كتابة :
آخر تحديث: 29/01/2021

التحليل النفسي

يعتبر التحليل النفسي وسيلة للقضاء على المرض العقلي، وجدير بالذكر أن العالم النمساوي (سيجموند فرويد) هو صاحب الفضل في هذا النوع من التحليل، وقد تم اكتشاف هذا العلاج في بداية القرن الحالي ونهاية القرن الماضي.
ومن بين الآراء الخاصة بفرويد، يمكن التوصل لأصل وأساس الاضطرابات النفسية، وذلك برفع الغطاء عن الأمنيات والأهداف الخاصة بالمريض، ولا شك أن الماضي الخاص بالمريض، وخاصة تلك الأحداث غير المدركة لديه، فقد اعتمد في أسلوب عمله على أن كلّ فعل من الأفعال أو سلوك من السلوكيات يتأثر بالمخاوف والغريزة الخاصة بالمريض، وأكد على أن هناك نوع من الأنشطة الخاصة بالعقل غير محسوس ولا يشعر به المريض، ذلك الذي لا يمارسه الإنسان أثناء التفكير المنطقي.
التحليل النفسي

التحليل النفسي وأساسيات وضعها المحللون

هناك أسس وضعها العلماء للوصول لنتائج أقرب إلى الدقة من العشوائية، حيث أن هذا النوع من التحليل يحتاج إلى شروط يجب توافرها لكي تنجح في الكشف عن الخصائص النفسية للمريض.

ويؤكد المحللون النفسيون على أساس مهم جداً يؤسسون عليه أسلوب توصلهم للنتائج الخاصة بالمريض، وهو أنّ التجارب القاسية التي مر بها المريض في مرحلة الطفولة، لها ترسيبات مهمة جداً تكمن في العقل الباطن فينتج عنها مرضاً عقلياً.

ولكي ينجح العلاج بالتحليل النفسي يجب أن نقوم بإخراج المعلومات المهمة من المريض وليس مجرد إخراج ولكن نزعها منه انتزاعاً إن أمكن ذلك، وذلك لأن هذه التجارب والأحداث الخاصة بالمريض والتي تخرج من عقل المريض الباطن إلى نور الوعي لها تأثير كبير على سلوك المريض وتصرفاته حيال مشكلات حياته وردود أفعاله حيالها .

ويحتاج الكثير من المرضى إلى إخفاء العديد من الأسرار التي يخشون من ظهورها للنور خشية أن يستغلها أي إنسان ضدهم، فهي تشكل نقطة ضعف شديدة الخطورة في تاريخهم الشخصي، وفي حالة ظهورها قد يمكن لأي شخص أن يمارس عليهم نوع من أنواع التهديد أو الاستغلال بأي نوع من أنواع الاستغلال.

لذا فإن المحلل النفسي يجب أن يكسب ثقة المريض بشكل كبير حتى يتمكن من إخراج تلك الأسرار من مريضه بشكل إيجابي.

كيف يكسب المحلل النفسي ثقة المريض؟

هناك طرق كثيرة يمكن للمحلل النفسي أن يسير فيها لكي يحصل على ثقة المريض

  • أول تلك الطرق وأهمها أن يشعر المريض أنه يحادث نفسه، فلا يتدخل المحلل النفسي في الكلمات التي يرويها المريض إلا تدخلاً بسيطاً جداً، بحيث يعطي للمريض الفرصة كاملة إلى أن يروي قصته بحرية تامة.

فهذا الأسلوب يعطي للمريض فرصة كبيرة لممارسة التفريغ النفسي بشكل يجعله يقع في العديد من التناقضات في حالة محاولة إخفائه أي حدث من الأحداث، تلك التناقضات التي تضطره إلى الكشف عن الحقيقة في جلسة تالية.

  • يجب على الطبيب النفسي ألا يمارس أي ضغط أو إحراج للمريض، بل يجعله يخطئ ويقع في التناقضات كما يشاء، فهذه التناقضات تكشف للمحلل النفسي عن أسلوب الهرب وأي نوع من الحيل الدفاعية التي يمارسها المريض حتى ينجح في القضاء على الآلام النفسية.
  • يجب على المحلل النفسي ألا يفشي أي سر من الأسرار لأقارب المريض بأي حال من الأحوال، فإن هذا الأمر إن حدث فلا يمكن توقع قدرة الإنسان على الحفاظ على السر، لذا فإن هناك قسم يقسمه الطبيب عند تخرجه وقبل بداية ممارسته لمهنته يقسم فيها على أنه لا يفشي أسرار مرضاه.

ما المدة الزمنية الخاصة بالعلاج بهذا النوع؟

ليست هناك مدة معينة ثابتة يمكن أن نطبقها على كل المرضى في هذا النوع من أنواع العلاج، ولكن يمكن القول بأن علاج التحليل النفسي قد يحتاج إلى سنتين إلى ثلاث سنواتؤ ومن الممكن أن يقل عن ذلك أو يزيد عن الثلاث سنوات إلى أكثر من ذلك، وذلك حسب عدد الجلسات في الشهر.

وهناك بعض الحالات لا تحتاج إلى كل تلك المدة، ولكن قد تحتاج إلى بعض الجلسات التي لا تمتد إلا لبضعة أسابيع، وذلك في حالات يكون فيها المريض صريحاً وواضحاً، كذلك هناك حالات يكون فيها المريض مالكاً لخبرات نفسية وثقافة نفسية كبيرة، تلك الثقافة التي مكنته من ممارسة بعض العادات النفسية الصحية التي ساعدته على الخروج سريعاً من الأمراض النفسية بجلسات قليلة.

فالثقافة النفسية لها تأثير كبير جداً في تقليل فرص الإصابة بالأمراض النفسية، وكذلك تعطي فرصة كبيرة لتقليل حدة الأمراض النفسية وعدم الاستمرار بها لفترات طويلة.

التفصيلات الخاصة بالمكان ووضع المريض

هناك طرق عديدة ومنها أن يسترخي المريض بمكان مريح، ويجلس المحلل النفسي بمكان آخر قريباً منه، ويبدأ الحوار معه طالباً من المريض أن يروي تاريخه بشكل عشوائي يبدأ من أي تاريخ.

ويطلق البعض على هذا الأسلوب بأسلوب تداعي الأفكار، حيث يتحدث المريض والمحلل النفسي يسمع المعنى النفسي للرواية، كما يلاحظ الانفعالات، والحركات، والأحاسيس التي يمر بها المريض. وفي أثناء العلاج يعبر المرضى عن انفعالاتهم وعن مشاعرهم بعفوية حيث أن تلك العفوية لها دور كبير في التحليل النفسي.

لا شيء مصادفة في التحليل النفسي

في الحليل النفسي لا شيء يأتي مصادفة بل لدافع نفسي محسوب، فالنشاط العقلي الذي لا يشعر به المريض، ينتج عنه العديد من ردود الفعل التي يعتقد البعض أنها مصادفة، وذلك مثل زلة اللسان، أو نسيان حدث.

ويؤكد فرويد على أن عقل الإنسان يمارس نشاطاً غير محسوس أكثر من النشاط المحسوس.

أقسام العقل عند فرويد

  • لقد قسَّم فرويد العقل الإنساني إلى ثلاثة أقسام الأول منه يسمى الذات أما الثاني منه فيسمى الأنا والثالث يسمى الأنا العليا.
  • ولكي نبسط الأقسام الثلاثة فإنه الأطفال يولدوا ويولد معهم ما يسمى بالذات، وهي عبارة عن العديد من الغرائز داخل العقل اللاوعي.
  • وعندما يكبر الأطفال، فإنهم يكونون الأنا، والأنا العليا. تحكم الأنا بعض المناطق منها الذاكرة والحركة الإرادية، وكذلك في اتخاذ القرارات.
  • يكمن دور الأنا العليا للعقل في التمييز بين الصحيح والغير صحيح، وقد تسبب المشاكل الرومانسية المشكلات السلبية الشديدة، وقد ينشأ الصراع، إذا قررت الذات قرارات لفعل أشياء، بينما تعارضها الأنا العليا على أساس أن هذه الرغبات خاطئة.

مراحل النمو الجنسي النفسي لدى الإنسان

يقرر فرويد أن الأطفال يمرون بخمسة مراحل متداخلة أطلق عليها النمو الجنسي النفسي. والأطوار الخمسة هي:

  • الأولى: طور التلقي.
  • الثانية: الطور الشرجي.
  • الثالثة: طور الذكورة.
  • الرابعة: الكمون.
  • الخامسة: المراهقة.

ففي مرحلة التلقي يتلذذ الرضيع بالرضاعة.

أما في مرحلة الشرجي، تستمر حتى الرابعة من العمر، وفيها يستمتع الطفل بالسيطرة على عملية التبرز.

وفي طور الذكورة، يصبح الإنسان على وعي وفهم بأعضائهم الجنسية، وهنا تنشأ عندهم عقدة أوديب.

وأخيراً... فإن التحليل النفسي من أساليب التحليل العلمي الذي يلجأ إليه العديد من علماء النفس لتحقيق أكبر قدر من التفصيلات المهمة للمريض النفسي، تلك التفصيلات التي تساعد على فهم المرض النفسي والكشف عن طرق العلاج الأنسب بشأنها.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ