مفهوم الدين وأهمية التمسك به وتطبيقه
جدول المحتويات
مفهوم الدين
لقد تعدد التعريفات التي ذكرت لتعريف مفهوم الدين، ومن أفضل التعريفات التي ذكرت أن الدين هو عبارة عن مجموعة من المعتقدات والأفكار التي يجب على الفرد الاستسلام إليها والإيمان بها حيث أن هذه الأفكار والمعتقدات تجيب على مختلف الأسئلة التي تدور في ذهنه والتي منذ القدم يبحث عن إجابة لها وليس هذه الأسئلة تقتصر على الفرد فقط وإنما تختص بجميع إنسان يعيش على هذه الأرض.
فالدين يجيب ويعطي تفسيرا للإنسان حول السبب من وجوده على هذه الأرض كما يفسر الدين حقيقة وجود الإله بالإضافة إلى توضيح الدين لجزء كبير من معاملات الإنسان مع غيره بالإضافة إلى توضيح الدين للأخلاق التي يجب على الإنسان أن يتخلق بها مع الله ومع نفسه ومع الآخرين كما يضع العديد الأسس التي بها تنتظم بها الحياة
ومن المعروف الدين قد تطور عبر الأيام وعلى مر العصور حيث ظهرت العديد من الديانات على وجه الأرض وتنوعت في مضمونها حيث قد ركز بعضها على المفاهيم الأخلاقية في حين ركز البعض الآخر على الجانب الواقعي من حياة الإنسان كما وجدت ديانات أخرى قد اهتمت بتجربة الإنسان الروحية التي تقتصر على حياته الفردية وبذلت كل جهدها لتطويرها وعلى العكس قد ظهرت ديانات اهتمت بالتجربة الدينية الجماعية التي بذلت ما في وسعها إلى المزج بين مختلف الجوانب السابقة.
مفهوم الدين في نظريات علم الاجتماع الديني
لا شك أن هذا المفهوم يعد من المفاهيم العلمية التي يلتبس حقيقتها داخل العلوم الاجتماعية بصفة عامة حيث يرجع هذا اللبس إلى عوامل متعددة، ومن هذه العوامل:
-
تعدد الأديان
تنوع المظاهر التي يتبعها الإنسان في طريقة تعبده.
ولهذه الأسباب توجب ضرورة النظر بعين الاعتبار إلى تعدد هذه الظاهرة عند التحليل والتفسير العلمية حيث أن كلمة دين في اللغة العربية تشمل معاني الطاعة بالإضافة إلى معاني الحساب والعادة.
أما الدين في السياق الحضاري العربي والإسلامي فانه يعد كلمة مرادفة للإسلام حيث ان المفكر الجزائري محمد أركون الذي كان يختص في الإسلاميات قد وضع عدة تعبيرات وتجليات للدين الإسلامي وهي كالتالي:
- التعبيرات الرسمية: حيث تتضح هذه التعبيرات في النصوص الدستورية التي تنص على إقامة المواثيق الوطنية والخطب الخاصة بالنخب الحاكمة وأنواع الخطب الأدبية التي تقال في المؤتمرات الإسلامية.
- التعبيرات التربوية: تختص بالتعليم الديني التي تعمل على تأصيله من خلال اللغات ووضع المناهج التربوية الملائمة لتربية الأطفال وتربية النشء.
- التعبيرات القانونية: التي تتمثل في وضع مدونات الأحوال الشخصية وسن القوانين للأحوال الجنائية.
- التعبيرات الثقافية: التي تختص بالأعمال الجامعية وأحوال التعليم العالي.
- التعبيرات الأدبية: التي تختص بكتابة الروايات والمسرح والسينما والشعر وغيرها من أمثلة هذه النواحي الأدبية.
- التعبيرات الطقوسية: وهي التعبيرات الخاصة بإقامة شعائر الحج والصلاة والأعياد الدينية.
الديانات حول العالم
- تعد الديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلامية هم من أكثر الديانات انتشارا حول العالم خاصة الديانتين الإسلامية والمسيحية حيث أن حوالي نصف سكان العالم يدينون بأحد هاتين الديانتين كما أن هاتين الديانتين تقسم إلى عدد من الطوائف والفرق.
- فيعد المذهب السني والمذهب الشيعي من أبرز المذاهب التي تنتشر في الديانة الإسلامية أما في الديانة المسيحية فنجد طوائف البروتستانت والكاثوليك والارثوذكس من أبرز الطوائف. ومن الجدير بالذكر أن الديانة الإسلامية قد انتشرت بشكل رئيسي في مناطق من شمال القارة الأفريقية بالإضافة إلى انتشارها في أماكن واسعة من القارة الاسيوية.
- أما فيما يخص الديانة المسيحية فقد لاقت هذه الديانة انتشارا كبيرا في كلا من دول أوروبا والأمريكيتين بالإضافة إلى أجزاء من جنوب أفريقيا ومنطقة أوقيانوسيا.
- كما أن هناك ديانات أخرى غير هذه الأديان الثلاث قد شهدت انتشارا واسعا في بعض مناطق العالم ومن هذه الديانات الهندوسية والبوذية والسيخية والطاوية والأرواحية والكونفوشيوسية بالإضافة إلى الديانة المجوسية بالإضافة إلى أنواع أخرى من الديانات التي انتشرت في مناطق واسعة من العالم.
أهمية الدين
يعد للدين أهمية كبيرة في حياة الأفراد والمجتمعات على حد سواء حيث أنه:
- يعد الدين ضروريا في حياة الإنسان: حيث يعد هو الطريقة التي من خلالها يستطيع الإنسان الوصول إلى الهداية والاستقامة كما من خلاله يبتعد الإنسان عن الاضطراب النفسي والجزع. أما على المستوى المجتمعي فإن الدين يعمل على انتشار العدل والمساواة بين الأفراد من خلال التشريع الذي يعمل على حفظ الناس من خضوعهم للشهوات والزلات.
- يعد الدين هو الركن الشديد والملجأ للإنسان من التعرض لهموم ومصاعب الحياة حيث أنه يبعث الراحة والطمأنينة في نفوس الأفراد بل يشعره بالسعادة عند أقدام الإنسان على تنفيذ أمر صالح
- يعد الدين هو الطريق التي توصل إلى الجنة: وذلك طبقا لما جاء في القرآن الكريم حيث وعد الله عباده الذين يعملن الصالحات بدخول الجنة:
وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا)
- أن الشخص الذي يتبع الدين الإسلامي يجازي بمرافقة أفضل خلق الله في يوم القيامة حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقًا)
- أن نتيجة الأفراد للدين تجعلهم مهذبين النفس قادرين على التحكم بها مما يجعلهم يقدمون على عمل الطاعات كما يجعلهم يمتنعون عما نهي الله م اتباع الشهوات وأعمال سيئة.
- أن المحافظة على الدين تضفي على الإنسان معنى لحياته حيث تجعله يفوز برضا الله تعالى في الدنيا وفي الآخرة فلا يضيع دنياه وآخرته وإنما يجتهد للفوز بهما حيث أن الأخيرة تعد هي دار البقاء وذلك قال الرسول عليه الصلاة والسلام:
(اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي)
- من أهمية الدين أن النفس البشرية دائما تسعى إلى اتباع خالق وهذا مما فطر الله سبحانه وتعالى عباده عليه حيث ان اتباع الإنسان للدين يغذي هذا الشعور ويبحث لإرضاء الله تعالى من خلاله.
- يعد الدين هو الطريقة الوحيدة التي من خلالها أن يستطيع الإنسان المسلم أن يوطد علاقته مع خالقه سبحانه وتعالى حيث يقول الله تعالى في كتابه العزيز:
(إِنَّمَا المُؤمِنونَ الَّذينَ إِذا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَت قُلوبُهُم وَإِذا تُلِيَت عَلَيهِم آياتُهُ زادَتهُم إيمانًا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ* الَّذينَ يُقيمونَ الصَّلاةَ وَمِمّا رَزَقناهُم يُنفِقونَ* أُولـئِكَ هُمُ المُؤمِنونَ حَقًّا لَهُم دَرَجاتٌ عِندَ رَبِّهِم وَمَغفِرَةٌ وَرِزقٌ كَريمٌ)
- يعمل الدين على توثيق الروابط الاجتماعية بين البشر سواء كان ذلك على مستوى الأسرة أو المجتمع أو العالم حيث يعمل على تعزيز المعاني الأخلاقية بين الأفراد والجماعات.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_10302