كتابة :
آخر تحديث: 19/02/2022

كيفية رعاية المسنين نفسياً.. تعرف عليها

إن رعاية المسنين نفسياً من الأهداف التي يجب أن تكون في قمة أولوياتنا، حيث أن المسنين يحتاجون الى رعاية خاصة، وذلك نظرا لظروفهم الصحية والنفسية.
وقبل البدء في الحديث عن رعاية المسنين يجب أن نعرف ما يمرون به من أزمات في هذه السن المتقدمة، حيث أن المسن قد يعاني من العديد من الأمراض التي تسبب له ضعف الذاكرة، أو صعوبة الحركة، ويحتاج إلى الصبر والخبرة في كيفية دعمه من الناحية النفسية، سنعرفكم بالموضوع أكثر اليوم على موقعنا مفاهيم.
كيفية رعاية المسنين نفسياً.. تعرف عليها

رعاية المسنين نفسياً.. من أين نبدأ؟

البدء في رعاية المسنين تكون في مرحلة مبكرة جداً، فإن الاستعداد لهذه المرحلة يكون في مرحلة الشباب وليس في الشيخوخة، وذلك من المسن شخصياً، ومن الأسرة التي ينتمي إليها ايضاً.

و تكمن المشكلة في وجود صعوبات كثيرة تواجه القائم على رعاية المسنين، أولى تلك المشاكل هي عدم قدرة المسن على فهم كثير مما يجري حوله حيث أنه يكون مشغولاً بقضايا أخرى.

اهتمامات المسن الأخرى..

اهتمامات الإنسان في مراحل عمره المختلفة تتغير وتتطور حسب كل مرحلة، ففي مرحلة الطفولة يكون الانسان مشغولاً بتلبية احتياجاته الأولية الأساسية، مثل المأكل والمشرب، أما في مرحلة الشباب فيكون مشغولاً بتلبية احتياجاته في اثبات ذاته وبناء مستقبله.

أما في مرحله الشيخوخة فيكون مشغولاً بحماية نفسه وأسرته من الأخطار التي واجهها في حياته، وكذلك اتخاذ الإجراءات التي تحميه من الأمراض التي يخاف من الإصابة بها او تقليل الأعراض الجانبية للأمراض التي أصيب بها بالفعل.

الحساسية المفرطة لدى المسن..

هناك بعض المواقف التي يراها بعض الأشخاص مواقف عادية، مثل صعوبات العمل الروتينية، واختلاف المواقف والآراء مع مدير العمل والزملاء، أو حتى المشكلات الموجودة بين أفراد الاسرة الواحدة، فالإنسان في مرحلة الشباب يملك المقدر على التعامل مع تلك المواقف دون أن تسبب له أي مشاكل نفسية، لأنه ببساطة يراها اختلافات طبيعية.

كما أنه يملك من القدرات و قوة الملاحظة والقدرة على التحليل ما يمكنه من فهم الشخصيات المختلفة حوله.

أما المسن فإن قدراته في مرحلة الشيخوخة تختلف عن قدراته في مراحله السابقة، فقدرته على التذكر وقدرته على قوة الملاحظة تكون أقل بما يمنعه من تكوين صورة صادقة عن الواقع الذي يعيشه.

تلك الاختلافات لدى المسن يجب أن يضعها في الحسبان كل من يتعامل معه، فعدم قدرته على بناء تصور صحيح للواقع أمر وارد وطبيعي.

وهنا يجب أن يتجنب المتعامل مع المسن الدخول في صراعات معه، بل يحاول أن يكون حاسماً في حل المشكلات وفي نفس الوقت يملك من القدرات ما تمكنه من إرضاء المسن أو على الأقل عدم وصول المشكلة الى طريق مسدود.

وسائل لتحقيق الراحة للمسن..

هناك وسائل كثيره يمكن من خلالها تحقيق الراحة النفسية للمسن. وهي تختلف من مسن لآخر، ومن بيئة إلى أخرى ومن ثقافة إلى أخرى.

ولكن حجر الزاوية في تحقيق الراحة النفسية للمسنين يكمن في وجود ثقة متبادلة بين المسن وبين من يتعامل معهم، فبناء جدار الثقة هو الاساس في أي راحة نفسية نهدف الى تحقيقها سواء فى وجود المشكلات أو في الحياه الطبيعية.

كيفية بناء الثقة مع المسن..

ومع بناء الثقة لا يشترط أن تكون كل طلبات المسن مجابة ممن يتعامل معهم، ولكن تعني أن يقتنع المسن أن من يعامله يسعى لتحقيق الخير له.

وتلك القناعة لا تتكون بسهولة، خاصة مع إنسان عاش حياته في صراعات وصدمات في شخصيات عاش معها سنوات سابقة من عمره.

فيجب أن يكون هناك وعي بأن تلك القناعة تتكون بمرور الوقت، ومع مواقف متعددة مع الشخصيات الأسرية التي يعيش معها.

يجب أن لا يشعر المسن بالتهميش..

ولكن الخطأ الذي يقع فيه كثير من المتعاملين مع المسن أنهم يقومون بأدوار في حياة المسن بطريقة تجعله يظن أنهم يهدفون إلى منعه من اتخاذ القرار في الحياة.

وهذا الأمر يجعل المسن في حالة رفض تام لأي قرار حتى ولو كان في صالحه.

فيجب ترك الفرصة للعديد من الأدوار التي يقوم بها المسن في الحياة سواء لنفسه او للآخرين، إن هذا يشعره بقيمته في الحياة.

رعاية المسنين وأثره في المجتمع..

إن رعاية المسنين ليست نوع من أنواع الرفاهية، بل هي ضرورة كبيرة جداً في أي مجتمع، ذلك لأن المسن في رعايته الرعاية السليمة العديد من الآثار الإيجابية على الفرد وعلى المجتمع.

ففي رعاية المسنين رسالة واضحة لكل أفراد المجتمع بأن هذا المجتمع لا يفرط فيمن أفنى عمره لبناء المجتمع، بل يعترف بفضلهم ودورهم البناء.

رعاية المسن فرصة لنقل الخبرات..

نعم فإن المسن يعتبر فرصة كبيرة جداً لأي إنسان يريد أن يجمع الخبرات في أي مجال من المجالات، لأن هذا المسن قضى عشرات السنين في حياته المهنية مر خلالها بعشرات المواقف الحساسة التي مكنته من ثقل خبراته في مجال عمله.

وقد يقول قائل بأن هناك بعض المهن التي تطورت تطوراً كبيراً جداً، بحيث لا نحتاج فيها إلى نقل الخبرات من المسنين، بل ننقل الخبرات من الدول المتقدمة تكنولوجياً، مثل مجال الاتصالات ومجال التعليم وغيرها من المجالات التي أصبحت مختلفة تماماً عما كان الوضع من عشرات السنين.

وهذا الأمر مردود عليه، حيث أن الخبرات في التعامل مع المجتمع وردود أفعاله لا تتغير بتغير الوسائل التكنولوجية، حيث أن تقبل المجتمع للطفرة التكنولوجية لا يكون سريعاً، بل يحتاج إلى خبرة وحنكة في التعامل مع أفراد المجتمع حتى يتم إقناع المجتمع بتلك الطفرة، تلك الخبرة في التعامل مع المجتمع التي يمتلكها المسنين وتمكنهم من توقع ردود أفعالهم حيال أي وسيلة تكنولوجية جديدة.

رعاية المسنين فرصة لتواصل الأجيال..

إن الطفل الذي يجلس مع جده ويستمع منه للذكريات والتجارب يكون أكثر ارتباطاً بوطنه وجذوره أكثر من الطفل الذي لم يجلس مع أجداده ولم يسمع منهم.

إن التواصل بين الأجيال أمر حتمي لتناقل المبادئ والقيم في المجتمع وعدم اندثار الأفكار البناءة وضياعها من جيل لجيل.

وتلك العملية من الأهمية بمكان كبير، حيث أن المجتمعات دائماً ما تحتاج إلى ما يعزز انتمائها ويثبت وجودها بين المجتمعات الأخرى.

وأخيراً ... فإن رعاية المسنين نفسياً أمر غاية في الأهمية ولا يمكن حصره في كلمات قليلة ولكننا حاولنا أن نلقي بعض الضوء على تلك القضية لعلنا ننجح في رعايتهم ومكافئتهم على ما قدموه لمجتمعاتهم.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ