كتابة :
آخر تحديث: 01/03/2022

مرحلة المراهقة في علم النفس وكيفية التعامل مع المراهقين

تعددت تعريفات مرحلة المراهقة في علم النفس وفي الكتب الأخرى، ولكن بشكل عام يوجد مفهومان لمرحلة المراهقة، أحدهما شائع بين الناس، والآخر هو الذي وضعه علماء النفس، ويختلف عن التعريف الشائع.
إن علماء النفس قاموا بتقسيم مرحلة المراهقة إلى عدة أقسام، وذلك لأن هذه المرحلة لا تنتهي في وقت قصير، ومن واجب الأهل الالتزام بقواعد ومعايير يمكنها أن تساعدهم في دعم أبنائهم، والحفاظ عليهم بصورة جيدة، فتابعوا معنا على موقع مفاهيم للتعرف عن هذا الموضوع أكثر.
مرحلة المراهقة في علم النفس وكيفية  التعامل مع المراهقين

تعريف مرحلة المراهقة

  • تعرف مرحلة المراهقة بأنها الفترة التي تقع بين عمر الثانية عشرة سنة وحتى الواحد وعشرون سنة، وتتميز هذه المرحلة بتغيرات جسمانية ونفسية متعددة، حيث يبدأ النمو الجسماني بشكل مختلف فتظهر مناطق الأنوثة عند الفتيات، ويصبح صوت الفتاة أنعم، كما يصبح صوت الشاب أخشن، كما تظهر علامات البلوغ في الذكر والأنثى.
  • ومن هذه العلامات نزول الدورة الشهرية والاحتلام عند الصبيان، وظهور الشعر في الأماكن الحساسة، بالإضافة لنمو الثديين، ويبدأ الجسم في أخذ الطول النهائي له، أو الثبات على طول معين.
  • كما تتميز مرحلة المراهقة بالتغيرات النفسية، مثل: الشعور بالاكتئاب والصداع، والإحباط، والتوتر النفسي الذي غالباً يكون شديد، وفي هذه المرحلة يسود أحياناً أزمات نفسية وصعوبة في التكيف مع المجتمع.
  • وهذا التعريف أوجدته بعض البحوث والدراسات الأمريكية التي أجريت على ما يقرب من أربعة وخمسون ألف مراهق، تم عرضهم على أخصائيين نفسيين، وأكدت النتائج أنهم يعانون من بعض الاضطرابات فيما عدا عدد قليل منهم لم يتجاوز 3%.

تعريف مرحلة المراهقة في علم النفس

  • مرحلة المراهقة طبقاً لتعريف علم النفس هي مرحلة انتقال الفرد من الطفولة إلى الرشد والبلوغ، ويحدث فيها مجموعة من التغيرات الجسمانية، وكذا النفسية والعقلية، والاجتماعية وهي مرحلة تغير الطفلة إلى امرأة، والطفل إلى رجل.
  • ويجب الانتباه إلى أن التغيرات التي تحدث في الطفولة والرشد هي تغيرات بطيئة بينما التغيرات التي تحدث في عمر المراهقة هي تغيرات سريعة جداً، ويعد النمو الجسدي هو أكثر التغيرات الواضحة بشكل كبير، كما أن النمو الجنسي يكون كبير جداً.
  • ومن أبرز التغيرات الجسدية في هذه المرحلة هو تغير الأعضاء التناسلية بدرجة كبيرة ونمو في الغدد، كما يفرز الجسم كثير من الهرمونات الجنسية التي تهيئ الجسم فيما بعد للزواج.

تقسيم مرحلة المراهقة في علم النفس

  • ينمو الإنسان على مراحل ويكون لكل مرحلة خصائصها الاجتماعية والفيزيولوجية والنفسية، الأمر الذي يميز كل مرحلة عن غيرها، ولكنها مراحل مترابطة ومتداخلة مع بعضها فتبنى كل مرحلة على ما قبلها.
  • وفي كثير من الأحيان تسبق الإناث الذكور في ظهور علامات البلوغ، كما تختلف الفتيات عن بعضها من حيث وقت البلوغ، ولكن الأغلبية منهن يكون البلوغ في نفس العمر.

ولقد تم تقسيم فترة المراهقة إلى عدة مراحل يمكننا ذكرها وشرحها في النقاط التالية :

  • مرحلة المراهقة المبكرة

وتبدأ هذه المرحلة من عمر عشرة سنوات وحتى ما قبل العام الرابع عشر، وتتميز بظهور التغيرات الجسمانية التي تم ذكرها، بالإضافة لشدة الحساسية من الأشخاص المحيطين، حيث يجد المراهق صعوبة في التكيف مع أسرته ومع المجتمع، فيميل إلى الانطواء والعزلة، ويتسم بالانفعال والعصبية الشديدة، بالإضافة إلى الخوف من أمور تتعلق بالمظهر الخارجي بشكل كبير.

  • مرحلة المراهقة الوسطى

هي المرحلة التي يستقر فيها النمو الجسماني والنفسي بشكل كبير عما سبق، ويمكن القول بأنها الفترة من العام الرابع عشر عام وحتى السابع عشر، ويصبح المراهق في هذه المرحلة أكثر تكيف مع استمرار النمو الداخلي،ولكن بسرعة أقل عما سبق.

وفي هذه المرحلة يبدأ اتضاح الرؤية لميول المراهق واتجاهاته، ويسعى المراهق إلى الاستقلالية بذاته فيتمر على السلطة العليا، سواء من المنزل أو في المدرسة، أو ضد أي شخص يحاول أن يمس استقلاليته، حيث أن المراهق يشعر بالمسؤولية المجتمعية، ويحب تقديم المساعدة للغير، ويشعر بأنه شخص مهم وله دور في المحيط الذي يعيش فيه.

  • مرحلة المراهقة المتأخرة

هي الفترة التي تبدأ تقريباً من العام السابع عشر وحتى الواحد وعشرين عام أو ما يقابلها من المرحلة الجامعية، حيث يكون الفرد قد وصل للنضج الجسماني والنفسي، والجنسي بشكل أكبر، ولكن النمو العقلي لازال مستمر إلى نهاية هذه المرحلة وما بعدها.

وفي هذه المرحلة تبدأ اللياقة البدنية والاهتمام بالملابس ترتفع بشكل كبير، ويحاول المراهق في هذه المرحلة يضبط انفعالاته واستجابته المختلفة للأمور بقدر ما يمكن، فيسعى إلى الوصول إلى الكمال في جميع الجوانب الشخصية.

بالإضافة إلى أنه يشعر بالاستقلالية وتحمل المسؤولية، كما تتكون لديه مهارة القدرة على اتخاذ القرار المناسب دون أخذ رأي أحد، ويبدأ في تحديد أهدافه التي يسعى لتحقيقها ثم يزداد اهتمامه بتحقيق التوافق الذاتي والاجتماعي، كما تتبلور لديه القيم الدينية والاجتماعية.

المشاكل المتعلقة بفترة المراهقة

تواجه المراهق مجموعة من المشكلات التي يمكننا حصرها في النقاط التالية:

  • يشعر المراهق أنه لم يعد يحتاج إلى رأي والديه ويلجأ في كثير من الأحيان إلى اتخاذ قراراته من دماغه دون مشورة الأم أو الأب، الأمر الذي يسبب كثير من المشكلات مع الأهل، خاصة إن وقع المراهق في أخطاء بسبب اتخاذ قراراته بنفسه.
  • فشل المراهق أحياناً في اختيار الأصدقاء، الأمر الذي يجعله يقع في اختيار أصدقاء السوء، فيتأثر بسلوكهم وعاداتهم السلبية، مما قد يسبب لهم الوقوع في مشاكل خطيرة، وقد يصل الأمر إلى حد الإدمان أو التدخين، أو تعاطي الحبوب المخدرة إن لم تتم مراقبته.
  • رغبة الشخص المراهق في فرض سيطرته على الأصدقاء والإخوة، بالإضافة إلى بعض السلوكيات العنيفة في التعامل.
  • استخدام وفهم الانترنت بشكل خاطئ، حيث يمكن للمراهق قضاء العديد من الساعات أمام مواقع التواصل الاجتماعي، مما يؤثر سلبياً على تواصله مع الأفراد في المجتمع ويجعله يتسم بالعزلة والانطواء.
  • الإصابة ببعض المشاكل النفسية والتي تتضمن الاكتئاب والعزلة، والقلق، وبعض الوساوس.
  • حدوث اضطرابات في الشهية عند كثير من المراهقين، فيقل معدل تناول الطعام عند البعض، كما يزداد عند البعض الآخر،وقد يصل الأمر إلى حد الإضراب على الطعام.
  • شدة الحساسية وسرعة الغضب، مما يجعل المراهق يقع في خلافات شديدة مع أبويه وأصدقائه وقد يفقد أصدقائه تماماً.
  • إدمان الانترنت، وقد يدمن بعض المراهقين الذين لم يتلقوا الرعاية والتعلم الديني، على المواقع الإباحية فيرون كل ما هو محرم ويتسبب ذلك في أضرار على الصحة الجنسية فيما بعد.

كيفية التعامل مع المراهق في جميع المراحل العمرية

عند التعامل مع المراهقين من جميع الأعمار يجب مراعاة بعض النقاط كما يلي:

  • مناقشة المراهق بهدوء دون تعصب أو صراخ، لأنه في حالة الصراخ لا يستجيب لكلام أحد.
  • احترام مشاعره وتقديره ومدحه في الأفعال الصحيحة والسعي لإصلاحه بالحسنى عندما يخطئ.
  • إشعار المراهق بالأمان والمودة ويجب أن يكون الوالدين هم أقرب الناس له ليحموه من المخاطر.
  • ترك له الحرية في اتخاذ القرار، وعدم فرض القرارات عليه.
  • مشاركة المراهق في مختلف الأنشطة.
  • مساعدته في تحقيق أهدافه وتنظيم أوقاته.
  • قضاء بعض الوقت معه لتعليمه وإدراكه الحياة.
  • تجنب النصائح المباشرة، وتقديم النصيحة في صورة قصة قصيرة.
  • التحدث مع المراهق كثير من المشاكل الشخصية المناسبة لعمره، حتى يتعلم الصراحة والفضفضة مع الأهل، فيتعلم دون أن يقع في أخطاء.
  • توضيح بعض من الثقافة الجنسية للمراهق، مثل: توضيح الخطأ في ممارسة بعض الأعمال المنحرفة.
بعد أن تعرفنا على مرحلة المراهقة وكيف يمكن للأهل التعامل معها، نتمنى أن يتعامل جميع الأهالي مع أبنائهم المراهقين دون تشدد أو تعصب، بل ويقول المثل الشعبي (إن كبر ابنك خاويه)، لذلك فأفضل حل هو مصادقة الابن المراهق، حتى يكون صريح مع أهله، ويتجنب الوقوع في أخطاء من الممكن أن تدمره إن لم يعلم الأهل بها.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ