كتابة :
آخر تحديث: 21/01/2021

أبرز طرق علاج اللامبالاة المرضية

تعد اللامبالاة المرضية وسيلة من الوسائل التي يعبر بها الإنسان عن العديد من المعاني النفسية على النحو الذي سنذكره في تلك المقالة.
اللامبالاة في حقيقتها لها أعراض واحدة، تتلخص في عدم الاعتداد بنتائج الأفعال، فمهما كانت النتائج تجد شعور غريب بحيادية المشاعر، لا غضب أو حزن أو فرح، لكن في الحقيقة مسبباتها مختلفة.
فالإجهاد النفسي الشديد قد يسبب اللامبالاة، والإحباط الشديد قد يسببه أيضاً، والحيرة الشديدة قد تسبب اللامبالاة، ولكن هذه الحالة ليست مرضية دائماً، فربما كانت طبيعية، حين يكون للإنسان هدف أكبر يسعى إليه، فقد تنخفض حدة اهتمامه ببعض الأولويات إلى حد اللامبالاة.
أبرز طرق علاج اللامبالاة المرضية

أسباب اللامبالاة المرضية

كما ذكرنا فإن اللامبالاة قد تكون مرضية وقد تكون طبيعية، ولكن ما هي أعراض اللامبالاة المرضية؟ إن أهم عرض من أعراض اللامبالاة المرضية هي استمراراها بدون دافع معين، فحين يكون الإنسان بدون مشاعر أو اهتمامات أو انفعالات، ولكن يستقبل كل الأفعال بمشاعر حيادية، ويكون ذلك لفترات طويلة، فإنها علامة مرضية، خاصة وإن كانت بدون سبب واضح أو عذر مقبول, ولكن قبل الحكم على الحالة سواء كانت مرضية أو غير ذلك يجب أولاً التعرف على أسباب اللامبالاة حتى نستطيع اختيار سبل التعامل وفقاً لكل سبب من الأسباب.

اللامبالاة نتيجة الشعور بالحزن

اللامبالاة المرضية لا تنتج دفعة واحدة في معظم الأحيان ولكن تنتج من تراكم مواقف وإحباطات متتالية يعجز المرء عن مواجهتها, والتعرض للمواقف المحزنة أمر لا يمكن تجنبه، فهو أحد معطيات الحياة التي يجب مواجهتها والتعامل معها، ويجب على الإنسان أن يجمع الخبرات اللازمة لنجاحه في مواجهة تلك الأحزان وعدم الاستسلام لها.

فكل إنسان له أسلوبه الخاص في تحمل الأحزان وعبورها، وهو أمر أشبه بالتمرينات الرياضية، تكون صعبة في بدايتها، ولكن مع الوقت ومع التعرف على الحياة من ناحية وعلى الخصائص النفسية للإنسان من جهة أخرى يتمكن الإنسان بالتدريج من أدواته في عبور الأزمات النفسية.

اللامبالاة نتيجة سوء التخطيط

من الأمور المؤدية للامبالاة المرضية عدم تحقيق الأهداف التي يتمناها الإنسان لنفسه، وبقائها مجرد أمنيات بلا خطوات عملية، تلك الحالة تسبب يأس كبير من تحققها، وحين يفشل الإنسان في تحقيق أهدافه، قد يعيش لتحقيق أهداف الآخرين، وحينها تصيبه اللامبالاة لأن نتائج ذلك الجهد الكبير الذي يقوم به لا تصب في نموه الشخصي والعملي ولكن تصب في نمو أشخاص آخرين، فتصيب الإنسان حالة من حالات اللامبالاة الشديدة لأن المجتمع الذي ينتمي إليه يطلب منه المزيد من الجهد رغم أنه لا يشعر بنتيجة هذا الجهد الذي يقدمه للآخرين.

وهنا قد يقول قائل وما الدافع لأن يعمل لصالح الآخرين، فلماذا لا يعمل لنفسه من البداية، وهنا تلعب الخبرات النفسية والماضي الشخصي دوراً كبيراً في تكوين الصورة الذهنية التي يراها الإنسان لنفسه، فحين تكون الصورة النفسية للإنسان مشوهة وغير صحية تكون الأفعال التي يفعلها الإنسان لنفسه هي الأخرى غير صحية وغير سليمة، فيقوم الإنسان بالتعبير عن تلك الصورة المرضية بأفعال مرضية

علاج اللامبالاة المرضية

تعرضنا في السطور السابقة للعديد من المسببات التي تسبب اللامبالاة المرضية، وهنا بعد أن تعرفنا على تلك المسببات نجد أنها جميعاً تعتمد على رد فعل المريض نفسه، فهو حجر الزاوية في العلاج، سواء كان علاجاً ذاتياً يقوم الإنسان به لنفسه دون اللجوء لمختص أو علاجاً طبياً متخصصاً لأنه حتى في حالة اللجوء لطبيب متخصص فإن نجاح الطبيب المتخصص يعتمد بشكل أساسي على تعاون المريض نفسه مع الطبيب.

وعي الإنسان بطبيعة مرضه

فالعلاج يبدأ دائماً بوعي الإنسان بمرضه واعترافه به، وعدم تبرير حالة اللامبالاة لنفسه، حيث أنه من الممكن أن ينكر المرض وأن يعتبره حالة عادية جداً، وتجده يقول أنه مدرك لما يفعل والحقيقة أنه مصاب باللامبالاة.

الأندماج في الأنشطة المختلفة

نعم هناك وسائل عديدة لعبور الأزمات النفسية، فمن تلك الوسائل الاندماج في هواية تحبها عزيزي القارئ، فالاندماج في هواية تحبها مثل الرسم أو لعب لعبة رياضية خاصة بك، تجعلك تجدد طاقتك النفسية وتجمع قواك لتكون قادراً على مواجهة الأحزان.

التواصل مع الأخرين

من الوسائل الأخرى أيضاً مقابلة الأحبة والجلوس معهم أوقات كثيرة، فهذه الجلسة لها تأثير إيجابي كبير جداً في مواجهة الأحزان وعدم الاستسلام لها، ذلك الاستسلام الذي يسبب اللامبالاة النفسية واللامبالاة المرضية، فيجب عليك عزيزي القارئ أن تكون واعياً بمن يحبك بحق ويتمنى الجلوس معك، ويحزن كثيراً عندما تنشغل عنه ويشتاق إليك، والأمر لا علاقة له بالعلاقات العاطفية فقط، ولكن له علاقة بعلاقة الأب بابنه والابنة بأمها والأصدقاء والجيران والزملاء في العمل وغيرها من العلاقات التي قد تجد فيها الملاذ من الأحزان.

العبادات الدينية

تعتبر من الأمور التي تساعد على عبور الأحزان، فالعبادات الدينية تقوي الصلة بين الإنسان وربه وتجعه يستمد القوة الروحية من الإيمان بالمعتقدات التي تساعده على عبور الأحزان.

عدم التمسك بحالة اللامبالاة

نعم هناك ملحوظة هامة جداً جداً في مواجهة اللامبالاة، وهي أنك عزيزي القارئ الباحث عن علاج للامبالاة لن أضمن لك بأي حال من الأحوال أن لا تتعرض لتلك الحالة في أي لحظة من لحظات حياتك المقبلة، فاللامبالاة حالة يمكن لأي إنسان أن يمر بها كما ذكرنا من قبل، ولكن المهم هو أن لا تستمر في تلك الحالة لفترة طويلة تفوت عليك فرص الحياة وراحتها النفسية, وضرورة تلك الملحوظة في أنك بعد دراستك لنفسك ومعرفتك لخفاياها قد تصاب بالإحباط الشديد نتيجة تعرضك لتلك الحالة لدقائق أو ساعات أو حتى أيام، فيجب عليك التمهل في حكمك على نفسك وعدم اعتبارها في مرض نفسي ولكن يجب عليك التعاطف مع نفسك وتشجيعها للخروج من تلك الحالة سريعاً.

تخفيف الضغط النفسي

الضغط النفسي له دور كبير في استسلام الإنسان لحالة اللامبالاة، فكثير من المرضى تعرضوا لضغوط نفسية كبيرة جداً أدت إلى تلك الحالة النفسية، لذا فإن تخفيف تلك الضغوط له دور كبير في إنهاء تلك الحالة من الأساس, فالضغوط النفسية يمكن التخفيف من حدتها مع اتخاذ القرارات الحاسمة بالانفصال عن تلك الضغوط ولو لفترة من الزمن، فمن يخشى دخول امتحان الثانوية العامة مثلاً، يمكنه أن يتخذ قراراً بقضاء وقت أكبر مع هوايته رغم وجود تخوف شديد من أن الوقت الأولى للاستذكار، وأن هناك بعض الآراء قد تجد الأمر مضيعة للوقت في قضاء ذلك الوقت مع الهواية المفضلة.

ولكن الحقيقة أن تخفيف الضغط النفسي بتلك الوسيلة له تأثير إيجابي كبير في مواجهة الضغوط النفسية الكبيرة، وتجعل الإنسان قادراً على مواصلة الاستذكار وهو راض عن تلك الضغوط وقادر على تحملها، فالضغوط النفسية لها تأثير كبير على الإنسان ودور كبير في إيصاله لحالة اللامبالاة.

وأخيراً.. فاللامبالاة المرضية يمكن الوقاية منها وعلاجها بمجرد التعرض لها وذلك بالوعي النفسي الهام الذي يمكن أن يتمكن الإنسان من خلاله من عبور الأحزان والصدمات والضغوط بكفاءة كبيرة وعدم الوصول لتلك الحالة المرضية التي تضيع على الإنسان العديد من الفرص في الحياة الهادئة الجميلة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ