آخر تحديث: 01/12/2021
ما هو معنى التشخيص في علم النفس؟
في بداية علاج الإدمان أو الاضطرابات العقلية، يكون التشخيص هو الخطوة الأولى، وبمساعدة التشخيص يقوم الأطباء بتقييم الحالة النفسية والجسدية للمريض، تابعوا للمزيد عن معنى التشخيص في علم النفس.
التشخيص هو إجراء لتحديد وجود أو عدم وجود مرض يساعد في تصنيفه في فئة تشخيصية معينة وخلال هذا الإجراء، يتم ملاحظة علامات وأعراض المرض، وتكون الأعراض عبارة عن قلق شخصي يعاني منه المريض ويمكن ملاحظة الأعراض بموضوعية، والتشخيص هو أهم مرحلة في العلاج، حيث أن جوهر التشخيص هو تقييم الحالة الجسدية والنفسية الكاملة للمريض، ومن خلال هذا المقال نعرف بالتفصيل التشخيص في علم النفس.
ما هو معنى التشخيص في علم النفس؟
مصطلح "التشخيص" مشتق من المجال الطبي ويعني أصلًا من اليونانية "المعرفة الصحيحة" التي تتضمن:
- وصفًا دقيقًا لطبيعة الاضطراب وما يميزه بشكل خاص عن الاضطرابات الأخرى التي تنتمي إلى نفس الفئة التصنيفية.
- التشخيص هو تقييم لسمات الشخصية (القدرات والإنجازات والسمات وما إلى ذلك) التي تساعد على فهم مشاكل العميل، ومن الواضح أن التشخيص فن يتطلب متخصصًا يتمتع بكفاءة علمية معينة وتدريبًا عمليًا صارمًا.
- التشخيص هو أيضًا عملية تتضمن سلسلة من الإجراءات والخطوات التي يتخذها الأخصائي بدرجة عالية من المرونة والخبرة التي تساعد في جمع المعلومات وتسجيلها وتحليلها واتخاذ القرار المناسب للحالة.
- وهو فهم كامل يعتمد على المعرفة الدقيقة ليس فقط للمريض أو بالواقع الذي يمر به المريض حاليًا، ولكن أيضًا تاريخه السابق، فيجب أن تكون هذه المعلومات شاملة لأنها لا تقتصر على جانب معين من الشخصية.
- بل تشمل العديد من الجوانب مثل القدرات العقلية والسمات العاطفية والميول العاطفية والاستدلالات اللاواعية التي تؤثر على العميل.
أهمية التشخيص في علم النفس
تظهر أهمية ووظيفة التشخيص بوضوح أدناه:-
- تقدير درجة وعمق اضطراب الشخصية لتحديد ما إذا كان عيبًا بسيطًا في الشخصية أم انقسامًا؟ واختلالات نفسية المنشأ أم عضوية؟
- التركيز على العوامل المباشرة التي تساهم في الانزعاج، بعيداً عن التكهنات المبالغ فيها، بما يساعد على تطوير أساليب التدخل العلاجي على أسس علمية، أي أن التشخيص يساعد في تحديد الأساس الذي يعتمد عليه اختيار نهج علاج معين.
- تحديد العوامل غير المباشرة التي تؤثر وتدعم الاضطراب أو الخلل وبالتالي تزيد من حدة الاضطراب.
- تحديد أدوار من حول الاضطرابات النفسية وكيفية استخدامها في الرد.
- معرفة مقدار وديناميات التنمية الشخصية، ومشاكل التوافق مع الذات والآخرين، وتحديد الاحتياجات النفسية والاستشارية والتدريبية.
- محاولة التنبؤ بنتيجة الموقف أو التنبؤ باحتمالات تطور ومسار الخلل، ونظرًا لأهمية التشخيص، فإن الغرض منه هو فهم الحالة بشكل شامل، وتحديد نوع وانتشار وعمق الاضطراب، وتحديد نهج وطرق العلاج المناسبة، كما أنه يوفر للمعالج نقطة انطلاق للتدخل ومتابعة الحالة أثناء تقدمها في العلاج من خلال العودة إلى نقطة البداية الأولية.
- كلما كان التشخيص مبكرًا، زادت فرصة التدخل والعلاج الناجح، وهناك العديد من الأمراض والاضطرابات التي يسهل التعرف عليها ومن ثم التدخل المبكر مثل التخلف العقلي ومن ناحية أخرى.
- هناك اضطرابات يصعب التعرف عليها، مثل الاضطرابات التي تنتج عن نقص النمو النفسي في الطفولة والتي تسببها عوامل اللاوعي.
المكونات الأساسية للتشخيص النفسي
هناك مكونات أساسية للتشخيص لتحقيق أهداف التشخيص في اختيار النوع المناسب من التدخل أو العلاج لكل حالة ومن أهمها ما يلي:-
- فهم القدرة على إدراك علاقات الفرد مع الآخر، ومعانيها المقصودة، ومحتوى وتكوين سلوكهم وأفعالهم.
- لا يعتمد فهم العميل أو المريض على حقائق الموقف، لكن يعتمد على قدرة الأخصائي على الإحساس بمشاعر العميل والشعور بتجربته من وجهة نظره وكأن الفهم يعتمد على القدرة على الشعور بمشاعر الآخر والقدرة على التعرف على أفكاره ومشاعره، وهذا يعني قدرة الأخصائي على دخول عالم العميل ورؤيته من الداخل كما يراه العميل.
- الغرض من الفحص هو فهم شخصية العميل، وتحديد نقاط القوة والضعف لديه، وتحديد اضطرابات الشخصية التي تؤثر على سعادته، وحالته النفسية والاجتماعية.
- يشمل الفحص جمع المعلومات من مجموعة متنوعة من المصادر مثل تلك الموجودة حول المريض، باستخدام مجموعة متنوعة من الأدوات مثل الملاحظة والمقابلة، وإدارة الاختبارات النفسية، والإشارة إلى السيرة الذاتية والسجلات الشخصية للعميل، وتقارير الطبيب.
- التشخيص يتم على مرحلتين الأولى هي وصف للمعلومات التي يحصل عليها الأخصائي أثناء عملية المراجعة والمرحلة الثانية هي تفسير وفهم هذه المعلومات.
الافتراضات التي يقوم عليها معنى التشخيص في علم النفس
يعتمد التشخيص على افتراضات مختلفة للسلوك البشري، بما في ذلك ما ياتي:-
- يتم تحديد السلوك من خلال عوامل متعددة ومتفاعلة، بعضها موروث من الآباء والأجداد، والبعض الآخر مستمد من تاريخ حياة الفرد وخبراته، وعوامل ثالثة مستمدة من البيئة التي يعيش فيها الفرد ويتعامل معه.
- السلوك هو نتيجة الفعل والاستجابة، أي مجموع المحفزات البيئية والاستجابات الفردية التي يقوم بها الشخص استجابة لهذه المحفزات والمخاوف المرضية هي نتيجة التعرض لمحفزات رهيبة في مواقف معينة وهناك علاقة بين الخوف الشديد والتواجد في مثل هذه الحالة.
- يتم تنظيم السلوك بشكل مركزي من قبل الذات الفردية، ويكتسب أهميته بالرجوع إلى الذات الفردية وقد يتخيل المريض عقلياً أن جاره يرسل له إشارات كهربائية واهتزازات تجعل حياته جحيماً، ثم يحاول قتله.
- تنمو الشخصية بترتيب موجه معين فالنمو عبارة عن سلسلة مستمرة من الدورات، كل منها مرتبطة بالسابقة وتمهد الطريق للمرحلة التالية، في كل مرحلة يتغير سلوك الكائن الحي، ولكل مرحلة خصائصها الخاصة التي تميزها عن غيرها وإذا توقف النمو في مرحلة معينة (أي حدث استقرار)، فإن الشخص يصاب باضطرابات معينة أو اضطرابات خاصة بمرحلة معينة تحدث في مراحل لاحقة.
- سلوك الفرد رضائي، أي أن الشخص يحاول التوافق مع نفسه والآخرين باستخدام بعض الحيل وتشمل هذه الحيل جوانب إيجابية مثل ضبط النفس والتواصل مع الآخرين إنها تلجأ إلى التفكير والتبرير، بما في ذلك الحيل العقلية اللاواعية التي يحاول فيها الفرد التخفيف من السلبية، أي القلق الناشئ عن المشكلة أو الموقف، دون حل المشكلة.
- يتسم السلوك بالمرونة والقدرة على التكيف، أي قدرة الفرد وفقًا لما يختبره، وأحيانًا يضعف مستوى المرونة لدى الفرد ويصبح جامدًا وصلبًا كما هو الحال في مختلف أشكال التعصب.
- لا يعتمد الاضطراب النفسي على عامل يمكن تحديده فقط بل يرجع ذلك إلى عوامل متعددة وتفاعل هذه العوامل مع بعضها البعض، ويمكن أن يُعزى الانزعاج إلى عوامل نفسية واجتماعية وبيئية وحتى جسدية تتفاعل مع بعضها البعض لإحداث عدم الراحة.
تحديات التشخيص
هناك مجموعة من التحديات التي تعوق عمل التشخيص وتشمل الآتي:
- تختلف التصنيفات بناءً على السوابق الذهانية، كما هو موضح في الدليل التشخيصي للاضطرابات العقلية، ولكن هذا دليل على التقدم العلمي في مجال التشخيص النفسي.
- عدم وجود تصنيفات شاملة يمكن أن تستند إلى المقدمات الطبية والثقافية والاجتماعية التي تأخذ في الاعتبار دور العوامل الثقافية في تحديد الإصابة والاضطراب ونجاح العلاج.
- الاعتماد على الخبرة السريرية في عملية التشخيص وفي تحديد نتائج الاضطرابات النفسية ومع ذلك، يمكن صقل هذه الخبرة الذاتية ودعمها من خلال تطوير وإعداد أدوات واختبارات معيارية تساعد في تشخيص الاضطراب وتعريفه.
- تشابه وتداخل بعض مظاهر الاضطرابات على سبيل المثال، يتداخل مع مرض التوحد والتخلف العقلي ومشاكل اللغة والكلام والاكتئاب لدى كبار السن، ويتداخل مع مرض الزهايمر أو الخرف، وما يساعد في دقة التشخيص هو توافر معايير محددة ومختلفة لكل اضطراب، مما يؤدي إلى التشخيص التفريقي لكل حالة على حدة، ويكون التشخيص أيضًا أكثر دقة إذا كان من الممكن استخدام المتخصصين في مناطق ذات اضطرابات مماثلة.
- الضيق النفسي ليس بسبب عامل واحد بل يرجع ذلك إلى عوامل متشابكة ومتفاعلة ويقود هذا الأخصائي النفسي إلى استخدام أنواع مختلفة من التشخيص، مثل التشخيص السريري القائم على استخدام الاختبارات والمقاييس المختلفة، والتشخيص الديناميكي القائم على البحث والفحص المتعمق لكل حالة على حدة.
- حصر التشخيص النفسي بالرجوع إلى خلفية العميل وخبراته وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن فهم الشخصية إذا بدا أنها تتجه نحو المستقبل، يعتمد فهم الشخص لذاته على رؤيته يتقدم التجارب لا معنى لها ما لم نراها في ضوء الحاضر وما قد يحدث في المستقبل، وما يبحث عنه الفرد في المستقبل يحدد ما يمكن أن يتذكره من ماضيه، وإذا احتاج الخبير إلى فهم موكله، فيجب عليه تجاوز الوضع الحالي ومعرفة ما قد يكون عليه موكله بالضبط في المستقبل ويتطلب هذا الفهم أن يقوم التشخيص الدقيق على وفرة المعلومات الدقيقة عن العميل، ومن ثم وضع وحدات المعلومات وتنسيقها لتقديم صورة شاملة ودقيقة للشخصية في رغباتها الماضية والحاضرة والمستقبلية.
- عدم الاهتمام بالمعتقدات الخاطئة حول الأمراض النفسية والعقلية التي يتبناها العميل ومن حوله وتشمل هذه المعتقدات وراثة المرض العقلي، وأن المرض العقلي غير قابل للشفاء، وأن المرض العقلي يهاجم الناس دون سابق إنذار، وأن المرض العقلي ناجم عن الجنس والأعراض التي تحدث للمريض، ويسهل عملية التشخيص مع دقة اللازمة.
- قد يعاني الاختصاصي من مشاكل في التذكر وحفظ المعلومات واختيار الأدوات المناسبة والتشتت مع تجميع احتياجات كل حالة وتوفير الاختبارات والقياسات وتصحيحها ومن أجل التغلب على هذه المشاكل، تم تصميم برامج الكمبيوتر التي سيستخدمها الطبيب النفسي ليس فقط للتشخيص، ولكن أيضًا لتحديد بعض الوصفات العلاجية الجاهزة والاستراتيجيات العامة وزيادة موضوعية الأخصائي أثناء التشخيص والعلاج.
أخيرًا، بعد التعرف على معنى التشخيص في علم النفس يحتاج عالم النفس الإكلينيكي إلى أن يكون على دراية بديناميات شخصية المريض والتداعيات المحتملة لعمله، من أجل أداء دوره بشكل فعال في التشخيص والتنبؤ والاستشارة والعلاج.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_13352
تم النسخ
لم يتم النسخ