كتابة :
آخر تحديث: 12/04/2022

التفكير في الماضي في علم النفس وكيفية التخلص منه

لا يجب التوقف عند الماضي في علم النفس والسماح بما مضى وذهب بأن يسيطر علينا، بل من الضروري النظر إلى الحاضر والعمل من أجله، لذا سنشرح في السطور القادمة في مفاهيم كيفية التخلص من الماضي وكيفية التحكم في التاريخ الذي يخصنا.
بالتالي سنستطيع السيطرة على مهامنا المستقبلية، مهما كانت مؤلمة، فلا تتسرع في نسيان التاريخ، ولكن سنأخذ بعض الوقت للتفكير في التجربة وإلقاء نظرة على الطرق التي يمكن أن تفيدنا في المستقبل.
التفكير في الماضي في علم النفس وكيفية التخلص منه

خطوات بسيطة للتخلص من الماضي

هناك خطوات بسيطة يمكننا اتباعها حتى نستطيع أن نسيطر على الماضي، وبالتالي سنتخلص منه بكل سهولة ومن بين هذه الخطوات نذكر ما يلي:

التركيز على الحاضر

يعد تثبيت الشخص في الوقت الحاضر من إحدى الطرق للتخلص من التاريخ الماضي، حيث سيكون لديه وقت أقل للتفكير بشأن تاريخه الذي مضي؛ وبالتالي يجب القيام بمحاولة متواصلة لإعادة الروح إلى اللحظة الحالية بمجرد أن تبدأ في السماح بالتاريخ الماضي، ويمكن أن يكون هذا عن طريق الإشارات الواعية، مثل القول لنفسه (لا مشكلة، هذا كان من التاريخ، والآن سأركز على حاضري وسعادتي وسأفعل ما يمكنني لأستعيد نفسي).

التسامح

إن مسامحة الفاعل من أكثر الطرق فعالية للتخلص من التاريخ الماضي، مهما كان ما فعله الشخص؛ فالغفران والصبر يخرج الإنسان من حالته السيئة التي تعرض لها سابقا ليعيش حالة من التسامح، وفي المقابل من المؤكد أن مشاعر الحقد والرجس تؤثر سلباً على روح الإنسان وتضعفه من الناحية العاطفية.

تحديد الأهداف

إن تحديد الأهداف في الوقت الحاضر وفي المستقبل ونسيان الآثار السلبية التي حدثت خلال التاريخ الذي مضي، سيجعل الفرد يشعر باحتمالية حدوثه وقدراته على الوصول إلى العديد من الأهداف المستقبلية الذي سعي إليها، فمن أمثلة ذلك يمكن أن نوضح ذلك عن طريق التخطيط لوظيفة مميزة، أو البحث المستمر عن الشريك المناسب، وحتى يتم إنجاح الأمر علينا أن نأخذ بعين الاهتمام ضرورة التأكد من أن نضع مواعيد ملموسة حتى نستطيع تحقيق الأهداف في أسرع وقت ممكن.

أهمية نسيان الماضي في علم النفس

يعتبر التصرف الحقيقي للشخص غير دائم؛ حيث يمر من خلال الاختلافات الاجتماعية والخاصة بمرور الوقت؛ وللتوضيح تختلف شخصية الشخص عندما يكون مع أبنائه مقارنة بكونه خارج المنزل، لأنه أكثر تحفظًا أو أكثر تركيزًا، وسيكون في حالة معينة قبل الالتحاق بالجامعة، وللتوضيح سيتغير بعد ذلك مع مرور الوقت، وعندما يتم نسيان هذه التصرفات، يكون الشخص مناسبًا حتى يتخلص من الشعور بالنقص الذي يشعر به كلما تذكر هذه الأمور، ومن ناحية أخرى، فإن نسيان بعض المواقف يجعل الشخص يتمكن من اكتساب معلومات جديدة قد تكون أكثر ارتباطًا إلى الحقيقة المستمرة الذي يعيش فيها، وسيسمح له دائمًا بتحديث صدقه وواقعه.

كيف تتخلص من سيطرة الماضي عليك؟

  • عبر عن ألمك تحتاج إلى التعبير عن شغفك بشأن الأحداث مرة واحدة، سواء كانت جيدة أو سيئة، قبل أن تنساها، وعلى الرغم من وجود إيماءات مؤلمة في التاريخ، إلا أن هناك ذكريات جيدة أيضًا، فكشف المشاعر المكبوتة يمكن أن يساعدنا سواء بشكل جيد أو سيئًا، المهم أن نترك التاريخ الماضي والتركيز على الحاضر، ومن الممكن التحدث عن ذلك مع شخص آمن نثق به، وهذا يمكن أن يخفف من ألم السماح بالتاريخ والتخلص منه.
  • المصالحة مع الآراء والقرارات لا يزال بإمكان الشخص إدانة نفسه بسبب أي قرار اتخذه في حياته الماضية، ولكن هذا يجعله يقع في دائرة غير مقيدة لا يمكن الهروب منها، لذلك من الضروري ترك التاريخ يذهب والنظر نحو الحاضر.
  • صنع السلام مع الماضي من أهم الأمور، حيث أن كل شخص لديه بعض السلبيات وبعض الإيجابيات، وبدلاً من السماح بالسلبيات فقط تجوب معه في هذه الحياة، يجب على المرء التركيز على الإيجابيات التي تم القيام بها فيما مضي والتي قد تستفيد منها لحياة أفضل في المستقبل.
  • المغفرة ومسامحة النفس من الأمور الضرورية لإكمال الحياة، فالعديد منا يرتكب ويضعون أنفسهم في حسابات خاطئة في نقاط معينة من حياتهم، لذا فإن الخطوة الأنيقة والضرورية في صنع السلام مع التاريخ هي أن يغفر المرء لنفسه ما فات، فحياتك في الجحيم والضغط عليها لن تستفيد من ورائها أي شيء.
  • مسامحة الآخرين قد يكون ألم التاريخ قد رتب من قبل أشخاص آخرين، ولا يجوز الإفراط في التفكير في هذه الآلام، ولكن كل من ظلمك في التاريخ يجب أن نغفر له حتى نستطيع التخفيف من آلامه، فلا يوجد شخص مثالي لا يفعل ذلك، لا تقوم بحسابات خاطئة بدلاً من مهاجمة نفسك والآخرين بسبب حسابات خاطئة مبدئيًا، توقف عن السماح لنفسك وركز على المهام التي تعلمتها حتى تستطيع أن تعيش بعيدا عن الماضي، فمسامحة الآخرين من الأمور الضرورية للنمو الروحي.
  • الابتعاد عن الأشخاص الخطرين قد يكون هناك أشخاص خطيرون في حياتك يعطلون حياتك ويعيقون قدرتك على المضي قدمًا، ويمكنك تحديد ما إذا كان الشخص هذا مؤذي، فإذا كنت في حالة هستيرية لتكون بالقرب منه، وإذا كنت تشعر بالسوء عندما أنت معهم، أو إذا شعرت بالإحباط أو استنزاف طاقتك بعد التعامل معه، فعليك الابتعاد عنه حتى لا يضر في الوقت الحاضر، وعلى الجانب الإيجابي فعلينا أن نخالط الأشخاص الإيجابيين الذين يتركون بصمة جميلة في حياة الجميع.
  • الاستعانة بالطبيب النفسي من الأمور الهامة جدا، فالطبيب النفسي هو أحد الخيارات الأنيقة والضرورية التي تساعد في التخلص من المشاكل التي كانت موجودة في السابق، حيث أنه لديه القدرة على مساعدة أي شخص يعاني من أمراض داخلية مهما كانت، وكل ما هو مطلوب هو الذهاب إلى الطبيب إذا لزم الأمر.

ما هي الآثار السلبية في التفكير بالماضي؟

قبل أن تتعلم كيفية التخلص من السيطرة على التاريخ، يجب أن تعلم أولاً أن السماح بما لا مفر منه يؤدي إلى ضغوط دماغية وله تأثيرات سلبية على العقل، وهذا بدوره ينعكس في التدمير التدريجي لحياة الشخص، لذلك يجب أن يؤخذ في الاعتبار قبل أن تتفاقم أضرار السماح في التاريخ للتعايش معنا في الحاضر، وهي على النحو التالي:

  • الاكتئاب:

يعتبر الاكتئاب من أخطر أنواع الأمراض الداخلية التي قد يعاني منها الإنسان، هذا الاكتئاب سببه الحزن الدائم على ذكريات التاريخ، هذا بالإضافة إلى الإرهاق وعدم القدرة على القيام بأي عمل.

  • التوتر الانفعالي:

الضغط العاطفي هو شكوى تنبع من التفكير السلبي في أمر معين، مما يخلق حالة من التساؤل والاستقرار، هذا بالإضافة إلى فقدان الشهية والعزلة عن الآخرين.

  • القولون العصبي:

يتسبب التفكير المفرط في بعض الإجهاد العصبي والدماغي للشخص، والذي يؤدي بدوره إلى شكوى القولون، بمعنى أن الشخص الذي يعاني من القولون سيفقد قدرته على أداء وظيفته بشكل نموذجي.

  • تسارع دقات القلب:

قد يكون هذا التسارع واضحًا في حالات عديدة، وله دور في منع الشخص من النوم العميق نتيجة التوتر والقلق.

أخيراً.. قدمنا لكم في هذه المقالة الماضي في علم النفس، كما تحدثنا عن كيفية التخلص من الماضي وآثاره السلبية التي قد تفقد الشخص حياته إذا سجن نفسه بداخله، لذلك علينا أن نتعلم من دروس الماضي ونفكر جيدا بعدها بالمستقبل.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ