كتابة :
آخر تحديث: 03/11/2024

ظاهرة العنف ضد كبار السن وطرق منعها

انتشرت ظاهرة العنف من قبل بعض الأشخاص لكبار السن بشكل كبير للغاية من خلال استخدام أساليب إيذاء مختلفة لهؤلاء المسنين، مما جعلها من أخطر الظواهر الاجتماعية المرفوضة، لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن العنف ضد كبار السن. ظاهرة العنف بجميع أشكالها وخاصة ضد كبار السن من أخطر الظواهر الاجتماعية التي تحارب وجود الفضيلة وعمل الخير في جميع المجتمعات، ويمكن القضاء عليها من خلال استرجاع زراعة قيمنا الإنسانية.
ظاهرة العنف ضد كبار السن وطرق منعها

ما هو العنف؟

  • يمكننا أن نقوم بتعريف العنف على أنه تلك السلوكيات المختلفة التي يتم استخدامها من أجل إيذاء شخص بعينه سوء كان هذا الإيذاء من الناحية الجسدية أو النفسية.
  • والعنف له العديد من الأشكال والأساليب التي كلها في النهاية تجتمع على معنى الإيذاء وذلك من خلال استخدام أساليب الإيذاء اللفظية أو الأساليب الخاصة بالإيذاء الجسدي وكل هذه الأمور تؤثر سلبا على الشخص الذي يتم توجيه أساليب العنف تجاهه

العنف له آثار سلبية كبيرة على المستوى الفردي أو حتى على مستوى المجتمع ككل وتتمثل في:

  • انتشار الأمراض النفسية والعقلية.
  • نشر القيم والعادات ذات الطابع السلبية في المجتمع.
  • ناتج انتشار تفكك الروابط الاجتماعية وانتشار العديد من القيم السلبية داخل المجتمع.
  • الحض على الكراهية وحملات التحريض.
  • العنف الجسدي والذي يتمثل في استخدام أساليب الضرب المختلفة.

باختصار ظاهرة العنف هي ظاهرة من الظواهر التي تحتاج إلى دراسة وافية من أجل وجود الحلول لهذه العادة السلبية التي انتشرت بشكل كبير للغاية في مختلف المجتمعات والتي أدت إلى عواقب سلبية وخيمة في تلك المجتمعات.

العنف ضد المسنين

  • العنف ضد المسنين هو شكل من أشكال الإساءة التي يتعرض لها الأفراد في مرحلة الشيخوخة، ويمكن أن يظهر في عدة أشكال، بما في ذلك العنف الجسدي، العنف النفسي، الإهمال، والاستغلال المالي، ويعتبر هذا النوع من العنف مشكلة اجتماعية وصحية هامة تتطلب الوعي والتدخل.
  • وهو المصطلح الذي يشير إلى استخدام الأساليب التي تتسم بالخشونة أو عدم التقدير ضد الأشخاص الكبار في السن والتي تتسبب لهم في العديد من المضايقات والأضرار النفسية والجسدية وتعتبر هذه الأساليب عن سلوكيات متعمدة يقوم بها فرد أو عدد من الأفراد.
  • ويعتبر العنف ضد المسنين من الأمور الخاطئة للغاية ويعتبر من القضايا المجتمعية الرئيسية والتي تنظر إليها المحاكم الدولية والمجتمعية بحيث تحافظ على حقوق هؤلاء الأشخاص المسنين وتحميهم من آثار العنف.

أسباب العنف ضد كبار السن

أسباب العنف ضد كبار السن يمكن أن تكون متعددة ومعقدة، وتشمل عوامل اجتماعية ونفسية واقتصادية، إليك بعض الأسباب الشائعة التي قد تؤدي إلى العنف ضد هذه الفئة:

  • الشعور بالضغوط النفسية نتيجة التعامل مع متطلبات المسن المتكررة والمرهقة.
  • فرق الثقافات بين المسن ومقدم الرعاية أو الشخص الذي يصطحب المسن مما يخلق فجوة في التعامل قد تدفعه للعنف ضده.
  • الرغبة في الاستغلال المالي للمسن مما قد يدفع الأشخاص إلى ممارسة العنف ضدهم عند اعتراضهم.
  • عناد كبار السن ورغبتهم في السيطرة الكاملة دون منح فرصة للآخرين في التعبير عن وجهة نظرهم أو فعل ما يحتاجونه مما يجعلهم عرضة للعنف اللفظي أو الجسدي منهم.
  • عدم فهم احتياجات كبار السن أو عدم القدرة على تقديم الرعاية المناسبة قد يؤدي إلى سلوكيات غير مقبولة.
  • بعض الثقافات قد لا تعترف بحقوق كبار السن أو قد تروج لأفكار تعزز العنف ضدهم، مما يؤدي إلى سلوكيات مؤذية.

أنواع العنف ضد كبار السن

يمكننا التعرف على أنواع العنف التي يتعرض لها كبار السن من خلال الآتي:

العنف الجسدي ضد الأشخاص كبار السن:

  • وهو أحد صور وأنواع العنف التي يتم استخدامها مع الأشخاص المسنين والتي تتسبب في تأثيرات سلبية عديدة تتعلق بالنواحي الجسدية تجاه هؤلاء الأشخاص المسنين. من خلال استخدام أساليب ضرب المسنين من قبل أشخاص معينين داخل جمعيات كبار السن أو استخدام أساليب الدفع لهؤلاء الأشخاص أو حتى استخدام أساليب الصفع تجاه هؤلاء الأشخاص.

العنف العاطفي تجاه الأشخاص المسنين:

  • وهو ضرب آخر من ضروب العنف الذي يتم توجيهه تجاه الأفراد كبار السن ويعبر هذا النوع من العنف عن إهمال الجوانب العاطفية تجاه هؤلاء الأشخاص ومن صور هذا النوع من أنواع العنف ضد المسنين.
  • قيام مقدم الرعاية بتوجيه التهديد للأشخاص المسنين أو الصراخ في وجههم وعدم معاملتهم بشكل جيد وإهمال هؤلاء الأشخاص وعدم النظر إلى متطلباتهم أو الاستهزاء بالشخص الكبير في السن.
  • وتوجيه التنمر على هذا الشخص كل هذه الأمور تتسبب في آثار سلبية على نفسية هؤلاء الأشخاص وعلى عواطفهم وتؤثر أيضاً على تفاعلهم في النواحي الاجتماعية.

الاستغلال المالي للمسنين:

  • ويعتبر الاستغلال المالي من صور العنف التي تمارس ضد المسنين وذلك من خلال الحصول على أموالهم وممتلكاتهم بدون إذنهم.
  • وذلك من خلال استغلال ضعف هؤلاء الأشخاص والحصول على إمضاءهم والعمل على تزوير الشيكات الخاصة بهؤلاء الأشخاص ومن خلال أخذ بطاقات الائتمان الخاصة بهم والعمل على تغيير الأسماء الموجودة في الوصية بحيث تحدث كل هذه الأمور بدون استئذان الشخص الكبير في السن.

الإهمال للمسن:

  • هو درب من دروب العنف التي يتم توجيهها للأشخاص الكبار في السن وتوجه من خلال عدم ملاحظة هؤلاء الأشخاص ومتطلباتهم المختلفة من قبل الأشخاص مقدمين الرعاية الأمر الذي يجعل المسنين يعانون من مشكلة الإحباط من خلال قلة التقدير لهؤلاء الأشخاص.

العنف اللفظي للمسن:

  • وهو أحد أنواع العنف التي يتم توجيهها إلى الأشخاص المسنين وذلك من خلال استخدام الألفاظ السيئة والموحشة عند التعامل مع هؤلاء الأشخاص أو من خلال توجيه السب والشتم لهؤلاء الأشخاص.
  • ولا شك في أن هذا النوع من أنواع العنف الذي يوجه للشخص الكبير في السن من الأمور التي تصيبه بمشاكل نفسية متعددة وتجعل لديه درجة عالية من درجات الإحباط.

عدم تقديم الرعاية لهؤلاء الأشخاص:

  • من خلال إهمال هؤلاء الأشخاص وعدم تنفيذ متطلباتهم حيث أن معظم الأشخاص كبار السن يحتاجون لدرجة عالية من درجات الرعاية.
  • كما إنهم يعتمدون على أشخاص آخرون في تنفيذ مطالبهم المختلفة وبالتالي فإن التقصير في تنفيذ مطالب هؤلاء الأشخاص يعتبر من الأمور التي تمثل العنف تجاه هؤلاء الأشخاص.

العنف الجنسي للمسنين:

  • وهو صورة بشعة من صور العنف حيث يتم استغلال الأشخاص كبار السن من أجل التخلص من الشهوة الجنسية أو من خلال إجبار هؤلاء الأشخاص على مشاهدة مقاطع جنسية أو صور خادشة للحياء.

ما هي أهم المشاكل التي تواجه المسنين؟

تواجه فئة المسنين العديد من المشاكل والتحديات التي تؤثر على نوعية حياتهم وصحتهم العامة، إليك بعض من أهم هذه المشاكل:

  1. الأمراض المزمنة: مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، التي تتطلب إدارة مستمرة.
  2. مشكلات الحركة: مثل التهاب المفاصل أو ضعف القدرة الحركية، مما يؤثر على الاستقلالية.
  3. العزلة الاجتماعية: قد يعاني المسنون من الوحدة والعزلة بسبب فقدان الأصدقاء أو العائلة، أو بسبب عدم قدرتهم على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
  4. الإهمال أو الإساءة: يمكن أن يتعرض بعض المسنين للإهمال أو الإساءة من قبل مقدمي الرعاية أو أفراد الأسرة.
  5. التغيرات النفسية: تشمل الاكتئاب والقلق، حيث قد يشعر المسنون بالحزن بسبب فقدان الأحبة أو التغيرات في حياتهم.
  6. الصعوبات المالية: يعتمد العديد من المسنين على معاشات تقاعدية أو دعم حكومي، مما قد يسبب ضغوطًا مالية في ظل زيادة تكاليف الرعاية الصحية والمعيشة.
  7. صعوبة الوصول إلى الخدمات: يمكن أن يواجه المسنون صعوبات في الوصول إلى الرعاية الصحية، أو المواصلات، أو الخدمات الاجتماعية بسبب مشاكل الحركة أو ضعف البصر.
  8. فقدان الاستقلالية: مع تقدم السن، قد يحتاج البعض إلى دعم إضافي في الأنشطة اليومية مثل الطهي، والتنظيف، والرعاية الشخصية، مما يؤثر على شعورهم بالاستقلالية.
  9. مشاكل في النوم: قد يعاني المسنون من صعوبات في النوم، مما يؤثر على صحتهم العامة وراحتهم النفسية.
  10. ضعف الذاكرة: يواجه العديد من المسنين مشاكل في الذاكرة والتركيز، مما قد يؤدي إلى القلق أو الارتباك.
  11. التحولات في العلاقات الأسرية: يمكن أن تتغير الديناميات الأسرية مع تقدم العمر، مما يؤثر على الدعم العاطفي والعملي الذي يتلقاه المسن.

كيفية التعامل مع الأشخاص كبار السن؟

يمكننا توضيح كيفية التعامل مع الأشخاص المسنين من خلال النقاط التالية:

  • الاهتمام بصحتهم: معظم الأشخاص الكبار في السن يعانون من أمراض مختلفة وبالتالي يجب على الأشخاص المحيطين بهم أن يضعوا هذا الأمر في الحسبان وذلك من خلال إعطائهم الأدوية التي يحتاجون إليها أو إعطائهم جرعات الأنسولين في الوقت المحدد ومساعدتهم على فحص أسنانهم بشكل دوري.
  • الاهتمام بتغذية الأشخاص الكبار في السن: يعتبر الغذاء من أهم المتطلبات الخاصة بالأشخاص الكبار في السن وذلك من أجل وقايتهم من العديد من الأمراض والمحافظة على صحتهم وبالتالي يجب أن نهتم بهذا الأمر من خلال إعداد الأطعمة الصحية لهم وتقديمها لهم بشكل دائم.
  • التعامل مع هؤلاء الأشخاص بلطف وبرفق: وعدم إشعارهم بأنهم أشخاص بالقيمة والعمل على تعزيز النواحي الإيجابية لهم وعدم استخدام ألفاظ وعرة أو خادشة للحياء خلال التعامل معهم.

حل مشكلة إهمال كبار السن

حل مشكلة إهمال كبار السن يتطلب تضافر جهود المجتمع بأسره، بما في ذلك الأسر، ومقدمي الرعاية، والحكومات، وإليك بعض الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها لمعالجة هذه المشكلة:

  • حملات توعوية: تنظيم حملات توعية حول حقوق كبار السن وأهمية الرعاية الجيدة لهم، وطرق التعرف على علامات الإهمال.
  • تثقيف الأسر: تقديم ورش عمل ودورات تدريبية للأسر ومقدمي الرعاية حول كيفية تلبية احتياجات كبار السن.
  • تعزيز الرعاية المنزلية: توفير خدمات الرعاية الصحية المنزلية والمساعدة الشخصية لضمان بقاء كبار السن في منازلهم بأمان.
  • إنشاء مراكز رعاية: إنشاء مراكز مجتمعية تقدم الدعم والأنشطة لكبار السن، مما يوفر لهم بيئة اجتماعية آمنة.
  • توفير الدعم المالي: تحسين البرامج الحكومية التي تقدم الدعم المالي لكبار السن وأسرهم لمساعدتهم في تغطية تكاليف الرعاية.
  • تنظيم قوانين حماية كبار السن: تعزيز القوانين التي تحمي حقوق كبار السن وتجرم الإهمال.
  • تنظيم الفعاليات الاجتماعية: إقامة أنشطة وفعاليات موجهة لكبار السن لتعزيز التواصل الاجتماعي والحد من العزلة.
  • تشجيع التطوع: تشجيع المجتمع على المشاركة في الأنشطة التطوعية لرعاية كبار السن، مما يخلق بيئة دعم اجتماعي.
  • تقديم المشورة النفسية: توفير خدمات المشورة النفسية لكبار السن لمساعدتهم في التغلب على مشاعر الوحدة والاكتئاب.
  • توعية الأسر بمشكلات الصحة النفسية: تثقيف الأسر حول كيفية التعرف على علامات الاكتئاب أو القلق لدى كبار السن.
  • توفير وسائل تواصل حديثة: استخدام التكنولوجيا لتعزيز التواصل بين كبار السن وأسرهم، مثل التطبيقات المخصصة للمكالمات الصوتية والفيديو.
  • تطبيقات الرعاية الصحية: استخدام تطبيقات لمراقبة الصحة وتذكير كبار السن بمواعيد الأدوية أو المواعيد الطبية.
  • الترويج لقيم الاحترام: تعزيز القيم التي تركز على الاحترام والتقدير لكبار السن في المجتمع، مما يساعد في تقليل الإهمال والإساءة.
  • تقديم خدمات مخصصة: تقييم احتياجات كل مسن بشكل فردي وتقديم الرعاية والخدمات التي تتناسب مع احتياجاته.

استراتيجيات الوقاية من العنف ضد كبار السن

وتتمثل تلك الاستراتيجيات في النقاط التالية:

  • أولا: العمل على تنفيذ برامج مدرسية تحث على نبذ العنف الذي يوجه للأشخاص الكبار في السن وعقد الندوات التي تحثنا على أهمية احترام هؤلاء الأشخاص والمحافظة على حقوقهم.
  • ثانيًا: البرامج التلفزيونية لها دور كبير في التخلص من مشكلة العنف ضد المسنين وذلك من خلال عرض البرامج التلفزيونية التي تعلمنا كيفية التعامل مع هؤلاء الأشخاص وأهمية احترامهم.
  • ثالثًا: دور المساجد ودور العبادة المختلفة وتوضيح حرمة التعامل العنيف مع الشخص كبير السن وتوضيح واجبنا نحو هؤلاء الأشخاص وحمايتهم والحفاظ على حقوقهم.
  • رابعا: التدريب الجيد للأشخاص الذين يعملون في مجالات الرعايا على الطرق الجيدة التي تحمي هؤلاء الأشخاص من مشكلة التعامل العنيف وعلى كيفية التعامل معهم.
  • خامسًا: العمل على معاقبة الأشخاص الذين يستخدمون أنواع العنف المختلفة مع الأشخاص كبار السن من قبل الدولة ووضع البنود الواضحة التي تجرم استخدام العنف ضد الأشخاص المسنين.

عقوبة الاعتداء على كبار السن

يُعتبر الاعتداء على كبار السن جريمة تستوجب العقاب بموجب النظام. العقوبات المحتملة تشمل:

  1. السجن: يمكن أن تصل العقوبة إلى السجن لفترات تتراوح بين 6 أشهر إلى 5 سنوات، حسب طبيعة الجريمة وظروفها.
  2. غرامة مالية: بالإضافة إلى العقوبة السجنية، قد يُفرض على الجاني غرامة مالية تتراوح بين 10,000 إلى 100,000 ريال سعودي.
  3. الإجراءات التأديبية: إذا كان الجاني موظفًا حكوميًا أو يعمل في مجال الرعاية، فقد يتعرض لإجراءات تأديبية إضافية، مثل الفصل من العمل.
ختامًا وبعد أن تعرفنا على العنف ضد كبار السن وأنواعه المختلفة علينا بنشر الاستراتيجيات التي تجعلنا نتعامل بشكل جيد مع كبار السن ونحمي حقوقهم.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ