آخر تحديث: 03/03/2022
اخطاء بسيطة تؤثر على الحياة وتهدد مستقبلك
هناك دائماً أخطاء بسيطة وهناك أخطاء أخرى تؤثر على الحياة، وهناك أخطاء بسيطة مع إهمالها تتحول إلى اخطاء بسيطة تؤثر على الحياة، وسوف نتناول تلك الأخطاء بشيء من التفصيل في تلك المقالة وفي موقع مفاهيم.
ولكن وقبل البدء في خوض تلك التجربة الفكرية عن الخطأ يجب أولاً أن نعرف ما هو الخطأ أصلاً، وهل حقاً هناك من لا يخطئ؟ أم أن هناك من يستثمر الخطأ ليصل في النهاية إلى النجاح، ثم بعد الوصول للنجاح لن تكون نهاية الأخطاء، فقد يخطئ الإنسان بعد ذلك، ولكن الخطأ لا يمثل عثرة في مسيرة النجاح، فما هو السر في هذا الأمر، وكيف تحول الخطأ عند البعض لخطوة للأمام، وعند البعض الآخر لعقبة لا يمكن تجاوزها، هذا ما سيحاول موقع مفاهيم مناقشته في تلك المقالة.
اخطاء بسيطة تؤثر على الحياة
في البداية نؤكد على ما جاء بعنوان هذه المقالة بأن هناك أخطاء تؤثر على الحياة، ولكن لا توجد أخطاء تنهي الحياة، فالحياة لا ينهيها إلا خالقها سبحانه وتعالى، ولذلك فليس هناك أي خطأ غير قابل للتصحيح، وأما عن تأثير هذه الأخطاء في حياتك تتمثل فيما يلي:
- فلا تضخم عزيزي القارئ أي خطأ مهما كان هذا الخطأ، فمهما كان الخطأ كبيراً، فالله أكبر، ومهما كان الخطأ عظيماً فالله أعظم، فاستمر في سعيك للإصلاح مهما كلفك الأمر.
- كذلك فإن ما تعتبره خطأً في بعض الأحيان لا يعد خطأ، ولكن هو نتاج طبيعي لأي تجربة جديدة، فاسأل أي من الناجحين في أي مجال من المجالات، سيعبرون لك عن سعادتهم باللحظات الصعبة التي عاشوها في تلك اللحظات التي وقعوا فيها بالأخطاء ولكنها كانت سبباً لإظهار قدراتهم، التي لم تكن لتظهر إلا بتلك الأخطاء.
- فلا تتسرع عزيزي القارئ في وصف أحداث حياتك بالأخطاء لتندم عليها، ولكن عليك النظر من جديد في أحداث حياتك بوصف جديد من كونك ضحية الأخطاء إلى بطل القدرات الرائعة التي تظهر في المواقف الصعبة.
خطأ عدم القراءة
- نعم عزيزي القارئ لا تقع في خطأ عدم القراءة مهما كانت إمكانياتك في الحياة المادية أو المعنوية، عليك أن تداوم على قراءة أي من المجالات التي تناسبك، فالقراءة ليست فعل روتيني ولكنه شرط للتطور والنمو.
- وحين أنصحك بأن تقرأ بأي طريقة فما أقصده هو أن هناك طرق عديدة للقراءة وليس طريقة واحدة، يمكنك اختيار ما يناسبك منها.
- فهناك القراءة السريعة وهي قراءة عابرة يمكنك أن تقوم بها في أي وقت، وإياك أن تكتفي بالقراءة العشوائية من وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك أو غيره، فالقراءة السليمة هي أن تقرأ كتاباً نافعاً بشكل متكامل.
- كما أن هناك طريقة أخرى للقراءة وهي القراءة بالأذن أو الاستماع للكتب المسموعة، وقد زخرت مواقع الإنترنت بالعديد من المواقع التي توفر أمهات الكتب بطرق السماع، بحيث يمكنك التمتع بالمعلومات الرائعة عن طريق سماعها.
- إن القراءة لها مفعول السحر على حياة من ينتظم على القراءة، فهي تعطي للقارئ خبرات مئات المؤلفين في أيام معدودة، وتضيف إلى أعمارنا أضعاف أضعاف ما نعيشه بالفعل.
خطأ الغضب
- هناك خطأ كبير يقع فيه كثيرين وهو أنهم يخلطون بين الحماس والغضب، فهناك فارق كبير بين الحماس والغضب، ففي حين ترى المتحمسين يكملون العمل في أصعب الظروف فإننا نجد الغاضبون يهدمون أعمالهم وإنجازاتهم في لحظة غضب.
- والغضب صفة تجمع بين العديد من الصفات المدمرة، فهي تجمع بين سوء الظن بدون دليل والتسرع الذي يضيع الحقوق بدون فهم، وتصديق الكاذبين بدون تمهل، فالغاضب عاجز عن التمييز بين الصادقين والكاذبين، وفي حالة غضبه من السهل أن يكون أسيراً لأي كذبة يسوقها له الكاذبون.
- وأول طريق الرجوع هو الاعتراف بالمشكلة، وأنك مريض بداء الغضب، وعليك تدريب نفسك على التفكر والتمهل والهدوء مهما كانت المثيرات التي تدفعك للغضب، فالصبر والصدق صفات أهل الجنة نسأل الله أن تكون منهم عزيزي القارئ.
- وثاني طرق العلاج أن تتدرب على الهدوء من خلال العديد من التدريبات، منها تدريب التنفس الذي يساعد الإنسان على الهدوء وعدم الانسياق للغضب الذي يضيق الصدر ويسرع من نبضات القلب.
خطأ اليأس والتوقف عن السعي
- إياك أن تقع في خطأ اليأس من رحمة الله والتوقف عن مواصلة السعي النافع في الحياة، فما دام هدفك صالحاً فلك حق السعي إليه مهما كانت المعوقات، فالله غالب على أمره ولكن كل شيء عنده بقدر.
- إن دعاء رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم دعي ربه بالاستعانة به من شرور الهم والحزن والعجز والكسل فإنهم قرناء فما دام هناك حزن أتبعه العجز والكسل فلا تنساق عزيزي القارئ لهذه الصفات السلبية التي تسلم لبعضها البعض بدون تباطوء وليس لها من دواء إلا الرجوع لله والتوبة إليه من ذنب اليأس من رحمته.
- وفي كل أمور حياتك عليك الحفاظ على مواصلة السعي في عمل الصالحات، حتى وإن كان المقابل المادي قليلاً فإن أجرك عند ربك كبيراً إن أخلصت النية إليه.
- فالعمل دواء للكثير من الأمراض ويعطي فرصة كبيرة للنجاح مع استمرار السعي، فاستمرارية السعي تقضي حتمية الوصول.
خطأ الانتقام من الأعداء
- نعم عزيزي القارئ، فهناك كثيرين حاولوا جاهدين الانتقام من أعدائهم بنيران الشعور بالرغبة الجارفة في الانتقام والقصاص، ولكنهم بعد حصولهم على ما يريدون من الانتقام من أعدائهم وجودوا أنفسهم قد أحرقتهم أحزانهم فلم تعد قلوبهم سليمة بعد تحقيق الانتقام، بل ظلت على آلامها حتى بعد تحقيق مرادهم بالانتقام من أعدائهم.
- لذلك اكسب نفسك وقلبك بالعفو عمن ظلمك، وهذا لا يعني أنك ضعيف أو أن أجرك قد ضاع، ولكن إن عفوت لوجه الله فإن الله لن يضيع أجرك، وستحقق كل ما تصبو إليه من أمنيات جميلة بعدما جعلت الله وأمره أكبر من أوامر نفسك التي ترغب في الانتقام.
- وقد أكدت الدراسات أن المشاعر السلبية مثل الحقد والغضب لها تأثيرات سلبية كبيرة على القلب لدرجة أن تلك المشاعر قد تؤدي في النهاية إلى توقف القلب، بينما مشاعر السلام والأمن والعفو تؤدي إلى سلامة القلب وكافة أعضاء الجسم من الأمراض وزيادة مناعة الإنسان.
خطأ عدم الثقة بالنفس
- إياك أن تضع شروطاً لثقتك بنفسك، فهناك من يقول أنا واثقاً من نفسي لأني ناجح، أو أنا واثقاً من نفسي لأني أرضي أبي وأمي، فهذه الشروط عند وضعها تضعك في حالة ضعف الثقة بالنفس عند الإخفاق العادي.
- ولكن اجعل ثقتك بنفسك مرتبطة بذاتك ووجودك مهما كان منك، فأنت تستحق التقدير مهما كانت نتائج تجربتك، تستحق التقدير لأنك في تجربة الحياة، تجاهد وتثابر، فلا تضع لثقتك أي شرط بعد الآن لأنك مكرم من ربك منذ خلقك على أحسن تقويم.
- كما أن الثقة بالنفس لا ترتبط بالمال الوفير أو الفقر، فكم وجدنا فقيراً عزيز النفس وكم وجدنا غنيا يفتقر إلى مشاعر الثقة والأمان.
وأخيراً... فإن هناك اخطاء بسيطة تؤثر على الحياة يمكنك اكتشافها بنفسك عندما تراقب حياتك بنفسك وتعترف بأخطائك وتقدم على إصلاحها مهما كانت النتائج.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16066
تم النسخ
لم يتم النسخ