علاقة التربية بالمجتمع.. كيف تتم التربية داخل المجتمع؟
دور المجتمع في التربية
تختلف التعريفات في المجتمع باختلاف العلماء الذين يتعاملون مع هذا الموضوع، وكذلك بسبب المفاهيم الثقافية المختلفة لكل مجموعة أو الاختلاف في المعتقدات أو المبادئ أو الأهداف التي يحاولون تحقيقها.
- يُعرَّف المجتمع على أنه مجموعة من الأشخاص الذين يعيشون معًا ويعملون معًا بانتظام لفترة طويلة من الزمن، وتربطهم العلاقات الاجتماعية بالأهداف والموارد المشتركة التي يستخدمونها لتلبية احتياجاتهم في إطار نظام اقتصادي.
- هذا بجانب الأنظمة الاجتماعية التي تساعد على تلبية احتياجات المجتمع على هذا الأساس، يمكن اعتبار الدولة مجتمعًا عامًا.
يمكن تعريف مكونات هذا المجتمع على النحو التالي:
- مجموعة من الأشخاص تربطهم علاقات وتفاعلات اجتماعية.
- مشاركتهم في الموارد الطبيعية والخبرة الحالية في مجتمعهم.
- وجود نوع من تقسيم العمل وتبادل المصالح بين الفئات بما يضمن التكامل الوظيفي في المجتمع.
- وجود رغبات مشتركة بين أعضائها.
- وجود أنظمة اجتماعية تحدد العلاقات بين أفرادها.
يرى ابن خلدون أن المجتمع هو خالق الحضارة وخلقها، كما يرى ابن خلدون أن الناس عند مدخله حضارة، أي لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن الناس، إن حاجة الآخرين للاعتناء بهم، والاختلاط بهم، والأخذ والعطاء منهم، هي حاجة مستمرة لتلبية الاحتياجات الأساسية والثانوية لنوع المرء.
ينبثق مفهوم المجتمع العلمي من نظرة تكاملية للمجتمع كمجموعة من النظم الاجتماعية التي تتفاعل وتترابط وتتعاون بشكل وثيق وعضوي لتحقيق الأهداف الاجتماعية وفق منهج تخطيط علمي شامل للتنمية الشاملة، وخصائص النظم الاجتماعية في المجتمع هي:
- التعايش والتداخل في الهيكل وخاصة في الوظائف.
- التفاعل والتأثير بين الأنظمة المختلفة في المجتمع.
- الاستلام والعطاء المتبادل بين الأنظمة.
وكل نظام هو جزء من النظام الكلي في المجتمع وفي نفس الوقت كل نظام جزئي هو نظام كلي بالنسبة لمكوناته وأجزائه المكونة.
تشمل هذه النظرة المتكاملة للمجتمع ما يلي:
- لكل نظام اجتماعي غرضه الاجتماعي الخاص ضمن الأهداف العامة والشاملة والمتكاملة للمجتمع.
- ويعد التعليم ضمن هذا النظام العام.
- التعليم يؤهل القوى العاملة للأنظمة الاجتماعية المختلفة.
- التعليم يأخذ ويعطي ثقافة المجتمع ويغذي الأجيال الجديدة على ثقافة المجتمع والتطور الذي يصنعه.
يرجع الاختلاف بين العلماء في تعريف مصطلح المجتمع إلى الأسباب التالية:
- يركز العلماء على عنصر أو أكثر في تعريفهم للمجتمع دون اتفاق الجميع عليه.
- مجموعة من العناصر التي يمكن الوثوق بها.
- اختلاف آراء العلماء في تعريف المجتمع.
- بسبب التغيير الذي تعيشه المجتمعات، قد تظهر ظروف مختلفة وأهمية عامل أو أكثر في فترة معينة من مراحل التغيير الاجتماعي.
على الرغم من وجود اختلافات في جميع التعريفات، إلا أنهم يتشاركون مع بعضهم البعض العناصر الأساسية والرئيسية، أي الأفراد الذين يعيشون معًا، قيمة أو نظامًا معينًا يحدد مكانًا وعلاقة معينة لهؤلاء الأفراد للعيش.
العوامل المؤثرة في التربية داخل المجتمع
كل مجتمع لديه عناصر أساسية تؤثر بشكل كامل على حياة الجماعة بداخله، تمنحهم لونًا معينًا وخاصة شكلهم، لذلك تختلف مشاكلهم ويختلف حل هذه المشكلات باختلاف المجموعة، مجموعة فردية أو مجموعة صناعية حضرية أو مجموعة تجارية، ولهذا يجب ذكر المكونات الأساسية لكل مجتمع:
الظروف الطبيعية في المجتمع:
لكل مجتمع ظروف طبيعية وجغرافية معينة تتأثر بعدة عوامل، ونتيجة لذلك تتكيف حياة المجموعة مع هذه البيئة الطبيعية، ومن أهم هذه العوامل:
- المناخ: ويشمل درجات الحرارة والبرودة والرطوبة والعواصف والرياح وكمية الأمطار التي تؤثر على جودة الزراعة وحياة المجتمع.
- حجم المجتمع المحيط: وهذا يعني مجموعة من القرى أو المدن أو المناطق الزراعية أو الصناعية، لأن حجم المجموعة يؤثر على نوع وجودة الخدمات المقدمة لهذه الفئات.
- التضاريس: وهذا يعني بشكل خاص تخطيط الدول أو القرى ومعرفة تضاريس المنطقة التي تشمل السهول أو الجبال أو الوديان، لما لهذا الأمر أهمية كبيرة في طرق الاتصال والنقل وبالتالي في أنواع المهن، قد تكون المجموعة محل اهتمامك.
- نوع التعليم ودرجة الخصوبة.
- الينابيع والأنهار والحرارة.
- الثروات المعدنية: حديد أو فحم أو زيت.
- الموارد الطبيعية مثل الغابات والأشجار والحيوانات التي تسكنها، وتفاعل المجموعة، والموارد الطبيعية التي لها تأثير على حياة الأفراد وتؤثر أيضًا على طريقة حياتهم وتوقعاتهم وآمالهم وحياتهم.
الأشخاص (الأفراد) الذين يعيشون في المجتمع:
- قد تختلف المجتمعات ذات الموقع الجغرافي المتشابه عن بعضها البعض بسبب الاختلافات في أنماط حياة وسلوكيات الناس الذين يعيشون في تلك المجتمعات لأن الناس لهم تأثير كبير على حياة المجموعة.
التنظيم الاجتماعي:
- يقصد بها الوحدات الاجتماعية التي تقوم على خدمة الجماعة في مجتمع وتتكون من أفراد تلك الفئة، والغرض منها مواجهة مشاكل الجماعة وتلبية احتياجاتها من هذه الوحدات.
علاقة التربية بالمجتمع
تتمثل التربية وعلاقتها بالمجتمع أنه لا يمكن للتربية أن تحدث من فراغ، وبالتالي تتواجد وتعيش داخل المجتمع، وتتمثل علاقة التربية بالمجتمع فيما يلي:
التربية أداة مجتمعية
- التربية هي أداة مجتمعية تستخدم لتشكيل الأفراد الذين من طبيعتهم لا يمكنهم العيش بمعزل عن المجتمع. وهذا ليس فقط لأن الأفراد البشريين يخلقون بيئة مناسبة توفر الحماية والمتعة.
التربية تنمي المهارات الذاتية للفرد بما يخدم المجتمع
- ولكن أيضًا لأن يلعب هؤلاء الأفراد دورًا أكبر كمكونات واقعية لتنمية الذات الذاتية للفرد، ومن المهم بالنسبة لهم أن يكون وجودهم ضروريًا للعلاقات التي يقيمها معهم.
التربية تصقل معارف وخبرات الفرد في المجتمع
- لا شك أن المجتمع مدرسة كبيرة حيث يأخذ الفرد العديد من الدروس العملية من مكاتب الدراسة العادية التي لا يستطيع أن يأخذها في حياته، والصور تصقل معارفه وخبراته المدرسية.
- ولأن الحياة ليست كذلك، فحياته في المجتمع، لذا التربية المجتمعية تعد عملية مستمرة من الدراسة والبحث والتعليم في مختلف نظمته ومؤسساته.
- وهذه التربية تفرضها الدولة أو المؤسسات، فالناس صقلوا بسنوات من الخبرة، والإنسان ليس سوى مجموعة من القوى تظل مخفية حتى تكشفها التجربة على السطح وتطلق التجارب العنان لها.
الاعتماد على التربية في توجيه الرأي العام لصالح المجتمع
- لقد أدركت المجتمعات الحديثة أهمية التربية وتدريب الخبراء من خلال الاهتمام بها وتخصيص الأموال والجهد، لذلك يهتم المربون في جميع أنحاء العالم الآن بعملية التربية والخدمات التي تقدمها هذه العملية للمجتمعات المتقدمة، وذلك من خلال الاعتماد على التربية في نشر أي فكرة أو رأي أو معتقد.
المجتمع شامل ويشمل التربية
- لذلك يتأثر بمفهوم المجتمع أو سياق الحياة، لذلك فإن فعالية برامج التربية لا تأتي من تلقاء نفسها ولا تفرض عليها من الخارج، حيث يجب فحص المجتمع وثقافته الخارجية بقوانين غير طبيعته الاجتماعية وظروف مكان وزمان هذا التعليم.
- وهذا يعني أن التربية يجب أن تعمل داخل نظام اجتماعي معين، وفي داخله يحققون أهدافهم من خلال التربية، لذلك فإن أي تربية تعبر عن وجهة نظر اجتماعية لأنها تعني اختيار نموذج معين في النظم الاجتماعية.
محور العمل في التربية هو المجتمع
- وهذا يعني أن محور العمل في التربية هو المجتمع الذي يستمد منه أهدافه، ومناهجهم حول الظروف المعيشية، لأن الفكر النظري في التربية لا قيمة له إلا إذا ارتبط ببعض ديناميكية العمل العملي، حيث يجب ترجمة الفكر إلى واقع اجتماعي.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_13529