القيلولة.. مفتاح سحري لحياة أفضل
كثيرون لا يعلمون الفوائد الجمة للقيلولة وضرورتها في إعادة الطاقة للإنسان، إلا أن فئة أخرى تعرف هذه الفوائد جيدا، إذ يعلمون أن شعورهم بالإجهاد والإرهاق الشديدين في نهاية اليوم، سببه الأساسي عدم أخذ "القيلولة"، التي أكدت الدراسات الحديثة أنها تريح ذهن الإنسان وتحسن مزاجه. هذه الفئة لا تتمتع بالقيلولة لسببين، إما أن ظروف الحياة والعمل يحولان دون أخذ "القيلولة"لدى البعض، أو في حال توفر إمكانية أخذها لدى البعض الآخر فهي تتحول إلى نوم عميق يجعلهم أكثر إرهاقا و كسلا.
محتويات
ما هي القيلولة؟
حسب الخبراء، هناك خيط رفيع يفصل بين "النوم" و"القيلولة"، فالقيلولة لا يجب أن تزيد بأي حال من الأحوال عن ساعة ويفضل أن تكون بين 20 دقيقة ونصف ساعة، على عكس النوم العميق الذي لا ينبغي أن يقل عن ساعة ونصف ويمتد لساعات. كما أنك في القيلولة لا تدخل لمرحلة النوم المتعمقة، لأنك إذا دخلتها واستيقظت ستشعر بكسل وأرق، أكثر مما كنت عليه قبل النوم.
أنواع القيلولة
قيلولة الوقاية
هي التي يلجأ إليها شخص ما يريد أن يظل مستيقظا لوقت طويل في الليل.
قيلولة التعويض
وهذه يدخلها هؤلاء الناس الذين يعانون من نقص في النوم ويحاولون تعويضه، وينصح الأطباء أن تكون هذه القيلولة "نوم عميق" يصل إلى ساعة ونصف على الأقل.
قيلولة العادة
و هي التي يذهب إليها بعض الأشخاص، بانتظام واستمتاع، فتنظم يومهم، وهذا ما يجب على الجميع فعله كي ينعموا بأكبر عدد من ساعات التركيز والنشاط.
متى تكون القيلولة؟
ليس هناك موعدا محددا للقيلولة ولكن هذا يتوقف على الساعة البيولوجية للجسم، وموعد النوم والاستيقاظ، فإذا كنت ممن ينامون مبكرا ويستيقظون مبكرا، فقيلولتك تكون في تمام الواحدة ظهرا وتستمر لنصف ساعة على الأكثر، أما إن كنت ممن ينامون متأخرا ويستيقظون متأخرا (العاشرة صباحا مثلا) فقيلولتك يجب أن تتأخر نحو ساعة أو ساعتين عن قيلولة أولائك الذين يستيقظون مبكرا.
ما فوائد القيلولة؟
اسنة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولها من الفوائد الكثير بحيث صارت دول أجنبية تضع من ضمن ساعات العمل فيها وقتا للقيلولة وذلك لما له من فائدة على إنتاجية العامل.
ومن أهم فوائدها: تقوية الذاكرة، إذ تساعد على تعلم أشياء أكثير في فترة زمنية أقصر، وتساعد على تخزير البيانات أكثر مما لو تلقيتها دون قيلولة، كما أنها تساعد على الإنتباه والتركيز في العمل. بالإضافة إلى ما تقوم به من "تعزيز مهاراتك الإبداعية" وتنهي استسلام مناعتك لأي طارئ، كما تساعدك -إن كان وزنك زائدا- على انقاصه بشكل كبير.
ومن ضمن الفوائد أيضا و التي أكدتها الدراسات العلمية، أنها تساعدك على التخلص من توترك الذي يصاحبك ولا تعرف له سببا، كما تساعد بشكل كبير على تحسين صحة القلب، وتنظم مستويات هرمون التيستوستيرون، إلى جانب راحة الجسم الذي سينسى مصطلح "الإجهاد".
احذر النوم
كل هذه الفوائد ستتحول إلى أضرار ومخاطر لو طالت قيلولتك عن 40 دقيقة، نعم ففي دراسة شملت نحو ثلاثمائة ألف شخص، تبين أن النوم "العميق" في وقت القيلولة يؤدي إلى أمراض الكوليسترول والسمنة وارتفاع ضغط الدم، ليس هذا فحسب وإنما قد يصل الأمر إلى الوفاة المبكرة.
لذلك يجب أن تحذر النوم العميق.. ولكن كيف؟
لا تأخذ قيلولتك في حجرة نومك على الإطلاق، فهذا المكان المريح قد يؤدي بك إلى النوم العميق، لذا نم في مكان غير مريح بشكل كبير في ضوء خافت. فيمكنك أن تنام على مكتبك في العمل لمدة 20 دقيقة، كما يمكنك أن أخذ قسطك من الراحة في البيت، تحت ضوء خافت على أي من أرائك المنزل، وابتعد بشكل كبير عن الأجهزة الإلكترونية التي تزيد انتباه العقل، ما يحول دون الدخول في النوم.
عزيزي القارئ، القيلولة مفيدة جدا، لكن عليك أن تعتاد عليها، فلن تتمكن من الحصول عليها والاستمتاع بها بين يوم وليلة، جرب وافشل حتى تنجح.. لكن تذكر أن النوم العميق خلالها إذا زاد عن 40 دقيقة وقل عن ساعة ونصف فستسيقظ بحالة سيئة للغاية، نفسيا وجسديا، وإذا وصل إلى هذه المدة وكنت قد حصلت على كفايتك من النوم في المساء، فهذا بالطبع سيضرك كثيرا. لذا احفظ هذه النصيحة: "القيلولة السليمة.. فائدة عظيمة؛ أما الخاطئة ضرر جسيم".
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_581