كتابة :
آخر تحديث: 27/03/2024

تعريف التربية الحديثة وأهدافها وأهميتها وطبيعتها

لقد شغل تعريف التربية الكثير من العلماء، واهتموا بالبحث عن تعريف دقيق للتربية، ونحن سوف نستعرض التربية في هذا المقال. إن تعريف التربية متنوع على حسب تنوع وتعدد المجتمعات، حيث أن طبيعة التربية من الأمور المهمة التي يجب علينا معرفتها والعلم بها، وفي هذا المقال في موقع مفاهيم نتعرف على مفهوم التربية وأهدافها وأهميتها، تابعونا.
تعريف التربية الحديثة وأهدافها وأهميتها وطبيعتها

تعريف التربية لغة واصطلاحا

التربية في اللغة من الفعل ربا بمعنى نما وزاد، فقد قال تعالى في كتابه العزيز:

{وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت}

وقال تعالى في موضع آخر:

{يمحق الله الربا ويربي الصدقات} ومعنى ويربي الصدقات أن الله سينمي ويزيد ويبارك في الصدقات.

  • والتربية في التعريف الاصطلاحي فإنها ليس لها تعريف محدد، وذلك لأن التعريف الاصطلاحي يختلف بسبب اختلاف المنظور الذي ينظر منه كل عالم، وأيضا لتغيير الزمن، فمع كل زمن وعصر قد تتطور وتغيير مفهوم التربية الاصطلاحي، لذلك سوف نقوم باستعراض أبرز التعريفات الاصطلاحي لـ تعريف التربية.

التعريفات القديمة للتربية

لقد تعددت التعريفات الاصطلاحية لتربية قديما تبعا لطبيعة ووجهة نظر كل عالم، لذلك سوف نذكر أهم التعريفات للتربية قديما، والتي ستوضح وجهة النظر التي تخص التربية قديما.

وأشهر تعريفين للتربية في الماضي هو:

  • التربية عملية تشكيل لعقل الفرد وجسمه وخلقه، أي التنشئة الاجتماعية والفردية المتكاملة للفرد.
  • العملية التي تتولى فيها مجموعة من الأفراد التوجيه المقصود لتطوير أفراد آخرين، بمعنى أنها علاقة تأثير وتأثر.

تعريف جان جاك روسو للتربية:

  • يقول جان جاك روسو: أن التربية هي تهيئة الفرص لتنمية الطفل حسب طبيعته وانطلاقا من ميوله.
  • أما عن تعريف هربرت سبنسر للتربية فهو: كل ما نقوم به من أجل أنفسنا ويقوم به الآخرون من أجلنا بغية التقرب من كمال طبيعتنا.
  • وقد عرفها العالمة الغزالي: “بأنها صناعة التعليم بهدف غرس الفضيلة والتقرب إلى الله”.
  • ونلاحظ في تعريف الغزالي للتربية أنه ربطها بالدين، فهو يرى أن التربية والدين يجب ألا ينفصلان عن بعضهما البعض، فأول شيء يجب أن نعلمه لبنائنا هو الإيمان.

تعريف التربية الحديثة

وتعريف التربية الحديث هو:

  • عملية تسعى إلى منح الأفراد الصغار الخبرة، وتتم هذه العملية عن طريق التعلم والتوجيه.
  • وهي العملية التي تسعى إلى تعليم الأفراد التفاعل مع البيئة التي يعيش فيها.

وبعد تحليل هذان التعريفات نستطيع ذكر اهم خصائص عملية التربية وهي:

  • التربية تقوم بالإنسان من أجل الإنسان (الإنسان هو محور العملية التربوية)
  • التربية عملية اجتماعية وليست فردية.
  • التربية عملية مستمرة؛ فهي تبدأ منذ مولد الإنسان حتى وفاة الإنسان.
  • التربية عملية مقصودة وموجهة.
  • التربية تختلف من مجتمع إلى آخر.
  • التربية تهتم بكافة جوانب الإنسان، فهي عملية كاملة وشمولية، وتهتم بالجانب المادي والمعنوي للفرد.

التعريفات الاجتماعية للتربية

مفهوم التربية من وجهة نظر علماء الاجتماع، يختلف عن التعريفات السابقة، حيث ينظر إليها علماء الاجتماع من منظور اجتماعي بحت، وسنذكر هنا بعض التعريفات الاجتماعية للتربية:

  • عملية إعداد الأفراد للحياة، وتعليمهم التكيف والتفاعل مع البيئة.
  • تعليم الأفراد السلوك الصحيح للتعامل مع الجماعة.
  • عملية تحقيق التكيف بين الفرد والجماعة.
  • هي العملية التي تسعى للإصلاح الاجتماعي.
  • هي العملية التي تسعى إلى الحفاظ على الفرد والحفاظ على استمرار المجتمع.

طبيعة التربية

وعند محاولة البحث عن طبيعة التربية بناءً على تعريفاتها السابقة فإننا نستنتج الآتي:

التربية عملية منظمة:

  • بمعنى أنها تقوم من قبل أفراد محددة وجماعات معينة، وهذه الجماعات المعنية بالتربية تقوم بعمل بعض الخطوات المهمة والإجراءات المنظمة المنطقية، وتقوم هذه الجماعة بهذه الخطوات بهدف تحقيق أهداف التربية -والتي سنتحدث عنها في عنصر منفصل.

التربية علم وفن:

  • علم من حيث إنها لها أساسها وقواعدها؛ فقد افرد العلماء الكتب والبحوث الكثيرة جدا في مجال التربية، بهدف النهوض بها وتطويرها، أما التربية فن وذلك لأنها تسعى لرقي الإنسان، وذوق وحس الإنسان والتطوير من قدرات الإنسان في التخيل والابتكار والإبداع.
  • كما أن العملية التربوية تسعر إلى جعل الإنسان يتمتع بالحياة ويعيشها بالطريقة الصحيحة، ويمكن أيضا القول بأنها فن لأنها تعتمد على أشخاص محددة - المعلمين، الآباء، رجال الدين، الأخوة الأكبر، أولياء الأمور- وتعتمد على قدراتهم.

أهداف التربية

بعد إبراز تعريفات التربية كان لابد من معرفة أهداف التربية، وللتربية أهداف كثيرة؛ فمنها أهداف سلوكية، ومنها أهداف علمية، وهناك أهداف وجدانية ونفسية وغيرها، كما أن للتربية أهداف عامة وأهداف خاصة، وسوف نقوم بالحديث عن بعض أهداف التربية في التالي:

  • الهدف السلوكي: وهو أهم هدف للتربية، فالتربية تسعى إلى تعديل وتقويم سلوك الفرد، بالإضافة إلى إصلاحه، كما أن العملية التربوية تسعى إلى إكساب الفرد السلوكيات الصحيحة، ومن هذه الأهداف على سبيل المثال: اكتساب أنماط السلوك المرغوبة – التدريب على التعامل مع الجماعة.
  • الهدف الديني: فالغاية الأسمى للتربية هي تعليم الصغار والكبار مبادئ الدين وتعاليم الدين، فالدين مرتبط ارتباط وثيق بالتربية، ولا يمكن فصل أيا منهما عن الآخر، فالتربية تسعى إلى إكساب قيم الصدق والعدل والأمانة واحترام الآخر وهذا ما ينص عليه الدين.
  • الهدف العلمي: وهدف التربية العلمي وهو مرتبط بالتعليم، ولكن يختلف بعض الشيء عن التعليم، فالتربية هدفها التعليمي لا يقتصر على مؤسسة بعينها، بل التعلم يتم في أي وقت واي مكان، والهدف التعليمي للتربية يكون عن طريق نقل المعارف والخبرات والعلوم المختلفة.
  • الهدف الوطني: وهو من أهداف التربية القومية، والذي يسعى إلى النهوض بالمجتمع ككل، وذلك عن طريق إكساب الأفراد المعارف الخاصة بالوطن وتعليم الإنسان الانتماء والتكيف مع الوطن والجماعة.
  • الهدف الاجتماعي: وذلك عن طريق إكساب الأفراد عادات وتقاليد وقيم المجتمع.

أنواع التربية

وللتربية نوعين أساسين وهما:

التربية الغير مقصودة

  • وهذا النوع من التربية هو الذي يتم بطريقة غير مقصودة، ويتم بصورة لاإرادية، هذا النوع من التربية هو الأكثر انتشارًا وشمولا من النوع الثاني، لأنه تقوم به كل المجتمعات في كل الأزمنة بطريقة تلقائية.
  • وفي هذا النوع من التربية تنتقل الثقافة والخبرات وأساليب المعيشة من الراشدون إلى الجيل الصاعد، عن طريق المعايشة والملاحظة.
  • وأيضا يتضمن هذا النوع اكتساب القيم والعادات والتقاليد والأخلاقيات، وحتى الروتين اليومي يتم عن طريق التربية التي يتربى عليها الجيل الصاعد.

التربية المقصودة

  • وهذا النوع يتم بطريقة إرادية مقصودة، حيث يتم عن قصد وعن أهداف واضحة مقصودة، فهو نوع من التربية منظم وموجه، يقوم به أفراد ذو خبرة لنقل خبراتهم إلى أفراد عدمي الخبرة، كما يفعل المعلم مع التلاميذ والأب مع أبنائه، وغيرهم.
  • وهذا النوع من التربية لديه قواعد وقوانين يجب السير عليها، لتتمكن من تحقيق الأهداف المرغوبة.

أهمية التربية

من مفهوم التربية يتضح أن للتربية أهمية كبيرة جدا، فلا تستمر الحياة بدون تربية، والتربية تسعى إلى الرقي بالمجتمع والحفاظ على أمنه واستقراره، لذلك لا حياة بدون تربية ولا تربية بدون حياة؛ فالعلاقة بينهم شديدة الصلة. وعموماً تكمن أهمية التربية في:

  • حفظ البيئة من الأخطار التي تهددها؛ حيث أن التربية ستعلم الأفراد القيم والاتجاهات والسلوكيات الإيجابية، مما يجعلهم يمتنعوا عن السلوكيات السلبية التي تمثل خطرا على البيئة.
  • غرس القيم والأخلاق الإنسانية السامية مثل العدالة والعطاء والاحترام والتسامح.
  • بناء الشخصية وتشكيل الهوية الفردية الشخصية.
  • اكتساب المعرفة وتطوير المهارات.
  • تسهم التربية في نقل الثقافة وتعزيز الهوية والانتماء الوطني.
  • تحقيق التنمية الشاملة للفرد والمجتمع.
بعد الاطلاع على تعريف التربية، يجب أن نسعى للتعلم أكثر عن التربية السليمة للطفل للتأكد من كونه معافي نفسيًا قادر على التعايش مع الآخرين.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ