الاخصائي النفسي.. مسؤولياته ومجالاته
من هو الاخصائي النفسي وكيف يتم إعداده؟
الأخصائي هو عالم نفسي يحافظ على التزامه بعلم النفس الذي كان مستعدًا له، وعلى الرغم من تلقيه تدريبًا عمليًا في المواقف السريرية، فإنه يلتزم بالقيم الأساسية، بما في ذلك تلك المتعلقة بالبحث العلمي.
- يجب على الأخصائي أن يكمل تدريبه في مجالات الاختبار، والتشخيص والعلاج والإرشاد، كما يضع بعين الاعتبار أهمية القياس النفسي في التشخيص للحالة.
- يبدأ الطبيب النفسي بإجراء الاختبارات وإجراء الفحوصات النفسية لمساعدته على التشخيص الدقيق والتنبؤ وتقديم المشورة العلاجية.
- أي أنه يدير الاختبارات ويفسر النتائج لتشخيص القدرات العقلية للفرد، أو الاضطرابات العاطفية، ثم يطور توصيات العلاج، يتعاون مع فريق التجارب السريرية لتطوير البيانات السريرية، وبرامج العلاج بناءً على تفسير البيانات وتحليلها.
- الأخصائي هو الشخص الذي يستخدم الأساسيات والتقنيات والأساليب (الاختبارات النفسية)، ويتعاون مع متخصصين آخرين، مثل الأطباء والأخصائيين الاجتماعيين، كل في حدود وظيفته، لفهم ديناميات شخصية الشخص وتشخيص المشاكل بغرض تقدير احتمالات حالته ودرجة استجابته لطرق العلاج المختلفة.
- ثم يعمل على الوصول إلى حل وسط اجتماعي مع المتقدم للاختبار، أي أن الاختصاصي هو الشخص الذي يجمع بين دوره كعالم ودوره كممارس إكلينيكي.
إعداد الأخصائي
أيا كان النوع، فإن الممارسة السريرية لها خصائصها الخاصة، ليس الأمر مجرد اختبار واستخلاص النتائج، وإعطاء أرقام محددة، ولكن قبل كل شيء مهنة بشرية تتعامل مع الأبعاد الذاتية والموضوعية للإنسان والتاريخ الشخصي الذي يعيش فيه.
- يتشابك ماضيه وحاضره مع تطلعاته للمستقبل، وبناءً على ذلك يتعامل الأخصائي مع هذا الشخص الذي تتم دراسته في هذا السياق.
- يتطلب الإعداد المكثف للأخصائي، نظريًا وعمليًا، مسؤوليات كبيرة حتى يتمكن من تطبيق عمله على أكمل وجه، وهذا يعني أن لديه إطارًا مرجعيًا علميًا يقوم عليه.
- بجانب ممارسة سريرية تدعم وتعزز هذه المعرفة. خلال فترة الإعداد والتعليم، يجمع المتخصص بين الإعداد الأكاديمي والتدريب العملي في برنامج الدراسات العليا.
يتضمن المنهج التحضيري دراسة الآتي:
- علم النفس العام.
- دراسة الشخصية.
- ديناميكيات السلوك.
- طرق إدارة الاختبارات وتفسيرها.
- طرق التشخيص.
- طرق التوجيه والإرشاد النفسي.
باختصار يجب أن يكون لدى الأخصائي المعرفة النظرية والعملية في مجالات علم النفس الديناميكي، وعلم النفس المرضي وعلم النفس التربوي.
مجالات الأخصائي النفسي
هناك مجالات واهتمامات معينة للأخصائي، وهي كالتالي:
- ينظم اهتمامات السيكولوجيين حول استخدام الاختبارات النفسية لمعرفة طبيعة الشخصية وميولها، ودوافعها، واهتماماتها.
- تنظيم اهتمام السيكولوجي حول الاتجاه الديناميكي في دراسة الشخصية، ويكشف من خلال دراسات الحالة والاختبارات الصراعات والمشاكل النفسية التي يتعرض لها الفرد.
- يحاول التعرف على الخصائص والديناميكيات المختلفة التي تنظم فيها شخصية الفرد.
- يعالج الأخصائيون النفسيون قضايا التوافق والاختلال النفسي والاجتماعي، باستخدام أدوات القياس أو الاختبارات النفسية للكشف عن المشكلات العاطفية والعقلية، وتشخيص أنواع الاضطرابات العاطفية والسلوكية، والتنبؤ بتطورها.
- لا يقتصر العمل السريري على مساعدة الأفراد في العيادات والمستشفيات، بل يمتد أيضًا إلى مؤسسات التأهيل التربوي والاجتماعي، والمهني والاجتماعي (التصحيح).
- هناك اتجاه جديد لنقل مجالات علم النفس من العيادات إلى المجتمع، للانخراط في جميع المؤسسات ومختلف مجالات الحياة.
أدوات الأخصائي النفسي والتشخيص
من أبرز الأدوات المستخدمة في علم النفس للتعرف على القدرات والإمكانيات الفردية:
- الاختبارات النفسية:
يتم قبولها كأحد أهم الأدوات في الكشف عن سلوك أو أداء الفرد في مواقف معينة، بالإضافة إلى الكشف عن مشاعر الفرد وأفكاره، فهي تكشف عن العوامل التي تؤثر على خصوصية الفرد.
ومنها القدرات والسلوك والميول، وملاحظة سلوك الفرد ومشاعره تجاه هذا الموقف وطريقة تعامله مع المشكلات المعروضة عليه، وطريقة تعامله معها وموقفه من الممتحن.
- المقابلة الشخصية:
هي إحدى الأدوات اللازمة لفهم الفرد عن قرب، وإدراك مشاعره واتجاهاته تجاه المواقف التي يواجهها والعالم من حوله.
الغرض من المقابلة هو الحصول على مؤشرات تساعد الأخصائي على فهم المشكلة العامة للموضوع، لذلك يجب على الأخصائي أولاً أن يتجنب الأسئلة الشخصية المباشرة حتى لا يثير المقاومة والمواقف السلبية للموضوع.
لذلك، قبل الخوض في أمثلة محددة، من الضروري البدء بأسئلة عامة حول حياته وطفولته وآرائه، هذا بالإضافة إلى تحسين صياغة الأسئلة ووضوحها، أي يحاول الأخصائي فهم الحقائق أو البيانات، بالإضافة إلى فهم مشاكل الفاحص بشكل كامل.
تسمح المقابلة لمقدم الاختبار بالتخلص عاطفياً من أفكاره ومشاعره ورغباته الواعية أو اللاواعية.
عند استخدامها بطريقة إيجابية، تزود المقابلة الأخصائي ببيانات مهمة وعميقة، حيث يتمكن المعالج من التفاعل بشكل ديناميكي، فيراقب سلوكيات الفرد، ويحاول أن يفكر مثله.
- دراسة حالة:
تتضمن جمع معلومات عن حالة الفرد: تاريخ النمو، الحالة الوظيفية، الحالة الصحية، الحالة الاجتماعية والعائلية، بمعنى آخر فإنه يسمح بجمع بيانات شاملة عن الماضي ووضع ومشاكل الفرد.
دراسة الحالة هي أداة قيمة تكشف للمتخصص حقائق حياة شخص معين منذ الولادة وحتى الوقت الحاضر، هذا هو الخطر الأساسي لجمع المعلومات حول خلفية الفرد ومشاكله بطريقة علمية منظمة.
يساعد هذا الاختصاصي في وضع الفرضيات الأولية، والتي يحاول بعد ذلك اختبار صحتها من تجربة التشخيص السابقة.
- عملية التشخيص:
يتطلب التشخيص في الطب النفسي وعلم النفس عمليات أساسية، مثل الملاحظة والتعرف، وتحديد الأسباب، والتصنيف والتحليل الديناميكي من أجل الوصول إلى افتراض صحيح حول طبيعة وأساس مشكلة الفرد، وتوقع خطة العلاج وتحضيرها وتوجيهها ومتابعتها وتقييمها.
بعبارة أخرى، التشخيص هو تقييم السمات الشخصية للفرد: القدرات والمواهب والإنجازات والسمات التي تساعد في فهم مشكلتهم، أي أن التشخيص يتطلب جمع وتحليل وتنظيم وتنسيق المعلومات من أدوات ومصادر مختلفة بهدف التخطيط للعمل التالي.
- العلاج:
تشمل مصادر المعلومات المقابلات، والفحوصات الطبية، والسجلات المدرسية أو المهنية، والاستطلاعات والاختبارات الاجتماعية، أي جميع الأدوات وأدوات التشخيص المستخدمة.
في كل هذه العمليات، يستخدم الأخصائي الإطار المرجعي الذي تستند إليه نظريته الشخصية، ويمكن لممارسته لهذه العمليات أن تساهم في فهمه لطبيعة الشخصية وتناقضاتها ومشكلاتها.
يمكن النظر إلى التشخيص على أنه عملية من مرحلتين:
- الأول في الوصف بناءً على جميع البيانات التي تم جمعها حول الموضوع.
- الثاني في تفسير هذه النتائج بطريقة تكشف عن نمط أو أنماط ذات أهمية إكلينيكية.
يمكن القول أن دقة التشخيص تتيح للطبيب النفسي أن يفهم بوضوح أهمية سلوك الشخص الذي تم فحصه بطريقة تسمح له بالاستجابة بشكل مناسب لعواطف الموضوع، للتنبؤ واختيار سلوكه عندما التعامل معه والبحث عن طريقة العلاج المناسبة.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_13382