معلقة بجانب مادي حسي، عكس الروح التي يمكن ربطها بالجانب الغير الملموس ولا الحسي.

لم يصل علم النفس لهذه الصورة التي نراه عليه اليوم إلا بعد مروره من عدة مراحل كثيرة، والتي يسعى العلماء من خلالها إلى تطويره إلى أحسن، فمن العلماء الذين اهتموا بهذا العلم وطوروه نذكر العالم الألماني فونت والشهير بلقب الأب الروحي لعلم النفس، إذ جعل هذا العلم يستقل بذاته عن باقي العلوم الفلسفية سنة 1879، ليعمل بعد ذلك على إنشاء أول مختبر سيكولوجي لعلم النفس.

لم يقف علم النفس عند هذا الحد فقط، بل تعدد بعد ذلك العلماء المهتمون بهذا العلم والسعي وراء تطويره، ثم ظهرت مدارس جديدة ومتعددة تختص بدارسة السلوك الإنساني، لتظهر معها إختلافات في الآراء وإتجاهات متنوعة.

ماهو علم النفس

علم النفسم علم يهتم بكل ماهو غيبي وروحي في الإنسان، إذ يقوم بدراسة شاملة لسلوك الإنسان، سواء في الجانب الإنفعالي، أو الشعوري، وكذا المواقف الحياتية له.

يدرس علم النفس في الجانب السلوكي الجوانب والأوجه النشاطية في الشخص، من خلال تفاعله مع مجتمعه ومحيطه، ليضيف إليه بعض التعديلات من أجل تكوين شخص متلائم ومناسب، كما يجعل الشخص يمارس نشاطات ذاتية تجعله أكثر تكيفا مع مجتمعه ليكون بذلك أيضا توافقا نفسيا ناجحا.

اهمية علم النفس

يعمل علم النفس في أصل دراساته على فهم ومعالجة سلوك الأشخاص، ليحاول بعد ذلك إحداث نوع من التغييرات والتعديلات المطلوبة عليه، ومنه أن يجد حلولا مناسبة لما يطرأ عليه من ظواهر، وكذا إبراز الأسباب التي وراءها.

إن أهمية علم النفس تكمن في دراسة جانبين أساسيين هما:

الجانب النظري

من خلال الجوانب النظرية، يعمد علم النفس إلى دراسة جل الظواهر المتعلقة بنفسية الفرد، وكذا نمطية سلوكه وذلك من خلال إستاجاباته السلوكية الخارجية، بغية التعرف على المبادئ والقوانين المتحكمة في بعض الظواهر المعينة والتي تظهر على سلوكيات الفرد.

الجانب التطبيقي

يعمل علم النفس في الجانب التطبيقي على توظيف كل ماهو نظري من أجل التوجيه والتحكم بجل سلوكيات الفرد والسعي إلى تغييرها إلى ماهو أفضل، كما يضع علم النفس معايير ومقاييس يعتمد عليها في تمييز سلوكيات الشخص السوية عن الشاذة، وإصدار الأحكام على معظم السلوكيات الإنسانية إن كانت سويا وذلك من خلال تلك المعايير والمقاييس.

أنواع علم النفس

علم النفس العام

يعتبر علم النفس العام بمثابة البوابة الرئيسية لولوج باقي العلوم النفسية الأخرى، وتكمن أهمية هذا الفرع في كونه وضع الأسس السيكولوجية العامة، فيعمل على دراسة السلوك البشري من خلال المواضع الأساسية، والتي بدورها تعتبر المضمون الرئيسي لعلم النفس، كشخصية الفرد، وإدراكه، ودوافعه، وكذا عملياته العقلية كالتفكير والتذكر.

علم النفس الفسيولوجي

تكمن أهمية هذا العلم في دراسته للجهاز العصبي للشخص وآليات عمله، إذ يهتم بدراسة الأساس الجانب الفزيولوجي العضوي للسلوك البشري، والذي يمكن من خلاله فهم آليات حدوث عمليات الإحساس عند الفرد، وكذا إدراك الطرق التي يتم بها إنتقال التيارات العصبية، وكذا الكيفية التي يسيطر بها الدماغ والمخ على جميع الأنماط السلوكية والإستاجابات الأخرى.

إضافة إلى إهتمام هذا العلم بتوضيح الغدد الصماء و تأثيراتها ودورها المهم في العمليات السلوكية سواء السوية منها أو الشاذة.

علم نفس النمو

يختص هذا العلم بدراسة الطفل والتعرف على مراحل نموه بدقة، ومن الأدوار المهمة التي يلعبها هذا العلم هو تغنية معرفة الوالدين داخل الأسرة وكذا مساعدة المربين داخل المدارس من أجل فهم مراحل تطور الأطفال خلال مراحله العمرية المختلفة، وكذا إطلاعهم على خصائص تلك المراحل النمائية والتي تتميز فيما بينها.

يعمد علم نفس النمو أيضا إلى تقريب شخصية الطفل وأنماط السلوكية إليهم من أجل فهمها بشكل واضح، من أجل حسن معاملته في كل فترة من الفترات العمرية المختلفة التي يمر منها.

علم نفس الشواذ

من الأمو التي يهتم بها هذا العلم هي دراسة الجانب السيكولوجي النفسي المتعلق ببعض السلوكيات المنحرفة والشاذة، والسعي وراء فهم المسببات الأساسية والدوافع المؤدية إلى تفشي هذا السلوك وظهوره بشكله المنحرف الغير السوي، والذي يأتي بأشكال مختلفة ومتنوعة كأن يظهر على شكل شذوذ مرضي، أو إضطرابات عقلية ونفسية إلى غيرها من الأشكال المتعددة.

يسعى علم نفس الشواذ لإظهار الأسباب الكامنة وراء تلك الإنحرافات، من أجل وجود حلول مناسبة وطرق علاجية فعالة.

علم النفس الاجتماعي

يجمع هذا العلم بين الفرد والمجتمع، من خلال دراسة السلوكيات التي تجمع الفرد بالجماعة، ومن النقاشات التي يهتم بها ويثيرها بشكل كبير سعيا لوجود حل لها هي تأثير الجماعات والتنشئات الإجتماعية بشكل واضح على سلوكيات الفرد، وكذا دراسة السيكولوجية المختصة بالرأي العام ووسائل الإعلام وكذا التركيب السيكولوجي للشعوب.

علم النفس الجنائي

من خصائص هذا العلم إعتماده على دراسة بعض الأسباب التي تدفع بالفرد إلى الوقوع في الجرائم، وكذا حدة ظهورها، ساعيا إلى إيجاد حلول وطرق علمية من أجل وضع عواقب زجرية مناسبة، وتقديم بعض العلاحات المناسبة من خلال وضع خطط عملية علمية.

علم النفس التربوي

يهتم هذا النوع من العلوم النفسية على وضع خطاطات علمية، يبرز من خلالها خصائص التلاميذ ومراحل تعلمهم ووعيهم، ذلك من أجل دفع الأساتذة والمربون لوضع مناهج دراسية مناسبة، وخطط تربوية تتماشى مع مراحل الأطفال العمرية، وهذا سعيا إلى تحقيق الأهداف التربوية المبتغاة من العملية التعليمية.

إضافة إلى أهمية علم النفس في المساعدة على معرفة السلوكيات الفردية وكذا اقتراح حلول لإجتياز سيئها وتقرير حسنها، فهو علم يهتم بالعمل على تطوير القدرات المختلفة للفرد ونقصد هنا القدرات العقلية بشكل رئيسي.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ