كتابة :
آخر تحديث: 12/03/2022

العلاج النفسي للأطفال

العلاج النفسي للأطفال، لا تظن ولو للحظة أن الأطفال لا يحتاجون للعلاج النفسي، فالمرض النفسي مثله مثل أي مرض عضوي يمكن أن يصيب أي إنسان حتى وإن كان طفلاً.
فالطفل في سنوات عمره الأولى يؤسس للعديد من العادات النفسية والسلوكية التي يكتسبها بسرعة فائقة لا يتصورها البعض، تلك السرعة في اكتساب العادات والأفكار يجب أن تواكبها سرعة في الملاحظة من الأبوين وحسن التصرف والفهم، ويتخذون من الخطوات النفسية ما تساعد في عبور الأزمة بسلام، وهذا ما سنتعرف عليه الان على موقعكم مفاهيم.
العلاج النفسي للأطفال

العلاج النفسي للأطفال .. من أين نبدأ؟

  • نبدأ في العلاج النفسي للأطفال من فترة ما قبل زواج الأبوين، نعم تلك هي الحقيقة التي يجب أن يتعرف عليها كل إنسان، إن رعاية الأطفال نفسياً تبدأ بإجراءات يقوم بها الأبوين للتأكد من بعض الأمور.
  • تلك الإجراءات التي يجب أن يتعرف عليها كل مقدم على الزواج، فمن تلك الإجراءات ما يتعلق بثقافة المقدمين على الزواج ومعلوماتهم العامة عن الأسرة والبيت.
  • كما أن من تلك الإجراءات ما يتعلق بتحليلات يقوم بها الشاب والشابة للتأكد من عدم وجود مشكلات وراثية في حالة وجود قرابة من الدرجة الأولى، ففي حالة وجود تلك المشكلات تزيد من احتمالات وجود مشكلات نفسية وعقلية للأطفال، مثل: التوحد وغيرها من الأمراض النفسية

المعلومات الأساسية التي يجب تعلمها

  • هناك معلومات أساسية يجب أن يحيط بها علماً أي مقدم على الزواج، وذلك يساعد بشدة في تقليل احتمال إصابة الأطفال بالأمراض النفسية، فكلما زاد الوعي النفسي للأبوين، كلما قلت احتمالات الإصابة بالأمراض النفسية، مثلهم في ذلك مثل الأبوين الذين يتخذون الحيطة دائماً وأسباب الوقاية من الأمراض العضوية، كاستخدام المطهرات والتنظيف المستمر، فتقل معهم احتمالية الإصابة بالأمراض العضوية.

المعلومات الأساسية في نقاط

  • يجب أن يعلم كل شاب وتعلم كل فتاة أن الحياة الزوجية ليست جنة بلا متاعب، كما أنها ليست عذاب بلا نهاية، ولكنها مرحلة في الحياة مثل أي مرحلة يعيشها الإنسان بكل ما فيها، فليتعلم الإنسان من الخطأ ولا يغتر بالصواب.
  • كما أنه من المعلومات الأساسية التي يجب أن يتعرف عليها أي شاب أن هناك ظروف صعبة تمر بها الفتاة عند زواجها بشخص غريب عنها، فهي خرجت من بيئة تعرفها جيداً، وتعرف أبعاد شخصية كل فرد من أفراد أسرتها، أما في بيتها الجديد فهي تعاشر شخصاً جديداً عليها، لا تعرف عنه إلا القشور، فمهما طالت فترة الخطوبة فهي لا تساعد على التعرف على الشخصية الحقيقية، فلا تعرف على الشخصية الحقيقية إلا من خلال العشرة والاختلاط الكامل لفترة من الوقت.
  • ابتعد عن الصورة المثالية ولا تأخذ بعض النصائح على أنها مبادئ مسلم بها، فلا مثالية في الحياة الزوجية، ولكن هناك فهم لشخصية كل طرف، ومعرفة بعيوبه وقدراته، وما هي حدود أفكاره وإدراكه، فبعد فترة قد تمتد لسنة أو سنتين، قد تجد نفسك شخصاً آخر، وقد تجدين نفسك فتاة أخرى، تعرفت على أبعاد زوجها، وهو تعرف على أبعاد زوجته، ووجد الحلول العملية التي يتعامل بها مع عيوبها، وهي أيضاً وجدت الحلول العملية للتعامل مع عيوبه.

التربية الحسنة للأبناء

عندما يرزقك الله بطفل أو طفلة عزيزي القارئ اعلم أنك في أهم مشروع استثماري في حياتك، مشروع استثماري لك في الدنيا والآخرة، مشروع لا تقارن مكاسبه بأي مشروع آخر مهما بلغت أرباحه وفوائده، وذلك للأسباب الآتية:

  1. أنك في تربيتك الصالحة لطفلك يكتب لك الله بكل عمل صالح يعمله طفلك ومن في ذريته حسنة، ففي كل كلمة صالحة يقولها لك بها حسنة، وبكل عمل صالح ينفع الناس لك فيه حسنة، فتخيل عدد الحسنات التي تضاف لصحيفتك في الآخرة حتى بعد مماتك من الأعمال الصالحة التي علمتها لطفلك، وعلمها طفلك لمن بعده، ومن بعده، حتى قيام الساعة.
  2. أنت في تربيتك النفسية والواعية لطفلك تؤسس شخصاً سوياً يساعدك في حل مشكلاتك في المستقبل، فأنت في الحقيقة تصنع عقلاً ونفساً واعية تشير إليك بالحلول التي لا تخطر على بالك، وتساعدك على ما لا تتخيل يوماً أنك قادر عليه.
  3. في لقاء تليفزيوني قال الفنان الكوميدي سمير غانم أنه معجب جداً بأسلوب ابنته دنيا سمير غانم في اتفاقاتها المادية، لدرجة أنه يعتمد عليها في اتفاقاته الشخصية، لأنها ذكية جداً في هذا الأمر، فأنت حين تحسن تربية أبناءك نفسياً فإنك تقوم بصناعة مستشار لا يمل من مشاورته الصالحة لك.

علامات الخطر نفسياً عند تربيتك لطفلك

هناك بعض العلامات التي يجب أن يلاحظها المربي في طفله عند التربية، تلك العلامات نلخصها في السطور القادمة:

  1. إذا وجدت طفلك يطلب منك الحوار وأنت لا تجد الوقت للرد عليه، فاعلم أن تلك من علامات الخطر، لأن طفلك حينها سيتعلم أنك لن تسمعه للأبد، ويبحث عن شخص آخر يسمعه ولا تضمن الرد الذي ينتظره من هذا الآخر، أهو خير أم شر، فلا تبخل بوقتك على ابنك.
  2. إذا وجدت طفلك يقل من الحديث معك ويمسك بالمحمول، والتابلت، ويفضلهم على الجلوس معك، فاعلم أنه وجد ألفته ومتعته بعيداً عنك، وهذا من علامات الخطر، فحين تفقد لغة الحوار والألفة بينك وبين ابنك فإنك لن تغنيك أموال الأرض للحصول على لحظة ود صادقة في حوار هادئ مع ابنك، فسارع بعلاج الأمر سريعاً إذا ما وجدت ذلك.
  3. إذا وجدت طفلك يغرق في أحلام اليقظة والخيالات المبالغ فيها دون أن يكون له حلم واقعي يحققه، مثل لعبة رياضية يتدرب عليها، أو هواية جميلة يسعى للحصول على التقدير من خلال إتقانه لها، فاعلم أنك فقدت الصلة بابنك في الواقع، وأن ابنك اختار الخيال لأنك فشلت في الاتصال به في الواقع، فسارع باستعادة ابنك في الواقع، وأنفق من الوقت والمال والأفكار ما تحاول إقناعه بحتمية العودة للواقع بأي ثمن.
  4. حاول أن تفكر معه في حلم لعبة رياضية يلعبها، أو حلم برنامج تقني يتعلمه ويصنعه، أو هواية صالحة يحبها فتفتح له باباً للتدريب عليها، فمهما كلفك الأمر، فهو رخيص إذااستثمرت في ابنك الاستثمار الصالح.
  5. يظن البعض أن الالتحاق بالمدارس باهظة التكاليف والاشتراك في النوادي الرياضية الباهظة الثمن يغني عن دور الأب أو دور الأم، فهذا لا علاقة له بالتربية النفسية السليمة، فالتربية النفسية السليمة لا علاقة لها بالمستوى المادي، فهناك أشياء لا تقدر بثمن، فالمبادئ الصالحة التي تعلمها لابنك لا تحتاج لمال، ولكن تحتاج لنية صالحة وإرادة وقدرة على التضحية بفرص مادية في مقابل الحصول على مبادئ لا تقدر بثمن، فهناك من الآباء من يعمل في اليوم الواحد ثلاث أعمال أو يسافر، ويترك الأطفال فريسة لحوارات هدامة سواء بينهم وبين أنفسهم، أو بينهم وبين آخرين، فالتضحية بفرص مادية ربما كان واجباً في بعض الأحيان في سبيل الحصول على تأسيس نفسي وعقائدي سليم.
وأخيراً .. فإن العلاج النفسي للأطفال أمر لا يمكن حصره في بعض السطور القليلة، ولكن حاولنا في السطور السابقة ملامسة بعض المبادئ التي تساعدك على فهم أهمية وإدراك بعض الأساليب التي تساعد على تحقيق ذلك.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ