كتابة :
آخر تحديث: 06/05/2022

ما نظريات فرويد وعلم النفس؟ وهل اللاواعي هو الذي يحدد سلوكنا؟

يعتبر فرويد واحدا من أشهر العلماء في مجال الطب النفسي، وله العديد من النظريات التي توضح كيفية عمل اللاواعي أو العقل الباطن للإنسان، ومدى تأثير ذلك على حياة الإنسان. لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن فرويد وعلم النفس، كما سنوضح في هذا المقال كيف وضع فرويد الأسس الخاصة بتشخيص الأمراض النفسية وعلاجها، وكيف كانت طريقته في العلاج عميقة وغريبة بالنسبة لزملائه في هذا الوقت.
ما نظريات فرويد وعلم النفس؟ وهل اللاواعي هو الذي يحدد سلوكنا؟

نَبْذَة بسيطة عن سيجموند فرويد

قبل التعرف على أهم نظريات فرويد وعلم النفس يجب معرفة بعض المعلومات البسيطة عن هذا العالم النفسي الشهير:

  • ولد فرويد في 6 مايو عام 1856 م، وتوفي في 23 سبتمبر في عام 1939م، وموطنه الأصلي النمسا، وديانته اليهودية.
  • عُرف عن فرويد في صغره أنه طفل يحب العلم، وأن كان طفلا متفوقا وتلميذا ذكيا للغاية، وهو ما جعله يدرس الطب.
  • ولكن عندما التحق فرويد بالجامعة لدراسة الطب تغيرت أموره كثيرا حيث كان غير متفوقا في دراسة الطب.
  • فقد استغرقت دراسة الطب لدى فرويد مدة تزيد عن سنوات الدراسة الجامعية المخصصة لهذا المجال، التي كانت في هذا الوقت 4 سنوات.
  • حيث ظل فرويد يدرس الطب لمدة ثماني سنوات ليحصل من بعدها على شهادة تخرجه من كُلْيَة الطب.
  • ثم قام فرويد بعد ذلك بدراسة تخصص معين في مجال الطب ألا وهو علم التشريح والأعصاب.
  • في أثناء دراسة فرويد لعلم التشريح والأعصاب قابل صديق له في مجال الطب النفسي وهو جوزيف بروير.
  • وفي هذا الوقت كان جوزيف يقوم بعلاج المرضى المصابين بالهستيريا عن طريق ما يسمى بالتفريغ.
  • والتفريغ في الطب النفسي هو إجراء جَلسة مع المريض من أجل توجيهه للرجوع بالزمن للخلف، وتذكر بعض الأحداث القديمة.
  • حيث يتم من خلال جلسات التفريغ تحرير المشاعر المتعلقة بصدمات الشخص في الماضي، التي كانت السبب الرئيسي في إصابة الشخص بالهستيريا.
  • وقد أعجب فرويد كثيرا بهذه الطريقة غير التقليدية في العلاج النفسي، ومن ثم قرر فرويد دراسة الطب النفسي داخل النمسا وخارجها.
  • حصل فرويد على درجة الدكتوراه والماجستير في مجال الطب النفسي.

العلاج بالتداعي الحر

قام فرويد بإجراء العديد من البحوث العلمية مع صديقه جوزيف بروير بعد دراسته للطب النفسي لدراسة مرض الهيستيريا بشكل أكبر، وإيجاد طرق علاج غير تقليدية له، وتوصل للآتي:

  • اكتشف فرويد طريقة أخرى لعلاج مرض الهستيريا وبعض الأمراض النفسية الأخرى التي تعتبر من الأمراض النفسية الصعبة أو المستعصية في ذلك الوقت.
  • أطلق فرويد على طريقته الجديدة في علاج الأمراض النفسية طريقة التداعي الحر.
  • حيث تقوم طريقة التداعي الحر لفرويد على توجيه المريض بطريقة أو بأخرى لدخول المريض إلى عقله اللاواعي.
  • ومن ثم يتم ترك المجال للمريض للتعبير أكثر عن الأفكار والمشاعر المكبوتة بداخله مهما كانت تافهة أو غريبة له.

فرويد والطب النفسي

كان لفرويد العديد من النظريات والإسهامات في مجال علم النفس، والتي وضحت الكثير من الأسباب الرئيسة لبعض الأمراض النفسية، ومنها ما يلي:

  • حيث كانت هذه الأمراض تشكل غموضا كبيرا عند الكثير من الباحثين في مجال الطب النفسي في هذا الوقت.
  • بالإضافة إلى أن فرويد ابتكر أكثر من طريقة لعلاج بعض الأمراض النفسية المستعصية.
  • وتميزت طرق العلاج الخاصة بفرويد في هذا الوقت بأنها غريبة وغير تقليدية.
  • ولذلك كان فرويد محل هجوم كبير من بعض الباحثين في مجال الطب النفسي سواء في عصره أو في العصر الحالي.

إسهامات فرويد في مجال الطب النفسي

  • ثم أن فرويد أسس الكثير من المدارس العلاجية في مجال الطب النفسي، والتي منها مدرسة التحليل النفسي، وعلم النفس الحديث.
  • بالإضافة إلى اكتشاف فرويد للعديد من الطرق العلاجية التي يتم من خلالها الدخول إلى العقل اللاواعي للمريض من أجل تفريغ الكبت أو المشاعر المختزنة به.
  • والمقصود بالكبت هنا هو الرغبات المكبوتة لدى الشخص، والتي كبتها في اللاوعي لديه، ولم يستطع التعبير عنها أو ممارستها.
  • وسبب كبت هذه الرغبات هو معتقدات الشخص حول بعض الأمور في الحياة، والتي اكتسبها من البيئة المحيطة به أو الدين الخاص به.
  • ثم أن الرغبات المكبوتة عند الإنسان تتعلق بالرغبات الجنسية أو بنظرة الشخص عن الدين أو الله، أو بالجنس الآخر أو بنظرة الشخص لذاته وللآخرين.

عقدة أوديب عند فرويد

تعتبر عقدة أوديب من الأمور التي تحدث عنها فرويد وعلم النفس، وهذه المرحلة تنشأ أو تظهر عند الطفل في المراحل الأولى من حياته، وتتمثل فيما يلي:

  • حيث تنشأ عقدة أوديب عند الطفل ما بين عمر الثلاث إلى ست سنوات، وتكون موجودة أكثر عن الأطفال الذكور.
  • حيث يشعر الطفل الذكر في هذه المرحلة من عمره أنه يريد أن يمتلك والدته أو يجعلها ملك له هو فقط.
  • ويريد الطفل في هذه المرحلة العمرية أن يتخلص من والده لأنه يرى في عقله اللاواعي أن هذا الأبُّ يشاركه في والدته.
  • ولكن مع الوقت يشعر الطفل أن فعلًا والده يملك والدته، ويشاركه فيها، ولا يستطيع أن يجعلها ملك له هو فقط.
  • ومن ثم يبدأ هذا الطفل في التصادم مع والده مع دخول هذا الطفل لفترة المراهقة، خاصة في المدّة التي تتراوح ما بين 13 إلى 19 عاما.
  • ويكون هذا التصادم النابه من الطفل تجاه والده نابعا من اللاواعي لديه، ولا يكون بشكل مقصود منه.

عقدة أوديب

  • ومن هنا يبدأ الطفل في مرحلة المراهقة بالشعور بمشاعر متناقضة تجاه والده، فهو في العمق يكرهه لأنه يشاركه في أمه، ولكن في الظاهر يحبه لأنه والده.
  • ومن هنا لا يكون لدى الطفل حلا إلا التماشي أو مجاراة تصرفات وأفكار والده حتى لا ينشأ صراع كبير بينهما.
  • وهذه الأفكار والمعتقدات الخاصة بوالد الطفل هي في الأساس أفكار ومعتقدات المجتمع.
  • ومن هنا تنمحي شخصية الطفل، والذي يكون غير قادرا على تكوين شخصية مستقلة له خوفا من حدوث هجوم ما عليه من قبل المحيطين به.
  • وذلك بسبب تبني هذا الطفل لبعض الأفكار والمعتقدات المخالفة لأفكار وتقاليد المجتمع الذي يعيش فيه، والتي ستجعله منبوذا أو مرفوضا من قبل مجتمعه.
  • ومن هنا لا يسعى هذا الطفل عندما يكبر إلى التغيير أو الخروج عن أفكار ومعتقدات القطيع خوفا من أن هذا التغيير سيجعله مرفوضا، أو سيتعرض للانتقاد أو التنمر من قبل المحيطين به.
  • مما يجعل هذا الطفل في الكبر شخصا مستسلما لواقعه، ويخاف الخروج من منطقة راحته التي اعتاد عليها.

اللاواعي عند فرويد

  • من أهم الأمور التي اهتم فرويد بدراستها هي العقل اللاواعي للإنسان، حيث اكتشف فرويد أنه لا توجد مصادفة في حياة البشر، وأن كل شيء مقدر ومحسوب بدقة شديدة.
  • حيث يقول فرويد أن رغبات وأفكار الشخص المختزنة أو المكبوتة في العقل اللاواعي له تساهم بشكل كبير في تشكيل واقعه أو السلوكيات التي يقوم بها.
  • فعلى سبيل المثال شخص تعرض للتحرش الجنسي في سن مبكرة أو في مرحلة الطفولة المبكرة، ولم يفصح هذا الطفل عما تعرض له في الصغر.
  • وعندما يكبر هذا الطفل سيتعرض لأكثر من مرة إلى التحرش سواء اللفظي أو الجنسي أو المعنوي.
  • وهنا يكون هذا الشخص الذي تعرض للتحرش في صغره غير مدركا للسبب الرئيسي وراء تعرضه للتحرش كثيرا.
  • ومن هنا يبدأ الصراع عند هذا الشخص، وبسبب قلة الوعي عنده فلا يكون لديه علما أنه من الممكن أن يكون قد تعرض لحادث مشابه في الصغر، ولم يفصح عنه لأحد.
  • أو من الممكن أن يكون هذا الشخص قد شاهد مشهد اغتصاب أو تحرش في التلفاز، وتأثر بها كثيرا، وانحفر في اللاوعي عنده، وجذب له حدث مشابه في الكبر.
  • ويقول فرويد أنه بمجرد أن يحرر الشخص صدمات الطفولة التي تجذب له نفس الأحداث في الحاضر الخاص به باستخدام التداعي الحر سيتبدل واقع الشخص، وتختفي هذه الأحداث السلبية من عالمه.
كانت هذه بعض المعلومات عن فرويد وعلم النفس، وإسهامات هذا العالم في هذا المجال، والتي قد تحتمل الخطأ أو الصواب، ولكن لا يمكن إنكار أن بسبب هذا العالم تم اكتشاف العديد من الأمور الصعبة في مجال علم النفس، بالإضافة إلى وضعه لطرق غير تقليدية في العلاج النفسي التي ما زالت تمارس حتى يومنا هذا.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ