نصائح سريعة لكيفية التعامل مع المراهق العنيد
جدول المحتويات
أساسيات في التعامل مع المراهق العنيد
في البداية يجب أن ننوه على أهمية التأكيد على عدة نقاط أساسية يجب على أي متعامل مع المراهق أن يكون على وعي تام بها عند التعامل معه في أموره المختلفة:
- الهدف من التعامل مع المراهق هو مساعدته في تحقيق أهدافه بالتعاون معه وليس السيطرة عليه وفرض الأمر الواقع عليه.
- المراهق في تلك المرحلة يكون في حاجة ماسة إلى تأكيد ذاته وإثبات وجوده والعبور من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب في أسرع وقت.
- الحذر من التسرع الذي قد يتسم به المراهق في تلك المرحلة من الوثوق سريعاً في بعض الرفاق في خارج الأسرة بما يعرضه للخطر بشكل كبير، لأنه لا يملك من الخبرات التي تساعده على الاختيار السليم للرفاق.
- تعتبر الصداقة هي المدخل الرئيسي للتأثير على المراهق، فالصداقة هي التي يشعر من خلالها المراهق بذاته وبوجود جماعة من الرافاق ينتمي إليهم بعيداً عن الأسرة التي عاش فيها طفولته.
- تجتاح المراهق مشاعر سلبية كبيرة تجاه أي عادة من عادات الطفولة حتى ولو كانت صحية، لذا فهو يحاول دائماً أن يؤكد على عدم التزامه بتلك العادات حتى وإن كانت عادات سليمة وأساسية.
طبيعة سن المراهقة
قبل البدء في الحديث عن صعاب التعامل مع سن المراهقة، هناك حاجة في البداية لشرح طبيعة تلك المرحلة، وإلقاء الضوء على المرحلة السابقة حتى نتفهم الحالة التي يكون عليها المراهق:
- مرحلة الطفولة لها العديد من الخصائص الهامة التي تتسم بها تلك المرحلة ولها تأثير كبير على مرحلة المراهقة، فالتعامل الجيد مع مرحلة الطفولة يسلم لمرحلة صحية في مرحلة المراهقة، والتعامل غير الجيد مع مرحلة الطفولة يسلم لحالة أكثر صعوبة في مرحلة المراهقة.
- فمرحلة الطفولة تتسم بالاعتماد الكامل على الشخصيات الوالدية أو من يقوم مقامهم، مثل الجد أو الجدة في حالة سفر الوالدين بعيداً عن أطفالهم.
- والاعتماد الكامل على الشخصيات الوالدية أو من يقوم مقامهم لا يشعر فيه الطفل بأي حرج، حيث أنه ينظر إليه على أنه أمر طبيعي ويفرح جداً به، فهو يطلب الطعام من الشخصيات الوالدية عند الشعور بالجوع، ويطلب الملبس والتنزه وكافة الاحتياجات التي يحتاجها الإنسان.
- ولكن ومع الوقت تحدث للطفل تطورات تجعله يشعر أنه بحاجة إلى إثبات الذات وإثبات أنه قادر على تحقيق بعض المهام بمفرده بدلاً من الشخصيات الوالدية.
دور الشخصيات الوالدية في تدعيم الثقة بالنفس
في مرحلة الطفولة المتأخرة أو بمعنى آخر في المراحل الأخيرة من مرحلة الطفولة يحاول الطفل إثبات ذاته وتأكيد استقلاله النفسي وذلك من خلال:
- طلب مساعدة الوالدين في تحضير الطعام:
يحاول الطفل في تلك المرحلة طلب أن يساعد الشخصيات الوالدية في حمل بعض الأطباق، ويحاول إقناعهم بأنه قادر على الوصول بأمان إلى مكان الطعام بسلام.
في تلك المرحلة يجب على الشخصيات الوالدية مساعدة الطفل على تأكيد ذاته وإعطاؤه ما يستطيع تحمله من المهام مثل متابعة أخيه الصغير، وترتيب غرفته بعد اللعب.
فتلك الحالة تتطور بشكل إيجابي لدى الطفل وتصاحبه حتى مرحلة المراهقة، حيث يتعود الطفل على تحمل المسئولية وتنفيذ المهام بنجاح.
- الإجابة على أسئلة الطفل واستفساراته بشكل إيجابي:
هناك حالة من حالات التذمر والرفض تجتاح الشخصيات الوالدية من بعض الأسئلة التي يسألها الأطفال في مرحلة من المراحل، حيث أن تلك الأسئلة تعد هي المفتاح الرئيسي في تكوين وعي الطفل ورؤيته للحياة فيما بعد، وفي حالة عدم مساعدة الطفل على الوصول للإجابات بطريقة سليمة، فإنه قد يلجأ لوسائل أخرى غير آمنة للوصول لتلك المعلومات.
وذلك من خلال البحث على الانترنت أو سؤال زملاؤه في المدرسة، وتلك الوسيلة للوصول للمعلومات هي في الحقيقة خطرة بشكل كبير، لأنها لا تكون صحيحة في أغلب الأوقات.
أهمية الحوار من مرحلة الطفولة لمرحلة المراهقة
حالة الشغف التي تتملك الطفل لاستكشاف العالم المحيط به هي حالة في الحقيقة صحية جداً، ويجب على الشخصيات الوالدية استثمارها بشكل إيجابي بتكوين النسق الفكري الخاص بالطفل من خلال الإجابة على أسئلته.
ولكي تنجح الشخصيات الوالدية في التأثير على الطفل فيجب أن يتعود الطفل على الحوار مع الشخصيات الوالدية من مراحل الطفولة الأولى وحتى سن المراهقة وحتى في مراحل الشباب وما تليها من مراحل، ولكي تنجح الحوارات ولا تتحول من حوارات إيجابية لحوارات سلبية ومشاجرات فهناك بعض النصائح التي تساعد على نجاح هذا الحوار.
نصائح لنجاح الحوار مع المراهق
كما ذكرنا فهناك أساسيات يجب الالتزام بها سواء في التعامل مع تساؤلات الطفل أو تساؤلات المراهق، وتلك الأساسيات هي:
- عدم الاستهانة بأسئلة الطفل أو المراهق على حد سواء: وعدم رفض أي نوع من الأسئلة حتى وإن كانت الأسئلة جنسية أو في أمور محرجة، فالاستهانة بالأسئلة يسبب حرج شديد للمراهق وآلام نفسية قد تجعله لا يكرر محاولة السؤال للشخصيات الوالدية.
- عدم التسرع في الإجابة على المراهق:
هناك بعض الأسئلة التي لا تجد الشخصيات الوالدية وسيلة فورية للإجابة عليها، فيجب أن يتعلم المراهق أن هناك بعض الأسئلة والاستفسارات تحتاج لبحث كبير، وكذلك تحتاج لقوة ملاحظة، فهذا يساعد المراهق على التمهل وعدم التسرع في الإجابة على بعض الأسئلة، ذلك التسرع الذي قد يسبب بعض المشاكل الكبيرة في المستقبل. - محاولة التعرف على الطريقة التي يرى بها المراهق العالم:
هناك حاجة ماسة للمراهق للتعبير عن نفسه، فيجب على الشخصيات الوالدية عند التحدث مع المراهق عدم مصادرة دوره في الحديث والقيام بدور الناصح الأمين، ولكن يجب على الشخصيات الوالدية أن يستمعوا جيداً للمراهق، ويفسحوا له المجال للتعبير عن رأيه بشكل كبير، فهذا يساعد على التعرف على الطريقة التي يرى بها المراهق العالم.
إظهار التقدير والاهتمام للمراهق يحقق المعجزات
يبحث المراهق في تلك المرحلة عن التقدير والاهتمام بشكل أكبر من أي مرحلة من المراحل، فإن لم يجدها في أسرته وبيئته الصغيرة الطبيعية، حاول أن يجدها في أي مكان آخر، وربما كان هذا المكان غير آمن، مثل جماعة الرفاق في المدرسة أو الشارع.
فإن أعطوه ما يبحث عنه من التقدير والاهتمام والاعتراف بوجوده فهذا يجعله تابعاً لهم في أي طلب يطلبونه حتى وإن كان ضد المنطق السليم والأخلاقيات.
لذا يجب على أي أب أو أم أو أي شخصية والدية أو من يقوم بدورهم أن يحاول دائماً اصطياد الفرص التي تتيح تزويد الطفل أو المراهق بالتقدير والاهتمام، مثل مدحه دائماً أمام الأقارب والأصدقاء، والحديث دائماً عن إنجازاته المختلفة، فهذا يزيد من انتماء المراهق لأسرته ويجعله يتقبل منهم ما لا يتقبله الآخرون.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_10747