آخر تحديث: 10/10/2022
الانقراضات التي حصلت على الأرض
إذا كنت تعتقد أن الحياة على الأرض هي نفسها منذ آلاف بل ملايين السنين حتى يومنا هذا، فعليك أن تعيد التفكير في الأمر قليلًا. إذ نجد الكثير من التغيرات أبرزها الانقراضات التي حصلت على الأرض. إذ استطاع الإنسان الحديث التعرف على ملامح الحياة السابقة على سطح الأرض، من خلال الأحفوريات والمستحاثات. التي أثبتت لنا بشكل قاطع وجود كائنات لا نعرفها اليوم، اعتادت أن تملك الأرض وتجول فيها براحة كبيرة، إذًا أين اختفت تلك الكائنات وكيف؟، لذلك سنتعرف في هذا المقال عبر مفاهيم على أبرز الانقراضات التي حصلت على الأرض.
ما هو معنى الانقراض؟
- مر كوكبنا الأزرق الجميل بخمسة أحداث عظيمة على مدار ال 500 مليون سنة الماضية. أحداث أقل ما يمكن أن نوصفها بالكارثية، إذ نتج عنها انقراضات جماعية لعدة أنواع من النباتات والحيوانات المختلفة.
- ولا نقصد أن نثير الرعب في نفوسكم لا سمح الله، لكن الأحاديث العلمية تتصاعد حول إمكانية حدوث الانقراض السادس الذي سنلقي نظرة أقرب عليه فيما يلي من الفقرات.
- تشير الدراسات إلى أن نسبة كبيرة من الكائنات الحية قد انقرضت ولم تعد موجودة في يومنا هذا، كما أن معظم الكائنات التي نعيش معها اليوم - بما في ذلك الإنسان البشري- هي نتاج تطور لكائنات قديمة تغيرت لتلائم تغيرات البيئة والكوكب.
- وللأسف نجد أن معدل الانقراضات متغير، ويحدث نتيجة تغيرات بيئية وجيولوجية تحدث على سطح الأرض.
- وعليه يمكن تعريف الانقراض الجماعي على أنه انخفاض كبير وسريع في التنوع الحيوي والبيولوجي للكائنات الموجودة على سطح الأرض، الذي يحدث نتيجة تغيرات حادة في تنوع ووجود النوع الواحد من الكائنات الحية.
الانقراضات التي حصلت على الأرض وأسبابها
تشير الدراسات والأحفوريات التي توجد على الأرض أن عمر الأرض يزيد عن 3.5 مليار سنة، وهي في الحقيقة فترة كبيرة وطويلة جدًا ومن المنطقي أن تتعرض الأرض لتغيرات عدة خلالها. إذ شهد كوكب الأرض خمسة انقراضات عظيمة، عرفت بالكوارث الحقيقية التي اختفت على إثرها سلالات بل أنواع كاملة من الكائنات الحية. وفيما يلي نظرة أقرب على كل من تلك الانقراضات التي حصلت على الأرض وسبب ونتائج كل منها.
الانقراض الأوردوفيشي - السيلوري
- يعد الانقراض الأوردوفيشي - السيلوري أول وأقدم انقراض جماعي تم تسجيله في التاريخ، إذ حدث قبل 443 مليون سنة تقريبًا. وتشير الدراسات والمعلومات المتوفرة عن هذا العصر، أن الحياة في تلك الفترة كانت موجودة معظمها في البحار فقط.
- إذ عاشت الكائنات البسيطة والرخويات في تلك الفترة على سطح الأرض بسلام وسكينة، مع الأسماك والكثير من أنواع النباتات التي يرجح أن أول ظهور لها كان في العصر الأوردوفيشي.
- وبالعودة إلى الانقراض وأسبابه، فقد تركزت اليابسة في ذلك العصر في نصف الكرة الجنوبي وعليه تشير الفرضيات إلى أن أسباب حدوث الانقراض الأوردوفيشي، تعود إلى انحسار الأنهار الجليدية بعد تكونها.
- الأمر الذي سبب مع مرور الوقت إلى موت وانتهاء ما يقارب 85% من الكائنات البحرية التي كانت موجودة حينها، بينما تكيف القليل منها مع التغيرات الجديدة.
- ومع ذلك لا يمكن أن نقطع اليقين في أسباب هذا الانقراض، فالحقيقة المخيفة هنا أن زمن حدوث هذا الانقراض بعيد جدًا، وخلاله تحركت البحار والمحيطات وتغيرت الملامح واختفت الأدلة، فعمر قاع البحار الحالي لا يزيد عن 150 مليون سنة فقط.
- فربما حدث سقوط للنيازك أو انفجرت أشعة من باطن الأرض والله أعلم.
الانقراض الديفوني المتأخر
- حدث الانقراض الديفوني قبل 372 مليون سنة، في الوقت الذي كانت فيه النباتات هي سيدة هذه الأرض. إذ تشير المعلومات المتوفرة لدينا عن تطور أنظمة النباتات في تلك الفترة، ما أدى إلى نمو هائل في مختلف أنواع النباتات، إلى جانب غياب الحيوانات التي تتغذى عليها.
- لذلك حدث ما يعرف بحادثة التبريد العالمي التي تنتج عن انخفاض نسبة غاز ثنائي الكربون في الغلاف الجوي، أي يمكننا أن نقول أنها الحادثة المعاكسة لما يشهده كوكبنا في هذه الفترة وتحديدًا مشكلة الاحتباس الحراري.
- من ناحية أخرى، امتد هذا الانقراض لفترة زمنية طويلة تصل إلى 20 مليون سنة تقريبًا. إذ اختفت نسبة كبيرة من الكائنات النباتية والحيوانية لاحقًا، إذ بدأت رباعيات الأرجل بالظهور وتلتها الزواحف والطيور ومن ثم الثديات التي تولت السيطرة على كوكب الأرض.
- أما عن أسباب هذا الانقراض فيوجد عدة فرضيات، تشير الأولى إلى احتمالية حدوث ضربة نيزيكية والدليل هو وجود فوهة عملاقة في أوروبا عمرها من عمر تلك الفترة.
- أما الفرضية الثانية فتنفي حدوث انقراض من أصله، إذ يقول متبعي النظرية الثانية أن ما حدث هو موت طبيعي للكائنات الحية التي عاشت في تلك الفترة، فهي فترة كبيرة جدًا ومن الطبيعي أن تشهد اختفاء أنواع أو تطور أنواع أخرى.
الانقراض البرمي - الثلاثي
- يعتبر العلماء والباحثون أن الانقراض البرمي- الثلاثي هو أكثر الانقراضات التي حصلت على الأرض وحشية وقساوة، إذ اختفى نتيجة لحدوثه معظم الكائنات الحية التي عاشت قبل 252 مليون سنة على كوكب الأرض.
- هيمنت البرمائيات والحشرات العملاقة والزواحف الأولية على الأرض في ذلك العصر، إلا أنها اختفت بعد الانقراض البرمي-الثلاثي نتيجة لعدة فرضيات محتملة.
- إلا أن الأسباب الحقيقية غير معروفة بدقة، إذ يتمكن العلماء عادةً من تحديد أسباب هذه الأحداث وأنواع الكائنات وغيرها من التفاصيل من خلال الأحفوريات. وهو أمر يصعب الوصول إليه في هذه الحالة، نتيجة الانجراف القاري الذي حدث بالتزامن مع هذا الانقراض.
- ومع ذلك يتنبأ الخبراء بحدوث ثورات بركانية كبيرة في تلك الفترة، أو انتشار قوي للميكروبات والكائنات الدقيقة ما سبب باختفاء أنواع كبيرة من الكائنات الحية.
الانقراض الترياسي- الجوراسي
- سيطرت الزواحف الكبيرة على كوكب الأرض خلال العصر الترياسي وكانت تعرف باسم الأركوصورات، وهي الكائنات التي انقرضت خلال الانقراض الترياسي-الجوراسي الذي حدث قبل 120 مليون سنة.
- كما مهد انقراضها الطريق لظهور أشهر الكائنات المنقرضة على الإطلاق الديناصورات. ويعد هذا الانقراض الأقل عنفًا من بين ما سبقه من انقراضات، كما يعتقد العلماء أنه حدث نتيجة النشاط البركاني وانتشار الصهارة من الأمريكيتين وصولًا إلى إفريقيا والعالم كله.
انقراض العصر الطباشيري
- يعد انقراض العصر الطباشيري الذي حدث قبل 66 مليون سنة، من أبرز الانقراضات التي حصلت على الأرض وأكثرها شهرة، فمن خلاله كتبت نهاية الديناصورات وافتتحت صفحة العصر الحديث.
- ونظرًا لحدوثه القريب نسبيًا استطاع العلماء تحديد سبب حدوثه بدقة من خلال رواسب الصخور، التي حملت كميات كبيرة من عنصر الإيريديوم الذي يوجد في قشرة الكويكبات.
هل سنواجه الانقراض السادس؟
- لا يعد الحديث عن الانقراض السادس فكرة خيالية أو مادة إعلامية جذابة وحسب. فالحقيقة أنه من المحتمل أن نواجه انقراض العصر الحديث، الذي سيكون الإنسان نفسه السبب في حدوثه لا الطبيعة على عكس الانقراضات السابقة. إذ تساهم الأنشطة المنوعة مثل إزالة الغابات واستخدامات الطاقة والمياه وطرق إنتاج الغذاء.
- في تهديد الكثير من الأنواع الحيوانية والنباتية على حد سواء، ناهيك عن المشاكل البيئية والحروب البيولوجية، التي قد تقضي على البشر وترسم صورة جديدة لكوكب الأرض خلال السنين القادمة.
شهد كوكب الأرض عدة أحداث ساهمت في انقراض أنواع كثيرة من النباتات والحيوانات وأبرزها الديناصورات، التي شكلت حديًا هامًا في المجتمعات العملية حتى الوقت الحاضر.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_18529
تم النسخ
لم يتم النسخ