كتابة :
آخر تحديث: 16/02/2022

الانعزال عن المجتمع وتأثيره على الصحة العقلية

يعد موضوع الانعزال عن المجتمع وتأثيره على الصحة العقلية من الموضوعات الهامة التي يجب أن يتم تناولها بالتفصيل من أجل إدراك مخاطرها وآثارها السلبية سواء على الفرد وعلى المجتمع.
لقد أعددنا هذا المقال ليتمكن القارئ من التعرف على مخاطر الانعزال عن المجتمع وتأثيره على الصحة العقلية مع توضيح كيفية التعامل مع العزلة الاجتماعية وأضرارها على الصحة.
الانعزال عن المجتمع وتأثيره على الصحة العقلية

لمحة عامة عن الانعزال المجتمعي

قد يشعر الفرد أنه وحيد رغم وجوده مع حشد كبير من الناس، وبهذا المعنى لا يكون الفرد معزولا اجتماعيا ولكن يتم تعريف الانعزال عن المجتمع على أنه حالة موضوعية يمكن من خلالها معرفة عدد الاتصالات التي يقوم بها الشخص أو عدد الزيارات التي يفعلها ولكن الوحدة بوجه عام هي شعور ذاتي يشعر به الفرد داخل ذاته فقط.

كما يتم وصف العزلة الاجتماعية على أنها غياب لوسائل الاتصال الاجتماعي الذي يؤدي إلى شعور الفرد بالوحدة والتي تعني انقطاع الفرد عن استخدام الشبكات الاجتماعية العادية والتي يمكن أن ينغمس فيها الفرد نتيجة عدة عوامل تركت آثارها في نفسه، ومن أبرز هذه العوامل فقدان قدرة الفرد على الحركة أو البطالة أو معاناة الفرد من العديد من المشكلات الصحية التي فصلته عن الاتصال بالعالم الخارجي.

كما أن العزلة الاجتماعية قد تعبر عن بقاء الفرد في منزله مدة طويلة من الزمن وبذلك يعجز عن الوصول إلى الخدمات المتاحة في المجتمع أو عجزه عن المشاركة في الأنشطة المجتمعية ما يدفعه إلى قلة التواصل مع أفراد عائلته أو أحد من أصدقائه.

كما قد تكون العزلة الاجتماعية بسبب مرض الشخص بأحد الأمراض النفسية التي قد تجعله يصاب بالعزلة الاجتماعية رغم قدرته على الخروج والالتقاء والتواصل مع أشخاص آخرين، والتي منها الاكتئاب أو معاناة الفرد من مشكلات أو خلافات اجتماعية حيث أن جميع هذه العوامل تقف عائقا أمام الشخص في تكوين شبكات من التواصل الاجتماعية، كما تعوقه من المحافظة عليها في حالة إذا ما تم قيامها بالفعل مما يؤدي إلى شعور الفرد بالوحدة الاجتماعية والانعزال عن المجتمع.

الانعزال عن المجتمع وتأثيره على الصحة العقلية

إن الانعزال عن المجتمع وتأثيره على الصحة العقلية مؤكد، حيث تؤثر العزلة الاجتماعية على جميع جوانب الصحة للفرد وخاصة الصحة العقلية وقد أشارت كثير من الدراسات إلى انه يمكن أن يتم ربط المشاعر التي تنجم عن العزلة بما يلي:

  • ضعف قدرة الفرد على تنظيم وجبات طعامه.
  • إصابة الفرد بالتوتر وخاصة في وقت الصباح.
  • وجود صعوبة لدى الفرد في قدرته على الانتباه كما أنه يعجز عن القيام بالمهام التي تتميز بتعقدها.
  • إصابة الفرد بالكآبة والقلق الزائد.
  • من المحتمل أن يصاب الفرد المنعزل اجتماعيا بانفصام في الشخصية.
  • من الممكن أن يوجد لدي الفرد أفكار انتحارية وربما يصل إلى تنفيذ الانتحار فعلا.
  • إصابة الفرد المنعزل اجتماعيا ببعض الأمراض العقلية والتي من أبرزها الزهايمر.
  • وجود صعوبة في النوم.

الإصابة ببعض الأمراض الجسدية حيث وجد الباحثون أن هناك روابط بين العزل الاجتماعية وبعض الحالات الجسدية والتي منها أمراض القلب وسرطان الثدي، ومن الجدير بالذكر أن جميع البشر في مختلف الأعمار معرضون لتأثيرها بتأثيرات الانعزال عن المجتمع وتأثيره على الصحة العقلية وأيضا الصحة الجسدية كما أن الشخص الذي كان يعاني من شعور الوحدة أثناء مرحلة المراهقة وما قبلها فان نسبة معاناته تكون أكبر من المعاناة بأعراض الاكتئاب عندما يصل إلى سن البلوغ.

كيفية التعامل مع العزلة الاجتماعية

بعد التعرف على الانعزال عن المجتمع وتأثيره على الصحة العقلية بغض النظر عن المرحلة العمرية التي يمر بها الفرد لكن الأهم أن يعرف الفرد كيف أن يتعامل مع الوحدة التي يعيشها الفرد وهناك بعض الأمور التي يمكن أن تساعد الفرد على كيفية التعامل مع العزلة الاجتماعية وتجنب تأثيراتها السلبية على الصحة العقلية والنفسية وأيضا الصحة الجسدية ومن هذه الأمور ما يلي:

  • يجب أن يعترف الفرد بمشاعره أولا حيث أن الفرد في بعض الأحيان قد يتجاهل مشاعره فيمكنك أن تتحدث إلى نفسك إذا شعرت في أي وقت أنك لا تملك من تتحدث معه ولكن خذ وقتا اعترف لنفسك ان الأمور التي تتعايش معها صعبة، وإذا كنت تحتاج إلى شخص آخر فعليك بالاستعانة بالطبيب النفسي المختص في التعامل مع مثل هذه الحالات.
  • قضاء وقتا طويلا في الهواء الطلق والاستمتاع بالمناظر الطبيعية حيث أن الهواء الطلق لها فائدة كبيرة على الصحة العقلية والصحة الجسدية، بالإضافة إلى أن الضوء الطبيعي يساهم إلى حد كبير في تحسين المزاج، كما أنه يفيد الصحة الجسدية في منحها بفيتامين د الذي هو متوافر في أشعة الشمس والذي له دور كبير من أعراض الاكتئاب.
  • جرب أن تعيد التواصل مع اهتماماتك ونشاطاتك فإذا كان لديك مزيد من الوقت فكر في هواياتك الفردية التي كنت تستمتع بممارستها، حيث أن ممارسة هواية جديدة تساعدك في إعادة توجيه عقلك كما أنها تمنحك شيئا إيجابيا تفكر وتشغل وقتك فيه.
  • مارس الرعاية الذاتية حيث انه من المهم بالنسبة لحالتك أن تجهد في مواجهة الاستجابة لمصادر التوتر التي يمكن أن تصاب بها نتيجة عزلته الاجتماعية وتعيشك في وحدة حيث أن الوحدة قد تسبب لم بعض المشكلات الجسدية التي تتمثل في صعوبة التنفس والإصابة بارتفاع ضغط الدم، كما يمكن ان تسبب لك مشاكل في العضلات ولكن لكي تواجه كل هذه المشاكل ما عليك إلا أن تأخذ وقتا كافيا للاسترخاء بالطريقة التي تناسبك سواء كان ذلك عن طريق أخذ حمام دافئ أو الاستماع إلى الموسيقي الهادئة أو ممارسة تمرين من تمارين التأمل.
  • تفقد الأشخاص الذين تعرفهم عندما تعيش في مكان مع نفسك معزولا عن الآخرين من السهل أنك تشعر أن الناس جميعا بخير بدون وجودك ولكن هذا الاعتقاد قد يتولد في نفسك نتيجة شعورك بالوحدة وهذه الاعتقاد عادة ما يكون غير صحيح إلا إذا كنت انسحبت فعلا من علاقاتك مع الآخرين وأصبحت تعاملهم، كما لو كنت تعلم أنهم لا يمنحونك الاهتمام الذي يرضي نفسك لهذا الأمر عليك بتحدي افتراضاتك وقم بالتواصل معهم فغالبا ما تجد أصدقائك وأفراد عائلتك يحتاجونك بر ما أنت تحتاج إليهم بل وأكثر.

أضرار العزلة الاجتماعية وتأثيرها على الصحة

  • إضعاف مناعة الجسم: وذلك لأن الوحدة تحفز إفراز بعض الهرمونات التي تزيد من حدة التوتر والقلق.
  • الابتعاد عن الرياضة: حيث أن الوحدة تقلل من رغبة الفرد في ممارسة التمارين الرياضية.
  • تدني في القدرات العقلية: حيث أن الوحدة لها تأثير سلبي على قدرات العقل وخاصة التفكير، كما انه يمكن أن تصيب الفرد بمرض الزهايمر.
  • اللجوء للتدخين: حيث أن شعورك بالوحدة قد يصيبك بالتوتر مما يجعلك تشعل سيجارة تلو الأخرى وأنت غير مدرك لخطورة ما تفعله.
  • زيادة الوزن: حيث انه تزداد فرصة كسبك للوزن حيث أن الوحدة تجعلك تقبل على الطعام بشكل كبير.
ختاماً، نود أن تكون عزيزي القارئ قد تعرفت على الآثار السلبية للانعزال عن المجتمع وتأثيره على الصحة العقلية بالإضافة إلى تعرفك على كيفية التعامل مع الوحدة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ