كتابة :
آخر تحديث: 14/09/2024

أهم إيجابيات وسلبيات هجرة الأدمغة للخارج وطرق الحد منها

تعتبر ظاهرة "هجرة الأدمغة" brain imigrante والعقول واحدة من أهم القضايا التي تشغل الرأي العام وخاصة الدول النامية، التي تعاني من انتقال العديد من الأفراد حاملي الشهادات العليا والخبرات العلمية إلى الخارج مما يسبب خسارة كبيرة تؤثر على عجلة التطور والتنمية في المجتمع. وتتعدد الأسباب التي تدفع الأفراد المتفوقين دراسيًا وعمليًا في اختيار فكرة الهجرة للخارج بدلا من المكوث داخل الوطن وتحقيق أهدافهم. كما تتعدد إيجابيات وسلبيات هذه الظاهرة وتأثيرها على الفرد والوطن الأصلي له دعنا نتعرف عليها في هذا المقال في موقع مفاهيم، تابعونا...
أهم إيجابيات وسلبيات هجرة الأدمغة للخارج وطرق الحد منها

مفهوم هجرة الأدمغة

  • يقصد بهجرة الأدمغة باللغة الفرنسية Fuite des cerveaux هو عبارة عن قرار يتخذه بعض الأفراد الذين يتمتعون بقدر عالي من التفوق العلمي والعملي من أجل تحسين الوضع الاقتصادي أو لإكمال الدراسة أو للالتحاق بفرصة عمل بالخارج. وينتقل الكثير من الكفاءات من الدول النامية إلى الدول المتقدمة التي لديها تطور تكنولوجي وقاعدة معلوماتية كبيرة تواكب العصر.
  • ويحتاج إليه الباحث في رحلته الدراسية كما تساعد الدول المستضيفة الأفراد في تحسين الأحوال المعيشة وإيجاد فرص عمل مختلفة، كما تهتم هذه الدول بالتخصصات مما جعلها مصدر جذب للعديد من الكفاءة التي تريد أن تحقق نجاحات في مجالات معينة.

هجرة-الأدمغة

أسباب هجرة العقول إلى الدول الأخرى

تتعدد الأسباب التي تدفع العديد من الأفراد إلى الانتقال للخارج وتتمثل الأسباب في:

  1. سوء الظروف المعيشية، وقلة الدخل وعدم القدرة على توفير الاحتياجات الأساسية للأسرة.
  2. عدم وجود فرص عمل ملائمة وقلة الاستفادة من الموظفين المهرة؛ السير في خط التطوير البطيء للمنشأة.
  3. عدم تقدير الدول للعلماء، مما يجعل العلماء لا يشعرون بتحفيز من وطنهم للعمل قدما نحو التقدم والتطور في المجالات المختلفة.
  4. الوساطة والتمييز في التوظيف والترقيات مما يجعل الكفاءات لا يقدرون تميزهم داخل العمل، ويبحثون عن البديل الذي يحقق لهم مسمى وظيفي أعلى، وتقدير لجهودهم.
  5. تشهد الدول النامية موجة عدم الاستقرار السياسي، الاضطرابات الاجتماعية والتي تؤثر على الفرد في المجتمع كما تعاني من ويلات الصراعات والحروب التي تحول الحياة إلى أمر صعب احتماله.
  6. تعاني بعض الدول من نقص مكونات البحث العلمي وتشمل نقص طاقم العمالة النابغة في المشاريع البحثية ؛وقلة ميزانية المخصصة للبحث العلمي، ونقص الأجهزة والأدوات المهنية.
  7. تدهور نظام التعليم القائم داخل الدول وعدم وجود إمكانية وآليات لتطوير المنظومة التعليمية.
  8. المكتبات غير غنية بالمواد العلمية المتخصصة في مجال البحث وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وأجهزة البحث تعاني من الوهن العام.
  9. عدم وجود استثمارات في تنظيم المشاريع أو تطبيق المشاريع البحثية على أرض الواقع فتظل البحوث العلمية مجرد كتابة على ورق ولا يتم تنفيذها.
  10. كما أن عوامل الجذب التي تستخدمها الدول المستضيفة لاستقطاب الأفراد المهرة المتخصصين تجعل الفرد يفكر في الهجرة بشكل أكبر، حيث تضمن له الدولة دخل مرتفع ومستوى معيشة لائق وتأمينات صحية واجتماعية وتوفير مسكن.
  11. كما توفر الدولة المستضيفة مكتبة زاخرة بالكتب في شتى المجالات العلمية وتوفير أجهزة ومعدات البحث العلمي، كما توفر ميزانية لتطبيق البحث ناهيك عن الجوائز التشجيعية والترقيات والمنصب العالي الذي لم يجده في وطنه.

إيجابيات وسلبيات هجرة الأدمغة للخارج

تتعدد الإيجابيات التي تنتج عن هجرة الأدمغة وسفر الكفاءات للخارج فيما يلي:

إيجابيات هجرة الأدمغة

  • تحسين مستوى المعيشة للفرد، ويؤدي إلى زيادة الدخل للأسرة المقيمة داخل الوطن، غالبية الكفاءات يربطون ما توصله إليه بالوطن كما يوجد ربط بين استثماراتهم داخل الوطن والدول المستضيفة.
  • يساعد المتفوقين على القيام أبحاث مفيدة تساعد الوطن على التقدم والتطور.
  • كما يحصلون الأفراد على خبرات من السفر للخارج كما يرفع من مستوى الاقتصاد في بلده بعد العودة بالأموال التي حصل عليها من الخارج.
  • يمكن أن يؤدي وجود الكفاءات المهاجرة إلى جذب الاستثمارات في البحث والتطوير من الشركات والحكومات.
  • يمكن أن تحفز المساهمات من الأفراد المهاجرين على تحسين وتطوير برامج التعليم والتدريب في الدول المضيفة.
  • يساهم التنوع الثقافي في إثراء المجتمعات بالممارسات والأفكار الجديدة، وتعزيز التفاهم بين الثقافات المختلفة وتبادل التجارب الثقافية.
  • يساعد الأفراد المهاجرون في بناء جسور التعاون بين الدول وتطوير شبكات عمل عالمية، مما يعزز من التعاون العلمي والتجاري.

سلبيات هجرة الأدمغة

أما عن سلبيات هجرة الكفاءات تؤدي إلى:

  • فقدان عقول نابغة مؤثرة تحقق فائدة كبيرة للمجتمع.
  • قلة البحث العلمي في المجالات المتخصصة.
  • قلة تطوير منظومة التعليم.
  • الوقوف على ما توصل إليه العالم دون أن يكون لتلك الدول دور مؤثر أو توصل علمي أو اكتشاف.
  • قد تجد الدول الأصلية صعوبة في جذب بدائل مؤهلة وموهوبة لتعويض الفجوات التي خلفتها هجرة الأدمغة.
  • هجرة الأدمغة يمكن أن تؤدي إلى تفكك الأسر بسبب انفصال أفرادها للعمل في دول أخرى، وفقدان الأفراد المميزين إلى تأثيرات ثقافية واجتماعية في المجتمعات التي كانوا جزءًا منها.
  • قد يتعرض الأفراد والبيانات الحساسة في الدول الأصلية لتهديدات بسبب فقدان الكفاءات التي كانت مسؤولة عن تأمين المعلومات.
  • يمكن أن تؤدي هجرة الأدمغة إلى إبطاء النمو والتنمية الاقتصادية في البلدان التي تفتقر إلى الموارد البشرية المؤهلة.

نماذج من هجرة الأدمغة

تتعدد النماذج العربية والأفريقية التي استطاعت في الآونة الأخيرة أن تهاجر وطنها متجه إلى دول متقدمة وحققت نجاحات أبهرت الدول المستضيفة والعالم أجمع من تلك الشخصيات:

منصف محمد السلاوي

  • يعتبر منصف السلاوي خبير أمريكي في الصناعات الدوائية وعينه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على رأس لجنة متخصصة في تطوير اللقاح الخاص بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" ويرجع أصوله إلى دولة المغرب حيث غادر وطنه "أغادير" المغربية متجهًا للخارج لتكملة دراسته العلمية.
  • حصل منصف على الدكتوراه في علم الأحياء الجزيئي وعمل أستاذًا بجامعة مونز البلجيكية كما سعى إلى تطوير البحث العلمي وإيجاد ابتكارات جديدة في مجال الأدوية كما رأس قسم البحوث والتطور في مؤسسة بريطانية كبيرة بعدما عمل فيها أكثر من 30 عاما.
  • أشرف على عدد كبير من الأبحاث المتعلقة بتطوير اللقاحات كما حصل على الدكتوراه في علم المناعة وشغل العديد من المناصب العليا في مجال تطوير اللقاحات ولفت نظر الجميع صوابه نتيجة للنجاحات التي حققها وهذا ما جعل ترامب يلجأ إلى شخص مهاجر حقق تفوق نابغ في تخصصه ولفت انتباه العالم اتجاه.

أحمد زويل

  • هو عالم مصري حصل على جائزة نوبل في الكيمياء حيث انتقل من كلية العلوم جامعة الإسكندرية بعدما حصل على البكالوريوس وعمل معيدًا لإكمال دراسته بالخارج والتحق بجامعة بنسلفانيا الأمريكية وحصل على ماجستير في علم الضوء ثم انتقل للعمل في البحث العلمي في جامعة كاليفورنيا الأمريكية.
  • تدرج أحمد زويل في المناصب العلمية حتى وصل إلى لقب بروفيسور لقسم الكيمياء وهو من المناصب العليا في أمريكا وتوصل إلى ابتكار نظام التصوير السريع باستخدام الليزر والفيمتو ثانية.
  • وأول عربي يفوز بجائزة نوبل في الكيمياء وتصدر قائمة أبرز العلماء في مجال الليزر في العالم ويعتبر هو الآخر من العقول المهاجرة للخارج والذي حقق مكاسب كبيرة من خلال نبوغه وتفوقه العلمي.

هجرة-الأدمغة

هل الهجرة هي الحل لحل جميع المشاكل؟

  • على الصعيد المصلحة الشخصية للهجرة مزايا عديدة توفير المنح والفرص التعليمية وزيادة الدخل، والقضاء على ظاهرة البطالة، وتشجيع الاستثمار، رفع راية الدولة بالخارج.
  • ولكن هناك بعض الأمور السلبية التي يعاني منه الشخص المهاجر على المدى البعيد في البعد عن الأهل والأصدقاء، والغربة، قد لا يجد الشخص المهاجر في الخارج الفرصة كما هو متوقع فقد يقابل العديد من العوائق والصعوبات.
  • وأصبح هناك فكرة منتشرة بين فئة الشباب أن الهجرة هي مصباح علاء الدين الذي يحقق لهم الأمنيات، ولكن الأمر مختلف تمامًا على أرض الواقع.
  • وفي دراسة حديثة أكدت أن فكرة الهجرة والرغبة في السفر للخارج في تزايد مستمر بين شباب الوطن العربي، حيث وصل حوالي 48% من الأردنيين، و38% من اللبنانيين، و 35% من العراقيين، و 25% من الفلسطينيين، و 24% من الليبيين يرغبون في الهجرة للخارج.

وسائل الحد من هجرة الأدًمغة

يمكن للدولة القيام بالعديد من الإجراءات التي تحفز الأفراد على الحد من الهجرة وتتمثل في:

  1. إنشاء مراكز متخصصة بالكفاءات العلمية ووظيفتها متابعة الكفاءات والتعرف على التخصصات المختلفة وتوظيفها في المكان المناسب داخل الدولة وتنظيم عملهم داخل الوطن الأم بما يعود بالنفع عليهم وعلى الوطن.
  2. حثّ الحكومات العربية على تشكيل الجمعيات الوطنية التي هدفها الأساسي السعي إلى عودة أصحاب الكفاءات المهاجرة إلى بلدانهم والحرص على إزالة جميع العوائق التي تعيق ربطهم بأوطانهم، وتسهيل إجراءات عودتهم إلى أوطانهم.
  3. العمل على عودة الخبراء المتقاعدين إلى العودة لساحة العمل والاستفادة من خبراتهم بأجور رمزية يساعد على تشجيع ربط البحوث القديمة بالحديثة.
  4. ينبغي على الحكومات العربية إعادة النظر في مسألة أجور الكفاءات والعمل على رفع الأجور للأفراد المتفوقين والنابغة، كما ينبغي عليها توفير جوائز تشجيعية تدفع الأفراد إلى الابتكار والإبداع في كافة المجالات بما يحقق فائدة كبيرة للمجتمع.
  5. تخصيص ميزانية سنوية والهدف منها توجيهها إلى المشروعات البحثية والمشاريع التنموية.
  6. توفير الحكومات والأجهزة والمعدات ومواكبة التطور التكنولوجي حتى يستطيع الباحثين استخدمهم في أبحاثهم العلمية.
  7. ينبغي توفير حرية انتقال كافة المعلومات المعرفية التي تخص المشروع البحثي دون وجود عوائق تحول دون تحقيق الهدف المرجو.
وفي النهاية على الرغم من الخسائر الفادحة لهجرة الأدمغة من الأفراد ذو الكفاءات والنابغين إلا أن الدول يمكنها القيام بالعديد من الإجراءات التي تمكنها في الحفاظ على أبناء الوطن وخاصة المتفوقين منهم لخدمة المجتمع وإحداث التنمية والتطوير.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع